التهاب الحلق عند الأطفال: أسبابه وأعراضه وعلاجه

ما هو التهاب الحلق؟ وكيف يصيب الأطفال؟ وما هي طرائق علاجه؟

يتمثل التهاب الحلق بشعور مؤلم أو جاف أو حكة في الحلق، ويعد الألم في الحلق أكثر هذه الأعراض شيوعًا. تحدث معظم حالات التهاب الحلق بسبب العوامل الممرضة الجرثومية أو الفيروسية أو العوامل البيئية المخرشة مثل الهواء الجاف. على الرغم من أن التهاب الحلق قد يكون مزعجًا، إلا أنه غالبًا يُشفى من تلقاء نفسه.

ينقسم التهاب الحلق إلى أنواع، بناءً على الجزء المصاب:

  1. يصيب التهاب البلعوم المنطقة الواقعة خلف الفم مباشرة.
  2. التهاب اللوزتين هو تورم واحمرار في اللوزتين، والأنسجة الرخوة في مؤخرة الفم.
  3. التهاب الحنجرة هو تورم واحمرار في الحنجرة.

ما هي أعراض التهاب الحلق؟

يمكن أن تختلف أعراض التهاب الحلق تبعًا للسبب، ومن أكثر الأعراض شيوعًا:

  • حس حكة.
  • حس حرقة.
  • حس جفاف.
  • حس انزعاج.

قد يشعر الطفل بالألم أكثر عند البلع أو التحدث، وقد تبدو اللوزتان أو ما حولهما حمراء اللون أيضًا بسبب الاحتقان والالتهاب، وقد تتشكل بقع بيضاء أو مناطق قيح في بعض الأحيان على اللوزتين. هذه البقع البيضاء أكثر شيوعًا في التهاب الحلق الجرثومي منها في التهاب الحلق الفيروسي.

إلى جانب أعراض التهاب الحلق، يمكن أن تظهر على الطفل أعراض تنفسية وعامة مثل:

  • احتقان بالأنف.
  • سيلان الأنف.
  • عطاس وسعال.
  • ارتفاع الحرارة وقشعريرة.
  • تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة.
  • صوت مبحوح.
  • آلام معممة في الجسم.
  • صداع وصعوبة في البلع.
  • فقدان الشهية.

ما هي أسباب التهاب الحلق عند الاطفال؟

توجد أسباب عديدة لالتهاب الحلق عند الأطفال. فيما يلي بعض أكثر أسباب التهاب الحلق شيوعًا:

نزلات البرد والانفلونزا والالتهابات الفيروسية الأخرى

تسبب الفيروسات حوالي 90% من حالات التهاب الحلق، ومن أشيع الفيروسات التي تسبب التهاب الحلق:

  • الإنفلونزا.
  • داء وحيدات النوى الخمجي، وهو مرض معد ينتقل عن طريق اللعاب.
  • الحصبة، وهو مرض يسبب طفحًا جلديًا وحمى.
  • جدري الماء، وهو مرض يسبب حمى وطفحًا جلديًا حاكًا.
  • النكاف، وهو مرض يسبب تورم الغدد اللعابية في الرقبة وحمى.

التهاب الحلق الجرثومي والالتهابات البكتيرية الأخرى

تسبب الجراثيم أيضًا التهاب الحلق. إن السبب الأكثر شيوعًا هو التهاب الحلق بالجراثيم العقدية المقيحة، وهو مرض يصيب الحلق واللوزتين تسببها جراثيم المجموعة A Streptococcus. يشكل التهاب الحلق بالجراثيم العقدية المقيحة حوالي 40% من حالات التهاب الحلق الجرثومي عند الأطفال.

الحساسية

عندما يتفاعل الجهاز المناعي مع مسببات الحساسية مثل غبار الطلع ووبر الحيوانات الأليفة، فإنه يطلق مواد كيميائية تسبب أعراضًا مثل احتقان الأنف والعطاس وتهيج الحلق. يمكن أن ينزل المخاط الزائد في الأنف إلى أسفل الحلق، ويسمى هذا بالتنقيط الأنفي الخلفي، والذي يهيج الحلق.

الدخان والمواد الكيميائية والمهيجات الأخرى

إن العديد من المواد الكيميائية المختلفة والمواد الأخرى الموجودة في البيئة تهيج الحلق، بما في ذلك:

  • السجائر وغيرها من أنواع التبغ.
  • الهواء الملوث بالغبار.
  • مواد التنظيف والمواد الكيميائية الأخرى.

الارتجاع المعدي المريئي

إن الارتجاع المعدي المريئي (GERD) هو حالة يرتد فيها حمض المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. يتسبب ارتجاع الحمض إلى الحلق بظهور أعراض التهاب الحلق.

ما هي العلاجات المنزلية لالتهاب الحلق؟

يمكن علاج معظم حالات التهاب الحلق في المنزل. بدايةً يجب الحصول على قسط وافر من الراحة لمنح جهاز المناعة الفرصة لمحاربة ومقاومة المرض، كما يوجد بعض العلاجات المنزلية لتسكين آلام التهاب الحلق، مثل:

  • الغرغرة بمزيج من الماء الدافئ وملعقة صغيرة من الملح.
  • شرب السوائل الدافئة التي ترطب الحلق، مثل الشاي الساخن مع العسل أو الحساء أو الماء الدافئ بالليمون أو شاي الأعشاب.
  • مص قطعة من الحلوى الصلبة.
  • إراحة الصوت حتى يتحسن التهاب الحلق.

متى يجب استشارة الطبيب المختص؟

يتحسن التهاب الحلق الناجم عن عدوى فيروسية عادةً من تلقاء نفسه في غضون يومين إلى سبعة أيام، ولكن يجب معالجة بعض أنواع التهابات الحلق تحت إشراف الطبيب المختص، يجب الاتصال بالطبيب إذا كان الطفل يعاني أحد هذه الأعراض الخطيرة:

  • صعوبة في البلع.
  • صعوبة في التنفس أو ألم عند التنفس.
  • صعوبة في فتح الفم.
  • ارتفاع حرارة أو حمى أعلى من 101 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية).
  • ألم في الأذن.
  • ظهور دم مع اللعاب أو البلغم.

كيف يُشخص التهاب الحلق؟

يسأل الطبيب عن أعراض الطفل، ويستخدم ضوءًا لفحص الجزء الخلفي من الحلق بحثًا عن الاحمرار والتورم والبقع البيضاء. قد يتحسس الطبيب أيضًا جوانب الرقبة لمعرفة ما إذا يوجد تورم في الغدد اللمفاوية. إذا اشتبه الطبيب في الإصابة بالتهاب الحلق، فيأخذ مسحة للحلق للتشخيص. سيمرر الطبيب مسحة على الجزء الخلفي من الحلق ويأخذ عينة لاختبار زرع الجراثيم.

لتأكيد التشخيص تُرسل العينة إلى المختبر لفحصها، وستُظهر بشكل قاطع الإصابة بالتهاب الحلق الجرثومي في حال تواجدها. قد يحتاج الطفل أحيانًا إلى مزيد من الاختبارات لمعرفة سبب التهاب الحلق. يمكن أن يرى طبيبًا أخصائيًا وهو طبيب الأذن والأنف والحنجرة (ENT).

ماذا تشمل أدوية التهاب الحلق؟

يمكنك إعطاء طفلك بعض الأدوية لتخفيف آلام التهاب الحلق، أو لعلاج السبب الأساسي. تشمل الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والتي تخفف آلام الحلق ما يلي:

  • أسيتامينوفين (تايلينول).
  • ايبوبروفين (أدفيل، موترين). لا يجب أن يُعطى الأسبرين للأطفال والمراهقين، لأنه مرتبط بحالة نادرة ولكنها خطيرة تسمى متلازمة راي.

يمكنك أيضًا استخدام واحد أو أكثر من هذه العلاجات، والتي تعمل مباشرة على تخفيف ألم التهاب الحلق:

  • الرذاذ المسكن لألم الحلق الذي يحتوي على مطهر مخدر مثل الفينول، أو عنصر تبريد مثل المنثول أو الأوكالبتوس.
  • أدوية السعال.

تستخدم بعض الأعشاب مثل الدردار وجذر الخطمى وجذر عرق السوس كعلاجات لالتهاب الحلق. لا يوجد الكثير من الأدلة على فعاليتها، ولكن أظهرت دراسة أن استعمال شاي الأعشاب الذي يسمى Throat Coat والذي يحتوي على الأنواع الثلاثة جميعها خفف من آلام الحلق.

يمكن أن تساعد الأدوية التي تقلل حموضة المعدة في علاج التهاب الحلق الناجم عن الارتجاع المعدي المريئي. وتشمل هذه:

  • مضادات الحموضة مثل تومس وروليدوس ومالكوس، لإنقاص حموضة المعدة.
  • حاصرات H2 مثل سيميتيدين (تاجاميت إتش بي)، وفاموتيدين (بيبسيد إيه سي)، لتقليل إنتاج حمض المعدة.
  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل لانسوبرازول وأوميبرازول، لمنع إنتاج الحمض.

متى نحتاج إعطاء الطفل مضادات حيوية؟

تعالج المضادات الحيوية الالتهابات التي تسببها الجراثيم، مثل التهاب الحلق بالجراثيم العقدية المقيحة، ولا يجب استعماله مع الالتهابات الفيروسية.

يحتاج التهاب الحلق بالعقديات المقيحة للعلاج بالمضادات الحيوية لمنع حدوث مضاعفات أكثر خطورة مثل ذات الرئة والتهاب الشعب الهوائية والحمى الرثوية. يمكن أن تقلل المضادات الحيوية من آلام التهاب الحلق الجرثومي، وتقلل من خطر الإصابة بالحمى الرثوية بأكثر من الثلثين.

يصف الأطباء عادةً المضادات الحيوية لمدة تستمر حوالي 10 أيام. من المهم تناول كل الأدوية الموجودة في الظرف أو العبوة، حتى لو بدأ الطفل يشعر بالتحسن. يؤدي إيقاف المضاد الحيوي مبكرًا إلى ترك بعض الجراثيم حية، مما يؤدي إلى نكس المرض مرة أخرى.

المصدر: 1 

Loading spinner
Share your love