ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من الحزن أو الاكتئاب في مرحلة ما من حياتهم نتيجة تعرضهم لصدمات نفسية أو مواقف وحوادث مختلفة، لكن ما يجب أن نعرفه جميعًا أن الاكتئاب يختلف بشكل جوهري عن الحزن، ورغم أن الشعور بالحزن هو جزء لا يتجزأ من الاكتئاب، لكنهما مختلفان عن بعضهما من حيث الأعراض والتشخيص، فماذا نقصد بكل من الاكتئاب والحزن وما هو الفرق بينهما؟

ما هو تعريف كل من الحزن والاكتئاب؟

الحزن عاطفة إنسانية طبيعية يشعر بها جميع البشر في أوقات معينة من حياتهم، والشعور بالحزن هو رد فعل طبيعي تجاه المواقف التي تسبب اضطرابًا أو ألمًا نفسيًا، وهناك درجات متفاوتة من الحزن ولكن مثلها مثل المشاعر الأخرى، فإن الحزن مؤقت ويتلاشى مع مرور الوقت، وبهذه الطريقة يختلف الحزن عن الاكتئاب.

أمَّا الاكتئاب فهو اضطراب نفسي طويل الأمد، ينطوي على شعور دائم بالحزن وفقدان الاهتمام بالأحداث، وهو يختلف تمامًا عن تقلبات المزاج التي يمر بها معظم الناس، حيث يمكن أن تؤدي بعض الأحداث الكبرى في الحياة، مثل موت أحد أفراد الأسرة، أو فقدان الوظيفة إلى الاكتئاب، وقد أظهرت دراسات جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية (ADAA) أن الاكتئاب هو أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم.

كيف يمكن أن نميِّز بين الحزن والاكتئاب؟

من الطبيعي أن يشعر الفرد بالإحباط واليأس من وقت لآخر، ولكن الاكتئاب حالة مستقلة ويجب معالجتها بعناية. يمكن تمييز الاكتئاب عن الحزن من خلال الأعراض والعلامات التالية:

  • مشاعر حزن وقلق مستمرة.
  • أرق وتغير في عادات النوم.
  • نعاس أثناء النهار وصعوبات في التركيز.
  • تبدلات في الشهية.
  • فقدان الاهتمام والحماس.
  • الشعور بالذنب واليأس غير المبرر ونقص تقدير الذات.
  • صداع وشعور بآلام مختلفة في الجسم.
  • أفكار مستمرة عن الموت وأفكار انتحارية.

قد تشعر ببعض هذه الأعراض إذا كنت حزينًا، لكنها لا تستمر لفترة طويلة عادة (أكثر من أسبوعين)، وبالنسبة للأفكار الانتحارية فإن وجودها مؤشر أكيد على أن الحالة هي اكتئاب وليست مجرد مشاعر حزن.

ما هي العوامل المؤهبة للاكتئاب؟

يمكن أن يحدث الاكتئاب عند الرجال والنساء وفي أي عمر، ويمكن أن يصيب جميع المجموعات العرقية والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية. توجد العديد من عوامل الخطر المؤهبة للإصابة بالاكتئاب، ومن أهمها:

  • التعرض لصدمات نفسية شديدة في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
  • عدم القدرة على التعامل مع حدث قاسٍ في الحياة، مثل: وفاة أحد أفراد الأسرة، أو فقدان الوظيفة أو أي حدث يسبب مستويات شديدة من الألم النفسي.
  • الأمراض المزمنة والحالات الطبية الخطيرة.
  • صعوبة في التكيف مع تغيرات الحياة.
  • الاضطرابات والأمراض النفسية المختلفة.
  • العزلة والانسحاب الاجتماعي وقلة التواصل مع المحيط العائلي والاجتماعي.

قد يحدث الاكتئاب أيضًا كتأثير جانبي لبعض الأدوية، مثل:

  1. حاصرات بيتا.
  2. الأدوية الهرمونية.
  3. خافضات الشحوم والكوليسترول.

كيف يُشخص الحزن والاكتئاب؟

يستخدم الطبيب المختص العديد من الأدوات لتشخيص الحالة بدقة، حيث يبدأ بطرح مجموعة من الأسئلة ليتمكن من تحديد ما إذا كنت تعاني من الحزن أو الاكتئاب، وقد يقوم أيضًا بإجراء فحص جسدي شامل يحدد من خلاله وجود مشكلة صحية، ويمكن أن يشمل ذلك تحليل الدم للتأكد من عدم وجود مشاكل في الغدة الدرقية أو أجهزة الجسم المختلفة.

كيف يمكنك التخلص من مشاعر الحزن والاكتئاب؟

إذا كنت تعاني من الحزن نتيجة التعرض لحدث معين، لابد من اتباع بعض التغييرات في نمط حياتك حتى تتمكن من التخلص من المشاعر السلبية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • ممارسة الرياضة بانتظام كالمشي أو الجري يوميًا لمدة تتراوح من 20 إلى 40 دقيقة.
  • محاولة الالتزام بمواعيد محددة للنوم.
  • اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات.
  • ممارسة هواياتك والأنشطة التي تخفف من مشاعر الحزن، مثل: قراءة الكتب، أو مشاهدة الأفلام، أو الاستماع إلى الموسيقى.
  • محاولة الانخراط في الأعمال المنزلية، والتعاون مع أفراد الأسرة.

يمكن أن تساعدك التغييرات في نمط الحياة أيضًا على الشعور بالتحسن إذا كنت تعاني من أعراض الحزن والقلق، ولكن في حال استمرت الأعراض لمدة تزيد عن أسبوعين، قد تكون هذه الممارسات غير كافية، وعندها يجب طلب المساعدة المتخصصة ويمكن تحقيق ذلك عن طريق:

العلاج النفسي:

يشمل علاج الاكتئاب جلسات العلاج النفسي، إذ يمكن للمعالج أن يساعدك في وضع استراتيجيات فعالة للتعامل مع أسباب الاكتئاب، ووضع آليات جديدة للتأقلم، كما يقوم المعالج بتثقيفك حول حالتك، وأفضل الطرق لعلاجها.

العلاج الدوائي:

يمكن أن تساهم الأدوية في علاج الاكتئاب بفعالية أكبر إذا كانت تحت إشراف طبي، تعمل هذه الأدوية على تحسين المزاج من خلال زيادة مستويات هرمون السيروتونين في الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة.

إن الاكتئاب والحزن مترابطان من جهة، ولكنهما مختلفان تمامًا من جهة أخرى، فالحزن هو أحد المشاعر التي يمر بها الجميع، غالبًا بعد حصول أحداث مجهدة أو مزعجة في الحياة، بينما يعتبر الاكتئاب من الاضطرابات النفسية القوية والمستمرة، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، وعلى كل حال فإن الاكتئاب والحزن يتطلبان علاجًا فعالًا مع الالتزام بالتوصيات والنصائح سابقة الذكر.

Loading spinner
Share your love