يتطلب التعامل مع الطفل العنيد الكثير من الصبر والجهد، لأن مرحلة الطفولة تعتبر أهم مرحلة عمرية في حياة الإنسان، وكل ما يحدث فيها يترك بصمة دائمة في تكوين شخصية الفرد تؤثر عليه طوال حياته.
المحتويات
ما هي صفات الطفل العنيد؟
علينا أن نميز أولًا بين الطفل العنيد والطفل صاحب الإرادة القوية، من أهم صفات الطفل العنيد أن لديه حاجة قوية للاعتراف به والاستماع له، لذلك فهو يحاول لفت انتباهك كثيرًا، ومن الصفات الأخرى الهامة:
- قد يكون مستقلًا بشدة.
- يصر على فعل ما يريده.
- جميع الأطفال لديهم نوبات غضب لكن الطفل العنيد قد تتكرر لديه كثيرًا.
- لديه صفات قيادية قوية وقد يكون متسلطًا في بعض الأحيان.
ما هي أفضل الطرق للتعامل مع الطفل العنيد؟
فيما يلي بعض الاستراتيجيات المناسبة للتعامل مع الطفل العنيد:
احترم طفلك:
ربما لن يقبل طفلك السلطة إذا فرضتها عليه، ويمكنك بناء الاحترام في علاقتك معه من خلال:
- افعلوا الأشياء معًا، ولا تصر على إصدار التوجيهات.
- تعاطف مع أطفالك ولا تتجاهل أبدًا مشاعرهم أو أفكارهم.
- دع أطفالك يفعلون ما في وسعهم لأنفسهم.
- قل ما تقصد وافعل ما تقوله.
- يجب أن تكون قدوة وتنتبه على أفعالك لأن أطفالك يراقبونك طوال الوقت.
حاول أن تستمع جيدًا لطفلك:
التواصل بينك وبين طفلك هو عملية متبادلة، فإذا كنت تريد أن يستمع إليك طفلك عليك أن تكون على استعداد تام للاستماع إليه أولًا وأن تتقبل إمكانية أن يعطي الطفل العنيد آراء قوية ويميل إلى الجدل، وقد يتحداك إذا شعر أن صوته لا يُسمع، لذلك عندما يُصر طفلك على القيام بشيء ما أو يرفض القيام به فإن الاستماع إليه وإجراء محادثة مفتوحة عما يزعجه يمكن أن يفيدك في تقليل عناده، على سبيل المثال: إذا دخل طفلك في نوبة غضب لأنه يريد إنهاء وجبة الغداء فلا تطعمه بالقوة بل اسأله عن السبب الذي جعله لا يريد تناول الطعام والاستماع إليه (قد يكون السبب أنه يعاني آلام في البطن)، وبالتالي إذا أردت من طفلك العنيد ذي الخمس سنوات أن يستمع إليك، حاول أن تقترب منه بهدوء وتستمع له من دون أن تتحداه.
أعطه حرية الاختيار:
للطفل العنيد تفكير خاص به، ولا يحب دائمًا أن تُملِ عليه ما يجب فعله، عليك أن تمنحه خيارات بدلًا من التوجيهات، مثلًا: عندما تقول لطفلك العنيد البالغ من العمر أربع سنوات أنه يجب أن يكون في الفراش بحلول الساعة 9 مساءً فإن كل ما ستحصل عليه منه هو الرفض، وبدلًا من إخباره بذلك خيره أي من القصتين يرغب بقراءتها قبل النوم.
مع ذلك فإن إعطاءه الكثير من الخيارات ليس أمرًا جيدًا أيضًا، لأنها ستجعله محتارًا، ويمكنك تجنب هذه المشكلة عن طريق تقليل الخيارات إلى اثنين أو ثلاثة خيارات، ثم تطلب منه الاختيار من بينها.
اعمل سويًا مع طفلك:
الطفل العنيد أو ذو الإرادة القوية حساس للغاية للطريقة التي تعامله بها، لذا كن متيقظًا لنبرة الخطاب ولغة الجسد والمفردات التي تستخدمها، لأنه عندما يصبح غير مرتاح لسلوكك سيتمرد ويتحدث بقوة ويظهر العداء لك ليحمي نفسه.
يقول الخبراء أن تغيير طريقة تعاملك مع الطفل العنيد يؤدي إلى تغيير رد فعله تجاهك، لذا بدلًا من إخباره بما يجب عليه فعله شاركه العمل واستخدم عبارات مثل: «لنفعل هذا»، «ماذا عن تجربة ذلك»، بدلًا من «أريدك أن تفعل»، كما تستطيع استخدم الأنشطة الممتعة لجعل طفلك يفعل شيئًا ما.
خلق بيئة إيجابية في المنزل:
يتعلم الأطفال من خلال الملاحظة والخبرة، فإذا رأوا والديهم يتجادلان طوال الوقت يتعلمون الاقتداء بهم، ويمكن أن يؤدي الخلاف الزوجي بين الوالدين إلى بيئة سلبية في المنزل، ما يؤثر على مزاج الأطفال وسلوكهم، وفقًا لإحدى الدراسات قد يؤدي الخلاف الزوجي إلى الانسحاب الاجتماعي والعدوانية عند الأطفال.
عزز تواصلك معه:
يميل طفلك إلى التمرد عندما تجبره على القيام بأمر ما، والمصطلح الذي يصف هذا السلوك على نحو أفضل هو (النوايا المضادة)، وهي صفة شائعة عند الأطفال العنيدين، وقد تكون غريزية ولا تقتصر على الأطفال، لذلك ننصحك بالتواصل الجيد مع طفلك، على سبيل المثال: عندما يصرّ طفلك ذو الست سنوات على مشاهدة التلفزيون وعدم الذهاب للنوم في الوقت المحدد عليك أن تجلس معه وتظهر اهتمامك بما يشاهده بدلًا من إجباره على النوم، لأنك عندما تظهر له رعايتك غالبًا سيستجيب لك، وبناء تواصل جيد مع الطفل المتحدي والمبادرة إلى عناقه والاهتمام به يجعل التعامل معه أسهل بكثير.
استخدم التفاوض:
في بعض الأحيان يكون من الضروري التفاوض مع الأطفال، لأنه من الشائع أن يتصرفوا بمفردهم عندما لا يحصلون على ما يريدون، وبالتالي إذا كنت تريدهم أن يستمعوا إليك فأنت بحاجة إلى معرفة ما الذي يمنعهم من القيام بذلك. ابدأ بطرح بعض الأسئلة مثل «ما الذي يزعجك ؟» لتجعله يتحدث، فهذا يخبرهم أنك تحترم رغباتهم ومستعد للنظر فيها، ولا يعني التفاوض بالضرورة أنك تستسلم دائمًا لمطالبهم إنما الأمر كله يتعلق بأن تكون والدًا مراعيًا وعمليًا.
ابق هادئًا:
الصراخ في وجه طفل متحدٍ سيحول محادثة عادية بينك وبين والطفل إلى مباراة صراخ، وقد يأخذ طفلك ردك كدعوة للعراك اللفظي، ما يجعل الأمور أسوأ، وبما أنك الشخص البالغ فإن الأمر متروك لك لتوجيه المحادثة إلى نتيجة عملية، ويقول الخبراء أن الوالد عليه مساعدة طفله على فهم الحاجة إلى القيام بشيء ما أو التصرف بطريقة محددة.
تعزيز السلوك الإيجابي:
ستكون هناك أوقات لا تعرف فيها ماذا تفعل مع الطفل العنيد للسيطرة على غضبه وسلوكه العدواني، ولكن إذا تعاملت مع ذلك دون تفكير فقد تطور موقفًا سلبيًا تجاه المشكلة وتعزز سلوكه السلبي عن غير قصد.
على سبيل المثال: قد يقول طفلك كلمة «لا!» لكل ما تقوله تقريبًا، عليك حينها أن تفكر في الأمر إذا ما كنت أنت بنفسك تقول «لا» كثيرًا لأنك حينها تعزز السلوك السلبي لأنك قدوته.
لفهم سلوك طفلك العنيد بشكل أفضل، حاول النظر إلى الموقف من وجهة نظره، وضع نفسك في مكان طفلك وحاول أن تتخيل ما يجب أن يمر به ليتصرف بهذه الطريقة، فكلما عرفت طفلك أكثر كان بإمكانك التعامل بشكل أفضل مع عناده، تعاطف مع طفلك مع عدم الاستسلام لمطالبه لأن ذلك يعتبر من أفضل الاستراتيجيات للتعامل معه.