تحدث مأساة الانتحار كل يوم في مكان ما حول العالم، ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “CDC”، فإن الانتحار يعد بشكل عام من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم.
في كثير من الحالات، كانت تظهر علامات تحذيرية واضحة لكن لم تكن معروفة أو مفهومة من قبل أحد، أو لم يكن أحد يعرف متى هو الوقت المناسب للتدخل أو كيف يتم التعامل مع موضوع الانتحار.
إن تزايد معدلات الانتحار بين الفئة العمرية الشبابية على وجه الخصوص يشير إلى أهمية وضرورة مناقشة هذا الموضوع علانيةً، حتى يكون مفهومًا من قبل الجميع ولتجنب خسارة الكثير من الأرواح.
المحتويات
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى التفكير بالانتحار؟
إذا كانت لديك أفكار انتحارية -حتى لو كانت عابرة- فأنت ضمن دائرة خطرة، لا يوجد سبب واحد محدد للانتحار، وتختلف الأسباب حسب حالة كل شخص على حدة، وغالبًا ما تترافق مع أفكار انتحارية قد تتطور مع مرور الوقت.
توجد العديد من عوامل الخطورة والأسباب التي تؤدي إلى التفكير في الانتحار، ومنها ما يلي:
- الاكتئاب والقلق والعديد من الأمراض النفسية واضطرابات المزاج الأخرى، فاضطرابات المزاج تنتج بمعظمها عن خلل في نواقل عصبية كيميائية موجودة في الدماغ، وإذا تُركت دون علاج فيمكن أن تظهر مشاعر سلبية واكتئابية قد تصل إلى أفكار الانتحار.
- التعرض لمواقف حياتية صادمة من الأسباب أيضًا، فإذا كنت من الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على تحمّل المواقف الحياتية الصادمة فأنت معرّض لخطر تطور الأفكار الانتحارية مع الزمن، ومن هذه المواقف: خسارة أحد أفراد عائلتك، أو التعرض لضائقة مالية كبيرة، أو انفصالك عن شريك حياتك، أو إصابتك بالعجز. [1]
- تزيد بعض الأدوية المعروفة من خطر الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
- ضغوط الحياة المختلفة.
- المكوث طويلًا في السجن.
- وجود تاريخ عائلي للانتحار، إذ تذكر بعض الدراسات أن الوراثة تلعب دورًا في ظهور الأفكار والسلوكيات الوراثية لدى البعض.
- وجود قصة اعتداء جسدي أو جنسي سابقة.
- التنمر أو وصمة العار، خاصةً بمواضيع الجنس والعِرق والهوية.
- تعاطي المواد الممنوعة يزيد أيضًا من خطر الانتحار.
- الاستخدام المستمر لوسائل الانتحار السريعة مثل: الأسلحة النارية والأدوات الحادة.
- الألم الجسدي المزمن غير المعالج.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة صعبة العلاج، أو الإصابة ببعض أنواع السرطانات.
ما هي العلامات التحذيرية للانتحار؟
من الضروري الانتباه إلى العلامات التحذيرية أو «الرايات الحمراء» التي يدل وجودها على أنك معرّض لخطر الانتحار. يمكن أن تظهر عدة علامات تحذيرية عند الشخص الذي يفكر في الانتحار، ومن ناحية أخرى يستطيع البعض إخفاء أفكارهم وسلوكياتهم الانتحارية بشكل جيد.
تشمل بعض العلامات التحذيرية عند من يملك أفكارًا انتحارية ما يلي:
- التحدث كثيرًا عن إيذاء النفس أو الرغبة في الموت، أو التذمر من الحياة بحجة عدم وجود أسباب تدفع للعيش فيها.
- قد يذكر من لديه أفكار انتحارية أنه يشعر بالدونية والاحتقار، وأنه يرى نفسه عبئًا على الآخرين.
- التحدث كثيرًا عن مشاعر اليأس وعدم وجود أهداف للحياة.
- العزلة عن العائلة والأصدقاء طوال الوقت.
- عدم القيام بالأنشطة والهوايات المعتادة.
- ظهور أعراض وعلامات تناول المواد الممنوعة.
- البحث عن أساليب ووسائل للانتحار.
- توديع الأهل أو الأصدقاء كثيرًا بعد كل لقاء.
- التخلي عن أغراض أو ممتلكات شخصية مهمة.
- حدوث تغير شديد وملحوظ في المزاج.
- ظهور مشاعر الغضب الشديد والتهيج بكثرة. [2]
إن العلامات السابقة يجب أن تثير القلق وتؤخذ بالحسبان في حال ظهورها بعد حدوث أي حدث حياتي مؤلم وسلبي.
كيف تتخلص من أفكارك الانتحارية؟
إذا كانت تراودك الأفكار الانتحارية أو كنت تفكر كثيرًا بإنهاء حياتك فإليك هذه النصائح المفيدة التي يمكنها أن تساعدك بالحفاظ على سلامتك وحياتك على المدى البعيد:
- طلب المساعدة: لا تخجل أن تطلب مساعدة أشخاص تحبهم وتثق بهم سواء من أفراد عائلتك أو أصدقائك، فالدعم المعنوي والعاطفي ضروري للتخلص من الأفكار الانتحارية والبقاء ضمن دائرة الأمان.
- الذهاب إلى أماكن آمنة ومريحة: إن ذهابك إلى مكان تشعر به بالراحة والأمان يمكن أن يجنّبك التصرف بناءً على أفكارك الانتحارية. قد يكون هذا المكان عبارة عن مكتبة عامة قريبة من منزلك، أو منزل صديق مقرّب لك، أو ربما غرفتك الخاصة ضمن منزلك.
- التخلص من وسائل الانتحار في حال توفرها: ابتعد عن أي وسيلة تسهل تطبيق أفكارك الانتحارية، مثل: الأسلحة النارية أو الأدوات الحادة أو بعض الأدوية المؤذية، ويمكن أن يساعدك في هذا الأمر عائلتك أو أصدقائك.
- الابتعاد عن تناول المواد المؤذية والممنوعة: فهي قد تخفف من مشاعر ألمك وحزنك على المدى القصير، ولكن كثرتها أو إدمانها يزيد من خطر تطور الاكتئاب لديك وظهور أفكار انتحارية.
- جرب بعض الأنشطة المفيدة: كأن تذهب في نزهة قصيرة مع صديقك المقرب، أو تلعب مع حيوانك الأليف وتمازحه، أو تمارس تمارين التنفس العميق لبعض الوقت. كل هذه الأنشطة يمكنها أن تساعدك في لحظات الضيق الشديد التي قد تراودك فيها الأفكار الانتحارية.
- حاول أن تسترخي وتهدأ: استمع إلى موسيقى هادئة تحبها، أو تناول طعامك المفضل أو مشروبك المفضل، أو شاهد صور ذكرياتك مع أصدقائك الذين تحبهم، فكل ذلك يساعدك على الهدوء والاسترخاء وتخفيف حزنك وألمك.
قد لا تستطيع التخلّص من مشاعرك السلبية وأفكارك الانتحارية بسرعة كبيرة، وقد تستغرق في سبيل ذلك وقتًا طويلًا وربما تحتاج إلى مساعدة مختصين، ولكن عند أخذ قرار البدء في معالجة هذه الأفكار، واتباع النصائح السابقة بشكل جيد، فإن ذلك قد يساعدك على استعادة أملك وراحة بالك ويحسّن من نفسيتك كثيرًا.
اعلم أن جميع الأشخاص قد تراودهم أفكار انتحارية، وهي لا تعني عيبًا أو ضعفًا في الشخصية، فإذا كانت مثل هذه الأفكار تراودك وتزعجك ووجدت نفسك غير قادر على التعامل معها على نحو صحيح فلا تتردد بالتواصل مع دكتور أمراض نفسية مختص عبر تحميل تطبيق كيورا، ويمكنك ضمن التطبيق التسجيل في برامج العلاج النفسي مثل: برنامج العودة للحياة بعد الاكتئاب، فهي ستعمل على مساعدتك في التخلص من أفكارك الانتحارية ووضع خطة علاجية مناسبة لحالتك، لكي تستعيد حياتك الطبيعية بعيدًا عن الخوف والحزن وأي مشاعر سلبية أخرى.
المراجع
[1]: WHAT CAUSES SUICIDAL THOUGHTS? apibhs.com, retrieved 14/4/2023
[2]: How to Manage Thoughts of Suicide and Get Support, www.healthline.com, retrieved 14/4/2023