يعد داء السكري مرضًا شائعًا للغاية، ويصيب الأفراد من جميع الأعمار، وما يميز مرض السكري عن غيره من الأمراض هو تأخر كشفه بسبب تأخر ظهور أعراضه، ما يزيد من خطر إصابتك باختلاطاته، وهنا يأتي دور وأهمية الكشف الدوري عن مرض السكري، لأنه طريقة فعالة في الوقاية والكشف المبكر عن مرض السكري، وتقديم العلاج المناسب بأسرع وقت للحفاظ على صحتك وجسمك من آثاره الخطيرة.

المحتويات

ما هو مرض السكري؟

السكري هو مرض استقلابي مزمن يؤثر على كيفية تحويل جسمك للطعام إلى طاقة، ويسبب ارتفاعًا مستمرًا بمستويات سكر الدم.

يقوم جسمك السليم بتحطيم معظم الطعام الذي تتناوله وتحويله إلى سكر (غلوكوز) ويطلقه في مجرى الدم، وعندما يرتفع مستوى السكر في الدم فإنه يرسل إشارة إلى البنكرياس لإفراز الأنسولين الذي يعمل كمفتاح للسماح بدخول السكر الموجود في الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه كطاقة.

بينما في حال كنت مصابًا بمرض السكري فإن جسمك لا يصنع ما يكفي من الأنسولين أو لا يمكنه استخدامه بشكل فعال كما يجب، وعندما لا يوجد ما يكفي من الأنسولين أو عندما تتوقف خلايا جسمك عن الاستجابة للأنسولين، تبقى مستويات سكر الدم مرتفعة للغاية، وبمرور الوقت يمكن أن يتسبب ذلك في العديد من المشاكل الصحية الخطيرة مثل: أمراض القلب وفقدان البصر وأمراض الكلى. ^[1]

ما هي أنماط مرض السكري؟

يوجد عدة أنماط مختلفة لمرض السكري نذكر أهمها:

داء السكري من النمط الأول: وهو مرض مناعي ذاتي، حيث يقوم الجسم بمهاجمة وتدمير الخلايا البنكرياسية المسؤولة عن إنتاج وإفراز الأنسولين، يشاهد بشكل شبه دائم لدى الأطفال، ولم تكشف الدراسات حتى الآن سبب مهاجمة الجسم لهذه الخلايا.
ما قبل السكري: ويعتبر مرحلة انتقالية أكثر من كونه نمط بحد ذاته، يسبق الإصابة بالسكري من النمط 2، ترتفع فيه مستويات سكر الدم إلى قيم أعلى من المستوى الطبيعي ولكن بشكل غير كافٍ حتى يشخص على أنه سكري نمط 2.
داء السكري من النمط الثاني: يحدث عندما تصبح خلايا جسمك مقاومة للأنسولين وتأثيره، مما يسبب تراكم السكر في الدم، ويعد أشيع أنماط مرض السكري وما يقارب 95-90% من المصابين بمرض السكري يعانون من سكري نمط 2.
السكري الحملي: هو ارتفاع مستوى سكر الدم لدى النساء خلال فترة الحمل، وسبب هذا الارتفاع هو الهرمونات الحاصرة للأنسولين التي تفرزها المشيمة خلال الحمل.

كما توجد أنماط أخرى للسكري أقل شيوعًا. ^[2]

ما هي أعراض مرض السكري؟

يسبب مرض السكري أعراضًا متنوعة وتختلف شدة هذه الأعراض حسب نمط السكري الذي تعاني منه، ولكن توجد مجموعة من الأعراض العامة التي قد تشاهدها في جميع أنماط السكري وتشمل ما يلي:

زيادة العطش (السهاف) وجفاف الفم.
التبول المتكرر (تعدد البيلات).
الإرهاق والتعب المستمر.
تشوش الرؤية.
فقدان الوزن مجهول السبب.
التنميل أو الشعور بالوخز في رؤوس الأصابع.
تأخر شفاء الجروح أو القرحات الجلدية.
التهابات الجلد الفطرية المتكررة.

لذلك من المهم دومًا مراجعة الطبيب إذا كنت تعاني من هذه الأعراض. ^[3]

وكما ذكرنا سابقًا، يمكن أن تترافق أنماط السكري مع أعراض خاصة بها مثل:

النمط الأول من السكري: تتطور الأعراض بسرعة خلال بضعة أسابيع إلى أشهر، ومن الممكن أيضًا أن تصاب باختلاط خطير يعرف باسم الحماض الكيتوني السكري DKA، وهو حالة مهددة للحياة تتطلب علاجًا فوريًا وتشمل أعراضها (الإقياء وألم البطن ورائحة خلونية للنفس (تشبه رائحة الأسيتون) وتنفس غير منتظم).
النمط الثاني للسكري وما قبل السكري: قد لا تعاني من أية أعراض أو قد لا تلاحظ هذه الأعراض بسبب تطورها ببطء، فعند إجراء التحاليل المخبرية الدورية قد تلاحظ ارتفاع في مستويات سكر الدم قبل ظهور الأعراض، وهناك علامة أخرى تشير إلى حالة ما قبل السكري وهي تبدل لون الجلد نحو الأسود في بعض المناطق (الشواك الأسود).
السكري الحملي: قد لا تلاحظين أعراض السكري الحملي في غالبية الأوقات، ولكن طبيبك سيجري لك بعض الفحوص الدموية للتحري عن السكري الحملي بين الأسبوع 24 إلى 28 من الحمل.

ما أهمية الكشف الدوري عن مرض السكري؟

مرض السكري مرض مزمن لا يوجد علاج شافٍ له حتى الآن، يسبب مجموعة من الأعراض المزعجة والتي قد تكون غير واضحة في بداية المرض، والذي بدوره قد يؤدي إلى اختلاطات خطيرة بسبب تأخر كشفه، وهنا تكمن أهمية الكشف الدوري عن مرض السكري، فمراجعة طبيبك لإجراء فحص شامل لكامل جسمك وإجراء بعض التحاليل سيساهم بشكل كبير في وقايتك من مرض السكري إن كنت من الفئات المعرضة لخطر الإصابة به أو الحد من أعراضه إن كنت تعاني منه.

يجب علينا في البداية معرفة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري:

أصحاب الوزن الزائد.
إصابة أحد الوالدين أو كليهما بمرض السكري.
نقص النشاط الفيزيائي.
إصابة سابقة بالسكري الحملي.
حالة ما قبل السكري.
ارتفاع مستويات الكوليسترول والشحوم الثلاثية.
ارتفاع ضغط الدم.

في حال وجود واحد أو أكثر من هذه العوامل السابقة لديك قم بمراجعة طبيبك حتى يتمكن من مساعدتك في التغلب عليها والحد من تأثيرها على صحتك. عند مراجعة طبيبك من أجل الكشف الدوري سيجري فحصًا عامًا لجسمك كما سيقوم بطلب مجموعة من التحاليل الخاصة بالكشف عن مرض السكري أهمها:

الخضاب السكري A1C: يقيس معدل سكر الدم لديك خلال 2-3 من الأشهر السابقة.
سكر الدم على الريق: يقيس مستوى سكر الدم بعد إجراء صيام عن الطعام لمدة 8-12 ساعة.
اختبار تحمل الغلوكوز: يقيس مستوى سكر الدم قبل وبعد شرب سائل يحتوي على الغلوكوز (السكر)، يحتاج المريض للصيام قبل إجراء الاختبار لمدة 8-12 ساعة، يتم إجراء اختبار سكر صيامي في البدء ثم يتناول المريض المحلول السكري، ثم يتم قياس مستوى سكر الدم لديه بعد ساعة وبعد ساعتين.
سكر الدم العشوائي: يقيس مستوى سكر الدم في وقت القياس، يمكن إجراء هذا التحليل في أي وقت دون الحاجة للصيام.

إن هذه التحاليل المخبرية ستساعد طبيبك بشكل كبير على كشف أي علامات تشير إلى إمكانية تطور مرض السكري لديك، والذي بدوره سيساهم في تلقي العلاج المناسب بشكل مبكر.

بالنسبة للأفراد الذين يعانون من مرض السكري سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي مخصص لبعض الأعضاء لضمان عدم تأثرها بمرض السكري وسيطلب تحاليل إضافية مثل:

فحص شبكية العين للكشف عن سلامتها.
فحص القدمين بحثًا عن القرحات.
مراقبة ضغط الدم.
طلب تحاليل إضافية خاصة بوظائف الكليتين والكوليسترول.

تحدث بعض أنماط مرض السكري نتيجة أسباب لا يمكننا التحكم بها (كالنمط الأول) ولكن بعضها الآخر (كالنمط الثاني) يمكن الوقاية منها والحد من تطورها عبر تحسين نمط حياتنا وتناول غذاء صحي وممارسة الرياضة، والأهم هو إجراء تحاليل ومراجعة طبيبك بشكل دوري لمراقبة مستويات سكر الدم لديك.

لمتابعة حالتك والكشف الدوري عن مرض السكري حمل تطبيق كيورا للتواصل مع طبيبك وتلقي العلاج والتوصيات المناسبة لحالتك.