تعد الخصيتان من الأعضاء شديدة الحساسية والأهمية في الجسم. تقع الخصية في كيس الصفن إلى جانب بنى أخرى مثل البربخ والأسهر. ينشأ الألم الخصوي من إحدى الخصيتين أو كلاهما، أو من إحدى البنى المحيطة بالخصية. يمكن في بعض الحالات أن ينشأ الألم الخصيوي من خارج كيس الصفن من المنطقة الإربية أو من البطن، ويسمى هذا النوع من الألم بالألم الراجع أو المنعكس، ويحدث بسبب ارتباط تعصيب الخصيتين مع تعصيب أعضاء أخرى في الجسم. يسمى الألم الخصوي الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر بالألم الخصوي المزمن. توجد الكثير من الأسباب التي تؤدي للألم الخصيوي، ونستعرض في هذا المقال أهم هذه الأسباب وكيفية تدبيرها.
المحتويات
لمحة تشريحية وفيزيولوجية
تقع الخصيتان داخل كيس الصفن، الذي يقع بين فتحة الشرج في الخلف والقضيب من الأمام، ويمثل كيس الصفن كيسًا جلديًا عصبيًا ليفيًا، مؤلفًا من قسمين تحتوي على الخصيتين والبنى الأخرى المسؤولة عن تصنيع الحيوانات المنوية، وتخزينها ونقلها، بالإضافة إلى إفراز الهرمونات الجنسية عند الذكر. يحتوي كيس الصفن على كل من الخصيتين المسؤولتين عن إنتاج النطاف والهرمونات الجنسية، والبربخ المسؤول عن تخزين الحيوانات المنوية ونضجها، وجزء من الأسهر المسؤول عن نقل الحيوانات المنوية حتى الإحليل.
أسباب الألم الخصوي
تتنوع أسباب الألم الخصوي بشكل كبير، ومن أهم هذه الأسباب وأكثرها شيوعًا:
اعتلال الأعصاب السكري:
يعد اعتلال الأعصاب السكري اختلاطًا شائعًا وخطيرًا لكل من داء السكري من النمط الأول والثاني، ويصيب أكثر من 50% من مرضى داء السكري. يحدث في اعتلال الأعصاب السكري أذية كيميائية في الأعصاب بسبب فرط سكر الدم واعتلالات الأوعية الدموية، ويعد الألم من أكثر أعراض هذه الحالة شيوعًا، إلى جانب الشعور بالخدر، وضعف وظيفة العضو المصاب. يسبب اعتلال الأعصاب السكري في الخصيتين الألم، وفي حال عدم علاجه قد يحدث ضعف في الوظيفة الجنسية. يعد الضبط الجيد لسكر الدم حجر الأساس في الوقاية من اعتلال الأعصاب السكري.
التهاب البربخ:
يمتد البربخ على شكل أنبوب ملتف على الجدار الخلفي للخصيتين، ويعمل على تخزين الحيوانات المنوية ونضجها. لا يرتبط حدوث التهاب البربخ بعمر معين، وغالبًا ما يكون سببه عدوى جرثومية. قد يحدث التهاب البربخ نتيجة الجراثيم المنتقلة بالجنس STD مثل الكلاميديا، أو المكورات البنية. يمكن أيضًا أن يمتد التهاب البربخ حتى الخصية ويسمى عندها بالتهاب البربخ والخصية. تشمل أعراض التهاب البربخ الألم والتورم في كيس الصفن، ويتمركز غالبًا في جانب واحد. قد ينتشر الألم أيضًا حتى الجزء السفلي من البطن والعانة، ويكون التبول مؤلمًا مع خروج مفرزات قيحية ومُدمّاة مع السائل المنوي. يعتمد علاج التهاب البربخ على علاج الجرثومة المُسببة باستخدام المضادات الحيوية.
القيلة المائية:
يحدث في القيلة المائية تورم في كيس الصفن، نتيجة تجمع السوائل فيه. يشيع حدوث القيلة المائية عند المواليد الجدد، وغالبًا ما تتراجع تلقائيًا في السنة الأولى من العمر، يمكن أيضًا أن تتطور القيلة المائية عند البالغين في حال إصابة كيس الصفن بالعدوى أو الأذية الرضية. في معظم الأحيان تكون القيلة المائية غير مؤلمة عند الأطفال الصغار، ولكنها قد تترافق مع شعور بعدم الراحة والألم عند البالغين نتيجة ازدياد حجم كيس الصفن وتورمه. غالبًا ما ترتبط القيلة المائية عند البالغين مع حالة سريرية خاصة، مثل: الورم أو الالتهاب أو الفتق الإربي. يكون علاج القيلة المائية جراحيًا عبر استئصالها تحت التخدير العام أو الموضعي.
الفتق الإربي:
يحدث في الفتق الإربي خروج جزء من الأعضاء الداخلية (الأمعاء الدقيقة) أو النسيج الشحمي عبر فتق في جدار البطن السفلي نحو المنطقة الإربية والمغبنية. يمكن للفتق الإربي أن يندفع ضمن كيس الصفن ويسبب تورم كيس الصفن والألم الخصوي. لا يتراجع الفتق الإربي لوحده مثل القيلة المائية ويتطلب تدخلًا جراحيًا بإعادة كيس الفتق ومحتوياته إلى مكانه وإغلاق مكان الفتق.
الحصيات الكلوية:
تنشأ الحصيات الكلوية من ترسبات المعادن والأملاح وتجمعها داخل الكلية، أو الحويضة أو الحالب. يسبب مرور الحصيات الكلوية عبر السبيل البولي ألمًا شديدًا يترافق مع تأذي بطانة السبيل البولي. يمكن لألم مرور الحصيات البولية أن ينتشر بسبب شدته إلى أسفل البطن والمنطقة المغبنية وحتى الخصيتين. تتنوع أسباب تشكل الحصيات الكلوية، ويعتمد العلاج على حجم الحصية، إذ تعالج الحصيات الصغيرة بشرب كمية وافرة من المياه وتناول المسكنات، بينما تحتاج الحصيات الأكبر حجمًا إلى تداخل جراحي لإزالتها أو تفتيتها باستخدام الأمواج فوق الصوتية.
النكاف:
يحدث النكاف نتيجة عدوى فيروسية تصيب الغدة النكافية المنتجة للعاب التي تقع على جانبي الوجه تحت الأذن، قد يصيب فيروس النكاف إحدى الغدتين أو كلاهما. يعد التهاب الخصية أحد أشيع اختلاطات النكاف التي تصيب الذكور الذين وصلوا إلى مرحلة البلوغ، وغالبًا ما يحدث التهاب الخصية بعد نحو أسبوع من بدء النكاف. يترافق التهاب الخصية مع تورم في إحدى الخصيتين والإحساس بألم شديد وحاد فيها. يتبع غالبًا التهاب الخصية الناجم عن النكاف تقلصًا في حجم الخصيتين وقد يحدث انخفاض في تعداد الحيوانات المنوية، لكن نادرًا ما يكون هذا كافيًا لحدوث العقم. انخفض معدل الإصابة بالنكاف واختلاطاته حول العالم مع تطبيق لقاح النكاف على نطاق واسع.
الكتل والأورام الصفنية:
قد تنشأ كتل الصفن عن تراكم السوائل داخل كيس الصفن، أو نمو غير طبيعي للأنسجة، أو تورم التهابي في إحدى البنى الموجودة داخل كيس الصفن. تتضمن أعراض الكتل الصفنية إحساس المريض بكتلة غير اعتيادية، والشعور بألم يظهر فجأة، أو الشعور بعدم الارتياح والألم نتيجة زيادة وزن كيس الصفن، وقد يكون الألم شديدًا لدرجة انتشاره حتى المنطقة المغبنية والبطن وأسفل الظهر. يجب على الطبيب فحص الكتل الصفنية حتى لو لم تترافق مع الألم، لتقييم طبيعتها الحميدة أو الخبيثة وتقديم العلاج المناسب.
المصدر: 1