يعتبر سرطان المثانة من السرطانات الشائعة عمومًا، إذ يبدأ في خلايا المثانة وينتشر إلى الجسم، وتختلف طرق علاجه تبعًا لدرجته. يعد التدخين عامل خطورة أساسي للإصابة به، إذ أن المدخنين عرضة للإصابة ثلاث مرات أكثر من غير المدخنين، وذلك لأن السجائر تحتوي العديد من المواد الكيميائية المؤذية للمثانة، وتبقى في المثانة بعد استنشاقها حتى التبول، ما يعرض المثانة للكثير من المواد الضارة لفترة طويلة، ولهذا يساعد الإقلاع عن التدخين في تقليل خطر الإصابة بسرطان المثانة مع الوقت ويحسّن من صحة الفرد.
المحتويات
العلاقة بين التدخين وسرطان المثانة
يزيد تدخين السجائر العادية أو الإلكترونية نسبة الإصابة بسرطان المثانة، وكلما طالت مدة التدخين زادت فرصة إصابتك بالمرض، فهو يضعف قدرة الجسم على مواجهة السرطان، لأن المواد الكيميائية الموجودة فيه تضعف جهازك المناعي وتقلل قدرته على مواجهة الخلايا السرطانية، كما قد تساهم في تغيير الحمض النووي (DNA) للخلايا المتأذية وبذلك تصعِّب على الجسم إيقاف نمو الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى أن استنشاق دخان السجائر أو ما يسمى بالتدخين السلبي يؤثر عليك سلبًا أيضًا، لذا فإن إقلاعك عن التدخين لعشرة سنوات يقلل فرصة إصابتك بنسبة 25% وتزداد هذه النسبة كلما طالت المدة، وبما أن الإقلاع بعد تشخيص السرطان يُحسن فرص الشفاء، فهذا يعني أنه لم يفت الأوان بعد على اتخاذك هذا القرار.
المواد الكيميائية التي تسبب سرطان المثانة
تطلق السجائر أكثر من 5000 مادة كيميائية مختلفة عند احتراقها، معظمها سام، وأكثر من 70 منها يسبب السرطان، ومن هذه المواد الضارة نذكر:
- القطران: هو مادة سوداء لزجة تتجمع في الرئتين عند استنشاق دخان السجائر، وتصبغ الأصابع والأسنان باللون الأصفر، وتحوي مواد كيميائية مسرطنة تسبب سرطان الرئة وغيرها من الأمراض الرئوية.
- أول أكسيد الكربون: هو غاز سام في السجائر لا يمكن شمه أو رؤيته أو تذوقه، ويمنع الدم من نقل الأوكسجين جيدًا، ما يزيد الجهد على القلب ويقلل الأوكسجين الذي يصل إلى الأعضاء، ما يزيد من خطر حدوث أمراض القلب والسكتة القلبية.
- النيكوتين: مادة تسبب الإدمان، تنقص الشعور بالقلق والإجهاد لدى المدخنين، لكنها أقل ضررًا مقارنة بباقي المواد، وهناك بدائل لها في حال الرغبة في الإقلاع مثل اللصاقات والعلكة.
العوامل المؤهبة لسرطان المثانة
بعيدًا عن التدخين، توجد عوامل أخرى تزيد من احتمال إصابتك بسرطان المثانة، مثل:
- التقدم في السن، فمعظم الأشخاص الذين يصابون بسرطان المثانة يكونون أكبر من 55 عامًا.
- العِرق، إذ يصاب العرق القوقازي أكثر من غيره.
- الجنس، يصاب الرجال أكثر من النساء.
- وجود مشاكل صحية مرتبطة بالمثانة.
- التعرض لمواد كيميائية معينة في المنزل أو العمل.
- اتباع نظام غذائي غير متوازن.
- قلة شرب الماء والسوائل.
- بعض أنواع الأدوية.
- العلاج الكيماوي أو العلاج الشعاعي لمنطقة الحوض.
أعراض وعلامات الإصابة بسرطان المثانة
لا يسبب سرطان المثانة في مراحله الأولى أي أعراض، ولكن مع تقدم الوقت وكبر حجم الورم قد يسبب الأعراض التالية:
- الشعور بألم أثناء التبول.
- وجود دم في البول.
- الحاجة المستمرة للتبول.
- الشعور بألم أسفل الظهر.
- ألم في البطن.
بالإضافة إلى أعراض عامة مثل الشعور بالتعب وخسارة الوزن وآلام في العظام التي تشير إلى مرحلة متقدمة من المرض، لذا إذا شعرت بأي من الأعراض السابقة عليك استشارة الطبيب فورًا، وبدوره قد يسألك عن ظهور أي علامات أو أعراض أخرى، وعن السوابق المرضية لك ولعائلتك، ويفحص المثانة، كما قد يطلب بعض التحاليل المخبرية وصور المثانة والأعضاء حولها، وقد يحتاج لأخذ خزعة لرؤية الخلايا السرطانية تحت المجهر، وبعدها يقيم مرحلة المرض من 0-4 حسب درجة انتشاره، وهذا يعني:
- الدرجة (0) السرطان لم ينتشر خارج بطانة المثانة.
- الدرجة (1) انتشار السرطان خارج بطانة المثانة لكن لم يتجاوز الطبقة العضلية.
- الدرجة (2) انتشار السرطان خارج الطبقة العضلية.
- الدرجة (3) انتشار السرطان إلى الأنسجة المحيطة بالمثانة.
- الدرجة (4) انتشار السرطان إلى أماكن أخرى من الجسم.
هل يمكن الوقاية من سرطان المثانة؟
يمكن للطرق التالية أن تقلل من احتمال إصابتك بسرطان المثانة، مثل تجنب التدخين، وشرب الكثير من الماء والسوائل، وتجنب التدخين السلبي، وتجنب المواد الكيميائية الأخرى المسببة للسرطانات كالأسبستوز والنيكل والكادميوم التي تعمل وحدها أو مع مواد أخرى على زيادة خطر حدوث السرطان.
كيف يمكن الإقلاع عن التدخين؟
يقلل الإقلاع عن التدخين من احتمال إصابتك بسرطان المثانة، كما يحسن صحتك العامة، وبالرغم من أنها خطوة صعبة وتحتاج إرادة قوية، إلا أن عليك تحمل الأيام الصعبة التي ستمر بها، وهناك العديد من الطرق التي ستساعدك في ذلك:
- ضع خطة لإيقاف التدخين وحاول الالتزام بها.
- استشر طبيبًا أو حاول الانضمام لمجموعات الدعم التي تساعدك على الالتزام بخطتك للإقلاع عن التدخين.
- ممارسة نشاطات جديدة لا علاقة لها بالتدخين.
- إيجاد طرق تلهيك عن التدخين مثل مضغ العلكة، وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي والحصول على قدر كافٍ من النوم.
- استخدام اللصقات الجلدية التي تُلصق على الجلد وتوفر جرعات محددة من النيكوتين تمتص عبر الجلد إلى الطريق الدموي، ويساعد التقليل التدريجي من كمية النيكوتين التي تصل إلى جسمك على تقليل إدمانك على التدخين.
علاج سرطان المثانة
تختلف طرق العلاج باختلاف مرحلة المرض التي تدلنا على موقع السرطان ودرجته، إذ تكشف المراحل الباكرة خلايا غير طبيعية في المثانة، أما المراحل المتأخرة تظهر انتشار السرطان في مختلف أعضاء الجسم، على أي حال تبلغ نسبة الشفاء من سرطان المثانة 77%، وإذا اكتُشف في مراحله الباكرة ترتفع نسبة الشفاء لأكثر من 96%.
وتشمل طرق العلاج:
- العلاج الكيماوي والمعالجة المناعية والشعاعية: وتعمل هذه المعالجات على تصغير الورم في حال الحاجة إلى الجراحة أو معالجته في حال عدم الحاجة للجراحة، كما تساعد على قتل الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة، أو تمنع النكس.
- العلاج الموجه: تُعطى في المراحل المتقدمة من السرطان في الحالات التي لم تستجب للعلاج الكيماوي.
- العلاج الجراحي: يُطبق عادة في المراحل الأولى من المرض لاستئصال الخلايا السرطانية من المثانة، أما في الحالات المتقدمة فتهدف الجراحة لاستئصال المثانة بالكامل مع جراحة ترميمية لتصريف البول من الجسم.
وقد يحتاج المريض مشاركة أكثر من علاج في نفس الوقت بحسب حالته.
إن الإقلاع عن التدخين طريقة فعالة للوقاية من سرطان المثانة، فكما ذكرنا سابقًا إن المواد الكيميائية في السجائر تسبب ظهور الخلايا السرطانية في المثانة، وكلما زادت مدة الإقلاع عن التدخين قلت نسبة إصابتك بسرطان المثانة، وهناك الكثير من الطرق التي تساعدك على ذلك، وعليك زيارة الطبيب فور شعورك بأي من أعراض سرطان المثانة سابقة الذكر، فهناك طرق عدة لعلاجه.