الحيض أو ما يسمى بالدورة الشهرية، هي دورة معقدة تتحكم فيها الهرمونات الأنثوية المتمثلة بالأستروجين والبروجسترون. تؤثر هذه الهرمونات على الحالة النفسية للمرأة، وقد تسبب العديد من الاضطرابات النفسية قبل وخلال فترة الحيض فما هي هذه التبدلات؟ وكيف تحصل؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
المحتويات
ما هي الأعراض النفسية التي قد تحصل خلال فترة الحيض؟
تظهر الأعراض عادةً قبل ما يقارب خمسة إلى سبعة أيام من الدورة الشهرية وتختفي بمجرد بدء الدورة أو بعد فترة وجيزة، وتشمل الأعراض النفسية التي تحصل خلال فترة الحيض ما يلي:
- الغضب.
- القلق أو الارتباك.
- تقلبات المزاج والتوتر.
- البكاء والاكتئاب (الأكثر شيوعًا).
- عدم القدرة على التركيز.
تنجم هذه الحالة النفسية عن ارتفاع وانخفاض مستويات هرمونات “الإستروجين” و”البروجسترون”، والتي قد تؤثر على كيميائية الدماغ، بما في ذلك “السيروتونين”، وهي مادة لها تأثير قوي على الحالة المزاجية والنفسية، ولكن حصول هذه التبدلات في الحالة النفسية يختلف من امرأة لأخرى بحسب حساسيتها للتبدلات الهرمونية.
لماذا يعد فهم علاقة الصحة النفسية بالدورة الشهرية أمرًا مهمًا؟
الهرمونات لها دور في كل ما يحدث تقريبًا في الجسم، كما أنها تؤثر على الدماغ وعلى المشاعر والحالة النفسية، لهذا السبب فالهرمونات يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحتك النفسية، حتى لو كان هذا دوريًا ومرتبطًا بالدورة الشهرية.
يمكن أن يساعدك التعرف على ما يحدث لهرموناتك أثناء دورتك على فهم سبب شعورك بالحزن أو الاكتئاب أو القلق، وعلى الرغم من أن ذلك لن يمنحك القوة الكافية للتحكم في شعورك وحالتك النفسية طوال الوقت، إلا أنه يمكن أن يساعدك على تقبل ذلك، ومع المعرفة الصحيحة والرعاية الذاتية، يمكننا تحويل الانهيارات والقلق والحالة النفسية المضطربة إلى فهم وتعاطف وبالتالي تجاوز المرحلة بأمان.
كيف يتم تشخيص الاضطرابات النفسية المرافقة للدورة الشهرية؟
عمومًا لا توجد اختبارات تشخيصية محددة لدراسة تبدلات الحالة النفسية المرافقة للحيض، ومن المحتمل أن يُطلب منك تتبع الأعراض وتدوينها، حيث أن تدوين الأعراض قبل وأثناء الحيض هي واحدة من أكثر الطرق المستخدمة شيوعًا لتشخيص الحالة، باستخدام هذه الأداة، يمكنك تحديد نوع وشدة الأعراض للمساعدة في تحديد العلاج المناسب.
الأعراض النفسية الأكثر شيوعًا المرافقة للحيض، هي زيادة التهيج والقلق وتقلبات المزاج والاكتئاب، كما أن النساء اللواتي لديهن تاريخ من الاكتئاب الشديد أو اضطرابات المزاج أو لديهن أخت أو أم تعاني أيضًا من ذلك، يكن أكثر عرضًة لتبدلات الحالة النفسية من النساء الأخريات.
على الرغم من تداخل هذه التبدلات في الحالة النفسية مع الاكتئاب الشديد، إلا أنها مختلفة:
- تشتد مع تقدم الدورة الشهرية.
- تخف عندما يبدأ تدفق الدورة الشهرية أو بعد ذلك بوقت قصير.
- توجد لثلاث دورات شهرية متتالية على الأقل.
ما هي الخطوات التي قد تساعد في تجاوز الأعراض النفسية التي ترافق الدورة الشهرية؟
يمكن السيطرة على الأعراض النفسية المرافقة للدورة الشهرية من خلال القيام ببعض الخطوات، مثل: تغيير نظامك الغذائي وممارسة الرياضة واعتماد نمط نوم منتظم، بالإضافة لتناول بعض الأدوية:
مراقبة التغيرات في الحالة النفسية خلال الدورة الشهرية:
يمكن أن تكون مراقبة التغيرات في الحالة النفسية خلال الدورة الشهرية خطوة حاسمة في التعرف على تغيرات الصحة النفسية، حيث يساعدك ذلك على فهم متى قد تحصل تغيرات مزاجية معينة وآلام الدورة الشهرية على مدار الشهر، فمن خلال توقع هذه التغييرات، يمكنك إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية وطلب المساعدة عندما تكونين بحاجة إليها.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:
من اليوجا والمشي إلى الجري المعتدل، يمكن أن تؤدي إضافة نشاط منتظم إلى جدولك الزمني إلى تقليل الأعراض النفسية بشكل كبير، وتعزيز صحتك النفسية وتحسين إحساسك العام بالسعادة.
النوم الجيد كل ليلة:
يعد الحصول على نوم جيد ليلًا جزءًا حيويًا من الصحة النفسية الجيدة، إذ يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى تقليل الطاقة وتشجيع الأفكار السلبية وتفاقم الحالة النفسية للأسوأ، إذا كنت تعانين من الأرق ليلًا، فإن الخطوات التالية قبل النوم قد تساعدك:
- تجنبي استخدام هاتفك قبل النوم.
- استحمي بمياه دافئة قبل النوم فهو يساعد على استرخاء عقلك وجسمك.
- تجنبي الكافيين بعد الساعة الثانية مساءً.
- إعطاء الأولوية لروتين نوم صارم من خلال الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
المحافظة على نظام غذائي متوازن:
تساعدك الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن على تنظيم الهرمونات وزيادة الطاقة وتحسين مزاجك، إلى جانب اختيار الأطعمة الصحية وشرب ما يكفي من الماء بانتظام، تأكدي من تنظيم تناول الملح والكافيين، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور مزاجك والتسبب في انخفاض مستويات النشاط.
الأدوية:
بالنسبة للأدوية، يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق، في تخفيف الأعراض، ولكن تناولها يجب أن يتم تحت إشراف طبي.
متى يكون عليّ طلب المساعدة؟
إذا كنت تعانين من القلق والاكتئاب المرتبطين بالدورة بشكل يؤثر على حياتك اليومية، فقد تكون هذه علامة على اضطراب نفسي هام، إذا ظهر هذا بشكل واضح، فقد تستفيدين من محادثة مع طبيبك أو شخص قريب منك تثقين به، إذ يتوفر الدعم والعلاج سواء من خلال الطب أو تغيير نمط الحياة.
يمكن أن تساعد مراقبة التغيرات النفسية خلال دوراتك الشهرية في تعزيز صحتك النفسية طوال دورتك، كما يمكن أن يتيح لك ذلك الاعتراف بتغيرات الصحة النفسية في دورتك وقبولها وإدارتها، وفي بعض الحالات يمكن أن يساعدك في التعرف على مخاوف أكثر خطورة، ما يسمح لك بالحصول على المساعدة التي تحتاجينها في الوقت المناسب.