متى تكون كثرة التبول عند الأطفال مؤشرًا على مرض خطير؟

كيف يكون كثرة التبول مؤشرًا غير مرغوب عند الأطفال.

يمكن أن تثير المشاكل البولية عند الأطفال بعض القلق عند الأهل، بالإضافة إلى أن معظم الأطفال لا يستطيعون ملاحظة أعراضهم وهذا ما يزيد من صعوبة كشف المشكلة في حال وجودها ومعرفة حاجات الطفل، وقد يشعر بعض الأطفال الأكبر عمرًا بالحرج من أعراضه البولية لذلك قد يحاول المشكلة، ومن أكثر الاضطرابات البولية التي يتعرض لها الأطفال هي كثرة التبول والتي قد تكون محبطة للأهل والطفل وتشكل تحديًا أمام الطبيب، إذ يمكن لكثرة التبول أن تستمر لأسابيع وأشهر، لذلك يجب الانتباه لعادات طفلك فيما يخص الذهاب إلى الحمام لكشف المشاكل بشكل مبكر.

ما هي كثرة التبول عند الأطفال؟ وما هي أعراضها؟

تعرف كثرة التبول على أنها زيادة عدد مرات التبول مجهولة السبب، وتشير إلى زيادة عدد مرات تبول الطفل خلال النهار بدون سبب واضح، على الرغم من أن كثرة التبول حالة شائعة بين عمري 5-3 سنوات، يمكن أن تتطور الحالة عند المراهقين أيضًا. تعد زيادة عدد مرات التبول هي العرض الرئيسي، واعتمادًا على الدراسات والإحصائيات في مشفى سانت لويس لأمراض الأطفال، فقد تصل عدد مرات تبول الطفل المصاب بهذه الحالة إلى 40 مرة في اليوم أو 4-3 مرات في الساعة.

لا تتظاهر حالة كثرة التبول عادةً مع أعراض أخرى ومن المهم التأكد من عدم وجود أي دليل يشير لحالة خطيرة مسببة لكثرة التبول مثل التهاب المجاري البولية.

يمكن مشاهدة الأعراض التالية في حال كانت كثرة التبول حالة حميدة مجهولة السبب:

  • عدم وجود ألم أثناء عملية التبول.
  • مرور كميات صغيرة من البول أثناء كل عملية تبول.
  • عدم وجود سلس بولي أو اضطرابات بولية أخرى.
  • عادات معوية طبيعية.
  • عدم وجود علامات الإصابة بإنتان أو الإصابة بحمى.
  • عدم الإفراط بشرب السوائل.
  • لم يخسر الطفل الكثير من الوزن مؤخرًا.
  • لون بول طبيعي ولا يحمل أي رائحة كريهة.

ما أسباب كثرة التبول لدى الأطفال؟

لا يعلم الأطباء السبب الأساسي لكثرة التبول، لكنها تميل لإصابة الأطفال بعمر 6-5 سنوات ولكن يمكن مشاهدتها عند الأطفال بين 14-3 سنة.

في بعض الحالات يستطيع الطبيب أو الأهل معرفة محرضات أو مثيرات كثرة التبول لدى الطفل والذي قد يكون سبب الحالة، نذكر أهم وأشيع أسباب كثرة التبول عند الأطفال والتي تقسم إلى:

محرضات نفسية المنشأ:

  • الانتقال إلى منزل جديد.
  • مشاكل في المدرسة.
  • التعرض للتنمر.
  • عدم الحصول على درجات جيدة في المدرسة.
  • وجود مولود جديد في العائلة.
  • خسارة صديق أو فرد من العائلة.
  • مشاكل عائلية مثل الطلاق أو القلق حول حدوثه.

كما قد يشعر الطفل بالحاجة إلى الذهاب إلى الحمام في حال كان يعلم بأنه لن يتمكن من التبول لفترة طويلة مثل عند الذهاب برحلة في السيارة أو خلال فترة الامتحان أو أي حدث يستغرق وقتًا طويلًا من الزمن.

محرضات جسدية المنشأ:

  • التهاب الإحليل الكيميائي.
  • التهاب المثانة غير الجرثومي.
  • الإكثار من تناول الأطعمة المالحة.
  • ارتفاع مستوى الكالسيوم في البول.
  • تركيب كيميائي غير طبيعي للبول.
  • اضطرابات القلق.
  • زيادة حساسية المثانة خلال الأشهر الباردة (فصل الشتاء).

لا يستطيع الطبيب دائمًا تحديد العامل المسبب لكثرة التبول، وكما ذكرنا في حال عدم وجود أي أعراض مرافقة لكثرة التبول، يتم تشخيص الحالة على أنها كثرة التبول الحميدة مجهولة السبب، والتي ستزول لوحدها غالبًا دون الحاجة إلى أي علاج.

متى تكون كثرة التبول عند الأطفال مؤشرًا على مرض هام؟

إن معظم حالات كثرة التبول تعد حالات بسيطة ولا يجب أن تثير أي قلق لدى الأهل، وقد لا تحتاج إلى أي علاج وستزول مشكلة كثرة التبول عند الطفل خلال عدة أسابيع أو أشهر، فكثرة التبول لا تعد مؤذية للطفل.

ولكن في حال كانت كثرة عدد مرات التبول تشير إلى مشكلة خطيرة مستبطنة (مثل التهاب المجاري البولية) عندها من الأفضل التواصل مع الطبيب، فقد تكون كثرة التبول عرض لمرض أكثر أهمية وخطورة ويجب تدبيره بشكل فوري.

يجب على جميع الأهالي التواصل مع طبيب الأطفال في حال كان الطفل يعاني من كثرة تبول بالترافق مع واحد أو أكثر من الأعراض التالية والتي قد تشير إلى مرض مستبطن:

  • الشعور بألم أو حس حرقة في الإحليل أثناء عملية التبول.
  • مرور كميات لا بأس بها من البول أثناء كل عملية تبول.
  • الإفراط بشرب السوائل.
  • سلس بولي أو اضطرابات بولية أخرى.
  • اضطراب العادات المعوية.
  • علامات الإصابة بإنتان أو الإصابة بحمى.
  • التبول الشديد ليلًا.
  • تكرار هجمات كثرة التبول لدى الطفل على مدى 2-1 سنة.

ففي حال وجود أحد الأعراض السابقة مع كثرة التبول فسيقوم الطبيب بسؤال الأهل عن سوابق إصابة الطفل بالتهاب في المجاري البولية بالإضافة إلى البحث عن صلابة أو ألم في البطن فقد تكون كثرة التبول مؤشرًا على إصابة الطفل بـ:

  • التهاب المجاري البولية.
  • التهاب مهبل عند الفتيات الصغيرات.
  • داء السكري من النمط الأول.
  • التهاب المثانة.
  • المثانة العصبية.
  • حصيات المثانة.

وتعد الحالات السابقة وغيرها من الحالات الخطيرة أمراضًا مهمة يجب تدبيرها قبل تفاقمها وظهور اختلاطاتها، لذلك على جميع الأهالي مراقبة عادات أطفالهم فيما يخص الذهاب إلى الحمام من أجل كشف أي مرض خفي بشكل مبكر وعلاجه بشكل صحيح.

كيف يمكن للأهل دعم طفلهم الذي يعاني من كثرة التبول؟

في البداية أكدّ لطفلك أنه غير مصاب بمرض ولا توجد أي مشاكل بجسمه ومن المهم عدم شعور الطفل بالسوء بشأن الحاجة المتكررة للتبول. بدلًا عن ذلك، أخبر طفلك أنه لن يحدث أي مكروه له في حال عدم تبوله في كل مرة يشعر بالحاجة لذلك ولكن في حال رغبته بالتبول فهو يستطيع الذهاب إلى الحمام متى أراد. قد تكون قادرًا على مساعدة طفلك على تعلم عادة الانتظار لوقت أطول للذهاب إلى الحمام، ولكن في بعض الأحيان يمكن للتركيز على المشكلة أن يزيدها سوءًا، لذلك من الأفضل تعليم الطفل على الذهاب إلى الحمام متى أراد مع أن تؤكد لطفلك أن الرغبة بالتبول ستصبح أقل تكررًا مع مرور الوقت.

تكلم مع أساتذة ومدرسي طفلك وأقربائك وجميع من يستطيع مساعدة طفلك والاعتناء به، يجب على جميع من يقضي الوقت مع طفلك أن يجعله يشعر بالأمان والراحة بشأن حاجته للتبول بشكل متكرر، وفي نفس الوقت السماح للطفل بالذهاب للحمام عند حاجته لذلك.

المصادر: 12 – 3

Loading spinner
Share your love