كيف تعرفين أن طفلك مصاب بالرهاب الاجتماعي؟

من الطبيعي أن تلاحظي بعض القلق عند طفلك خلال قيامه ببعض الأنشطة كالتعرف على أشخاص جدد أو قد يواجه صعوبة في التعامل مع زملائه في المدرسة، لكن ذلك لن يمنعه من متابعة حياته.

 بينما هناك نوع من القلق الشديد يسمى الرهاب الاجتماعي، يؤثر بشكل كبير على طفلك ويمنعه من ممارسة حياته الطبيعية بعيدًا عن التوتر والإحراج، في المقال التالي شرح مفصل عن الرهاب الاجتماعي عند الأطفال وكيفية التعامل معه بشكل مناسب.

ما هو الرهاب الاجتماعي؟

اضطراب الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق الذي يمكن أن يسبب خوفًا شديدًا عند الأطفال بشأن رفضهم أو الحكم عليهم سلبًا من قبل الآخرين. إن الأطفال الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي ليسوا خجولين فقط إنما هم خائفون جدًا من الشعور بالإحراج لدرجة أنهم يتجنبون القيام بالأشياء التي يريدونها أو يحتاجون إلى القيام بها، فقد يرفض الطفل الانخراط في أي نشاط اجتماعي بسيط لأنه خائف مما قد يعتقده الآخرون عنه.

ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي؟

عادة ما تبدأ علامات اضطراب الرهاب الاجتماعي في الظهور بين سن الثامنة والخامسة عشرة. هناك نوعان رئيسيان من الرهاب الاجتماعي:

  1. يخاف بعض الأطفال الذين يعانون من القلق الاجتماعي على وجه التحديد من الأداء، لذلك يتجنبون المواقف التي يكونون فيها تحت الأضواء مثل: التحدث أمام الجمهور أو تجربة الرياضة.
  2. بينما النوع الآخر من الأطفال يخافون من المواقف الاجتماعية بشكل عام، فقد يخافون من الذهاب إلى المدرسة، أو تناول الطعام في الأماكن العامة، أو التعرف على أشخاص جدد، أو حتى مجرد إجراء حديث أمام الناس.

غالبًا ما يحاول الطفل إخفاء رهابه الاجتماعي، ولكن قد تلاحظين أعراضًا تشمل:

  • الأعراض الجسدية: مثل الرجفان والتعرق وضيق التنفس.
  • أسئلة تدل على القلق: ماذا لو قلت شيئا غبيًا؟ أو ماذا لو اعتقد الجميع أنني فاشل؟
  • نوبات الغضب والبكاء وخاصة عند الأطفال الأصغر سنًا.
  • الانزعاج قبل وقت طويل من مواجهة  الوضع الذي يخاف منه.

كيف تعرفين أن طفلك مصاب بالرهاب الاجتماعي؟

قد يكون بعض الأطفال الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي صريحين للغاية بشأن مخاوفهم، ما يسهل معرفة ما يحدث، بينما يواجه الأطفال الآخرون صعوبة في وصف مشاعرهم بالكلمات أو يشعرون بالحرج الشديد من التحدث عنها، فيما يلي بعض السيناريوهات الشائعة التي توضح كيف قد يبدو اضطراب الرهاب الاجتماعي لدى الأطفال:

  • يحب طفلك المدرسة والتعلم، لكنه يخشى تمامًا العروض، ويقلق بشكل واضح عندما يضطر إلى القراءة بصوت عالٍ، حتى في الفصول الدراسية التي يتفوق فيها ويحبها، وقد يظهر عليه المرض في أيام العرض.
  • إذا لاحظت أن طفلك قلق للغاية بشأن ما يعتقده الآخرون عنه، ويشعر أن كل الأنظار موجهة نحوه، ويفكر دائمًا في أسوأ السيناريوهات، ويفترض أن أشخاصًا آخرين ينتقدون لباسه أو ما يقوله أو كيف يتصرف.
  • يتجنب طفلك تجربة الرياضة أو اللعب المدرسي، على الرغم من شعورك بأنه يحب الانضمام لزملائه، لكنه لا يحب أن يكون في دائرة الضوء.
  • من الصعب على طفلك طلب الطعام في مطعم أو الرد على الهاتف رغم تشجعيك الكبير له، لأنه يرى هذا الأمر صعب للغاية مع أن الأطفال الذين في عمره يفعلونه بسهولة.

إذا لاحظتِ أي من هذه التصرفات على طفلك فننصحكِ بالتواصل مع الطبيب أو المعالج النفسي المختص.

كيف يتم تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي؟

يشعر الأطفال المصابون باضطراب الرهاب الاجتماعي بالقلق الشديد لدرجة أنهم إما يتجنبون الأنشطة الاجتماعية أو ينزعجون عند حضورها، وحتى يتم التشخيص يجب أن تظهر أعراض الرهاب عندما يجتمع الطفل مع أقرانه وليس فقط عندما يكون مع البالغين، ويجب أن تستمر الأعراض لمدة ستة أشهر على الأقل.

لتشخيص القلق الاجتماعي يجب الانتباه للأعراض التالية:

  • قلق شديد ومستمر بشأن المواقف الاجتماعية.
  • تجنب المواقف التي تثير هذا المخاوف أو قبولها على مضض.
  • الخوف مبالغ فيه أو لا يتناسب مع الوضع الحقيقي.
  • القلق يعيق إكمال الأنشطة اليومية.

حتى يتم تأكيد التشخيص بالرهاب الاجتماعي يجب أن تستمر الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل، ويجب أن تضعي بعين الاعتبار أنه من الممكن كثيرًا أن يكون سبب الرهاب الاجتماعي لدى طفلك هو مشكلة جسدية، أو كأحد الآثار الجانبية لتناول دواء معين.

ما هو الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي؟

يظهر الخجل عند التعامل مع الأصدقاء المقربين والعائلة إلا أنه عادةً ما يكون أكثر وضوحًا عند التحدث إلى شخص غريب، وقد يؤدي لصعوبات في بدء المحادثات أو رد التحية، فمشكلة الطفل الخجول عادةً ما تكون خفيفة أو عابرة، ولا تؤثر تأثيرًا سلبيًا على حياته، وبمرور الوقت قد يتغلب على خجله تمامًا، بينما يخشى الأطفال الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي من حكم الآخرين عليهم، فهم يخافون بشأن إحراج أنفسهم أو ارتكاب خطأ أمام الأصدقاء والمعلمين وحتى الغرباء، ويمكن أن يكون هذا الخوف شديدًا ولا يتحسن عادةً بمفرده.

فالخجل قد يعيق الطفل إلى حد ما عن القيام بالأشياء، لكنه لن يؤثر بشكل كبير على قدرة الطفل (سواء كان صغيرًا أو مراهقًا) على القيام بالأنشطة كالذهاب إلى المدرسة والاجتماع مع العائلة وتكوين أصدقاء، ولا يمنعه من الانخراط مع الأطفال من عمره، بينما يؤدي الرهاب الاجتماعي لحدوث ذلك.

كيف يتم علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي؟

الرهاب الاجتماعي قابل للعلاج على نحو جيد، ويتم علاج الأطفال المصابين به إما بالعلاج السلوكي وحده أو بمزيج من العلاج السلوكي والأدوية.

  • العلاج السلوكي المعرفي، هو أفضل علاج لاضطراب القلق الاجتماعي؛ لأنه يساعد الأطفال على تعلم إدارة عواطفهم وتطوير مهارات التكيف.
  • العلاج بالأدوية، ويكون هذا العلاج مؤقتًا عادةً.

قد ينصحك المعالج النفسي أيضًا بتطبيق العلاج باللعب، يمكن للأطفال الأصغر سنًا الذين يعانون من القلق الاجتماعي الاستفادة من العلاج باللعب أيضًا، وحتى لو كان من الصعب جدًا (أو محرجًا) التحدث عن المخاوف بصوت عالٍ فإن الأطفال يعبرون بشكل طبيعي عن قلقهم من خلال اللعب.

Loading spinner
Share your love