للهرمونات أدوار عديدة مهمة في جسم الإنسان، فهي عبارة عن رسل كيميائية تنظم وظائف جسمك وتؤثر في حالتك المزاجية والعاطفية بشكل قوي، لذلك فإن توازن مستوياتها في جسمك وبقائها ضمن الحدود الطبيعية يعد أمرًا أساسيًا ومهمًا، وأي خلل في هذا التوازن قد يؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب، فما هو الهرمون المسؤول عن الاكتئاب، وما أهم تأثيراته على الجسم والحالة النفسية.
المحتويات
كيف يؤدي تغير الهرمونات لحدوث الاكتئاب؟
توجد العديد من الهرمونات التي تقوم أجسامنا بإنتاجها، ولكن هناك 4 هرمونات أساسية يؤدي خلل مستوياتها إلى ظهور أعراض الاكتئاب، وهي:
- هرمون الغدة الدرقية: يعد خلل هرمون الغدة الدرقية مسؤولًا عن ثلث حالات الاكتئاب تقريبًا، فالغدة الدرقية لها دور مهم في الحفاظ على صحتك الجسدية والنفسية، وتدخل وتشارك بإنتاج عدة نواقل عصبية مهمة في الجسم مثل: الدوبامين والسيروتونين وحمض جاما أمينوبيوتيريك “GABA”، التي تشارك جميعها في تنظيم حالتك المزاجية؛ لذلك، إن أي خلل في وظيفة الغدة الدرقية سواء كان قصورًا أو زيادةً في عملها سيؤدي إلى خلل في حالة الجسم المزاجية والنفسية وحدوث الاكتئاب.
- الإستروجين: وهو من الهرمونات التي تؤثر أيضًا في مستويات النواقل العصبية السابقة، وبالتالي إن نقصانه أو زيادة مستواه في الجسم يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب.
- البروجسترون: يعطي هذا الهرمون شعور الراحة والاسترخاء عندما يكون ضمن مستوياته الطبيعية، لذلك إن نقص مستوياته في الجسم سيؤدي إلى انخفاض المزاج ومشاعر القلق والتهيج وصعوبة النوم وتشوش الدماغ ومشاعر الاكتئاب.
- التستوستيرون: يفيد هذا الهرمون لدى كل من الرجال والنساء في الوقاية من حدوث الاكتئاب، إضافةً إلى دوره المثبت في الوقاية من ضعف القدرات العقلية ومرض الزهايمر، كما أثبتت الدراسات أن انخفاض مستويات الهرمون يزيد من خطر القلق والإرهاق وصعوبة التركيز وأعراض الاكتئاب. [1]
ما هي أعراض الاكتئاب؟
هناك العديد من الأعراض التي قد تعاني منها إذا كنت مكتئبًا، وتشمل:
- شعور مستمر بالقلق والحزن.
- الإجهاد والأرق.
- شعور بالفراغ أو الإحباط.
- شعور بالتشاؤم واليأس من الحياة.
- نقص طاقة جسمك ما يؤدي إلى شعورك بتعب ووهن عام.
- تصبح الأنشطة والهوايات اليومية المعتادة قليلة الأهمية بالنسبة لك.
- اضطراب نومك.
- صعوبة في تركيزك.
- زيادة شهيتك للطعام أو نقصانها.
- آلام جسدية معممة.
- سلوكيات غير معتادة بهدف أذية نفسك أو أفكار ومحاولات انتحارية.
إن وجود هذه الأعراض بشكل يومي واستمرارها لمدة أسبوعين على الأقل قد يشير إلى وجود الاكتئاب، وعندئذ لا بد من التفكير في طلب استشارة طبيب أمراض نفسية دون تردد.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك تقليل أعراض الاكتئاب.
كيف تسبب الهرمونات الاكتئاب؟
توجد عوامل عديدة تؤدي إلى خلل في إنتاج الهرمونات بشكل طبيعي في الجسم، ومنها:
- اتباع نظام غذائي غني بالسكريات المكررة: فالكميات الكبيرة من السكر المكرر يمكنها أن تعيق وظائف الهرمونات الطبيعية مثل: هرموني الإستروجين والبروجسترون، فتؤدي إلى خلل في مستوياتها، وبالتالي زيادة خطر اضطراب المزاج وحدوث القلق والاكتئاب.
- التعب المزمن: عندما تشعر بالتوتر والخوف، سوف يستجيب جسمك بإفراز هرمونات تضعك بحالة التأهب أو الهروب، ولكن إذا كان توترك وخوفك مستمرين، فإن هرمونات التوتر ستؤدي إلى إعاقة عمل النواقل العصبية الكيميائية المهمة في الجسم، وبالتالي حدوث خلل وظيفي هرموني.
- التعرض لسموم بيئية: تؤثر العديد من السموم البيئية -مثل المبيدات الحشرية- في الإنتاج الطبيعي لهرمونات الجسم في حال التعرض لها بشكل يومي ومتكرر.
- إصابات الدماغ الرضية: الذي ينتج عنها خلل في نظام الجسم الهرموني بأكمله، وذلك بسبب أذية الغدد الرئيسية في الجسم المسؤولة عن إنتاج الهرمونات وهي الغدة النخامية.
- حبوب منع الحمل: تذكر بعض الدراسات أن حبوب منع الحمل الفموية -خاصةً التي تحوي البروجسترون- قد تساهم في حدوث الاكتئاب لدى بعض النساء حسب كمية ونوع الهرمون الذي تحتويه هذه الحبوب.
- سن انقطاع الطمث: إذ يحدث فيه انخفاض في مستويات الإستروجين والبروجسترون، ما قد يؤثر في الحالة المزاجية ويسبب نوبات اكتئاب لدى بعض النساء.
- انخفاض هرمون التستوستيرون: الذي قد يحدث نتيجة العديد من الأسباب مثل: إصابة الخصيتين أو استئصالهما، والعلاج الكيميائي، والعلاج الشعاعي، والأمراض الغدية، والأمراض المناعية، والإصابة بالالتهابات، والشيخوخة، والبدانة، وبعض الأدوية.
- اضطرابات الغدة الدرقية: خاصةً قصور الغدة الدرقية. [2]
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر الاكتئاب على تفكيرك.
كيف يتم علاج الاكتئاب الناتج عن خلل الهرمونات؟
توجد عدة علاجات طبية شائعة يمكن من خلالها معالجة أعراض الاكتئاب الناجم عن خلل الهرمونات، مثل:
- استخدام أدوية منظمة للهرمونات.
- الأدوية المضادة للاكتئاب.
- تطبيق هرمون الاستروجين الموضعي.
- استخدام الأدوية المضادة للأندروجين.
- علاج الأمراض الغدية -المسببة لاضطراب الهرمونات- في حال وجودها مثل: قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو داء السكري أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
وسائل واستراتيجيات أخرى تفيد في العلاج
يمكنك عند اتباعك لنظام غذائي صحي ومتوازن بعيدًا عن الأطعمة السكرية أو المصنعة أن يساعد على تخفيف أعراض اكتئابك.
ممارسة الأنشطة الرياضية بشكل منتظم يعد أمرًا مهمًا لصحتك الجسدية والنفسية على حد سواء، خاصةً إذا كنت تعاني من الاكتئاب، فالرياضة تعزز من إفراز النواقل العصبية المسؤولة عن تعديل مزاجك نحو الأفضل.
يمكنك التخلص من الإجهاد من خلال العديد من الأنشطة التي تساعدك على خلق بيئة هادئة خالية من التوتر والتعب، مثل ممارسة تمارين اليوغا والتأمل أو العزف على آلة موسيقية تحبها أو قراءة كتاب شيّق، وكل ذلك يساعدك على تخفيف اكتئابك وحزنك.
عليك تحديد ومعرفة الأشياء التي تسبب لك مشاعر الحزن والاكتئاب لكي تقوم بتجنبها قدر استطاعتك.
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من الاكتئاب بسبب خلل هرموني في جسمك، ووجدت نفسك غير قادر على مواجهة أعراض اكتئابك قم بالتواصل مع طبيبك عبر تطبيق كيورا الذي تستطيع من خلاله الحصول على التشخيص الصحيح لحالتك من قبل نخبة من الأطباء والطبيبات. سجل أيضًا في برنامج العودة للحياة بعد الاكتئاب لمساعدتك على تجاوز الاكتئاب والعودة لحياتك الطبيعية.
المراجع
[1] Can hormonal imbalances cause depression? www.medicalnewstoday.com, retrieved 14/4/2023
[2] Is It Depression or Just Your Hormones?, www.amenclinics.com, retrieved 14/4/2023