تعد عملية تجميل الأنف من بين أشيع خمس عمليات تجميل تجرى حول العالم، وهي شائعة جدًا في المنطقة العربية مقارنةً بأوروبا والولايات المتحدة. في البداية يجب تحديد الهدف المرجو من عملية تجميل الأنف سواء كان وظيفيًا أو تجميليًا، إذ تهدف أغلب عمليات تجميل الأنف لتصحيح العيوب الشكلية والوظيفية وجعل شكل الأنف جميلًا وجذابًا وحجمه متناسبًا مع بقية مقاسات وملامح الوجه، أما الهدف الوظيفي فيكون باستعادة الوظيفة التنفسية والشمية الطبيعية للأنف. بشكل عام، في عمليات تجميل الأنف تكون الفرصة الأولى هي الفرصة الذهبية، أما في المحاولات اللاحقة تصبح الأمور أكثر تعقيدًا.
المحتويات
أهداف عملية تجميل الأنف
تجرى العملية لأسباب طبية وتجميلية متعددة، فهي تغيّر شكل الأنف وتحسن مظهره وتعالج أي تشوهات خلقية ومرضية موجودة، ومن أهم أسباب إجرائها:
- انحراف الوتيرة.
- ضخامة القرينات الأنفية.
- تباعد عظمي الأنف.
- كبر حجم الغضاريف الأنفية أو تباعدها.
- وجود حدبات عظمية زائدة.
- كبر حجم فتحتي الأنف.
- إصلاح شكل ذروة الأنف سواء برفعها أو خفضها.
- علاج مشكلة انقطاع التنفس في أثناء النوم.
- ترميم الأنف بعد تعرضه للحوادث والكسور والرضوض المختلفة، أو في حال إصابته بالأورام الخبيثة.
- أسباب نفسية تتعلق بشكل الأنف وحجمه.
طريقة إجراء عملية تجميل الأنف
إن معرفة التشريح الطبيعي للأنف وما يحيط به من أنسجة وأربطة هي حجر الأساس في نجاح عملية تجميل الأنف، وعند إجراء العملية، هناك أبعاد وقياسات يجب على الجرَّاح السعي للوصول إليها، لأن تغييرها قد يؤدي إلى نتائج غير مُرضية.
من المهم تحضير المريض جيدًا قبل العملية الجراحية، ويشمل ذلك إجراء فحص سريري شامل وفحوصات دموية مخبرية كاملة، ومعرفة جميع السوابق الطبية والمرضية والدوائية والتحسسية والجراحية للمريض. إضافةً إلى التوقف عن التدخين وشرب الكحول قبل العملية لمدة كافية، وتعديل جرعة بعض الأدوية التي يتناولها المريض أو إيقافها. ولا ننسى أخذ صور متعددة للأنف قبل العملية من أجل مقارنة النتائج لاحقًا.
خطوات العمل الجراحي
يمكن إجراء عملية تجميل الأنف بطريقتين، إما بالطريقة المفتوحة أو المغلقة. لكل طريقة محاسنها ومساوئها، وطريقة إجرائها الخاصة:
أولًا: تجميل الأنف بالطريقة المفتوحة:
يتم إجراء هذه الطريقة من خلال شق جراحي معترض صغير عند قاعدة الأنف في أضيق منطقة من ذروة الأنف، ثم شق آخر أسفل الغضروف الجانبي السفلي. تجرى العملية تحت التخدير العام، ثم يتم إجراء التغييرات المطلوبة من ترميم وتغيير واستئصال، ثم إغلاق الشقوق الجراحية بقطب تجميلية مع محاولة إخفاء الندب، وقد تكون هناك حاجة لوضع طعوم لإصلاح شكل الأنف، وتؤخذ هذه الطعوم من مناطق أخرى من الجسم، مثل: وتيرة الأنف، صيوان الأذن، الأضلاع، عظم الحرقفة.
تتميز هذه الطريقة بأن ساحة العمل الجراحي تكون واضحةً للجرَّاح، فيتمكن من رؤية أجزاء الأنف وهيكله بشكل كامل ومريح. لذلك، يفضل غالبًا إجراء هذه الطريقة عندما يكون العمل الجراحي صعبًا ومعقدًا أو في التشوهات الأنفية الكبيرة أو التالية للرضوض. من مساوئ هذه الطريقة أن العمل الجراحي فيها أطول، والندب الجراحية أوضح، والوذمة بعد العملية أشد.
ثانيًا: تجميل الأنف بالطريقة المغلقة:
وفيها تجرى الشقوق من داخل الأنف، ويتوفر لدى الجرَّاح فيها رؤية محدودة ووصول مباشر لبنية الأنف. يمكن إجراء هذه الطريقة تحت التخدير العام أو الموضعي، وبعد التخدير يتم إجراء التغييرات من إزالة وترميم واستئصال من داخل الأنف، ثم تغلق الشقوق الجراحية بقطب تجميلية، ولا تشاهد هنا أي ندبات متشكلة.
من محاسن هذه الطريقة أن زمن العمل الجراحي فيها قليل، والتأثيرات الجانبية من ألم وازرقاق ووذمة وندب قليلة أيضًا، أما مساوئها فهي صعوبة إجراء التغييرات المطلوبة من خلال الشقوق الجراحية الصغيرة من داخل الأنف بسبب الرؤية المحدودة لهيكل الأنف وبنيته. لذلك، تتطلب هذه الطريقة من الجرَّاح أن يكون خبيرًا ومتدربًا على نحو جيد.
العناية بعد العملية الجراحية وأهم التوصيات المطلوبة
لا تظهر نتائج العمل الجراحي إلا بعد مرور شهر إلى 6 أشهر أو سنة أحيانًا. لذلك من المهم العناية جيدًا بالأنف بعد العملية واتباع جميع توصيات الطبيب وإرشاداته. تكون العناية بشكل رئيسي باستخدام الدكات والضمادات (الجبائر) لمدة تختلف من مريض لآخر (حوالي أسبوع إلى أسبوعين)، وعدم استخدامها قد يعرِّض المريض لتشكل وذمات وتورمات شديدة ونزف. من أهم التوصيات بعد العملية:
- تجنب النوم على الوجه.
- تجنب النشاطات الرياضية الشديدة خلال الأيام القليلة الأولى بعد العملية.
- تجنب التعرض لأي رض أو اصطدام على الأنف.
- أخذ قسط كافٍ من النوم والراحة بعد العملية.
- تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب بدقة.
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، ويفضل وضع واقيات شمسية عند الخروج من المنزل وعدم ارتداء النظارات الشمسية.
- المحافظة على الضمادات والدكات التي يضعها الطبيب بما يتناسب مع شكل الأنف الجديد ووضعيته.
مخاطر واختلاطات عملية تجميل الأنف
مخاطر عملية تجميل الأنف نادرة بشكل عام، فهي عملية آمنة ومعدلات نجاحها مرتفعة. ولكن أي عمل جراحي قد يحدث خلاله وبعده بعض التأثيرات الجانبية والمخاطر البسيطة. نذكر منها ما يلي:
- مخاطر متعلقة بالتخدير المستخدم.
- تشكل الكدمات والوذمات.
- تشكل ورم دموي.
- تحسس جلد الأنف.
- ألم عند لمس الأنف.
- عدوى والتهاب.
- نقص تروية جلد الأنف وتموته.
- اضطراب الوظيفة التنفسية.
- انثقاب الحاجز الأنفي.
- تغير وتبدل في ذروة الأنف.
- تشكل ندبات غير مناسبة.
- فشل العملية والحاجة لإجرائها مرة أخرى.
طرق تجميل الأنف غير الجراحية
يمكن أن يلجأ الأطباء لعدد من الإجراءات غير الجراحية لتجميل الأنف، ويعود القرار بذلك للطبيب والمريض بناءً على عوامل ومعايير مختلفة.
يتم اللجوء إلى الطرق غير الجراحية عادةً عند الرغبة بتغيير شكل الأنف وليس حجمه، وهي تجرى عادةً باستخدام حشوات قابلة للحقن، مثل استخدام الفيلر لتصحيح شكل الأنف المعوج أو المعقوف. تجرى هذه الطرق خلال دقائق، ونتائجها فورية ولكنها مؤقتة عادة (9 – 12 شهرًا)، ويمكن للمريض العودة إلى منزله مباشرةً بعد الانتهاء منها، ومتابعة نشاطاته المعتادة.