كانت عملية استئصال اللوزتين شائعة للغاية في الماضي كعلاج لالتهاب اللوزتين، لكنها أصبحت تجرى اليوم بصورة رئيسية بهدف علاج اضطراب التنفس في أثناء النوم عند الأطفال، إلى جانب أسباب أخرى عديدة. نتحدث في هذا المقال عن أهم استطبابات عملية استئصال اللوزتين، ومخاطرها، وطريقة إجرائها.
المحتويات
استطبابات استئصال اللوزتين
تقع اللوزتان في الجزء الخلفي من الحلق، وتشكلان نسيجًا مناعيًا لمفاويًا يعمل كخط دفاعي ضد الجراثيم والفيروسات المتنوعة في منطقة الفم والبلعوم، وتعد عملية استئصال اللوزتين من العمليات البسيطة والسهلة، وتجرى من أجل العديد من الأسباب. تتضمن أهم أسباب استئصال اللوزتين عند الأطفال:
التهاب اللوزتين المتكرر:
تتعرض اللوزتان للالتهاب والتورم نتيجة موقعهما الحساس ووظيفتهما المميزة في محاربة العدوى الجرثومية والفيروسية في جوف الفم والبلعوم. يشيع التهاب اللوزتين عند الأطفال، بينما يندر عند البالغين نتيجة انخفاض النشاط المناعي للوزتين عند الوصول إلى مرحلة البلوغ. تتضمن أهم أعراض التهاب اللوزتين:
- التهاب وألم الحلق.
- الشعور بالألم في أحد جانبي العنق، وفي الأذن.
- صعوبة البلع.
- الحمى، والصداع، والتعب.
- رائحة نفس كريهة.
يلجأ الطبيب إلى استئصال اللوزتين عندما لا تستجيب العدوى الجرثومية فيها إلى العلاج بالمضادات الحيوية، ويتجمع القيح في اللوزتين ويتشكل الخراج اللوزي، أو عندما يتكرر الالتهاب في اللوزتين وينكس بشدة عند الطفل. يشخص التهاب اللوزات الناكس في حال:
- حدوث التهاب اللوزتين على الأقل سبع مرات في السنة.
- أو حدوث التهاب اللوزتين على الأقل خمس مرات في كل من السنتين الفائتتين.
- أو حدوث التهاب اللوزتين على الأقل ثلاث مرات في كل من الثلاث سنوات الفائتة.
ضخامة اللوزتين:
تتضخم اللوزتين ويزداد حجمهما نتيجة تعرضهما للالتهاب المستمر والناكس، أو قد تكون ضخامتهما خلقية وطبيعية. لكن في كلا الحالتين تترافق ضخامة اللوزتين مع اختلاطات عديدة:
- توقف التنفس في أثناء النوم، الذي يصيب بين 1% إلى 4% من الأطفال نتيجة ضخامة اللوزتين.
- صعوبة التنفس عند الطفل، نتيجة انسداد مجرى التنفس بشكل جزئي.
- ألم الأذن، والتهاب الأذن الوسطى.
- تغيرات في نغمة صوت الكلام.
- يعد استئصال اللوزتين الخيار العلاجي الوحيد والناجح في علاج ضخامة اللوزتين المرضية.
مخاطر عملية استئصال اللوزتين
تحوي عملية استئصال اللوزتين على مخاطر مثل أي عملية جراحية أخرى. لكن تتميز عملية استئصال اللوزتين بالبساطة والسهولة، وتبقى اختلاطاتها بسيطة وخفيفة. تتضمن أهم هذه الاختلاطات:
- التحسس من التخدير، تجرى عملية استئصال اللوزتين تحت التخدير العام. وتكون في الغالب اختلاطات التخدير العام بسيطة وقصيرة الأمد، وتتضمن أهم هذه الاختلاطات الصداع، والغثيان، والإقياء، والألم العضلي. فيما تندر اختلاطات التخدير العام الخطيرة.
- تورم اللسان والحنك الرخو، الذي يمثل جزءًا من سقف الفم، في الساعات الأولى التالية للعملية الجراحية.
- النزف أثناء العملية، الذي يكون نادرًا، لكنه يتطلب البقاء في المستشفى فترة أطول بعد العملية مقارنة بالحالة بالاعتيادية.
- النزف بعد العملية، يشيع النزف بعد العملية مقارنة بالنزف أثناءها. مع هذا لا يعد حالة خطيرة، ويحدث في أغلب الأحيان نتيجة إزالة القطب بسرعة، أو نتيجة ارتخائها.
- الالتهاب التالي للعملية، والذي يتطلب العلاج بالمضادات الحيوية والبقاء في المستشفى فترة أطول، وهو من الاختلاطات النادرة.
كيف تجرى عملية استئصال اللوزتين؟
تستغرق عملية استئصال اللوزتين عادة بين 20 إلى 30 دقيقة في الغالب. وتجرى العملية عبر جوف الفم، من دون إجراء شق في الجلد أو ترك ندبات ظاهرة على الطفل. يوجد نوعان لعملية استئصال اللوزتين:
عملية استئصال اللوزتين التقليدية: حيث تزال كلتا اللوزتين بشكل كامل.
عملية استئصال اللوزتين من داخل المحفظة: حيث يزيل الجراح النسيج اللوزي، ويترك طبقة رقيقة من دون إزالة، تغطي النسيج العضلي الذي يقع تحت اللوزتين. قد تنمو، في بعض الحالات القليلة، هذه الطبقة الرقيقة، وتصاب بالعدوى الجرثومية وتحتاج إلى عملية إضافية، مع هذا تبقى هذه الحالة غير شائعة. تتميز هذه العملية، مقارنة باستئصال اللوزتين التقليدي، بما يلي:
- سرعة الشفاء.
- ألم أقل.
- تقلل حاجة الطفل للمسكنات.
- نزف أقل.
- قدرة الطفل على تناول الطعام والشرب مباشرة بعد العملية.
نصائح للعناية بالطفل بعد العملية
من الطبيعي أن تكون عملية جراحية يخضع لها الطفل موترة ومرهقة له، حتى ولو كانت عملية بسيطة خفيفة المخاطر مثل عملية استئصال اللوزتين. تتضمن أهم التوصيات التي يجب على الوالدين القيام بها للطفل بعد العملية:
- إعطاء الطفل الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب بالجرعة والوقت المناسبين.
- يجب أن يرتاح الطفل في المنزل لبضعة أيام من دون أن يرهق نفسه. يمكنه العودة إلى دور الحضانة أو المدرسة عندما يتمكن من تناول الطعام بصورة طبيعية وينام بشكل جيد، ويتوقف عن حاجته للأدوية المسكنة.
- يجب أن يشرب الطفل كمية جيدة ووافرة من السوائل لتجنب التجفاف الذي قد يحدث بعد العملية، وأن يعتمد في غذائه على الأطعمة الطرية والسائلة، مثل الحساء، والعصيدة، والبطاطس المهروسة حتى يصبح مستعدًا لتناول الأطعمة الصلبة.
- يجب على الطفل تجنب التمخّط مدة أسبوعين بعد العملية حتى لا يتأذى جرح العملية وينفتح، بالإضافة إلى تجنب أي لعب عنيف أو رياضة شديدة لذات المدة.
لا تؤثر عملية استئصال اللوزتين على قدرة الجهاز المناعي على حماية الجسم من الأخماج الجرثومية والفيروسية. مع هذا يستمر الطفل، مثل أي طفل آخر، بالإصابة بالزكام، والتهاب الحلق، والتهابات البلعوم بعد استئصال اللوزتين، لكن من دون حدوث التهاب في اللوزتين أو أي من اختلاطاتها.