كيف تشخص دوالي الحبل المنوي؟ وما أفضل طرق علاجها؟

ما هو مرض دوالي الحبل المنوي؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟

تعد الدوالي من الاضطرابات الشائعة التي تصيب الأوردة الدموية في الجسم. تكون دوالي الساق والمريء أكثر الأنواع شيوعًا، ولكن يمكن للدوالي أن تصيب الأوردة الدموية داخل الحبل المنوي المسؤول عن تغذية الخصية، وتسبب مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تؤثر على القدرة الإنجابية عند الذكر. نتحدث في هذا المقال عن دوالي الحبل المنوي، وطرق تشخيصها، والعلاج المناسب لها.

ما هي دوالي الحبل المنوي؟

الحبل المنوي هو مجموعة من الأوردة، والشرايين، والأعصاب التي تؤمن مجتمعةً التغذية الدموية والعصبية للخصيتين والبربخ في الجانبين داخل كيس الصفن. يمر في الحبل المنوي أيضًا الأسهر، وهو الأنبوب المسؤول عن نقل النطاف من البربخ، حيث تخزن هناك بعد إنتاجها من الخصية.

تصيب دوالي الحبل المنوي مجموعة الأوردة الدموية الموجودة داخل الحبل المنوي، التي يطلق عليها مجتمعة اسم الضفيرة الوريدية الخصوية، حيث تنتفخ وتتورم هذه الأوردة بسبب تراكم الدم داخلها وصعوبة جريانه عبرها. تنشأ دوالي الحبل المنوي في مرحلة البلوغ والمراهقة. ولا يوجد سبب واضح يؤدي إلى حدوثها، أو حتى عوامل خطر حقيقية مرتبطة بها. تكون الأعراض في البداية خفيفة وغير ملحوظة، وتصبح أكثر وضوحًا مع النمو والتضخم التدريجي للأوردة. تشيع دوالي الحبل المنوي في الجانب الأيسر، بسبب اختلاف مسار الأوردة الدموية فيه مقارنة بالجانب الأيمن. وتصيب نحو 10 إلى 15 شابًا من بين كل 100 في مرحلة المراهقة.

أعراض دوالي الحبل المنوي

تكون دوالي الحبل المنوي في أغلب الأحيان غير عرضية، أو تسبب أعراض خفيفة وغير خطيرة. تتضمن أهم هذه الأعراض:

  • الألم: يتراوح الألم الذي تسببه دوالي الحبل المنوي بين ألم حاد موجع أو شعور خفيف بالانزعاج وعدم الارتياح. يتفاقم الألم مع الوقوف لفترات طويلة، ويظهر بصورة خاصة في نهاية اليوم بعد العمل، ويخف مع الراحة والاستلقاء.
  • تورم في كيس الصفن: تكون دوالي الحبل المنوي في البداية صغيرة وغير ملحوظة ولا يمكن رؤيتها. لكنها عندما تكبر بصورة كافية تظهر على صورة كتلة طرية من الأوردة المتعرجة المنفوخة، التي تقع فوق الخصيتين في كيس الصفن.
  • اختلاف حجم الخصيتين: قد تسبب دوالي الحبل المنوي التي تترك لفترة طويلة دون علاج تأخرًا في نمو الخصية في الجانب المصاب، فتظهر صغيرة الحجم مقارنة بالخصية في الجانب الآخر.
  • العقم: يمكن لدوالي الحبل المنوي غير المعالجة أن تسبب العقم، لكنه ليس نتيجة حتمية لجميع حالات دوالي الحبل المنوي.

تشخيص دوالي الحبل المنوي

يكون تشخيص دوالي الحبل المنوي بسيطًا للغاية. ويتضمن الفحص السريري والتصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).

  • الفحص السريري: يتم الفحص السريري والمريض بوضعية الوقوف. قد يطلب الطبيب من المريض أن يأخذ نفسًا عميقًا، ويكتمه. تسمى هذه الحركة مناورة فالسالفا، وهي تساعد على ظهور الأوردة الصغيرة المصابة بالدوالي بصورة أوضح.
  • تصوير الإيكو: يستخدم تصوير الإيكو لتأكيد التشخيص، وتحديد حجم الدوالي وشدتها، وتحديد حجم الخصية في الجهة المصابة ودرجة تأثرها بالدوالي، ونفي الاحتمالات الأخرى للتشخيص، وتحديد سبب انسداد الأوردة الدموية.

علاج دوالي الحبل المنوي

يعد العلاج الجراحي الطريقة الرئيسية لعلاج دوالي الحبل المنوي، لكن لا تحتاج الدوالي في أغلب الحالات لإجراء عمل جراحي، وإنما فقط مراقبة مستمرة. مع هذا، يُفضل العمل الجراحي في الحالات التي تؤدي إلى تأخر نمو الخصية في الجهة المصابة بالدوالي، أو انخفاض تعداد الحيوانات المنوية وحدوث تشوهات فيها، أو الإحساس بألم مزمن لا يخف على المسكنات.

يهدف العلاج الجراحي لدوالي الحبل المنوي إلى إغلاق الأوردة المصابة بالدوالي، وتوجيه سير التيار الدموي نحو الأوردة السليمة، بما يخفف من الألم الناجم عن الدوالي، ويعيد نمو الخصية إلى حجمها الطبيعي، ويحسن من تعداد الحيوانات المنوية. يجرى العمل الجراحي تحت التخدير العام، وتوجد طريقتان لإغلاق الأوردة المصابة بالدوالي:

  • استئصال الدوالي التقليدي: يقوم الطبيب الجراح في هذه التقنية بإجراء شق جراحي بطول 1 سم فوق كيس الصفن، من ثم يربط الأوردة المصابة، ويحافظ على الشرايين، والأعصاب، والأوعية اللمفية، والأسهر. تستغرق هذه العملية نحو ساعتين، ويستطيع المريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
  • استئصال الدوالي بالتنظير: يدخل الطبيب الجرَّاح في هذه التقنية منظارًا لربط الأوردة عبر شق جراحي في البطن. تتميز هذه الطريقة بقصر المدة الزمنية التي تستغرقها (نحو 30 – 40 دقيقة)، ويستطيع المريض أيضًا أن يعود إلى المنزل في نفس اليوم.

تتضمن الخيارات العلاجية الأخرى سد الأوردة المصابة بالدوالي بمادة خاصة. وتجرى بالمشاركة مع طبيب أخصائي أشعة، وتتضمن إدخال أنبوب يوصل المادة السادة عبر ثقب في المنطقة الإربية. تستمر هذه العملية تقريبًا مدة ساعة من الزمن، ويكون وقت الشفاء أقصر والألم الناجم عنها أخف مقارنة بالجراحة.

مخاطر العمل الجراحي

لا يخلو أي عمل جراحي من المخاطر، وتتضمن المخاطر المتعلقة بجراحة دوالي الحبل المنوي:

  • تراكم السوائل حول الخصيتين (القيلة المائية).
  • عودة تشكل الدوالي مرة أخرى (نكس الدوالي).
  • العدوى الجرثومية.
  • رض الشرايين الموجودة في الحبل المنوي.
  • حدوث الألم الخصوي المزمن.
  • تراكم الدم حول الخصيتين (القيلة الدموية).

في النهاية، تعد دوالي الحبل المنوي من الاضطرابات البسيطة وغير الخطيرة، وأعراضها خفيفة ومحدودة، وأيضًا سهلة العلاج والشفاء. ومن النادر أن تؤثر على الخصوبة والقدرة الإنجابية عند تشخيصها مبكرًا وعلاجها بشكل مناسب. يجب استشارة الطبيب عند الشك بأي من الأعراض الموجهة لها بهدف وضع التشخيص الصحيح وتقديم العلاج إن اقتضى الأمر ذلك.

Loading spinner
Share your love