السلس البولي عند الأطفال: أسبابه تأثيراته النفسية على الطفل وطرق علاجه

ما هو السلسل البولي؟ وهل يمكن علاجه؟

يحدث السلس البولي عند خروج البول من الجسم لا إراديًا دون قدرة الطفل على التحكم به، وهو يمثل التعريف الطبي لظاهرة تبليل الفراش الشائعة جدًا عند الأطفال. نتحدث في هذا المقال عن السلس البولي عند الأطفال، وأسبابه، وتأثيراته النفسية على الطفل، وطرق علاجه.

ما هو السلس البولي عند الأطفال؟

لا يستطيع الطفل عند ولادته السيطرة على المثانة لديه عند امتلائها، بسبب عدم نضج تعصيب العضلات المسيطرة على المثانة. ينضج التعصيب عند الطفلات الإناث بصورة أسرع من الأطفال الذكور، حيث تكتسب الإناث القدرة على السيطرة على المثانة وحبس البول عند ظهور الحاجة للتبول بعمر الخامسة، بينما يكتسب الذكور هذه القدرة بعمر السادسة. لذا يشخّص السلس البولي عندما لا يستطيع الطفل السيطرة على حاجة التبول لديه بعد العمر الذي يجب أن يكون فيه قادرًا على هذا الأمر (6 سنوات عند الصبيان، و5 سنوات عند البنات).

أنواع السلس البولي عند الأطفال

توجد أربعة أنواع من السلس البولي عند الأطفال، وهي:

  1. السلس البولي البدئي: فيه يستمر الطفل في تبليل الفراش منذ أن كان رضيعًا وحتى الآن، ويعد من أكثر الأشكال شيوعًا للسلس البولي عند الأطفال.
  2. السلس البولي الثانوي: هي حالة تتطور بعد 6 أشهر على الأقل أو حتى عدة سنوات من تعلم الطفل التحكم في مثانته.
  3. السلس البولي الليلي: فيه يبلل الطفل نفسه ليلًا أثناء النوم، ويطلق عليه أيضًا اسم سلس تبليل الفراش، وهو أشيع عند الذكور مقارنة بالإناث.
  4. السلس البولي النهاري: فيه يبلل الطفل نفسه في النهار والمساء، ولا يستطيع السيطرة على حاجته للتبول.

أسباب السلس البولي عند الأطفال

لا يوجد سبب واضح محدد للسلس البولي عند الأطفال، لكن توجد مجموعة من العوامل التي تؤثر على قدرة الطفل على إنتاج البول وإفراغه، وتتضمن:

  • الاضطرابات الهرمونية: تنتج الغدة النخامية في الدماغ هرمونًا يسمى الهرمون المضاد للإدرار ADH، الذي يؤثر في وظيفة الكلية ويحرضها على إنتاج كمية أقل من البول. تسبب الاضطرابات الهرمونية التي تخفض من إطلاق هرمون ADH، إنتاج كمية أكبر من البول عند الطفل، ومن ثم ازدياد الحاجة للتبول وحدوث السلس البولي.
  • اضطرابات المثانة: يعاني بعض الأطفال من تشنجات عضلية في المثانة تمنعها من تخزين كمية مستمرة من البول دون إفراغه، بالإضافة إلى أن مثانة بعض الأطفال تكون صغيرة الحجم، ولا تستطيع تخزين كمية كبيرة من البول، فتمتلئ بسرعة، وتزداد حاجة الطفل للتبول، ومن ثم يحدث السلس البولي عندهم.
  • عوامل وراثية: يمتلك معظم الأطفال الذين يعانون السلس البولي فردًا واحدًا على الأقل من عائلتهم، قد عانى من ذات المشكلة عندما كان في مثل عمرهم. إذ تساهم بعض العوامل الوراثية في حدوث السلس البولي عند الأطفال.
  • اضطراب النوم: تسبب بعض اضطرابات النوم، مثل اضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم، حدوث السلس البولي عند الأطفال. بالإضافة إلى أن بعض الأطفال يدخلون في نوم عميق جدًا، يمنعهم من الاستيقاظ عند ظهور الحاجة للتبول، ومن ثم تبليل الفراش.
  • بعض الحالات الطبية: تترافق بعض الحالات الطبية مع حدوث السلس البولي أو زيادة الأهبة لحدوثه، وتتضمن داء السكري، وتشوهات السبيل البولي، والإمساك، وعدوى الطريق البولي الجرثومية.
  • اضطرابات نفسية وعصبية: يترافق السلس البولي مع الأطفال الذين يشعرون بالقلق والتوتر الزائد. وأيضًا مع الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD.
  • تناول الكافيين: تزيد المشروبات الحاوية على الكافيين من الحاجة للتبول، من ثم زيادة خطر حدوث السلس البولي.

تأثيرات السلس البولي النفسية على الأطفال

يشعر الكثير من الأطفال الذين يعانون السلس البولي بالخجل والاستحياء من تبليلهم الفراش ليلًا. يميل هؤلاء الأطفال إلى إخفاء الأغطية المبللة والثياب الداخلية خوفًا من اكتشافها من قبل الأهل أو الأصدقاء، ويزداد شعور التوتر والقلق عندهم، وتتكون لديهم صورة سيئة عن أنفسهم بوجود شيء خاطئ في ذاتهم، من دون أن يستوعبوا أن السلس البولي حالة شائعة يختبرها الكثير من الأطفال، وحتى أنها قابلة للعلاج والزوال.

يمكن أيضًا للسلس البولي أن يؤثر على علاقة الطفل مع أهله، حيث قد يلقي الأهل باللوم على الطفل لتبليله فراشه، من دون أن يفهموا أن السبب قد يكون خارجًا عن سيطرته، أو يتبعون استراتيجيات غير مفيدة في إصلاح المشكلة مثل مقارنته مع إخوته أو أصدقائه، مما يؤثر بصورة سلبية على ثقة الطفل في نفسه.

علاج السلس البولي عند الأطفال

تشفى أغلب حالات السلس البولي من تلقاء نفسها بعد عدة سنوات عندما يصل الطفل إلى سن المراهقة من دون الحاجة إلى تطبيق علاج معين. بينما تتطلب بعض الحالات الشديدة العلاج والمتابعة الطبية، الذي يعتمد بصورة أساسية على تحديد العامل المسبب. أيضًا من المهم علاج التأثيرات الجانبية النفسية التي يعانيها الطفل من السلس البولي، لما لها من تأثير يفاقم المشكلة الرئيسية.

يعد العلاج السلوكي، الذي يهدف إلى تغيير سلوكيات الطفل فيما يتعلق بعملية التبول، من أكثر العلاجات فعالية، ويتضمن ما يلي:

  • التعزيز الإيجابي: يتضمن هذا العلاج تقديم المديح والمكافآت للطفل عندما يتمكن من قضاء ليلة واحدة من دون تبليل الفراش أو السلس البولي.
  • استخدام منبهات للسلس البولي: تنطلق هذه المنبهات ليلًا عندما يقوم الطفل بتبليل فراشه، وتنبه الطفل إلى أهمية النهوض والذهاب إلى الحمام. تعد منبهات السلس البولي من أكثر العلاجات السلوكية فعالية ونجاحًا.
  • تدريب المثانة: يتضمن تدريب المثانة وضع الطبيب الأخصائي في العيادة برنامجًا بأوقات محددة للتبول يسمح فيها للطفل بالذهاب إلى الحمام، ويجب عليه في الفترة الفاصلة بين هذه المواعيد، حبس البول ومقاومة الرغبة في الذهاب للتبول. تساعد هذه التقنية على زيادة حجم المثانة، كونها عضلة قادرة على التمدد، بالإضافة إلى زيادة تحكم الطفل في عملية خروج البول.
  • العلاج الدوائي: يلجأ الطبيب إلى العلاج الدوائي فقط عندما يبدأ السلس البولي بالتأثير على حياة الطفل، ومع فشل العلاجات السابقة. وهو يطبق فقط على الأطفال الأكبر من 6 سنوات. يؤثر العلاج الدوائي إما في تقليل كمية البول التي تنتجها الكلية، أو في زيادة حجم المثانة وسعتها.

في النهاية، يعد السلس البولي من المشكلات الشائعة جدًا التي يختبرها الكثير من الأطفال، والذين يستطيعون تجاوزها من تلقاء أنفسهم بعد فترة من الزمن. من المهم جدًا عدم معاقبة الطفل على ما يعانيه أو تعميق شعور الخجل والاستحياء لديه، لما قد يؤثر بصورة سلبية على ثقة الطفل في نفسه.

Loading spinner
Share your love