إذا كنت تغضب بسرعة، أو تشعر بالوحدة وترغب بالابتعاد عن العائلة والأصدقاء، أو تجد نفسك منهكًا بسبب العمل طوال الوقت، وتمارس الكثير من العادات غير الصحية، فقد تدل هذه العلامات على أنك تعاني من الاكتئاب الذكوري، فما هو الاكتئاب الذكوري، وكيف يمكن علاجه.

المحتويات

ما هو الاكتئاب الذكوري؟

يعتبر الاكتئاب من الاضطرابات النفسية التي تؤثر بشكل كبير على كيفية شعورك، وطريقة تفكيرك وتعاملك مع نشاطاتك اليومية، فقد تشعر بالحزن أو سرعة الانفعال أو فقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتع بها سابقًا، وعلى الرغم من أننا نشعر ببعض الإحباط بشكل طبيعيّ أحيانًا، لكن المشكلة تكمن باستمرار هذا الشعور لفترة طويلة، مما قد يؤثر سلبًا على حياتك.

يعد الاكتئاب من أشيع الاضطرابات النفسية، حيث يعاني منه واحد من كل ثمانية ذكور في مرحلة ما من حياتهم، ويختلف تأثير الاكتئاب على كل من الذكور والإناث، فهو يترافق -عندما يحدث عند الرجال- مع ممارسة مجموعة من العادات السيئة، التي قد يكون لها عواقب وخيمة على صحة الفرد عندما لا يتم علاجه بشكل صحيح، كما يمكن أن تصعّب طبيعة الرجال بعدم رغبتهم بالحديث عن مشاعرهم أو إظهار الانزعاج، أو الاعتراف بأنهم يعانون من الاكتئاب، لكن لحسن الحظ، عادةً ما يتحسن الاكتئاب الذكوري مع العلاج النفسي.

تساهم مجموعة واسعة من العوامل بحدوث الاكتئاب الذكوري، ولكن تتوقف أعراض الحالات المختلفة على ظروف كل شخص، حيث تفاقم المواقف الصعبة بالحياة، أو فقدان أحد أفراد العائلة، أو سوء المعاملة في الماضي أو ضغط العمل من أعراض الاكتئاب.

يمكن القول أنك أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الذكوري إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني منه، أو لديك حالة صحية خطيرة، أو كانت شخصيتك معرّضة للاكتئاب، وخاصةً بحالات القلق الشديد أو المثالية الزائدة. كما تفاقم الوحدة أيضًا من خطر الإصابة بالاكتئاب، حيث أظهرت الدراسات تأثير جائحة كوفيد-19 في حدوث اضطرابات صحية وعزلة اجتماعية للكثير من الأشخاص الذين كانوا بعيدين عن عائلتهم وأصدقائهم لفترة طويلة، مما أدى إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، وعلى الرغم من ذلك، قد تشعر بالأعراض دون سبب واضح، لكنّه لا يعني أنك لا تعاني من الاكتئاب الذكوري. ^[1]

ما هي علامات الاكتئاب الذكوري؟

تتضمن العلامات التي تدلّ على حدوث الاكتئاب الذكوري، التغيّر في طريقة التفكير والشعور والتصرفات، مع وجود علامات أخرى للاكتئاب مثل: الشعور بأنك تعاني من سرعة بالانفعال والإحباط والغضب، بالإضافة إلى الحزن وخيبة الأمل، أو الإحساس بالعجز أو الإرهاق وتأنيب الضمير.

كما يترافق الاكتئاب الذكوري مع التفكير بطريقة سلبية مثل: تدني احترام الذات والإحساس بعدم الأهمية والقيمة، وفقدان المتعة بالأنشطة التي تحبها، وقد تلاحظ أيضًا أنك تتصرف بشكل مختلف، من خلال عدم الخروج مع الأصدقاء أو العائلة، والتعامل الخاطئ مع المواقف التي تحدث في العمل أو المدرسة، بالإضافة لعدم القدرة على التركيز والتصرف بتهور.

يمكن أن تعاني أيضًا من أعراض جسدية، مثل:

صعوبة النوم أو الشعور بالتعب والتوعك.
اضطراب الشهية، مع خسارة الوزن أو السمنة الزائدة.
الصداع والمشاكل الهضمية وآلام العضلات.

نشعر جميعًا ببعض هذه العلامات والأعراض من حين لآخر، لكن إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة ولم تختفي، فقد يكون الاكتئاب الذكوري سببًا لها.

اقرأ أيضًا: إليك أبرز 5 أعراض للاكتئاب.

كيف أتعامل مع الاكتئاب الذكوري بشكل صحيح؟

يمكن أن تساعد طرق العلاج المختلفة، بما في ذلك استشارة طبيب أو معالج نفسي متخصص، على تعلم مهارات التأقلم الصحية، ويمكن أن تشمل هذه التدابير ما يلي:

ضع أهدافًا واقعية، وحدد أولويات المهام التي تقوم بها.
ابحث عن الدعم العاطفي من الشريك أو العائلة أو الأصدقاء، وتعلم طرق بناء العلاقات السليمة؛ حتى تتمكن من المشاركة في النشاطات الاجتماعية المختلفة.
تعلم الطرق الصحيحة للتعامل مع التوتر مثل: ممارسة تمارين التأمل واليقظة، وتطوير مهارات حل المشاكل.
ابتعد عن اتخاذ قرارات مهمة بحياتك مثل: تغيير عملك حتى تتحسن أعراض الاكتئاب.
تفاعل مع الأنشطة التي تستمتع بها عادةً مثل: ممارسة الرياضة أو الهوايات الأخرى.
حاول الالتزام بجدول زمني منتظم واتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك النظام الغذائي والنشاط البدني المنتظم، للمساعدة في تحسين صحتك النفسية.

كيف يمكن علاج الاكتئاب الذكوري؟

إذا كنت تعاني من الاكتئاب، يمكن أن يساعدك طبيبك في بناء خطة علاجية متكاملة، قد تتضمن أنواعًا مختلفة من العلاجات اعتمادًا على أعراضك ومدى شدتها.

تشمل الأساليب الرئيسية لعلاج الاكتئاب الذكوري: الأدوية النفسية والعلاج النفسي والمساعدة الذاتية أو العلاجات البديلة المتممة.

تؤثر الأدوية المضادة للاكتئاب ومحسّنات الحالة المزاجية على العمليات الكيميائية العصبية التي تتحكم في مزاجك، وتستغرق عادةً من 4 إلى 6 أسابيع حتى تظهر فعاليتها.

هناك مجموعة واسعة من العلاجات النفسية للاكتئاب مثل: العلاج السلوكي المعرفي (CBT) ويعتبر الأهم والأشيع، والعلاج النفسي الشخصي (IPT). كما يمكن الاستعانة بمجموعة واسعة من تقنيات مساعدة الذات والعلاجات البديلة المتممة لتدبير الاكتئاب، والتي قد توصف لوحدها، أو بالمشاركة مع أساليب العلاج الأخرى؛ لذلك من المهم أن تعمل مع طبيبك لبناء خطة علاج مناسبة مخصصة لتحسين صحتك النفسية.

تشمل طرق المساعدة الذاتية والعلاجات البديلة، تمارين التأمل واليوغا والوخز بالإبر، بالإضافة لتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام. ^[2]

متى يجب عليك طلب المساعدة؟

قد يكون طلب المساعدة صعبًا على الرجل، لكن من غير المحتمل أن تتخلص من الاكتئاب الذكوري دون علاج، وبالتالي يمكن أن يؤثر عليك بشكل كبير، ويسبب المشاكل في كل جوانب حياتك، بما في ذلك صحتك وعملك وعلاقاتك وسلامتك الشخصية.

إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب لمدة تتجاوز أسبوعين، أو كنت قلقًا من احتمال إصابتك بالاكتئاب، فيجب عليك استشارة طبيبك، الذي يقوم بتقييم حالتك، والعمل معك لبناء خطة علاجية مناسبة، ذات أهداف محددة، وتتضمن الخدمات والأساليب المتاحة لك. كما يمكنه إحالتك إلى اختصاصي آخر قادر على مساعدتك في حال الشك بوجود أسباب صحية أخرى مسؤولة عن الأعراض.

أما إذا كنت تعاني من علامات اكتئاب بسيطة، أو تشعر ببعض الضعف فقط، فيمكنك التواصل مع أحد الأصدقاء أو أفراد الأسرة، ومشاركة كل ما تشعر به، أو حتى التخطيط للخروج معًا وممارسة نشاط تستمتع به؛ لأنه من المهم الاستمرار بالقيام بالأشياء التي تجعلك سعيدًا عادة، حتى لو كنت لا تشعر بالاهتمام بها حاليًا، ومع الدعم المناسب، سوف تجد المتعة مرة أخرى بحياتك، وتبدأ في الشعور بالتحسن.

تقدم لك منصة كيورا العديد من العلاجات الفعالة للاكتئاب؛ لذلك لا تحاول إهماله أو مواجهته بمفردك، فقد تكون العواقب وخيمة على صحتك وصحة أحبائك. حمّل تطبيق كيورا على هاتفك الآن، واحجز موعد استشارة نفسية أونلاين، وابدأ خطتك العلاجية السلوكية من خلال التسجيل ببرنامج العودة للحياة بعد الاكتئاب، مع نخبة من أفضل الاختصاصيين المعتمدين، وغيّر حياتك للأفضل.