ما فائدة المشي لصحتك النفسية؟

العقل السليم في الجسم السليم، مقولة اعتدنا على سماعها دون التفكير بأهميتها وضرورة تطبيقها. إن الرياضة واحدة من أهم العادات التي تساعدنا في الحصول على حياة مريحة بعيدة عن التوتر، وهي طريقة مفيدة للتخلص من جميع الضغوط التي نعيشها في حياتنا. 

في هذا المقال سنتحدث عن المشي الذي برغم بساطته، لكن فوائده على الصحة الجسدية والنفسية كبيرة جدًا ومتنوعة.

ما أهم فوائد المشي؟

يمنحك المشي العديد من الفوائد الجسدية، فيعطيك لياقة أكبر لممارسة التمارين الرياضية، ويعزز صحتك النفسية، ويساعد المشي المنتظم على تخفيف الأعراض المتعلقة باضطرابات الصحة النفسية مثل: القلق والتوتر والاكتئاب، وكلما مشيت أكثر كلما زادت التأثيرات الإيجابية التي ستجنيها.

هناك العديد من الفوائد للمشي، ومن أهمها:

  • يحسن النوم ويقلل التعب: فالمشي بانتظام يساعدك على النوم بعمق أكبر، وهو مفيد جدًا لمن يعاني صعوبات في النوم.
  • يمدك بالطاقة ويزيد قدرتك على التحمل: فهو يزيد كمية الدم المتدفق إلى الدماغ والعضلات، وهذا يمدنا بكمية كبيرة من الطاقة كالتي نحصل عليها من ممارسة التمارين الرياضية.
  • يزيل التوتر ويحسن المزاج: إذ إنه يزيد من إفراز الإندورفينات التي تعد من الهرمونات المحسنة للمزاج والمقللة للتوتر، كما أنه يقلل فرص الإصابة بالاكتئاب.
  • يساعدك على خسارة الوزن وتخفيض نسبة الكوليسترول، ويحسن صحة القلب والأوعية الدموية.
  • يحسن علاقاتك الاجتماعية: بانضمامك إلى مجموعات المشي تتعرف على أشخاص جدد وتقوي علاقاتك الاجتماعية أثناء ممارستك لرياضة مفيدة وصحية بالرغم من بساطتها.

حاول المشي 3 أيام في الأسبوع لمدة 10-30 دقيقة في كل مرة، لأن لذلك دورًا كبيرًا في تحسين مزاجك، وله تأثير إيجابي على الجهاز العصبي المركزي المسؤول عن استجابتك للتوتر، ويساعدك في تهدئة أعصابك ويقلل شعورك بالتوتر، ويمكنك أن تدعو أصدقاءك للانضمام إليك، فقد يكون للمشي مع الآخرين فوائد هامة، إذ تؤدي التمارين البدنية جنبًا إلى جنب مع التفاعلات الاجتماعية الإيجابية إلى تحسين المزاج والوقاية من الاكتئاب وزيادة احترام الذات. [1]

اقرأ أيضًا: متى تظهر خسارة الوزن؟

كيف تحافظ على روتين المشي يوميًا؟

أفضل الطرق لبدء روتين جديد للمشي هي أن تبدأ تدريجيًّا بشكل بسيط وتريح نفسك دوريًّا حتى تزيد قدرتك على التحمل. 

حاول أن تبدأ الإحماء قبل أن تمشي لمسافة طويلة، وابدأ بتمارين تشعرك بالاسترخاء، ثم انتقل للمشي السريع، وعند اقتراب نهاية مسيرتك امنح نفسك وقتًا للإبطاء مرة أخرى. 

في كل مرة تخرج فيها حدد طريقًا مريحًا للمشي، ثم قم بتمديد المسافة خلال الأيام أو الأسابيع القادمة، فمن القواعد الأساسية أن تمشي لمدة 30-45 دقيقة، إما كلها دفعة واحدة أو مقسمة إلى أجزاء مدة كل واحدة منها 10 دقائق، وتذكر أن الأمر لا يتعلق دائمًا بطول المسار، وإنما بجودة المشي والفوائد التي تحصل عليها من القيام بذلك باستمرار، وهنا بعض النصائح المفيدة للبدء:

  • حاول أن تجد وقتًا للمشي خلال يومك، فيمكنك البدء بشيء بسيط مثل المشي لمدة 5 دقائق خلال استراحة الغداء، وعندما تصبح عادة حدد هدفًا جديدًا مثل المشي لمدة 20 دقيقة بعد العمل. باستخدام هذه الخطة يمكنك أن تحقق أهدافًا كانت تبدو مستحيلة في البداية.
  • إذا كنت لا تفضل المشي وحدك، اطلب من أحد أصدقائك أو جيرانك أن يرافقك، أو حاول الانضمام إلى مجموعة مشي، كما يمكنك الاستماع للموسيقى أثناء المشي كي لا تشعر بالملل.
  • ارتدِ حذاءً مريحًا كي تبقى مرتاحًا أثناء المشي لمسافات طويلة، وحاول أن يكون دافئًا ومقاومًا للماء كي لا تبرد أو تتبلل قدماك في حال حدوث أي تغيير في الطقس.
  • إذا كنت تحب المشي ليلًا، حاول ارتداء ألبسة بألوان فاقعة كي تلاحظك السيارات، وامشِ في شوارع جيدة الإضاءة، وفي حال كنت لوحدك أخبر أحد أصدقائك أي طريق ستسلك كي يطمئن عليك.
  • بالرغم من أن للمشي فوائد مذهلة على الصحة النفسية إذا كنت تمارسه بانتظام، لكن حاول مشاركته بنظام غذائي متوازن، والحصول على قدر كافٍ من النوم، وإحاطة نفسك بوسط داعم لك. كما يجب الانتباه إلى أن بالرغم من فوائده الكثيرة إلا أنه ليس علاجًا للأمراض النفسية، لذا إذا شعرت بأنه لم يعد يحسن مزاجك ونفسيتك كالسابق استشر طبيبًا نفسيًّا ليساعدك في معرفة السبب. 

فوائد الرياضة بشكل عام على الصحة النفسية

ليس المشي وحده ما يحسن صحتك النفسية، بل الرياضة بجميع أنواعها تساعدك على تحسين جوانب عدة من حياتك، فهي تزيد قدرتك على التركيز والتفكير وتنشط ذاكرتك والمحاكمة العقلية لديك، وتقوي ثقتك بنفسك، فممارستك للرياضة يحسن مظهرك العام ويعطيك قوة بدنية، مما يعزز ثقتك بقدراتك مع كل تطور تحققه في هذا المجال. 

كما أنها تساعدك على خسارة الوزن والحصول على جسم صحي وقوي، فالرياضة والنظام الغذائي المتوازن من الطرق الموثوقة والآمنة لخسارة الوزن بشكل صحي، كما أنها تقلل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وتحافظ على قوة العظام والمفاصل والعضلات، وتخفف التورم والانزعاج عند مرضى التهاب المفاصل، ولها دور في تقليل نسبة الإصابة بالاكتئاب واضطراب القلق، فهي تبقي دماغك مشغولًا وتبعدك عن التفكير بما يزعجك ويوترك، وتخفف أعراض الاكتئاب عند المرضى وتعطيهم دافع للنهوض من السرير والخروج من الحالة النفسية التي يعيشونها، كما أن ممارسة الرياضة منذ الصغر تقوي القدرات العقلية عند الأطفال وتحسن علاقاتهم مع أقرانهم.

 لكن عليك الانتباه إلى ضرورة الإحماء قبل البدء بممارسة الرياضة كي لا تؤذي نفسك، وأعلِم طبيبك بنوع الرياضة التي ستمارسها فقد تتعارض مع صحتك إذا كنت تعاني من مرضٍ معين، كآلام الظهر التي تتطلب تمارين رياضية معينة تحسن من حالتك بدلًا من أن تزيدها سوءًا. [2]

اقرأ أيضًا: كيف يفيدك شرب الماء في إنزال الوزن؟

في النهاية مهما كانت الرياضة التي ستمارسها التزم بها جيدًا وأدخلها في نظام حياتك لتصبح روتينا تمارسه دومًا، وإذا وجدت صعوبة في ممارسة الرياضات الشاقة فإن المشي أفضل خيار لك فهو بسيط وله الكثير من الفوائد، وفي حال كنت تتكاسل أن تمشي من وقت لآخر لا تستسلم وتذكر الفوائد التي ستحصل عليها عندما تقوم بهذا النشاط الفيزيائي يوميًّا.

[1] Mental Benefits of Walking, www.webmd.com, retrived 19/2/2022

[2] Mental Benefits of Walking, www.webmd.com, retrived 19/2/2022

Loading spinner
Share your love