هل إرسال الطفل إلى الحضانة باكرًا ينمي شخصيته ويزيد من اعتماده على نفسه؟

كيف تعزز الحضانة تطوير الطفل؟

يملك الأطفال في السنوات التي تسبق دخول المدرسة فضولًا واسعًا وطاقة كبيرة لاكتشاف العالم المحيط بهم. تؤمن الحضانة فرصة للأطفال لتفريغ هذا النشاط الكبير، بالإضافة إلى التخفيف عن الأهل حمل العناية بهم، في الوقت الذي ينشغلون فيه بمهام الحياة المختلفة. تترك السنوات التي يقضيها الطفل في الحضانة آثارًا كبيرة عليه تشمل قدراته الدراسية وصفاته الشخصية وسلوكياته المتنوعة. نذكر في هذا المقال مختلف التأثيرات الإيجابية التي تقدمها الحضانة للطفل.

لماذا يُرسل الآباء أطفالهم إلى الحضانة؟ 

هناك العديد من الأسباب والمميزات التي تجعل الآباء يرسلون أبنائهم للحضانة في سن صغير، من ضمنها: 

تطوير مهارات التواصل الاجتماعي

تعطي الحضانة الفرصة للطفل للتواصل والتعرف على أطفال آخرين في نفس عمره، واللعب معهم، وبناء علاقات الصداقة فيما بينهم. يساعد هذا الطفل على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي، ومعرفة أهمية الصداقة وفائدتها، وتعلم التعبير عن أفكاره ورغباته الخاصة بكل وضوح مع الأطفال الآخرين.

التحضير لمرحلة المدرسة

يفتقر الطفل الذي يبقى في المنزل بعيدًا عن التواصل مع أقرانه إلى المهارات الاجتماعية النفسية التي يحتاجها في المدرسة. يصعّب هذا الأمر عليه اكتساب المعرفة والدراسة وبناء الصداقات والتطور، بينما يكون الطفل الذي ذهب إلى الحضانة مستعدًا لمرحلة المدرسة، ومعتادًا على نظامها الشبيه بنظام الحضانة، ومندفعًا للتعلم وتحقيق النجاح.

تعلم مهارات المشاركة

يميل الطفل في أثناء تطوره إلى التعلق بالأشياء التي يمتلكها، والتمسك بها، والرغبة الدائمة بتملك أشياء جديدة. تعلم النشاطات الاجتماعية التي يمارسها الطفل في الحضانة مع الأطفال الآخرين من اللعب، والغناء، وتناول الطعام، والتعلم سوية أهمية المشاركة ودورها الفعال في بناء العلاقات وتقويتها. إذ ينمو دماغ الطفل في عمر الحضانة بسرعة كبيرة ويمتص جميع المهارات والمعلومات التي تحيط به، وليس هناك وقت أفضل لتعلم المهارات الأساسية من هذا الوقت.

تنمية النمو العاطفي

يختبر الشخص في مختلف المراحل العمرية الكثير من المشاعر الإيجابية والسلبية. وتعد مهارة التعامل مع هذه العواطف، وضبطها، والتعبير عنها ضرورية ومهمة في تجاوز مختلف مواقف الحياة العملية والإجتماعية والشخصية. تساعد الحضانة الطفل بتفاعله مع الأطفال الآخرين على المضي في رحلة التطور العاطفي الخاصة به، والتعبير عن مشاعره، وتعلم كيفية التعامل معها، وبصورة أهم تطوير مهارة الإحساس بالآخرين والأطفال من حوله، وفهم مشاعرهم والتعاطف معهم، إذ أن هذه المهارة ضرورية للغاية من أجل بناء فرد سليم عاطفيًا قادر على تفهم نفسه والآخرين من حوله.

تطوير المهارات الحركية

يزداد في وقتنا الحالي مع انتشار الإنترنت والألعاب الإلكترونية باتساع عدد الأطفال الذين يجلسون في المنزل لساعات غارقين في شاشات أجهزتهم الإلكترونية، بما يسيء لصحتهم وجسمهم بشدة في الوقت الذي ينمو فيه بسرعة. تسمح النشاطات الرياضية ولعب الأطفال المستمر فيما بينهم في الحضانة بتعزيز القوة الجسدية لديهم، والصحة العامة، وتغرس فيهم منذ الصغر حب الرياضة والحركة الذي يكبر معهم نحو ممارسة الرياضة المحترفة والتمتع بصحة جسدية جيدة.

تعزيز الفضول وحب الاطلاع لديهم

تعطي الحضانة بالنشاطات الذهنية والتعليمية الموجودة فيها المساحة للطفل لممارسة الفضول الشديد الذي يتميز به الأطفال في هذا العمر تجاه العالم المحيط بهم. وتساعدهم على تعلم أفكار ومعلومات عن مجالات متنوعة من العلم والفن وتعزيز الخيال والإبداع عندهم والذي قد يفتح الطريق أمامهم نحو مستقبل ومهنة رائعة بالنسبة لهم.

تعلم النظام والانضباط والصبر

يمتلك الأطفال العديد من الرغبات والأفكار والمشاعر المختلفة، ولا يعرفون كيفية السيطرة عليها، أو تنظيمها وفق الوقت المناسب لها، إنما هي مهارة يتعلمونها بالتدريج. تبدأ عملية تعلمهم الانضباط والتعرف على النظام والصبر من الحضانة. يخدمهم هذا الأمر في حياتهم الاجتماعية والعملية والشخصية، ويساعدهم في المستقبل على أن يصبحوا أشخاصًا منتجين، ويقدرون قيمة الوقت وكيفية استغلاله في النشاطات المفيدة بعيدًا عن الفوضى والإهمال.

تطوير الشخصية

تنمو شخصية الفرد من المعارف والخبرات التي يكتسبها، ومن التجارب التي يمر بها بنفسه، والأشخاص الذين يتعرف عليهم. تعطي الحضانة الطفل هذه الفرص الثلاث، فتسمح له بتجربة النشاطات التي يهتم بها وتعلم أفكار جديدة ليزداد إبداعه، والتعرف على أشخاص جدد لتزداد ثقته في نفسه، والانفصال عن أهله لفترة من الوقت وتدبير أموره بنفسه. بما يبني شخصية صلبة أكثر اندفاعًا نحو المستقبل وتطوير الذات.

تطوير المهارات اللغوية

يبدأ الطفل في عمر السنة والنصف تقريبًا في قول بضع جمل مؤلفة من كلمتين أو أكثر. يتعلم الأطفال اللغة بسرعة، وبصورة خاصة من الأشخاص المحيطين بهم عبر الاستماع والترديد. تساعد النشاطات الاجتماعية والتعليمية في الحضانة والتفاعل المستمر بين الأطفال فيما بينهم من جهة ومع الأساتذة والمربّين من جهة أخرى على تعزيز وتسريع اكتساب مهارة اللغة والتحدث والنطق.

تعزيز تواصل الطفل مع عائلته

تريح الحضانة الأهل لبعض الوقت من هم وتعب العناية بالطفل، وتعطيهم راحة البال بوجوده في مكان آمن ينمو به. يعود الطفل من الحضانة أكثر تشوقًا لإخبار والديه بالناشطات التي مارسها والتجارب التي مر بها، ويصبح الأهل أكثر انخراطًا في نشاطات طفلهم، فيقدمون له الدعم والتشجيع الذي يحتاجه على مسار تطوير نفسه وبنائها.

تقدم الحضانة ببرامجها التعليمية وأساتذتها المختصين الفرصة للطفل لتعلم الكثير من المهارات الحيوية المميزة، بالإضافة إلى إعطائه المساحة اللازمة لينمي مهاراته الاجتماعية والعاطفية ويصبح أكثر استعدادًا لعالم المدرسة والمستقبل.

Loading spinner
Share your love