لا تعتبر الشخصية الحساسة اضطرابًا نفسيًا بل صفة فطرية، يملك صاحبها مشاعر مرهفة وجهازًا عصبيًا شديد التأثر ما يجعله حساسًا جدًا مقارنةً مع غيره، ويتفاعل مع محيطه بشدة لدرجة الإرهاق.
تقدر بعض الأبحاث والدراسات أن ما يقارب 20% من البشر هم من الأشخاص ذوي الحساسية المرتفعة، وهم عادةً ما يعانون من القلق والتعب بسبب ذلك، وبعضهم – خاصةً الذكور – يشعرون بوصمة العار خوفًا من المجتمع الذي يربط الذكورة بالشدة والصلابة والعدوانية.
المحتويات
ما أهم صفات الشخص الحساس؟
يتميز الشخص الحساس بالعديد من الصفات والميزات، فعادةً ما ينزعج من الضوضاء والأصوات العالية، ولا يحبذ التواجد في الأماكن المزدحمة والمليئة بالناس ويتجنبها، وقد تزعجه الروائح القوية، بالإضافة لذلك يفكر الشخص الحساس كثيرًا حتى في أبسط المواضيع ويدقق في جميع التفاصيل، ويبكي سريعًا إذا اعتقد أنه ارتكب خطأً ما، ويشعر بالإحباط والحزن في حال تعرض للانتقاد أو إذا اعتقد أنه شخص غير مرحب به.
ومن الصفات الأخرى الهامة التي تميز الشخص الحساس:
- يشعر بالخجل في المواقف الاجتماعية والعاطفية.
- يعاقب أو يلوم نفسه بشدة في حال لم يحقق ما كان يسعى إليه.
- يهتم كثيرًا بالآخرين ومشاعرهم وبكيفية إسعادهم، خاصةً الأشخاص الذين يحبهم، وهو الأمر الذي قد يسبب له التعب والإرهاق.
- يبالغ في ردود أفعاله في حال تعرض لضغوط شديدة أو حدثت مشاكل في علاقاته مع أصدقائه أو شركائه.
- يسعى بشكل دائم إلى جعل المحيطين به يفهمون مشاعره وما يفكر به.
- يعاني من القلق والاكتئاب والتوتر والإرهاق بسبب الضغوط الشديدة التي يتعرض لها.
- يتأثر بشدة بالأشياء الجميلة من حوله، ويعد شخصًا عاطفيًا ورومنسيًا كثيرًا، فقد يبكي عند مشاهدته لأحداث حزينة من فلم ما.
- يشعر صاحب الشخصية الحساسة بالامتنان دائمًا للأحداث التي تمر بحياته، حتى لو كانت أحداثًا بسيطة أو عابرة.
ومن الصفات الهامة التي تميز الشخص الحساس تعاطفه الشديد، الذي يعتبر بمثابة أداة تجعله يقوّي علاقاته، وتجعله راضيًا عن حياته العاطفية بشكل عام، ويعد شخصًا وجدانيًا كثيرًا، فيقول دائمًا كلمة الحق لكي لا يشعر بتأنيب الضمير، ويهتم أيضًا بإظهار نفسه بمنظر حسن ولبق أمام الناس، ويكره أن تُؤخذ عنه نظرة سلبية أو غير جيدة، كل ذلك يجعله يكوِّن علاقات قوية مع الآخرين، فهو يهتم كثيرًا بأصدقائه ويسعى إلى إنشاء روابط قوية معهم ومع الناس بشكل عام، ويعتبر صديقًا محبوبًا وداعمًا وجديرًا بالثقة.
كيف تطور شخصيتك الحساسة؟
توجد بعض الخطوات التي تساعدك على تطوير شخصيتك الحساسة بشكل إيجابي، لجعلك أكثر تكيفًا مع محيطك، وأكثر قدرةً على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية والتحكم بمشاعرك:
1- نظم أوقات نومك وعدل روتينك اليومي:
أغلق هاتفك المحمول قبل ساعة أو ساعتين على الأقل من النوم، وقم ببعض الأنشطة المهدئة المريحة عقليًا ونفسيًا، مثل: قراءة كتاب أو رواية شيّقة، وعندما تستيقظ في الصباح، حافظ على هدوئك أيضًا ومارس القليل من التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة على الأقل.
2- حدد الأمور التي تزعجك وتزيد من حساسيتك وتوترك:
يختلف أصحاب الشخصية الحساسة عن بعضهم، لذلك عليك تحديد الأمور التي تثير انزعاجك وتسبب لك حساسية مفرطة، ثم حاول تجنبها في كل الأوقات. على سبيل المثال: إذا كنت حساسًا من الضوضاء والازدحام والصخب، فتجنب تناول الطعام في الخارج في أوقات ذروة الازدحام، وتناوله مبكرًا عندما تكون المطاعم أقل ازدحامًا.
3- لا تلغي الأنشطة التي تحبها:
إذا كنت تحب السفر ولكن تكره الازدحام الذي يحدث خلاله، يمكنك أن تسد أذنيك بسدادات خاصة أو تضع سماعات الأذن وتسمع موسيقى هادئة أثناء سفرك. توقف عن الأعمال المتعبة وخذ قسطًا من الراحة، اخرج في نزهة إلى مكان هادئ مرة في الشهر على الأقل، وحاول الاسترخاء والاستمتاع في أيام العطل قدر ما تستطيع.
4- تعلم أن تقول لا:
قد لا تستطيع وضع حدود واضحة مع الآخرين في بعض الحالات، ولكن من المهم أن تقول «لا» في حال كانت الضحية سعادتك وسلامك النفسي. لست مسؤولًا عن سعادة الآخرين، عليك أن تعتني بنفسك فقط وأن تسعدها، وتذكر أنك ستشعر بخيبة الأمل في حال احتجت إلى أحد ما ولم تجده بجانبك.
5- قسّم المهام الكبيرة إلى أجزاء:
يكره الشخص الحساس عادةً أن يُطلب منه إنجاز عدة مهام خلال وقت قليل، ولذلك عند إعطائك قائمة طويلة من المهام لتنجزها، يمكنك تقسيمها إلى أجزاء بحيث يسهل عليك الأمر، مع تخصيص فترة زمنية خاصة لكل مهمة على حدة، بطريقة تمكنك من معرفة ما يمكنك القيام به بشكل جيد في الوقت المخصص له.
6- كن لطيفًا مع ذاتك:
ينتقد الشخص الحساس نفسه وأفعاله بشكل مستمر ومتكرر وبطريقة سلبية، لذلك، حاول أن تكون لطيفًا مع ذاتك وشجع نفسك دائمًا عندما تتعثر للانطلاق من جديد، لأن ذلك يساعدك على تطوير شخصيتك الحساسة.
لقد أصبحت الشخصية الحساسة مفهومة أكثر في وقتنا الحالي مقارنةً مع الماضي، وأصبحت تحظى بقبول أكثر من الآخرين. عليك أن تضع الخطوات اللازمة لتطوير شخصيتك الحساسة لتساعد نفسك على التأقلم وضمان عدم وصولك إلى مرحلة الإرهاق والتعب الشديدين، تساعدك التوصيات والنصائح السابقة على التحكم بمشاعرك وضبط سلوكك وتصرفاتك والحد من تأثير شخصيتك الحساسة عليك.