نصائح للتغلب على القلق عند المراهقين

يعد القلق جزءًا طبيعيًا من الحياة، فقد نصاب بالتوتر والارتباك والقلق حول أشياء وأحداث في المستقبل قد تقع أو لا تقع. 

يكون شعور القلق بالنسبة لبعض الأشخاص مجرد إزعاج بسيط يستمر لفترة ويزول، لكنه قد يشكل بالنسبة لبعضهم الآخر مشكلة يومية مرهقة ومتعبة للغاية تحتاج للاهتمام والرعاية، ويعد هذا الأمر مشكلة حقيقية عند بعض المراهقين الذين يختبرون في فترة المراهقة -المليئة بالتغير والتبدل والاستكشاف والبناء النفسي- مجموعة متنوعة من المؤثرات والصعاب.

إن كنت شابًا في مرحلة المراهقة ويتعبك القلق والتوتر الشديد، إليك في هذا المقال بعضًا من النصائح التي تساعدك على التأقلم مع ما تشعر به وكيف تتجاوزه.

أسباب الشعور بالقلق عند المراهقين

تتعلق الأسباب والدوافع المنتجة للقلق عند المراهقين بالبيئة المحيطة بهم كالعائلة والأهل أولًا، والمدرسة والأصدقاء والمجتمع المحيط ثانيًا، ورغم تشابه شعور القلق ونتائجه وإرهاقه عند جميع الأشخاص، إلا أن أسبابه تختلف من حالة إلى أخرى، ومن المهم تحديد السبب في البداية حتى نتمكن من تقديم الحل والعلاج المناسب. تتضمن أهم هذه الأسباب:

قضاء الكثير من الوقت على الهواتف المحمولة: لا شك في أن الهواتف المحمولة وأنظمتها الحديثة تقدم الكثير من الفرص للشباب في سن المراهقة لقضاء الوقت الممتع أو لتعلم المهارات المختلفة، لكن تؤمن أيضًا هذه المنتجات التكنولوجية لليافعين مهربًا من مختلف المشاعر الصعبة غير المريحة مثل: الملل، والوحدة، والحزن، دون أن تقدم حلًا وتوصية تساعدهم على فهم مشاعرهم ومعالجتها، فتظهر أثار هذا الإهمال على شكل مزيد من القلق وانخفاض الصحة النفسية.

الهوس بالإنجاز والتفوق والكمال: يشعر طالب المدرسة في سن المراهقة بالكثير من القلق والتوتر أثناء فترة الامتحانات والمنافسة مع الزملاء، وتحقيق الدرجات والمراتب، ويفاقم من هذا الأمر التوقعات والإنجازات الكثيرة أو العالية التي يفرضها الأهل على أطفالهم، ويربطونها من دون وعي بالمحبة والتقبل والاهتمام الذي يحصل عليه الأبناء، مما يضع المراهق في حالة من السباق المستمر التي يشعر فيها بأن قيمته وحياته تقف عليها.

تعلم مهارات الذكاء العاطفي: يقدم الأهل الكثير من الاهتمام والرعاية لأطفالهم فيما يتعلق بحياتهم الدراسية وهواياتهم المختلفة، لكن قد يختلف الأمر في كيفية ضبط مشاعرهم، والتعامل معها، وفهم أنفسهم، وتقبل ذاتهم، والاهتمام بصحتهم النفسية والعاطفية، وطلب المساعدة من الخبراء. يعود هذا الأمر في جزء منه إلى كون جميع هذه العواطف تعد تجربة شخصية لا يعلم بها الأهل ولا يشعرون بوجودها إن لم يخبرهم الشاب.

 يسبب إهمال التعليم العاطفي اللجوء إلى مختلف الوسائل التي تساعد المراهق على الهروب من مشاعره، خاصة الأدوات الإلكترونية، والتي تفاقم الأسباب والمشاعر الصعبة التي تترك فيه الكثير من القلق والتوتر. [1]

اقرأ أيضًا: أنشطة تساعد الأطفال والمراهقين على تخفيف القلق النفسي

نصائح للتغلب على القلق عند المراهقين

توفير بيئة آمنة لهم للتعبير عن مشاعرهم: من المهم بالنسبة للمراهقين الذين يشعرون بالقلق الشديد التعبير عن هذا القلق والتوتر الذي ينتشر في مكنوناتهم والتنفيس عنه، قد يكون هذا الأمر بالنسبة للبعض صعبًا وغريبًا، لعدم توفر فرصة سابقة لذلك، ويبدأ ذلك بمنح شخص يثقون به -قد يكون فردًا من العائلة أو صديقًا أو مساعدًا نفسيًا مختصًا- المساحة لليافع للتحدث بحرية، والإصغاء له بهدوء وتقبل ومحبة.

تعليمهم كيفية تقبل أنفسهم ومشاعرهم: من المهم على المستمع عبر أسلوب حديثه التأكيد للشاب المراهق أنه يتقبل مشاعره، وبأنه ليس هنا لنقدها أو فحصها أو الاستهزاء بها، وأنه يعطي الشاب الحرية الكاملة للتحدث عمًا كان في فكره من دون خجل. يعلم هذا الأمر أهمية احترام الشخص لمشاعره وأفكاره مهما كانت، ثم تقبل نفسه بكل ما فيه، أيضًا يجب إنارة فكر المراهق إلى أن ما يشعر به من قلق وتوتر وخوف وحزن يشعر به الكثير من الشباب والبالغين، وبأن التوتر والقلق جزء أساسي من الحياة.

تعليمهم مهارات ضبط النفس والهدوء: نشرح للشاب اليافع أنه في حالات التوتر والخوف تسيطر هرمونات القلق من الكورتيزول والأدرينالين على الجسم، ويواجه العقل عندها صعوبة في التفكير المنطقي والفعّال، في مثل هذه الحالات، تساعد تقنيات ومهارات الهدوء والاسترخاء على استعادة توازن الهرمونات في الجسم ثم هدوئه. 

يعد التنفس العميق من أكثر هذه المهارات فعالية وسهولة في التطبيق، ويكون بأخذ شهيق عميق وبطيء من الأنف وإخراج زفير بطيء وعميق من الفم، وتكرار الأمر عدة مرات حتى الهدوء. يساعد التأمل من جهة أخرى على تحقيق هدوء الجسم والعقل أيضًا، ويعمل عبر تركيز فكر العقل وتوجيه طاقته على شيء أو فكرة أو نشاط معين لفترة من الوقت حتى ينسى العقل العامل الموتر ويستعيد هدوءه.

الاهتمام بصحتهم الجسدية: يرتبط الجسم والنفس ببعضهما، ويؤثر كل منهما بالآخر بصورة مستمرة، ويمكن الاعتناء بالصحة النفسية والتخفيف من حدة قلقها وتوترها عند الشباب والمراهقين بالاعتناء بصحتهم الجسدية، عبر تشجيعهم على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كل يوم أو المشاركة في الفعاليات الرياضية ضمن فرق خاصة أو ممارسة هوايات رياضية معينة، أيضًا يجب الاهتمام بالطعام والشراب الذي يقدم إليهم، والتأكيد على تناولهم القدر الكافي يوميًا من الخضار والفاكهة للحصول على الفيتامينات والمغذّيات الضرورية، كما يجب التقليل من المشروبات المنبهة والحاوية على الكافيين، خاصة في الليل وقبل النوم.

النوم بصورة كافية وإراحة الجسد والعقل: تضر قلة النوم والسهر المتكرر بدرجة كبيرة بالصحة العقلية والجسدية والنفسية للكبار واليافعين على حد سواء. يتسارع نمو ونضج الجسد والعقل عند الشباب في فترة المراهقة حتى يصلوا مرحلة البلوغ في نهايتها، ويعد الحصول على كمية كافية من النوم عنصرًا أساسيًا في اكتمال هذا النضج بشكل سليم، حيث تنصح منظمة الصحة العالمية بحصول الأطفال على 9 إلى 10 ساعات من النوم، أيضًا من المهم الانتباه إلى عادة السهر عند المراهقين على الأجهزة الإلكترونية وتأثير التعرض لضوئها المستمر -خاصة في نهاية اليوم- على نوعية النوم لديهم.

الالتزام بنظام يومي وروتيني: يساعد إنشاء نظام يومي على إضافة إحساس بالالتزام والأمان والتنبؤ على حياة الشاب الذي يشعر بالقلق، بالإضافة إلى مساعدته على إنجاز الواجبات والقيام بها خطوة بخطوة كل يوم، ثم تحقيق الأهداف وإرساء الشعور بالإنجاز والسلام في حياته. يمكن أن يتضمن النظام اليومي الالتزام بوقت محدد للذهاب إلى النوم، وتناول الطعام في وقت محدد، وتحديد مهام أساسية يجب إنجازها كل يوم. [2]

في النهاية، إن شعور القلق أمر طبيعي يصيب الجميع في الكثير من الحالات المتنوعة، لكنه عندما يستمر ويصبح مؤذيًا وضارًا للحياة اليومية، يكون من المفيد عندها استشارة الطبيب النفسي وتطبيق بعض النصائح السابقة للتخفيف من حدة التوتر والقلق عند المراهقين، تستطيع أن تجد المساعدة عبر تطبيق كيورا، انضم الآن لبرنامج القلق النفسي لدى الأطفال والمراهقين عبر تطبيق كيورا.

اقرأ أيضًا: القلق النفسي عند الأطفال والمراهقين

المراجع

[1] 10 Reasons Teens Have So Much Anxiety Today, Amy Morin, www.psychologytoday.com, retrieved 12/2/2022

[2] Anxiety in Teens: How You Can Help, Marilyn Price-Mitchell, www.psychologytoday.com, retrieved 12/2/2022

Loading spinner
Share your love