الغدة الدرقية هي غدة صماوية هامة تفرز هرمون الدرق وتتحكم بعمليات الاستقلاب في الجسم، بالإضافة لوظائف فيزيولوجية أخرى متعددة. يتظاهر قصور الدرق وفرط الدرق بعدة أعراض غير نوعية نسبيًا، وقد يشتبه في أمراض الغدة الدرقية عند ظهور العديد من الأعراض العامة في الجسم.
المحتويات
ما هي استطبابات استئصال الغدة الدرقية؟
قد يجرى استئصال الدرق الجراحي لعدة أسباب وفي سياق العديد من الأمراض الحميدة أو الخبيثة، من أهمها:
- العقد الدرقية المشبوهة.
- فرط نشاط الدرق الذي لا يستجيب للعلاج الدوائي (لتحقيق التنظيم الهرموني للجسم).
- السلعة الدرقية (ضخامة كبيرة الحجم في الغدة الدرقية).
- الأورام الغدية السامة.
- ضخامة الغدة الدرقية التي تضغط على الرقبة أو الصدر.
- داء غريف الذي لا يستجيب للعلاج الدوائي أو عند المرضى الذين لا يمكن إعطاؤهم علاجًا دوائيًا، مثل النساء الحوامل.
- أورام الدرق الخبيثة.
- لمفوما الدرق (هدف الجراحة هنا هو الحصول على خزعة نسيجية).
- النقائل الخبيثة إلى الدرق من سرطان بدئي خارج درقي (ومن أشيعها سرطان الكلية وسرطان الرئة).
هل يجب استئصال كل العقد الدرقية؟
العقد الدرقية ظاهرة منتشرة بشكل واسع، إذ تصيب 1% من الرجال و 5% من النساء. معظم العقد حميدة، وتشكل العقد الدرقية الخبيثة 5% من مجمل الحالات. يمكن من خلال التصوير بالأمواج فوق الصوتية عالية الدقة، الكشف عن العقد الدرقية بنسبة 68% من الأفراد المختارين بشكل عشوائي الذين يجرون فحصًا بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)، مع ملاحظة أنها أشيع بكثير عند النساء وكبار السن. [1]
لا تحتاج معظم العقد الدرقية استئصالًا جراحيًا، وفي الحالات التي يشتبه بوجود خباثة يمكن اللجوء لإجراء خزعة بالإبرة الدقيقة (FNA) للمساعدة في التمييز بين العقد الحميدة والخبيثة، عندما تكون العقد بحجم أكبر من 1 سم، وغير وظيفية أي أنها لا تفرز هرمونات، ولا تظهر موجودات شعاعية على الإيكو مثير للقلق، توصف بالعقد الباردة ولا تحتاج للاستئصال عادة، بل يكتفي الأطباء بمراقبتها بشكل منتظم.
ضخامة الغدة الدرقية وطرق علاجها
توصف ضخامة الغدة الدرقية بأنها نمو زائد غير طبيعي للغدة الدرقية، ويمكن أن يكون على شكل ضخامة منتشرة أو عقدية. يمكن أن تحدث ضخامة الغدة الدرقية كنتيجة عوز اليود، ولذلك هي مرض شائع في مناطق العالم التي تعاني من نقص اليود. ورغم شيوع ضخامة الغدة الدرقية في مختلف دول العالم خصوصًا عند المسنين . [2] لكن لا تعتبر كل حالات ضخامة الغدة الدرقية بحاجة لاستئصال جراحي.
تحدث ضخامات الغدة الدرقية أيضًا في مناطق لا يوجد فيها عوز اليود، في هذه المناطق، تكون الضخامات متعددة العقد، وقد تحدث نتيجة لأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب الدرق لهاشيموتو وداء غريف.
تاريخيًا، كان استئصال الدرق هو العلاج المختار لأغلب ضخامات الدرق، لكن تطور وسائل التصوير والعلاج قلل بشكل كبير من الحاجة لإجراء الاستئصال الجراحي للدرق في معظم حالات الضخامة والعقد الدرقية التي تملك صفات حميدة، ما جنَّب العديد من المرضى مخاطر العملية الجراحية غير الضرورية. في السرطان الدرقي المتمايز، مثل السرطان الدرقي الحليمي (PTC)، قد يجرى استئصال جزئي لمنطقة الورم فقط، أما استطبابات إجراء استئصال درق كامل لعلاج حالات سرطان الدرق، فهي:
- حجم الورم أكبر من 1 سم.
- امتداد خارج الغدة الدرقية.
- عقد ثنائية الجانب.
- غزو وعائي لمفي [3]
يجب إجراء تقييم لحجم العقد اللمفية الجانبية بالإيكو الدرقي، وتؤخذ خزعة من أي عقد متضخمة أو غير طبيعية. [4]
ما هي الحالات التي يمنع فيها استئصال الغدة الدرقية؟
توجد مضادات استطباب قليلة لاستئصال الغدة الدرقية، وإذا علمنا أن سرطان الدرق هو مرض يتطور ببطء، يجب مناقشة المخاطر والفوائد عند المرضى الذين يفكرون بإجراء العمل الجراحي.
يشكل سرطان الدرق غير المتمايز تحديًا كبيرًا للأطباء، بسبب إنذاره السيئ وميله للتطور السريع. [5] قد يتم التفكير بالاستئصال الجراحي في حال كان يمكن تحقيق الاستئصال الكلي مع أقل إمراضية ممكنة ولا يوجد دليل على وجود النقائل، أما في الحالات الأخرى فقد يكون الاستئصال الجراحي مضادًا للاستطباب.[6]
ومن العوامل الجراحية التي تعد مضادات استطباب نسبية للعناية الجراحية بالمريض خارج المشفى بعد العمل الجراحي: ضخامة درقية كبيرة، ضخامة ممتدة تحت عم القص، كارسينوما متطورة موضعيًا، استئصال درق جراحي صعب في حالات التهاب الدرق بداء هاشيموتو. [7]
مضاعفات استئصال الغدة الدرقية الجراحي
- النزف: وقد تسبب الحالات الشديدة انضغاط الطريق الهوائي وتهدد الحياة.
- إصابة العصب الحنجري الراجع: يسبب بحة الصوت ومن الممكن ارتشاف رئوي. هذا عادة ما يكون مؤقتًا ولكنه قد يصبح حالة دائمة في أقل من 1% من الحالات.
- إصابة العصب الحنجري العلوي: يسبب تغيرات في لحن الصوت. تتفاوت مجالات معدلات الإصابة المبلغ عنها بين 0%-58% [9]
- عدوى بعد العملية الجراحية: تقريبا في 6% من الحالات.
- إصابة المري.
- إصابة الحنجرة.
- متلازمة هورنر.
- عسرة بلع.
ومن المضاعفات الهامة التي يجب الانتباه لها قصور جارات الدرق: يسبب نقص كالسيوم الدم والتي قد تصبح عرضية ومهددة للحياة في حال لم يتم التعرف عليها وعلاجها بشكل مناسب. يتعرض ثلث المرضى بعد عملية استئصال الدرق الكامل لنقص كالسيوم دم عابر على الأقل بعد العملية الجراحية. من المهم الحفاظ على بروتوكول ثابت للتحكم بمستويات الكالسيوم بعد استئصال الدرق الكلي للتقليل من المضاعفات المرافقة. [8]
التشريح الدقيق للعنق الأمامي، والطبيعة الدقيقة للبنى المرافقة يجعلان من استئصال الدرق الجراحي إجراءً صعبًا ويحمل العديد من المخاطر، وبسبب وجود العديد من البنى التشريحية المهمة القريبة، يتطلب استئصال الدرق الجراحي معرفة تشريحية مفصلة، وانتقاء المرضى بعناية مهم للغاية.