انفصام الشخصية: حقائق وخرافات

تنتشر بعض الخرافات حول انفصام الشخصية، فما هي؟

تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 1% من البشر مصابون بانفصام الشخصية، وهو اضطراب يصيب الرجال والنساء على حد سواء. تميل النساء إلى الإصابة بالفصام في العشرينات أو الثلاثينات من العمر. بينما يصاب الرجال في أواخر سن المراهقة حتى أوائل العشرينات، ومن النادر حدوثه عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا.

هناك الكثير من المعلومات غير الصحيحة التي تنتشر حول انفصام الشخصية سواء عن طريق الأفلام أو البرامج التلفزيونية او غيرها. إن الفصام اضطراب نفسي شديد يؤثر على قدرة الشخص على التفكير والتصرف بوضوح. عندما تكون مصابًا بالفصام، يخبرك دماغك غالبًا أنك ترى أشياءً أو تسمع أصواتًا غير موجودة في الواقع. هذا يجعل من الصعب جدًا معرفة ما هو حقيقي وما هو ليس كذلك. كما أنه يؤثر على التفكير واتخاذ القرارات والقدرة على التحكم بالعواطف.

الأعراض الشائعة للفصام

من أكثر أعراض انفصام الشخصية شيوعًا:

  • أوهام ومعتقدات خاطئة غير قابلة للتغيير.
  • صعوبة تذكر الأشياء.
  • أفكار مضطربة.
  • الهلوسة أو سماع الأصوات، أو رؤية وشم أشياء لا يستطيع الآخرون الإحساس بها.
  • قلة العاطفة في تعابير الوجه ونبرة الصوت.
  • مشاكل في التركيز والمحاكمة.
  • صعوبة في فهم المعلومات واتخاذ القرارات.

وبشكل عام، لا يعرف الأشخاص المصابون بالفصام أنهم مصابون به، ما يجعل العلاج أكثر صعوبة.

خرافات شائعة عن الفصام مع الرد العلمي عليها

من أشيع الخرافات التي تتعلق بالفصام وأكثرها انتشارًا في المجتمع:

الخرافة الأولى: لمريض الفصام شخصيات متعددة

تعد أحد أكثر المعتقدات الخاطئة المتعلقة بانفصام الشخصية شيوعًا. أظهر أحد الاستطلاعات أن 64% من الناس يعتقدون أن الحالة تتضمن انقسامًا في الشخصية، ما يعني أن شخصًا ما يتصرف كما لو كان شخصين منفصلين.

من أكثر أعراض الفصام شيوعًا الهلوسة والأوهام، والتي تشمل سماع أصوات والتصرف بناءً على معتقدات خاطئة، وهو مختلف عن اضطراب الشخصية المتعددة. لا يملك الشخص المصاب بالفصام شخصيتين مختلفتين، لكنهم يملكون أفكارًا خاطئة أو فقدوا الاتصال بالواقع، أما اضطراب الشخصية المتعددة لا علاقة له بالفصام.

الخرافة الثانية: إن معظم المصابين بالفصام عنيفون وخطيرون على المجتمع

تصور الأفلام والبرامج التلفزيونية القاتل المتسلسل على أنه شخصية مصابة بانفصام الشخصية، وهذا ليس هو الحال في الحياة الواقعية.

على الرغم من أن المصابين بالفصام يمكن أن يتصرفوا بشكل غير متوقع في بعض الأحيان، إلا أن معظمهم ليسوا عنيفين، خاصة إذا كانوا يتلقون العلاج. في الواقع، إن الأشخاص المصابين بالفصام هم أكثر عرضة لأن يكونوا ضحايا للعنف. هم أيضًا أكثر عرضةً لإيذاء أنفسهم من باقي الناس، تعتبر معدلات الانتحار بين المصابين بالفصام مرتفعة نسبيًا. عندما يرتكب الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب النفسي أعمالًا عنيفة، فعادةً ما يكون لديهم حالة مرافقة أخرى، لأن الفصام وحده لا يجعلك عدوانيًا.

الخرافة الثالثة: التربية المنزلية السيئة هي السبب وراء حدوث الفصام

غالبًا ما يتم إلقاء اللوم على الأمهات على وجه الخصوص، لكن الحقيقة أن الفصام هو اضطراب نفسي متعدد الأسباب، منها الجينات والأحداث الحياتية الصادمة. إن الأخطاء التي ارتكبتها بصفتك أحد الوالدين لن تسبب لطفلك هذه الحالة.

الخرافة الرابعة: إذا كان أحد الوالدين مصابًا بالفصام، فسوف يصاب به أبناؤه أيضًا

تلعب الجينات دورًا في حدوث انفصام الشخصية، لكن مجرد إصابة أحد الوالدين بهذا الاضطراب النفسي لا يعني أن أبناءه سيصابون به بشكل مؤكد. من المحتمل أن يكونوا معرضين لخطر أعلى قليلًا، لكن العلماء لا يعتقدون أن الجينات هي السبب الوحيد، هناك العديد من العوامل التي قد تلعب دورًا هامًا في الإصابة بالفصام، إذا كان أحد الوالدين مصابًا بالفصام، فإن خطر إصابة الأبناء بهذه الحالة يبلغ حوالي 10%.

الخرافة الخامسة: مرضى الفصام ليسوا أذكياء

وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية يعانون من مشاكل أكثر في اختبارات الانتباه والتعلم والذاكرة. لكن هذا لا يعني أنهم ليسوا أذكياء. فقد عانى العديد من المبدعين والأذكياء عبر التاريخ من مرض انفصام الشخصية مثل عالم الرياضيات الحائز على جائزة نوبل جون ناش.

الخرافة السادسة: إذا كنت مصابًا بالفصام، عليك الذهاب فورًا إلى مستشفى للأمراض النفسية

كان هناك وقت تم فيه إرسال الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية إلى المصحات أو حتى السجون. ولكن الآن بعد أن عرف العلماء المزيد عن الفصام، فإن عددًا أقل من الناس بحاجة إلى أن يوضعوا في مرافق طويلة الأمد للصحة النفسية.

يعتمد مستوى الرعاية التي يحتاجها مرضى الفصام على مدى شدة الأعراض لديهم. يعيش معظم المصابين بالفصام بشكل مستقل مع العائلة أو في مساكن داعمة في المجتمع. من المهم أن يكونوا على اتصال وثيق بطبيبهم الخاص في جميع مراحل العلاج.

الخرافة السابعة: لا يمكنك الحصول على وظيفة إذا كنت مصابًا بالفصام

يمكن أن يخلق الفصام صعوبات في الحصول على وظيفة والذهاب إلى العمل كل يوم، ولكن يتمكن العديد من الأشخاص مع العلاج المناسب العثور على الوظيفة التي تناسب مهاراتهم وقدراتهم.

الخرافة الثامنة: يعيق الفصام أداء النشاطات اليومية

يمكن أن يخلق الفصام صعوبات في القيام بالنشاطات اليومية، مثل ارتداء الملابس والاستحمام، ولكن مع العلاج المناسب يمكن للمريض أداء معظم أعماله بنفسه.

الخرافة العاشرة: يترافق الفصام مع انفصال تام عن الواقع

تظهر أعراض الفصام عادة وبشكل تدريجي، ويمكن أن تكون أهم الأعراض المبكرة: قلة اهتمام بالنشاطات الاجتماعية، وانسحاب من الحياة اليومية، ويمكن أن يعاني المريض من الأعراض الأخرى لاحقًا، مثل الأوهام والهلوسة.

الخرافة العاشرة: لا يمكن التعافي من الفصام أبدًا

علاج انفصام الشخصية صعب وطويل، لكنه ليس مستحيلًا. تساعد الأدوية المضادة للذهان على استقرار حالتك وتقليل مخاطر الأعراض المستقبلية. يعد العلاج الكلامي والعلاج السلوكي المعرفي من الأساليب المفيدة أيضًا التي يمكن أن تشرح للمريض كيفية التعامل مع التوتر بشكل أفضل والعيش بشكل جيد. يمكن أن يتعافى حوالي 25% من المصابين بالفصام باستخدام الدواء والعلاج المناسبين، يشعر 50% آخرون ببعض التحسن في أعراضهم، ويمكن للعديد من الأشخاص المصابين بهذه الحالة أن يعيشوا حياة طبيعية ومنتجة.

Loading spinner
Share your love