علاج الأرق عند الأطفال

النوم هو حاجة أساسية من حاجات الجسم البشري، لأنه يمثل فترة راحة يحتاجها الجسم لإعادة بناء وترميم نفسه، وبالنسبة للأطفال فإن أهمية النوم لديهم أكبر بكثير من البالغين، فهم يحتاجون ساعات نوم أطول من أجل الحفاظ على نمو وتطور طبيعي لأجسامهم، ولا بد من علاج الأرق واضطرابات النوم الأخرى عندهم بفعالية ودقة. 

يعتبر الأرق أحد المشاكل الشائعة التي تصيب الأطفال، وتجعلهم متعبين وغير قادرين على أداء نشاطاتهم اليومية، وفي هذا المقال سنتحدث عن الأرق وأسبابه وطرق علاجه.

ما هو الأرق؟

يعتبر الأرق عند الأطفال من المشاكل الشائعة، وتظهر من خلال عدم رغبة الطفل في الذهاب إلى الفراش، أو صعوبة في النوم، أو الاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل، أو الاستيقاظ في وقت مبكر جدًا، ويصيب الأرق الأطفال في جميع الأعمار من الرضع حتى الأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة، والأطفال في سن المدرسة والمراهقين. 

تُظهر الأبحاث الحديثة أن اضطرابات النوم تؤثر بشكل كبير على حياة الطفل اليومية، فهي تؤدي إلى صعوبات في الانتباه أو نعاس وتعب أو مشاكل سلوكية مثل: فرط النشاط، وضعف القدرة على ضبط الانفعالات، والصعوبة في التحكم بالمشاعر، بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي الأرق عند الأطفال إلى حرمان الأهل من النوم مما يزيد التوتر داخل حياة الأسرة.

ما هي أعراض الأرق عند الأطفال؟

يمكن أن يبدأ الأرق عند الأطفال في أي عمر، من مرحلة الرضع حتى المراهقة، وفي بعض الحالات قد يتطور نحو مشكلة صحية طويلة الأمد، وتشمل أعراضه:

  • رفض الطفل الذهاب للفراش في وقت النوم.
  • طلبات الطفل المتكررة بعد إطفاء الأنوار (مثل طلب شرب المياه أو العناق أو سماع القصص).
  • صعوبة النوم عند الاستلقاء بالفراش.
  • الاستيقاظ المتكرر والمطول في الليل مع صعوبة العودة إلى النوم.
  • الاستيقاظ في وقت مبكر جدًا.
  • عدم الرغبة في الالتزام بمواعيد نوم مناسبة.
  • مشاكل في الاستيقاظ باكرًا والذهاب إلى المدرسة.

بالإضافة إلى ذلك يعاني الطفل المصاب بالأرق من أعراض أخرى تظهر خلال النهار، وتتضمن:

  • التعب والإرهاق والنعاس.
  • ضعف الانتباه والتركيز والذاكرة.
  • مشاكل في الحياة الاجتماعية والعائلية والدراسية.
  • اضطرابات المزاج أو العصبية.
  • المشاكل السلوكية (فرط النشاط أو العدوانية).
  • الإحباط.
  • اتخاذ قرارات خاطئة وعدم القدرة على التحكم بالانفعالات. [1]

اقرأ أيضًا: ما هي أعراض الاكتئاب الجسدية؟

ما أهم أسباب الأرق عند الأطفال؟

هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تسبب الأرق عند الطفل، ومنها:

  • مشاكل سلوكية مرتبطة بالنوم، على سبيل المثال: عندما لا يستطيع الطفل النوم من دون زجاجة حليب أو وجود أحد الوالدين بقربه أو سماع موسيقى هادئة.
  • عادات غير صحية قبل الخلود إلى النوم، مثل: قضاء وقت طويل أمام شاشة التلفاز أو الهاتف الذكي، وعدم أخذ الوقت الكافي للهدوء قبل الخلود إلى النوم.
  • مشاكل عاطفية ونفسية، مثل: التوتر أو القلق أو الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين.
  • العوامل المحيطة، مثل: الضجيج وعدم توافر مكان هادئ للنوم.
  • مشاكل صحية، مثل: الربو أو نوبات توقف التنفس أثناء النوم أو متلازمة تململ الساقين.
  • بعض الأمراض، كالرشح أو التهاب الأذن.
  • الأدوية التي تزيد يقظة الطفل، مثل: مضادات الاكتئاب أو الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
  • الكافئين، مثل: مشروبات الطاقة أو القهوة أو الشاي أو الشوكولاته أو الكولا.

كيف يُشخص الأرق عند الأطفال؟

إذا كان طفلك يعاني من الأرق فقد يقوم طبيبه بطرح بعض الأسئلة وإجراء الفحوصات من أجل تقييم حالته، مثل:

  • أخذ التاريخ المفصل عن أعراض الطفل، بما في ذلك مشاكله الصحية والنفسية والتطورية.
  • إجراء فحص جسدي كامل للطفل.
  • طلب سجل كامل حول أوقات وساعات النوم والاستيقاظ، فهذا يساعد في تتبع أنماط وساعات النوم على مدى فترة زمنية محددة.

في حالات نادرة يجب دراسة نوم الطفل خلال الليل، وذلك إذا شك الاختصاصي بمشاكل مثل: نوبات توقف التنفس أو تحرك الطفل المفرط أثناء النوم، فقد يوصي بإجراء هذه الدراسة (دراسة نوم الطفل خلال الليل غير ضرورية في الغالبية العظمى من حالات الأرق).

كيف يُعالج الأرق عند الأطفال؟

غالبًا ما يلجأ الأهل إلى الأدوية لعالج طفلهم المصاب بالأرق، لكن من المهم أولًا البحث عن المشاكل الصحية أو النفسية التي تسبب الأرق للطفل والتي تحتاج إلى العلاج، على سبيل المثال: إذا كان الطفل يعاني من نوبات توقف التنفس أثناء النوم أو يشخر بصوت عالِ في الليل ويتوقف تنفسه بشكل متكرر، فهنا قد يحتاج الطفل فقط إلى إزالة اللوزتين أو الزوائد الأنفية (الناميات)، أو إذا كان الطفل يعاني من سعال ليلي متكرر بسبب ضعف السيطرة على الربو، فقد نحتاج إلى استخدام أو زيادة جرعة الأدوية الوقائية للربو. [2]

المعالجة الدوائية

تشمل الأدوية المناسبة التي تستخدم عند الضرورة:

  • مضادات الهيستامين: على الرغم من أنها تسبب النعاس خلال النهار ولا يمكن استخدامها إلا لفترة قصيرة فقط.
  • الكلونيدين: يستخدم عندما يعاني الطفل من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) أو مشاكل سلوكية.
  • الميلاتونين.
  • ريسبيريدون: للأطفال الذين يعانون من التوحد أو مشاكل سلوكية.
  • المهدئات مثل: الأميتريبتيلين وميرتازابين.

لا تستخدم هذه الأدوية عندما يكون الطفل مصابًا بمشكلة صحة تسبب له الأرق.

المعالجة غير الدوائية

يمكن أن تشمل العلاجات غير الدوائية للأرق الأولي (الأرق غير الناجم عن مشكلة صحية أخرى) ما يلي:

  • تجنب الكافيين.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • النهوض من الفراش وممارسة نشاطات هادئة مثل القراءة، إذا لم ينم الطفل في غضون 10 إلى 20 دقيقة.
  • اتباع جدول زمني ثابت لأوقات النوم والاستيقاظ، وتطبيقه في أوقات العطل أيضًا.
  • جعل الفراش مكان للنوم فقط، ما يعني عدم القراءة أو أداء الواجبات الدراسية أو مشاهدة التلفاز على الفراش.
  • تعليم الطفل تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس بعمق واسترخاء العضلات التدريجي والتخيل التي يستطيع استخدامها في الفراش من أجل الخلود إلى النوم.

في بعض الأحيان قد يحتاج الأمر إلى زيارة طبيب نفسي متخصص بالأطفال من أجل التخلص من الأرق.

إن الأرق هو أحد المشاكل الشائعة التي يعاني منها الأطفال، والتي تؤثر بشكل كبير على حياته اليومية والاجتماعية والمدرسية، كما أنها قد تصبح مشكلة طويلة الأمد تلاحقه لفترة طويلة دون أن يستطيع التخلص منها، لذلك يجب عدم إهمال الموضوع والمسارعة إلى معرفة السبب وراء هذا الأرق وتلقي العلاج المناسب لكي ينعم الطفل بليالِ نوم طبيعية ومثالية. [3]

اقرأ أيضًا: نصائح وتوصيات هامة للتخلص من الأرق

المراجع

[1] Insomnia, www.childrenshospital.org, retrieved 15/2/2022

[2] Insomnia, raisingchildren.net.au, retrieved 16/2/2022

[3] Childhood Insomnia Causes and Treatment, www.verywellfamily.com, retrieved 16/2/2022 

Loading spinner
Share your love