يصيب التهاب الجيوب الأنفية الأنسجة الرخوة التي تُبطن الجيوب الأنفية. تعتبر الجيوب الأنفية فراغات مجوفة داخل عظام الوجه وترتبط ببعضها بقنوات ضيقة. تفرز أنسجة الجيوب الأنفية مفرزات مخاطية تحافظ على رطوبة الأنف من الداخل وهذا بدوره يساعد في الحماية من الغبار والمواد المسببة للحساسية والملوثات والبكتيريا والفيروسات. عادة ما تكون الجيوب الأنفية ممتلئة بالهواء، ولكنها قد تنسد وتمتلئ بالسوائل ويمكن أن تصاب بالعدوى.
أهم الجيوب التي تتوضع بالقرب من الأنف والعينين:
- الجيوب الغربالية.
- الجيوب الفكية.
- الجيوب الوتدية.
- الجيب الجبهي.
أكبر تجاويف الجيوب الأنفية هو جيب الفك العلوي، وهو غالبًا الذي يُصاب بالعدوى.
المحتويات
أسباب التهاب الجيوب الأنفية
يمكن أن يحدث التهاب الجيوب الأنفية بسبب فيروس أو بكتيريا أو فطريات تتكاثر وتسبب عدوى في الجيوب الأنفية، وتعتبر الإصابة الفيروسية هي الأشيع. ومن العوامل المسببة لالتهاب الجيوب:
- وجود عدوى سابقة في الجهاز التنفسي، مثل الزكام.
- البوليبات الأنفية، وهي عبارة عن أورام حميدة صغيرة في الممر الأنفي يمكن أن تؤدي إلى الانسداد والالتهاب.
- الحساسية الموسمية.
- حساسية تجاه مواد معينة مثل الغبار وغبار الطلع ووبر الحيوانات.
- ضعف الجهاز المناعي بسبب دواء أو حالة مرضية.
- انحراف الوتيرة.
بالنسبة للرضع والأطفال الصغار فإن قضاء الوقت في المدرسة والروضة، واستخدام اللهايات أو زجاجات الشرب أثناء الاستلقاء يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، أما بالنسبة للبالغين، يزيد التدخين من مخاطر الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.
أنواع التهاب الجيوب الأنفية
لالتهاب الجيوب الأنفية أنواع متعددة، أهمها:
- التهاب الجيوب الجرثومي الحاد: تظهر أعراض الزكام مثل سيلان الأنف وانسداد الأنف وألم الوجه الذي لا يزول بعد 10 أيام، أو الأعراض التي يبدو أنها تتحسن ولكنها تعود بعد ذلك وتكون أسوأ من الأعراض الأولية. يستجيب هذا النوع للمضادات الحيوية ومضادات الاحتقان.
- التهاب الجيوب المزمن: يحدث احتقان الأنف، والسيلان، وألم وضغط بالوجه، وضعف حاسة الشم، وتستمر هذه الأعراض 12 أسبوعًا على الأقل.
- التهاب الجيوب تحت الحاد: عندما تستمر الأعراض من 4 – 12 أسبوعًا.
- التهاب الجيوب الحاد المتكرر: عندما تتكرر الأعراض أربع مرات أو أكثر في سنة واحدة وتستمر أقل من أسبوعين في كل مرة.
هل التهاب الجيوب معدي؟
لا يعتبر التهاب الجيوب الأنفية الجرثومي من الأمراض المعدية، أما الفيروسات التي تسبب التهاب الجيوب الأنفية يمكن أن تنتقل من إنسان لآخر، لذلك يجب غسل اليدين جيدًا، وارتداء الكمامة، والابتعاد عن المصابين.
ما هي علامات وأعراض التهاب الجيوب الأنفية؟
تختلف أعراض التهاب الجيوب حسب مدة استمرار الحالة وشدة العدوى والحالة الصحية العامة للمريض. وتشمل:
- إفرازات أنفية قد تكون خضراء أو صفراء.
- السيلان الأنفي الخلفي، حيث تسيل المفرزات إلى أسفل الحلق.
- ألم بالوجه أو حس ضغط.
- انسداد أو سيلان الأنف.
- التهاب الحلق.
- سعال.
- رائحة الفم الكريهة.
- حمى.
- صداع وألم أسنان.
- ضعف حاسة الشم والذوق.
تشخيص التهاب الجيوب وعلاجه
يمكن للطبيب تشخيص التهاب الجيوب الأنفية من خلال عدة إجراءات من أهمها: سؤال المريض عن أعراضه وأخذ قصة مرضية، إجراء فحص سريري، استخدام منظار خاص لفحص الأنف، وفي بعض الحالات يمكن طلب فحص بالرنين المغناطيسي أو الطبقي المحوري للتحقق من المشاكل التشريحية، أو إجراء اختبار حساسية لتحديد المُحسسات المحتملة.
يمكن علاج التهاب الجيوب الأنفية بعدة طرق، يعتمد كل منها على مدى شدة الأعراض ودرجة العدوى.
يتم علاج التهاب الجيوب الأنفية البسيط بما يلي:
- مضادات الاحتقان.
- أدوية البرد والحساسية المتاحة دون وصفة طبية.
- قطرات المحلول الملحي.
- الإكثار من شرب السوائل.
وإذا لم تتحسن أعراض التهاب الجيوب الأنفية بعد 10 أيام، فقد يصف الطبيب:
المضادات الحيوية (لمدة سبعة أيام للبالغين و10 أيام للأطفال)، ومضادات الاحتقان الفموية أو الموضعية، وبخاخات الستيروئيدات الأنفية. (لا تستخدم البخاخات أو القطرات بدون وصفة طبية لمدة تزيد عن ثلاثة إلى خمسة أيام – فقد تؤدي إلى زيادة الاحتقان).
يمكن علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن من خلال التركيز على الحالة الأساسية (الحساسية عادةً) من خلال:
- بخاخات الستيروئيد الأنفية.
- بخاخات مضادات الهيستامين الموضعية أو الحبوب الفموية.
- مضادات اللوكوترين لتقليل أعراض التورم والحساسية.
- قطرات المحلول الملحي.
في حال عدم الاستجابة قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لتصحيح المشاكل التشريحية في الجيوب الأنفية. تشيع الجراحة في حالات الأورام الحميدة والعدوى الفطرية.
هل أحتاج إلى مضادات حيوية لعلاج كل التهابات الجيوب الأنفية؟
تحدث العديد من التهابات الجيوب الأنفية بسبب الفيروسات، ولا يتم علاج هذه الأنواع من العدوى بالصادات الحيوية. إن تناول مضاد حيوي لعلاج عدوى فيروسية يعرضك لخطر التأثيرات الجانبية المرتبطة بالمضاد الحيوي دون داعٍ، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية إلى تطور مقاومة جرثومية للمضادات الحيوية، ما قد يجعل علاج العدوى المستقبلية أكثر صعوبة.
العلاجات المنزلية لالتهاب الجيوب وطرق الوقاية
يُشفى التهاب الجيوب الأنفية الحاد بدون وصفة طبية عند حوالي 70% من المرضى، لكن العلاجات المنزلية المختلفة والأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية يمكن أن تخفف الأعراض، ومن أهم الأمثلة على هذه العلاجات والأدوية:
- تنظيف الأنف بالماء المعقم والمحلول الملحي.
- الراحة: النوم أو الراحة مع رفع الرأس والكتفين على وسادة. ووضع جانب الوجه الخالي من الألم على الوسادة.
- كمادات دافئة: توضع على المناطق المصابة لتخفيف التورم وعدم الراحة.
- تسكين الآلام: يمكن للباراسيتامول أو الإيبوبروفين أن يخفف الألم والحمى.
- استنشاق البخار والهواء الرطب.
- أقراص وبخاخات مزيلة للاحتقان: قد تقلل من التورم وتسمح للجيوب الأنفية بالتجفيف، تستخدم لمدة تصل إلى 3 أيام فقط، أو قد تتفاقم الأعراض بعد التوقف عن استخدام المنتج المطول.
لا تعد مضادات الهيستامين، مثل السيتريزين ولوراتادين (كلاريتين)، عادةً خيارات مناسبة لالتهاب الجيوب الحاد. يمكن أن تتسبب في تصلّب المخاط، مما يجعل الأعراض أسوأ.
ومن النصائح المهمة للوقاية من التهاب الجيوب الأنفية: الاهتمام بالنظافة وغسل اليدين المتكرر، وتجنب التدخين والتدخين السلبي، والابتعاد عن المصابين بنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى، وتجنب المواد المسببة للحساسية.