من المرجح أنك قد سمعت عن ارتباط الاكتئاب بمشاكل صحية خطيرة مثل: أمراض القلب وداء السكري واضطرابات الهلع، ولكن ماذا عن الحزن اليومي الذي ينتابك بعد يوم كئيب في العمل أو بعد لقاء مع صديق سلبي التفكير.
اتضح أن نوبات الحزن هذه لها تأثير سلبي على الصحة، حتى لو لم يتم تصنيفها على أنها اكتئاب كامل، ووفقًا لدراسة جديدة نشرت في مجلة Molecular Psychiatry، فإن الشعور بالإحباط يمكن أن يغير من مستويات المواد الكيميائية المرتبطة بالتوتر في دماغك، وقد تزيد هذه المواد الكيميائية من مستوى البروتينات الالتهابية في دمك والتي ترتبط بأمراض القلب والسكتة الدماغية والأمراض الاستقلابية.
المحتويات
كيف ينتقل الحزن من دماغك إلى جسمك؟
عندما تشعر بالإحباط والحزن، تزداد مستويات المواد الكيميائية في الدماغ والتي تسمى المواد الأفيونية؛ من أجل تعويض محنتك.
يقول البروفيسور ألان بروسين، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ الأمراض العصبية في جامعة هيوستن: “يمكن أن يكون لهذه المواد الأفيونية تأثير سلبي على جسمك، فقد تُحدث اضطراب بجهاز المناعة لديك، وربما تزيد من خطر الإصابة بالأمراض”، ويقول في دراسته: “أدت المسكنات الأفيونية في بعض الأحيان إلى إطلاق بروتين التهابي يسمى (IL-18) مرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية”. [1]
اقرأ أيضًا: كيف تساعد صديقك الذي يعاني من الاكتئاب.
ماذا يحدث في جسم الإنسان عند الشعور بالحزن؟
عندما تشعر بالحزن، فإن هذه المشاعر تجعل جسدك يشعر باختلافات هامة، ويمكن أن يظهر ذلك عبر طرق مختلفة، بدءًا من البكاء والصداع، وصولًا إلى التغيرات في الشهية ونقص الطاقة.
قد لا تواجه نفس العلامات في كل مرة تشعر فيها بالحزن، ولكن قد تلاحظ بعض ردود الفعل الجسمية الثابتة – نوعًا ما – تجاه الحزن، وعلى الرغم من أن الحزن ليس اكتئابًا، إلا أنه لا يزال يسبب اضطرابًا في كل وظائف الجسم، ويمكن أن يسبب الحزن العديد من التأثيرات، من أهمها:
- الصداع.
- آلام المفاصل والعضلات.
- اضطرابات الجهاز المناعي، ما يجعل من الصعب على جسمك مكافحة العدوى.
- التعب المزمن.
- الأرق ومشاكل النوم: قلة النوم العميق، أو الإفراط غير الصحي في النوم.
- تصبح أكثر حساسية للألم، وخاصة آلام الظهر.
- اضطرابات الأكل والشهية، حيث يمكن أن تؤدي اضطرابات الأكل إلى أعراض تشمل: آلام في المعدة وتشنجات وإمساك وسوء التغذية، وقد لا تحسّن الأدوية من هذه الأعراض إذا لم يتبع الشخص النظام الغذائي الصحي.
يمكن لعادات الأكل الخاصة بك أيضًا أن تضطرب عند الشعور بالحزن، إذ أظهرت دراسة أجريت عام 2013 أن المزاج السيئ قد يزيد من قدرتك على اكتشاف النكهات المرة والحلوة والحامضة.
يفسر ذلك سبب لجوء العديد من الناس إلى تناول الآيس كريم عند الشعور بالحزن، إذ يستهلك الأفراد الذين يشعرون بالحزن قدرًا أكبر من المأكولات غير الصحية وقدراً أقل من المغذيات الضرورية، مما يعرض أجسادهم لخطر أكبر لزيادة الوزن على المدى القصير، ولحدوث ارتفاع ضغط الدم الشرياني وأمراض القلب على المدى الطويل، وكلما طالت فترة الحزن لديك، زادت احتمالية ارتفاع هرمونات التوتر مثل: الكورتيزول، والتي يمكن أن تؤثر على نسبة السكر في الدم وعلى ضغط الدم وعلى نوعية النوم.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الحزن والاكتئاب.
كيف يمكنك منع وتجنب التأثيرات السلبية للحزن على جسمك؟
لحسن الحظ، عادةً ما يستمر الحزن العادي لفترات قصيرة، لأنه من خلال التفكير الواعي وتعديل نمط الحياة، يمكنك المساعدة في تقييد تأثير الحزن على جسمك من خلال إجراءات عديدة منها:
- ممارسة تمارين مثل: تمارين التأمل واليوغا بشكل منتظم.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- المحافظة على النظافة الجيدة.
- تنظيم مواعيد النوم.
- اتباع نظام غذائي صحي وسليم.
نصائح وتوصيات للتخلص من تأثيرات الحزن
كن واثقًا من أن الأمور ستتحسن، عليك أن تثق في أن مشاعرك الحزينة ستختفي مع مرور الوقت، وكن صادقًا مع نفسك ومع الأشخاص من حولك. تحدث إلى شخص تثق به، وافعل أشياء تستمتع بها وتفيدك، وابحث عن طرق تجعل حياتك أكثر إمتاعًا، مثل:
- الاستماع إلى الموسيقى.
- الذهاب في نزهة على الأقدام.
- قراءة كتاب تحبه.
- الاتصال بصديق.
من النصائح الهامة أيضًا: أن تحاول معالجة مشكلة واحدة في كل مرة، لا يهم إذا بدأت بالمشكلة الأكبر أو الأصغر، فقط ضع قائمة وابدأ.
إذا كانت الأمور خارجة عن إرادتك، فتحدث إلى شخص تثق به بشأن خياراتك، أو حاول العمل على قبول الموقف كما هو، وساعد شخصًا آخر، لأن مجرد تحسين حياة شخص آخر أو أن تكون جزءًا من المجتمع، يمكن أن يرفع من معنوياتك، وابحث عن طريقة إبداعية للتعبير عن حزنك، قد تساعدك كتابة أفكارك في مفكرة -على سبيل المثال- في إيجاد منظور جديد. [2]
لا تتردد في طلب المساعدة من متخصص (طبيب أو معالج نفسي) عند اللزوم، وإذا كان الدواء الموصوف يجعلك تشعر بالإحباط، فأخبر طبيبك، وتحدث معه قبل تناول أي أدوية غير موصوفة أو أدوية تكميلية أو بديلة.
الحزن يمكن أن يؤثر سلبًا على حياتك إذا لم تتمكن من التعامل معه بالشكل الصحيح،، إذا واجهت صعوبة في التحكم بحزنك وفي تقييد آثاره السلبية، يمكنك التواصل مع نخبة من الأطباء والمعالجين النفسيين عبر تطبيق كيورا، سجل أيضًا في برنامج إدارة المشاعر السلبية من كيورا.
المراجع
[1] Living with Sadness. www.paycom.net. Retrieved on April 27, 2023.
[2] Sadness vs. Clinical Depression. www.verywellmind.com. Retrieved on April 27, 2023.