يمر جسمكِ بتغييرات كثيرة خلال فترة الحمل، يمكن أن تسبب هذه التغييرات مشاعر الحزن والاكتئاب أثناء الحمل. يؤثر الاكتئاب على الطريقة التي تشعرين بها تجاه نفسكِ وتجاه الأشخاص من حولك، والذي بدوره يمكن أن يسبب مخاطر نفسية أخرى، في هذا المقال سنوضح لكِ ما هو الاكتئاب خلال فترة الحمل وما هو أفضل علاج له.
المحتويات
ما هو الاكتئاب خلال الحمل؟
تعاني منه النساء أثناء فترة الحمل، وهو يشبه الاكتئاب الذي يحصل بعد الولادة، وإن الاكتئاب خلال الحمل ليس مجرد شعور بالحزن، إذ أنَّ الأمهات اللاتي يعانين من هذا الاضطراب قد يشعرن أيضًا بالقلق والتوتر والغضب، وتساهم العديد من العوامل في الإصابة بالاكتئاب خلال الحمل كالتغييرات الهرمونية، والتغيرات الجسدية والبيئية، بالإضافة إلى عوامل أخرى.
تشير الأبحاث إلى أن ما يقارب 7٪ من النساء الحوامل يعانين من الاكتئاب أثناء الحمل، وقد تكون المعدلات أعلى في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل. [1]
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر الاكتئاب على تفكيرك.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل؟
هناك العديد من العوامل المختلفة التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل، ويمكن أن تشمل هذه المخاطر ما يلي:
- وجود تاريخ سابق من الاكتئاب.
- الحمل في عمر صغير.
- عدم الحصول على دعم اجتماعي.
- الخلاف المستمر مع الزوج.
- الشعور بالتردد حيال الحمل.
- ضغوط الحياة كزيادة الإجهاد الناتج عن العمل لساعات طويلة، أو الأزمات المالية.
ما هي علامات الاكتئاب خلال الحمل؟
قد تتشابه بعض أعراض الاكتئاب، بما في ذلك التغيرات في النوم ومستوى الطاقة والشهية، مع أعراض الحمل؛ نتيجة لذلك، قد تُنسب هذه الأعراض بأنها أعراض طبيعية نتيجة الحمل، لذا إليكِ الدلائل الإضافية التي قد تشير إلى اضطراب الاكتئاب أثناء الحمل:
- القلق المفرط بشأن الجنين.
- تدني احترام الذات، مثل: الشعور بعدم كفاءة دور الأم تجاه طفلها.
- عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة الممتعة.
- عدم الشعور بالطمأنينة.
- صعوبة في التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات.
- انخفاض الوزن بسبب اتباع نظام غذائي غير متوازن أو غير كافٍ.
- حدوث نوبات الاكتئاب بشكل متكرر خلال الثلث الأول والثالث من الحمل.
اقرأ أيضًا: إليك أبرز 5 أعراض للاكتئاب.
ما هو أفضل علاج للاكتئاب أثناء الحمل؟
يندرج تحت قائمة العلاج المتبع للتخفيف من اضطراب الاكتئاب أثناء الحمل العديد من الطرق والأدوات الفعالة والتي أثبتت فعاليتها وأكدًّ عليها الأطباء والمعالجون النفسيون، ومنها ما يلي:
الرعاية الذاتية
لا شك أن الرعاية الذاتية تلعب دورًا كبيرًا في تحسين الصحة النفسية وخاصةً للأمهات اللاتي يعانين من الاكتئاب خلال الحمل، حيث يمكن للرعاية الذاتية أن تحسن من حالتك المزاجية، وتجعلكِ أكثر مرونة تجاه الضغوط المختلفة، كالضغوط الناتجة عن العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية المحيطة بك، ويمكنكِ تطبيق الرعاية الذاتية من خلال ما يلي:
- التعاطف مع الذات، واحترام الذات، ومحاولة قول لا للأشياء التي تسبب لك إجهادًا نفسيًا، أو جسديًا.
- محاولة ممارسة تمارين التنفس إذا شعرتِ بالإرهاق، إذ تعتبر تمارين التنفس من أكثر الطرق كفاءة لتقليل التوتر والقلق.
- محاولة زيادة النشاط البدني إذا استطعتِ، لأنه يمكن أن يحسن مزاجكِ ويساعدكِ على النوم.
- وضع قائمة بالالتزامات أو الأنشطة التي تشاركين فيها سواء في مجال العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية من حولك، وتحديد الأنشطة التي لها أولوية بالنسبة لصحتكِ وصحة جنينكِ.[2]
الانخراط في فصول تعليمية ما قبل الولادة
يمكن أن يساعدك حضور بعض الحصص التعليمية في فترة ما قبل الولادة على الاستعداد لاستقبال طفلكِ، إذ يمكنها أن تمنحكِ الثقة الكافية والمعلومات اللازمة للاعتناء بطفلكِ، والتي بدورها ستساهم في التخفيف من مستويات القلق لديكِ، وذلك من خلال الإجابة على كل التساؤلات أو المخاوف التي قد تتبادر إلى ذهنك، كما أنها تُعتبر طريقة جيدة لتكوين صداقات مع أمهات أخريات سينجبن أطفالًا في نفس الوقت تقريبًا.
وتغطي فصول ما قبل الولادة الموضوعات التالية:
- كيفية الحفاظ على الصحة أثناء الحمل، وبعد الولادة.
- تمارين للحفاظ على اللياقة والنشاط البدني أثناء الحمل.
- ماذا يحدث أثناء المخاض والولادة.
- تقديم تقنيات فعالة الاسترخاء.
- كيفية رعاية الطفل، بما في ذلك معلومات عن الرضاعة الطبيعية.
الالتزام بتناول نظام غذائي متوازن
يعد تناول نظام غذائي صحي ومتوازن جزءًا مهمًا للحفاظ على صحة جسدية جيدة، ولكن تبين أيضًا أهمية النظام الغذائي للصحة النفسية ودوره في تخفيف حدة الاكتئاب لدى الأمهات الحوامل، ويتبع هذا الارتباط إلى العلاقة الوثيقة بين آلية عمل الجهاز الهضمي وبنية الدماغ، وبالتالي ارتباط الغذاء الجيد بالصحة النفسية المتوازنة.
اتباع النظام الغذائي المتوازن يكون من خلال تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة بالنسب الصحيحة، واستهلاك الكمية المناسبة من السوائل خلال اليوم.
ويؤكد الأطباء على ضرورة احتواء النظام الغذائي على ما يلي:
- ما لا يقل عن 5 حصص من مجموعات متنوعة من الفاكهة والخضروات كل يوم.
- الأطعمة النشوية الغنية بالألياف مثل: البطاطس أو الخبز أو الأرز أو المعكرونة.
- الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الدهنية -مثل أوميغا 3- للحفاظ على وظائف الدماغ بشكل جيد، إذ توفر هذه الدهون الطاقة اللازمة للجسم للقيام بالأنشطة المختلفة وبالتالي المساهمة في تخفيف الاضطرابات النفسية.
- الأطعمة التي تحتوي على البروتين كمنتجات الألبان، واللحوم.
العلاج النفسي
حتى تتمكني فعًلا من علاج الاكتئاب أثناء الحمل فقد تحتاجين إلى طلب المساعدة المختصة، والتي يمكن أن تكون من خلال الأطباء والمعالجين النفسيين، إذ يساعدك الطبيب المختص في وضع خطة فعالة مصممة خصيصًا لحياتكِ واحتياجاتكِ، وقد يوصي طبيبك بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، إذ يساعدك هذا النمط من العلاج على التعرف على الأفكار السلبية التي لديك، وتحديد واستكشاف الطرق التي يمكن أن تؤثر بها عواطفك وأفكارك على أفعالك، من أجل البدء في تغيير سلوكياتك وتطوير استراتيجيات جديدة للتكيف مع العوامل التي تسبب لكِ القلق والاكتئاب.
كما يمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب أثناء الحمل من قبل الطبيب المختص، إذ تستغرق هذه الأدوية ما يقارب ستة إلى ثمانية أسابيع حتى يكون لها تأثير فعال، وغالبًا ما يتم استخدامها جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي وتغيير نمط الحياة.
يعد الاكتئاب أثناء الحمل أو حتى بعد الولادة أحد الاضطرابات التي قد تتعرضين لها، ولكنك لست وحدك في هذه التجربة، انضمي إلى برنامج متابعة الحمل وهو عبارة عن جلسات عن بعد مجدولة أسبوعيًا مدتها ٣٠-٤٥ دقيقة مع أطباء اختصاصيين تهدف إلى تحقيق حمل آمن لكِ، وإذا كانت أعراض الاكتئاب لديكِ تعيق حياتكِ اليومية، أو فقدتِ الاهتمام بالأنشطة المفضلة لديك، يمكنك التواصل حالًا مع معالجك النفسي عبر تطبيق كيورا.
المراجع
[1] Depression during pregnancy: You’re not alone, www.mayoclinic.org, retrieved 27/3/2023.
[2] Depression in pregnancy, www.nhs.uk, retrieved 27/3/2023.
