من منا لا يشعر بالقلق والخوف والتوتر في المواقف الصعبة أو عند تجربة شيء جديد أو التعرض لحادث ما؟ ولكن هل عانيت يومًا ما من شعور مفاجئ بالقلق والخوف وعدم قدرتك على التنفس دون وجود أي سبب واضح؟
إن كانت إجابتك نعم فأنت غالبًا عانيت من نوبة هلع، والتي توصف على أنها موجة شديدة من مشاعر الخوف والقلق والتوتر التي تظهر بشكل مفاجئ، يمكن لهذه النوبات أن تبدأ في أي وقت دون أي إشعار مسبق، ما يسبب مشاكل في العلاقات الاجتماعية والشخصية. سنتعرف بالتفصيل على نوبات الهلع وتأثيراتها السلبية وطرق علاجها.
المحتويات
ما هي نوبات الهلع؟
يسبب الهلع شعور المريض بنوبات متكررة ومفاجئة من الخوف والقلق الشديدين، ويمكن وصف نوبة الهلع بأنها موجة شديدة من مشاعر الخوف التي تتميز بعدم توقعها وشدتها، يشعر المصاب خلالها بخفقان قلبه وعدم القدرة على التنفس، وقد يشعر بأنه على وشك الموت، كما ذكرنا غالبًا ما تبدأ نوبات الهلع فجأة دون أي تحذير وأحيانًا دون سبب واضح، وقد تحدث حتى عندما تكون مسترخيًا أو نائمًا.
على الرغم من أن العديد من الأشخاص يعانون من نوبات هلع متكررة إلا أنها قد تحدث لمرة واحدة في الحياة، يعود سبب نوبات الهلع المتكررة إلى موقف معين، مثل: عبور جسر أو التحدث في الأماكن العامة خاصةً إذا كان هذا الموقف قد تسبب في نوبة هلع سابقًا، عادةً ما يكون الموقف الذي يسبب الذعر هو الموقف الذي تشعر فيه بالخطر وعدم قدرتك على الهروب، ما يؤدي إلى استجابة الجسم الشديدة.
ما هي أعراض وعلامات نوبة الهلع؟
تتطور أعراض وعلامات نوبة الهلع بسرعة وبشكل مفاجئ وتصل لذروتها خلال 10 دقائق، نادرًا ما تدوم نوبة الهلع أكثر من ساعة وأغلبها ينتهي خلال 30-20 دقيقة، يمكن أن تحدث نوبة الهلع في أي وقت وأي مكان، فقد تبدأ خلال قيامك بالتسوق أو المشي في الشارع أو خلال قيادتك لسيارتك أو حتى خلال نومك.
تتنوع أعراض نوبة الهلع وقد تختلف من شخص لآخر، نذكر أهم أعراض نوبة الهلع:
- ضيق النفس أو فرط التهوية.
- الشعور بضربات القلب أو تسرع القلب.
- حدوث رعشة أو رجفان بالأطراف بالإضافة لشعور بالخدر والتنميل.
- الشعور بالاختناق وتعرق غزير.
- غثيان أو انزعاج هضمي.
- الإحساس بدوخة أو خفة الرأس أو وهن الجسم.
- الشعور بهبات باردة أو ساخنة.
- الخوف من الموت أو فقدان السيطرة أو الجنون.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك التخلص من نوبات الهلع؟
ما هي أسباب ومحرضات نوبات الهلع؟
على الرغم من أن السبب الرئيسي لنوبات الهلع غير واضح بدقة، فقد أثبتت عدة دراسات وجود علاقة وثيقة بين نوبات الهلع والتحولات الرئيسية في الحياة مثل: التخرج من الجامعة والدخول إلى مكان العمل أو الزواج أو إنجاب طفل، كما يساهم الإجهاد الجسدي والنفسي الشديدين مثل: وفاة أحد الأحباء أو الطلاق أو فقدان الوظيفة دورًا هامًا في التسبب بنوبات هلع.
يمكن أن تنجم نوبات الهلع بسبب حالات طبية أو أسباب جسدية، ومن أهم الأمراض التي قد تسبب نوبات الهلع والتي يجب أن تراجع طبيبك بشأنها:
- تضيق الصمام التاجي.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- نقص سكر الدم.
- تناول بعض الأدوية أو المنشطات مثل (الأمفيتامينات، الكافئين).
ما هو تأثير نوبات الهلع على الحياة الاجتماعية؟
كما ذكرنا سابقًا يمكن أن تحدث نوبات الهلع في أي وقت وأي مكان، وقد لا يكون لديك أي مؤشر على حدوث النوبة، وهذا بالتأكيد أمر غير مريح ومزعج بالنسبة للمريض، وذلك لتأثيره أيضًا على علاقاته الاجتماعية والشخصية، ومن أهم آثار نوبات الهلع على الحياة الاجتماعية:
قد تسبب انعزال الفرد عن الآخرين من حوله: فالمشاعر التي يختبرها الفرد الذي يعاني من نوبات الهلع قد تسبب انعزاله عن مجتمعه، خاصة إذا كان الفرد يشعر بالإحراج من الانخراط بالتفاعلات الاجتماعية بسبب إمكانية إصابته بنوبة هلع في أي وقت، فعند إصابتك بنوبة هلع قد تقوم بتجنب النشاطات التي تتضمن مشاركة أفراد آخرين، والذي بدوره سيعزز شعورك بالانعزال والاكتئاب لعدم قدرتك على عيش حياة طبيعية أو المشاركة في نشاطاتك المفضلة.
صعوبة الثقة بالآخرين: قد تتداخل نوبات الهلع مع الصداقات والعلاقات الاجتماعية الأخرى إذا كنت تواجه صعوبة في الثقة بالآخرين، وقد يظهر هذا الأمر بشكل واضح إذا ظهرت نوبات الهلع بسبب مشكلة متعلقة بالثقة، قد يشعر الشخص الآخر أنك لا تثق به أو أنك تعاني من جنون العظمة مما قد يتسبب في نفور الآخرين منك، قد يجعل التعلق والأعراض الأخرى لنوبات الهلع الآخرين من حولك يشعرون بعدم الارتياح إذا كنت تشعر بعدم الثقة تجاههم.
الاعتماد الشديد على المقربين منك: يشعر المصابون باضطراب الهلع بالضعف والتوتر بشكل مستمر والذي يكون سبب رئيسي لتعلقهم الشديد بالأشخاص المقربين منهم، فالاعتماد الزائد والمستمر على إنسان آخر يمكن أن ينجم عن الشعور بالعجز والرغبة بالحصول على المساعدة من شخص تثق به، ففي بعض الحالات يقوم المصاب بنوبات الهلع بتشجيع المقربين منه على البقاء معه في المنزل بعيدًا عن التجمعات، وهذا ما سيجعل الأشخاص المقربين منك يشعرون بحمل زائد والذي يمكن أن يوتر علاقتك بهم بشدة.
كيف تعالج نوبات الهلع؟
يركز علاج نوبات الهلع على تخفيف أو التخلص من أعراض النوبة ويتم إنجاز ذلك عبر العلاج النفسي أو تغيرات نمط الحياة وفي بعض الحالات يتم اللجوء إلى الأدوية. يشمل العلاج النفسي العلاج المعرفي السلوكي، والذي يعلم الفرد طريقة تغيير تفكيره وأفعاله حتى يتمكن من فهم مصدر نوبات الهلع والتحكم في خوفه.
يتم اللجوء للعلاج الدوائي عند فشل العلاج النفسي ويشمل طيف واسع من الأدوية أهمها مثبطات إعادة قبط السيروتونين وهي من أنواع مضادات الاكتئاب، بالإضافة لما سبق توجد بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تقليل تواتر نوبات الهلع أو التخفيف من أعراضها، ومن أهمها:
- المحافظة على روتين يومي ثابت.
- ممارسة التمارين الرياضة بشكل مستمر.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تجنب تناول المشروبات المنبهة الحاوية على الكافئين. [1]
اقرأ أيضًا: أبرز أسباب نوبات الهلع عند الأطفال والمراهقين
يمكن أن تحدث نوبات الهلع لمرة واحدة أو قد تشكل حالة طويلة الأمد خاصة إذا كنت قد تعرضت لنوبات هلع متعددة ولديك خوف دائم من تكرار حدوثها بسبب تأثيرها على حياتك الاجتماعية، لذلك حاول أن تنتبه للمحرضات التي قد تسبب نوبة الهلع لديك وحاول التعامل معها بمساعدة من حولك حتى تتغلب عليها وإلا ستصبح هذه النوبات تتحكم بحياتك وستفقد الثقة بمن حولك. إذا كنت تعاني من نوبات الهلع وتأثيراتها السلبية عليك لا تتردد في طلب المساعدة عبر تطبيق كيورا، واشترك في برنامج علاج نوبات الهلع.
المراجع
[1] Panic Attacks and Panic Disorder, www.helpguide.org, retrived 18/2/2022