إليك أبرز 5 أعراض للاكتئاب

الاكتئاب مشكلة نفسية شائعة جدًا وقد تواجه أي شخص، إذ تقدر الإحصائيات أنه يصيب أكثر من ثلث البالغين على الأقل. تعود أسباب حدوث الاكتئاب لعوامل عديدة ومتنوعة لها علاقة بحياتك الشخصية وبعض العوامل البيئية، فما هي أهم أعراض الاكتئاب، وكيف يمكن تشخيصها والتعرف عليها بدقة.

ما هو الاكتئاب؟

يمكن تعريف الاكتئاب بأنه حالة نفسية تؤثر على مزاجك وقدرتك على العمل وسير حياتك اليومية، وتشمل أعراض الاكتئاب الشعور بالحزن والقلق واليأس، كما يمكن أن تسبب الحالة أيضًا صعوبات في التفكير والذاكرة والأكل والنوم. 

إن تشخيص اضطراب الاكتئاب الشديد (الاكتئاب السريري) يعتمد على شعورك بالحزن أو القلق أو التوتر في معظم الأيام مع أعراض أخرى، مثل: مشاكل في النوم أو فقدان الاهتمام بالأنشطة أو تغيرات الشهية، ومن دون علاج يمكن أن يزداد الاكتئاب سوءًا ويستمر لفترة أطول.

ما أهم أسباب الاكتئاب؟  

الاكتئاب هو أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم، ويمكن أن يؤثر على أي شخص في أي عمر تقريبًا، ولكن قد يكون السبب الذي يحرض الاكتئاب عند بعض الأشخاص غير معروف أو محدد بدقة، يمكن أن تشمل أشيع أسباب الاكتئاب:

  • العوامل الوراثية.
  • عوامل ترتبط بالنواقل العصبية.
  • أحداث وضغوط الحياة.
  • الأمراض المزمنة.
  • نمط الحياة غير الصحي مثل: سوء التغذية والعزلة الاجتماعية.

أولًا: العوامل الوراثية

يُعتقد أن للعوامل الوراثية والجينية دورًا في حدوث الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى، وتشير الدراسات إلى وجود عنصر وراثي هام مسؤول عن حدوث الاكتئاب، إذ توجد العديد من الجينات المختلفة التي يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في حدوث الاكتئاب أو تؤهب لحدوثه، خصوصًا إذا وجدت عوامل مؤهبة بيئية مرافقة.

ثانيًا: المستقبلات الدماغية والنواقل العصبية

أحد الأسباب الهرمونية المحتملة للاكتئاب هو عدم وجود توازن بين النواقل العصبية الكيميائية التي تشارك في تنظيم المزاج، بما في ذلك “الدوبامين والسيروتونين والنورابينفرين”، حيث أن النواقل العصبية هي مواد كيميائية تساعد مناطق مختلفة من الدماغ على الاتصال مع بعضها البعض، وعندما يكون هناك نقص في بعض النواقل العصبية، يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى، وغالبًا ما تركز الأدوية المخصصة لعلاج الاكتئاب على تغيير مستويات هذه المواد الكيميائية في الدماغ مثل: مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات”.

ثالثًا: أحداث وضغوطات الحياة

يمكن أن تؤثر أحداث الحياة المجهدة والصادمة على قدرتك على التأقلم مع الظروف المتنوعة، وتشكل عاملًا مؤهبًا للاكتئاب أيضًا، ويُفسر حدوث الاكتئاب هنا بالمستويات العالية من هرمون “الكورتيزون” الذي يتم إفرازه خلال فترات الإجهاد والصدمة، والذي يؤثر على النواقل العصبية ويساهم في تطوير الحالة الاكتئابية.

رابعًا: الأمراض المزمنة

قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب إذا كنت تعاني من مرض مزمن أو اضطراب في النوم أو اضطراب في الغدة الدرقية، كما تميل معدلات الاكتئاب أيضًا إلى أن تكون أعلى بين الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن وداء السكري والتصلب المتعدد والسرطان.

لوحظ أيضًا أن النساء يعانين من اكتئاب أشد ويزيد بمقدار الضعف عن الرجال، وذلك بسبب الهرمونات الأنثوية التي تظهر أثناء الطمث والإرضاع والحمل والولادة، وكلها لها دور في حدوث اضطرابات الاكتئاب، ما يفسر وصول الإمراضية إلى ذروتها خلال سنوات النضج الجنسي للمرأة.

خامسًا: نمط الحياة غير الصحي

إن نمط الحياة غير الصحي مثل: الخمول وقلة النشاط الفيزيائي وانعدام العلاقات الاجتماعية، يمكن أن يلعب دورًا هاما في حدوث الاكتئاب، لكننا نمتلك القدرة هنا على تعديل هذا السبب نحو الأفضل بعكس بقية عوامل الخطر الأخرى للاكتئاب، مثل الجنس أو الوراثة، التي لا يمكن تغييرها.

ما هي أبرز خمسة أعراض للاكتئاب؟

يمكن أن يظهر الاكتئاب بطرق مختلفة ولكن هناك خمسة أعراض بارزة تعبر عن الاكتئاب يجب البحث عنها أمام أي حالة نشك فيها بحدوث الاكتئاب، وتشمل ما يلي:

1 – اضطراب الحالة المزاجية

من الطبيعي أن نشعر بالإحباط والمزاج المنخفض من وقت لآخر، وقد يكون ذلك بسبب تحديات العمل أو بسبب الضغوط العائلية والعاطفية، لكن إذا لاحظت أن هذه الحالة المزاجية تدوم لفترة أطول من المعتاد، ولم تستطع التخلص منها، فقد تكون تعاني من الاكتئاب.

2 – فقدان الاهتمام والشغف

يفقد الشخص المكتئب الاهتمام بالأشياء التي كان يحبها سابقًا، فمثلًا قد لا نكون مهتمين ومستمتعين بالقراءة كما كنا من قبل، أو قد نكتشف أن ممارسة الرياضة أو الفنون التي كنا قد استمتعنا بها ذات مرة قد فقدت بريقها وانخفض اهتمامنا بها. عندما تجد أن القيام بالأنشطة التي كنت مهتمًا ومستمتعًا بها أصبح صعبًا، قد يكون ذلك مؤشرًا غير طبيعي ويستدعي الانتباه لوجود اكتئاب.

3 – فقدان الثقة ونقص تقدير الذات

نمر جميعًا بلحظات من تدني احترام الذات وأوقات نشعر فيها أننا خذلنا أنفسنا أو الآخرين، ربما بسبب موعد فائت في العمل أو الحصول على تقييم سيء في المدرسة أو الجامعة، ما يولد الشعور بالإحباط مؤقتًا من أفعالنا أو سلوكياتنا، وهو طريقة متوقعة وطبيعية لمعالجة مشاعر خيبة الأمل وتخطيها، أما إذا كنت مكتئبًا فقد تشعر باستمرار بأنك عديم الأهمية في مجالات متعددة من حياتك، وتشعر بفقدان الثقة ونقص تقدير الذات.

4 – ضعف التركيز وصعوبات اتخاذ القرارات

إذا كنت تواجه مشكلة في التركيز في العمل وصعوبات في إكمال مهام بسيطة في المنزل، فقد يكون ذلك علامة على الاكتئاب، خصوصًا إذا ترافق ذلك مع نقص الإنتاجية وتراجع الأداء في العمل أو الدراسة.

5 – أفكار عن إيذاء النفس أو محاولات الانتحار

إن وجود أفكار عن إيذاء النفس أو إيذاء الآخرين أو محاولات انتحار أو تفكير مستمر بالموت، مؤشر قوي وهام على الاكتئاب الشديد، وعند وصول المريض لهذه المرحلة عليه استشارة الطبيب أو المعالج النفسي فورًا.

ختامًا، يجب الانتباه إلى أي عرض يمكن أن يشير لوجود الاكتئاب، لأن التشخيص المبكر للاكتئاب يساعدك في السيطرة عليه وتخطيه بشكل ناجح، وفي حال كنت تعاني من أي من الأعراض السابقة، لا تتردد في طلب المشورة النفسية اللازمة من مقدمي الرعاية الصحية المختصين.

Loading spinner
Share your love