الغدة النخامية، كيف تسيطر غدة بحجم حبة البازلاء على كامل الجسم؟

بالرغم من صغرها، إلا أنها تتحكم في الجسم كله، قما هي الغدة النخامية؟

تقع الغدة النخامية في الدماغ المتوسط قرب منطقة الوطاء، لا يتجاوز وزن هذه الغدة نصف غرام، لكنها ورغم صغر حجمها تؤثر على جميع الأعضاء والعمليات الحيوية في الجسم مثل الدماغ والجلد وعمليات الاستقلاب والمزاج والوظيفة الجنسية والنمو.

تعتبر الغدة النخامية الغدة الرئيسية في الجسم لأنها تتحكم بعمل جميع الغدد الأخرى من خلال الهرمونات التي تفرزها والإشارات العصبية التي ترسلها.

تشريح وفيزيولوجيا الغدة النخامية

الغدة النخامية هي غدة صماء صغيرة كروية الشكل تقع في الدماغ المتوسط، وترتبط بمنطقة ما تحت المهاد (الوطاء) بواسطة بُنية عصبية خاصة تدعى السويقة. تنتمي الغدة النخامية إلى الجهاز الغدي الصماوي عند البشر، والذي يتألف من ثماني غدد صماء رئيسية مترابطة فيما بينها هي:

  1. الغدة الصنوبرية.
  2. الغدة النخامية.
  3. الغدة الدرقية.
  4. غدة التيموس.
  5. الغدة الكظرية.
  6. البنكرياس.
  7. المبيض (عند النساء).
  8. الخصية (عند الرجال).

تنقسم الغدة النخامية تشريحيًا إلى قسمين: قسم أمامي غدي، وقسم خلفي عصبي. يتكون الفص الأمامي من خلايا غدية تفرز العديد من الهرمونات الهامة، بينما تقتصر مسؤولية القسم الخلفي على تخزين الهرمونات والمواد التي تفرزها منطقة الوطاء وإطلاقها عند اللزوم.

هرمونات الغدة الدرقية ووظائف كلٍّ منها

يفرز القسم الأمامي للغدة النخامية الهرمونات التالية:

  • هرمون النمو: ينظم ويتحكم بعملية النمو، ويمكن أن يُحفز النمو في جميع الأنسجة تقريبًا، لكن تأثيره الأساسي يكون على العظام والعضلات.
  • الهرمون المُوجه للغدة الدرقية: ينشط هذا الهرمون الغدة الدرقية لإفراز هرموناتها. تعتبر الغدة الدرقية والهرمونات التي تنتجها بالغة الأهمية لعمليات الاستقلاب في الجسم.
  • الهرمون المُوجه للغدة الكظرية: يحفز هذا الهرمون الغدد الكظرية على إنتاج الكورتيزول والهرمونات الأخرى والتي تلعب دورًا هامًا في توازن السوائل والأملاح في الجسم والمحافظة على ضغط الدم.
  • الهرمونات المُوجهة للغدد التناسلية (المبيض والخصية): يحفز هذا الهرمون المبيض على إنتاج البويضات عند النساء، كما أنه مهم أيضًا لإنتاج خلايا الحيوانات المنوية عند الرجال. يحفز أيضًا إنتاج هرمون الإستروجين عند النساء وهرمون التستوستيرون عند الرجال.
  • البرولاكتين: الوظيفة الأساسية لهرمون البرولاكتين إنتاج الحليب عند النساء المرضعات، بالإضافة لوظائف أخرى متنوعة.
  • الإندورفين: للإندورفين فوائد في تسكين الآلام، ويُعتقد أنه مرتبط بمراكز السعادة في الدماغ.
  • إنكيفالين: يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإندورفين، وله تأثيرات مماثلة في تخفيف الآلام.
  • الهرمون المنشط للخلايا الميلانينية: يساعد هذا الهرمون على زيادة تصبغ البشرة استجابة للتعرض للأشعة فوق البنفسجية.

أما القسم الخلفي للغدة النخامية فلا يُنتج أي هرمونات، لكنه يُخزن العديد من الهرمونات والمواد العصبية التي تُفرز في منطقة الوطاء ثم يُطلقها عند اللزوم، وتشمل هذه الهرمونات:

  • فازوبريسين: يُسمى أيضًا بالهرمون المضاد لإدرار البول، يساعد الجسم في الحفاظ على الماء ومنع التجفاف.
  • الأوكسيتوسين: يُحفز هذا الهرمون إفراز حليب الثدي، كما أنه يحفز تقلصات الرحم أثناء المخاض.

ماذا يحدث عندما لا تعمل الغدة النخامية بشكل صحيح؟

تلعب الغدة النخامية دورًا مهمًا في جميع العمليات الحيوية التي تحدث في الجسم، وإذا حدث أي خلل في إنتاج أو إفراز هرموناتها (قصور أو فرط نشاط) تحدث أمراض وحالات طبية قد تكون خطيرة في بعض الأحيان. يمكن أن يؤثر الإفراط في الإفراز أو قلة الإفراز على عمليات الاستقلاب والنمو وضغط الدم والوظائف الجنسية وغيرها من الوظائف الحيوية الهامة.

تشير الإحصائيات إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص يصاب بورم في الغدة النخامية، ولكن لحسن الحظ تكون أغلب هذه الأورام حميدة، وقد تصاب الغدة النخامية في بعض الأحيان بأورام حميدة تبقى لعدة سنوات دون أن تُكتشف لأنها لا تسبب أي أعراض. تقسم أورام الغدة النخامية عادةً إلى وظيفية وغير وظيفية، ينتج الورم الوظيفي كمية كبيرة من الهرمونات ويؤدي لظهور أعراض شديدة، بينما لا ينتج الورم غير الوظيفي أي هرمونات ويكون غير عرضي غالبًا، وتعتبر الأورام غير الوظيفية أكثر شيوعًا.

أهم أمراض الغدة النخامية واضطراباتها

تحدث اضطرابات وأمراض الغدة النخامية عندما تفشل الغدة النخامية في أداء وظيفتها الطبيعية، ويحدث ذلك غالبًا نتيجة أورام الغدة النخامية، والتي هي عبارة عن نمو غير طبيعي للخلايا يمكن أن يؤثر هذا على إفراز الهرمونات، ومن أهم الأمثلة على أمراض واضطرابات الغدة النخامية:

  • أورام الغدة النخامية: عادةً ما تكون أورام الغدة النخامية حميدة، ومع ذلك، قد تؤثر الأورام الحميدة على إفراز الهرمونات، وقد تضغط على مناطق أخرى من الدماغ إذا وصلت لحجم كبير، ما يؤدي إلى مشاكل في الرؤية أو صداع أو أعراض عصبية.
  • ضخامة الأطراف: تفرز الغدة النخامية في هذه الحالة هرمون النمو بمعدل أكبر من الطبيعي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نمو مُفرط، وخاصة في اليدين والقدمين، وغالبًا ما ترتبط هذه الحالة بأورام الغدة النخامية الوظيفية.
  • مرض السكري الكاذب: يمكن أن يحدث هذا بسبب مشكلة في إطلاق فازوبريسين بسبب إصابة في الرأس أو جراحة أو ورم دماغي. يطرح الأشخاص المصابون بهذه الحالة كميات كبيرة من البول بشكل مشابه لمرضى السكري، وقد يشعرون أيضًا بالحاجة إلى شرب الكثير من الماء والسوائل الأخرى.
  • داء كوشينغ: تفرز الغدة النخامية الهرمون الموجه لقشر الكظر بشكل زائد عند الأشخاص المصابين بهذه الحالة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث وذمات، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن وغالبًا ما يحدث بسبب ورم بالقرب من الغدة النخامية أو داخلها.
  • فرط برولاكتين الدم: يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى العقم وانخفاض الرغبة الجنسية والتثدي عند الرجال.

ومن الأعراض الأخرى المرتبطة باضطرابات الغدة النخامية، والتي يجب استشارة الطبيب المختص عند ظهورها:

  • صداع مستمر.
  • ضعف أو تعب مستمر.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة الوزن غير المبرر.
  • اضطرابات في النوم.
  • تغييرات في الحالة النفسية مثل تقلب المزاج والاكتئاب وضعف الذاكرة.
  • مشاكل الإنجاب، بما في ذلك العقم وضعف الانتصاب وعدم انتظام الدورة الشهرية ونمو الشعر المفرط.

نصائح هامة للحفاظ على صحة الغدة النخامية

من أهم النصائح للحفاظ على صحة الغدة النخامية:

تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا وصحيًا:

لا ينتج الأطفال المصابون بسوء التغذية هرمون النمو بشكل كافي لتلبية احتياجات النمو لفئتهم العمرية. تتضمن النصائح العامة للأكل الصحي ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات وهي مصادر غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن.
  • اختيار مصادر جيدة للدسم، مثل تلك التي تحتوي على أوميغا 3 والدهون الأحادية غير المشبعة.
  • تقليل تناول الصوديوم.
  • شرب ما لا يقل عن أربعة إلى ستة أكواب من الماء يوميًا.

الحد من التوتر:

يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى زيادة إفراز الكورتيزول ويؤثر بشكل سلبي على الغدة النخامية، ومن أهم تأثيرات الكورتيزول:

  • أرق.
  • زيادة الوزن.
  • قلق.
  • اكتئاب.

ولتجنب ذلك يُفضل تخصيص بعض الوقت لممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا وممارسة هواية تشعرك بالاسترخاء والمشاركة في النشاطات الاجتماعية والعائلية.

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love