ماذا تفعل عندما تشعر بالضيق؟

الحزن والضيق من المشاعر الطبيعية التي يختبرها كل شخص في حياته، وقد تشعر بها لأسباب مختلفة مثل: فقدانك لشخص مقرب أو خسارة عملك أو الرسوب في امتحان، لكن يجب أن تعلم أن الضيق شعور مؤقت يجب أن ينتهي وتعود بعده إلى حياتك الطبيعية، وفي هذا المقال سنتكلم عن أهم الخطوات التي يمكنك فعلها عندما تشعر بالضيق.

ممارسة اليقظة الذهنية

اليقظة هي عدم السماح لمشاعرك بالسيطرة عليك، لذا ما عليك فعله هو أن تصبح أكثر وعيًا بالمشاعر التي تثيرها فيك المواقف، تعامل مع الموقف وانظر إليه كمتفرج خارجي، لا تسمح لنفسك بالانغماس في هذه المشاعر، بدلاً من ذلك، تخيل نفسك خارج نفسك وصف لنفسك هذه الأحاسيس بالتفصيل ثم تجاوزها واصرف تفكيرك عنها بالتفكير في شيء آخر، ومن المهم أيضًا أن تذكر نفسك أنه بغض النظر عن قوة ما تشعر به، فأنت لست بحاجة إلى التصرف بناءً عليه.

تطبيق التعاطف مع الذات حسب الحاجة

إذا كنت معتادًا على لوم نفسك، فإن اتهاماتك لذاتك تشبه تمامًا فقدان أعصابك مع شخص آخر، لذلك عليك أن تخبر نفسك أن ارتكاب خطأ لا يجعلك شخصًا سيئًا أو غير كفء أو غير جدير بالثقة أو غبي. إن الطريقة الرائعة لتهدئة نفسك هي ببساطة أن تدرك أنك بدأت بتذكر المواقف القديمة التي تثير فيك جلد الذات، وأن الوقت قد حان لتكون مراعيًا ولطيفًا ومتسامحًا مع نفسك كما أظهرتَ القدرة على أن تكون كذلك مع الآخرين.

لكن احذر بشأن لعب دور الضحية والشعور بالأسف على نفسك، فالتعاطف مع الذات يمكن أن يساعدك على تجاوز مشاعر مثل: الحزن أو الندم أو الشعور بالذنب أو العار، ولكن إذا كنت تبحث عن مشاعر الشفقة لن تتمكن من معالجة الموقف وتجاوز محنتك إلى حالة عاطفية أكثر صحة، فذلك يتعارض مع فكرة وصولك إلى حالة عاطفية متوازنة. [1]

تجنب ما يثيرك بشكل روتيني

إذا كان هناك أفراد أو أشياء تضغط عليك وتثير استفزازك، حاول أن تتخلص منها أو تتجاهلها مؤقتًا على الأقل، لأننا جميعًا لدينا ما يكفي من الضغوط للتعامل معها ولسنا بحاجة إلى التعامل مع أشخاص وأشياء تساهم في زيادة هذه الضغوط، لذلك حان الوقت لتعيد تقييم ما قد تتخلى عنه والذي يساهم بلا مبرر في جعلك ضعيف عاطفيًا.

تفريغ غضبك وطاقتك

التفريغ بحرية هو إحدى الطرق القوية للتغلب على المشاعر المؤلمة، فإذا وجدت نفسك منزعجًا من أمر معين سيكون من المفيد أن تكتبه كوسيلة لتوضيح شعورك والتعامل معه وبالتالي مواساة نفسك، يمكن أن يمكّنك مثل هذا الفعل من توسيع وجهة نظرك حتى تجدها أقل إزعاجًا، ويمكنك كتابة خطاب على وجه التحديد إلى الشخص الذي أزعجك أو جعلك تشعر بالأذى أو الهجر.

 تواصل مع الناس وخصوصًا إذا شعرت بالوحدة

عندما تكون مليئًا بالمشاعر السلبية ليس هناك أفضل من صديق محب يساعدك في تغيير نظرتك الحزينة، فامتلاك شبكة دعم من العائلة والأصدقاء أمرًا مهمًا جدًا وخاصة إذا كنت تمر بفترة صعبة.

يمكنك أيضًا توسيع دائرتك الاجتماعية عن طريق ممارسة نشاطات خارج المنزل تشمل أشخاص من العامة لا تعرفهم من قبل، على سبيل المثال: انضم إلى نشاط يثير اهتمامك بشكل عام كالانضمام إلى نادٍ للقراءة وستندهش من مدى سرعة تشكيل مجتمع جديد حولك، وعلى الرغم من أنه من الرائع أن يكون لديك أصدقاء على أرض الواقع يمكن للمجتمع عبر الإنترنت أن يقدم لك بعض اللطف، لذا حاول البحث في فيسبوك عن مجموعات متخصصة قد تكون قادرة على تقديم دعم لك أو مجموعات لها نفس اهتماماتك (مثل السفر أو الطبخ) للعثور على أشخاص يشبهونك في التفكير يمكنهم رفع معنوياتك بأن تتشاركوا الشغف ويكون لديكم هدف مشترك. [2]

إضافة الفكاهة إلى حياتك

إذا كان بإمكانك حث نفسك على مشاهدة الموقف الذي استفزك بنظرة أقل جدية وأكثر كوميدية فإن كل ما قد تكون قد أخذته بجدية يمكن أن تقل شدته، تعرف على جوانبه الأكثر سخافة وابذل جهدك للضحك على أي موقف قد يثير رباطة جأشك، «فالحياة كوميديا لأولئك الذين يفكرون، لكنها مأساة لمن يشعرون».

تخفيف التوتر وتحسين مزاجك عن طريق الرياضة

 ممارسة الرياضة مفيدة جدًا لك سواء لصحتك النفسية أو الجسدية، فهي على الأقل:

  • تصرف انتباهك عن الأفكار التي تجعلك عالقًا في مشاعرك.
  • تغير كيمياء دماغك وتساعده على إفراز الهرمونات التي تجعلك سعيدًا.
  • تسمح لك بالتنفيس جسديًا عن الطاقة السامة التي يسببها الضيق الذي تمر به، فالحركة تساعد على إرخاء نفسك والتنفيس عن كل مشاعر التوتر والضيق التي تشعر بها.

إذا مارست الرياضة مع صديق تحبه وتثق به ستزيد فرصة تحسن مزاجك وقدرتك على التغلب على ما تشعر به.

ممارسة الأنشطة التي تحبها

قد يكون هذا وقتًا مثاليًا للتنزه في الغابة أو الحصول على تدليك أو أي شيء آخر يساعدك على تجديد شغفك وإقناعك بأنك تستحق نفس القدر من الرعاية الرقيقة والمحبة مثلك مثل أي شخص آخر.

السيطرة على مشاعرك

طالما أنك تلوم الآخرين على ما يحدث بداخلك عاطفيًا، ستبقى عاجزًا عن إحداث أي تغيير في شعورك، لذلك عليك أن تدرك أن تغيير موقفك لا يتعلق حقًا بالتخلي عن وجهة نظرك تجاه الخطأ المحتمل لشخص آخر، إنما يتعلق بقبول أن كل ما قاله أو فعله يتعلق به بقدر ما يتعلق بك، وأنه ليس هناك حاجة إلى التمسك بأقوال وأفعال شخص آخر عندما تجعلك تشعر بالسوء، لأن مشاعرك تنتمي إليك حصريًا ويمكنك تغييرها بمجرد إعادة تقييم المعنى الذي أعطيته لما استفزك في الأصل. [3]

لا تستسلم للذكريات المؤلمة وتنجرف بعيدًا عن الشعور

في اللحظة التي تدرك فيها قوة رد فعلك العاطفي، افحص الواقع وتأكد من أنك لا تبالغ في ردة فعلك لأنك تذكرت حدث سابق من الماضي لم تتجاوزه حتى الآن، أعد نفسك إلى اللحظة الراهنة وأعد تقييم الموقف الحالي، فإذا كان بإمكانك منع حساسيات الماضي من التأثير على حكمك الحالي ستتعامل مع المواقف الحالية بأسلوب أكثر نضجًا ووعيًا.

في مرحلة ما من الضروري أن تصبح أكثر وعيًا بالمشاعر السلبية التي تشعر بها لأنها سبب مهم لشعورك بالضيق، والضيق أمر طبيعي نتعرض له جميعنا في حياتنا اليومية، لكنه يصبح بحاجة لحل عندما يبدأ بعرقلة حياتك اليومية وقدرتك على إنجاز مهامك.

 يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق كيورا للحصول على المساعدة اللازمة، وسجل في برنامج اضطراب القلق من كيورا؛ للتعرف على أفضل الطرق للسيطرة والتحكم بأفكارك وتحقيق السعادة والرفاهية النفسية في حياتك.

المراجع

[1] Emotionally Upset? 20 Ways to Defeat Negative Feelings, Psychology Today, retrieved in 19/4/2023

[2] 11 Ways to Stop Feeling Sad Right Now,Oprah Daily, retrieved in 19/4/2023

[3] Coping with Sadness | How Right Now,Centers for Disease Control and Prevention (.gov), retrieved in 19/4/2023

Loading spinner
Share your love