تعتبر التهابات المسالك البولية شائعة للغاية وعلى الرغم من سهولة تشخيصها وعلاجها إلا أنها قد تؤدي لمضاعفات وعواقب وخيمة في حال تركت دون علاج، ومن الممكن تقليل خطر الإصابة بها عبر الحد من عوامل الخطر المختلفة المؤهبة لها. يعتبر الجزء السفلي من الجهاز البولي (المثانة والإحليل) هو المكان الأشيع للالتهابات البولية، وتشمل أهم الأعراض المرافقة للالتهاب البولي كلًا من الشعور بحاجة ملحة للتبول وألم حارق أثناء التبول وتغير بعض خصائص البول كلون البول أو كثافته بالإضافة إلى الشعور بألم في الخاصرة وترفع حروري وخاصة في حال كان الالتهاب البولي على مستوى الحويضة والكلية.
المحتويات
من هم الأشخاص المعرضون لخطر الالتهابات البولية؟
تصاب النساء بالتهابات المسالك البولية أكثر من الرجال وذلك يعود إلى أن مجرى البول أو ما يعرف بالإحليل (الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة) يكون أقصر لدى النساء مقارنة بالإحليل عند الرجال، وهذا ما يسمح للجراثيم بالدخول إلى المثانة بشكل أكبر، وبالإضافة إلى ذلك فإن فتحة مجرى البول لدى المرأة أقرب إلى فتحة الشرج وهو المكان الذي تتواجد فيه جراثيم الإشريكية الكولونية المسببة الرئيسية للالتهابات البولية. تشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية لدى النساء والرجال كلًا من:
- ضعف الجهاز المناعي.
- وجود تشوهات خلقية في الطرق البولية.
- انسداد الطرق البولية بالحصيات أو تضخم البروستات.
- وجود قسطرة بولية وخاصةً في حال استمرارها لأكثر من أسبوعين.
- العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها على الطرق البولية.
طرق الوقاية من الالتهابات البولية
لا يمكننا دائمًا تجنب التهابات الطرق البولية ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة بها عبر اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة، ومن أهم الطرق التي تساعد على الوقاية من الالتهابات البولية هي:
التنظيف من الأمام للخلف عند الأطفال بعد استخدام الحمام:
نظرًا لأن المستقيم هو المصدر الرئيسي لجراثيم الإشريكية الكولونية المتهمة الرئيسية في التسبب بالتهابات الطرق البولية فمن الأفضل التنظيف من الأمام للخلف بعد استخدام الحمام وليس العكس، تساعد هذه العادة على تقليل خطر انتقال جراثيم الإشريكية الكولونية من فتحة الشرج إلى مجرى البول.
من المهم جدًا الالتزام بالقيام بذلك وخاصة في حالات الإسهال، فالإسهال يمكن أن يؤدي إلى صعوبة التحكم في حركات الأمعاء مما يزيد من فرص انتشار جراثيم الإشريكية الكولونية إلى مجرى البول.
شرب كميات كافية من السوائل:
يجب الالتزام بشرب كميات كافية من السوائل خلال اليوم، فذلك يؤدي إلى التبول بشكل متكرر وهذا ما يعني طرد الجراثيم إلى خارج الطرق البولية، ويعتبر الماء هو السائل الأفضل لهذا الغرض، وينصح معظم خبراء الصحة بأن يكون الهدف هو الوصول إلى 6-8 أكواب من الماء يوميًا، وفي حال لم تكن من محبي شرب الماء فيمكنك الاستعاضة عن ذلك بشرب مشروبات أخرى مثل شاي الأعشاب منزوع الكافيين أو الحليب أو العصائر الطازجة، ولكن تجنب تناول المشروبات الكحولية أو الإكثار من المشروبات الحاوية على نسبة عالية من الكافيين كالشاي والقهوة وذلك لأنها قد تؤدي إلى تهيج المثانة مما يزيد من فرص حدوث الالتهاب البولي.
تجنب حبس البول لفترات طويلة:
تجنب حبس البول لفترات طويلة لأن ذلك يحفز نمو الجراثيم، وحاول ألا تنتظر أكثر من 3-4 ساعات حتى تتبول وأفرغ مثانتك بشكل كامل في كل مرة تتبول فيها، وهذا الأمر تزداد أهميته عند الحوامل وذلك لأن الحمل يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الطرق البولية كما يمكن أن يؤدي حبس البول إلى مضاعفات قد تؤثر على سلامة الحامل.
تجنب استخدام المنتجات المعطرة:
يحتوي المهبل بشكل طبيعي على كميات كبيرة من الجراثيم المفيدة معظمها يكون من نوع العصيات اللبنية، تساعد هذه البكتيريا في الحفاظ على صحة المهبل وتوازن حموضته والوقاية من الالتهابات، ويمكن أن تسبب المنتجات النسائية المعطرة اختلالًا لهذا التوازن وهذا ما يسمح للجراثيم الضارة بالتكاثر وبالتالي حدوث التهابات الطرق البولية، ومن أهم المنتجات التي تترافق مع زيادة حدوث الالتهابات كل من الدوش والفوط المعطرة أو السدادات القطنية والبخاخات المزيلة للتعرق وزيوت الاستحمام المعطرة والصابون.
تناول التوت البري والبروبيوتيك:
التوت البري هو أحد العلاجات المنزلية الفعالة للوقاية من التهابات الطرق البولية، فالتوت البري يحتوي على مواد تمنع من التصاق جراثيم الإشريكية الكولونية في أنسجة الطرق البولية، كما أن فيتامين سي الموجود في التوت البري يزيد من حموضة البول مما يساعد على تقليل تكاثر ونمو الجراثيم.
البروبيوتيك هي كائنات دقيقة حية تعمل على زيادة الجراثيم الجيدة في الأمعاء، وهي تساعد أيضًا على نمو الجراثيم المفيدة في الطرق البولية، ويساعد ذلك على الوقاية من التهابات الطرق البولية.
تناول المضادات الحيوية بشكل مناسب وتحت إشراف الطبيب:
في حال كنت قد أصبت بالتهاب الطرق البولية غير المستجيب بشكل جيد على العلاج أو المتكرر باستمرار فقد يوصي طبيبك بأن تأخذ جرعة يومية صغيرة من المضادات الحيوية فمويًا، ويمكن أن يساعد ذلك في منع حدوث التهاب الطرق البولية من جديد.
قد تحتاج لتناول المضادات الحيوية بعد ممارسة الجنس أو عند الإحساس بأعراض الالتهابات البولية، ولكن من عيوب هذه الطريقة هي أن الاستخدام المطول للمضادات الحيوية من الممكن أن يؤدي إلى زيادة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.
بالإضافة للتوصيات السابقة يجب مراجعة الطبيب المختص في حال حدوث التهاب بولي شديد أو مزمن خصوصًا عند الأطفال، للبحث عن العوامل المؤهبة ووضع خطة العلاج المناسب.