تنشأ الحصيات الكلوية نتيجة تراكم الترسبات والبلورات المعدنية والملحية، قد تتشكل الحصيات في حويضة الكلية أو الحالب أو المثانة أو الإحليل. تلعب عوامل متعددة مثل نوع الغذاء ووزن الجسم وبعض الحالات الطبية والأدوية والمكملات الغذائية دورًا في تشكيل الحصيات الكلوية. تسبب الحصيات الكلوية ألمًا شديدًا عند مرورها في السبيل البولي، لكنها لا تسبب أذية طويلة الأمد عند تشخيصها بشكل مبكر. تعالج الحصيات صغيرة الحجم بشرب كمية وافرة من الماء مع تناول بعض المسكنات حتى تخرج مع البول، بينما تستخدم طرق أخرى مثل التفتيت بالأمواج الصادمة والتنظير والجراحة لعلاج الحصيات كبيرة الحجم. يعتبر التفتيت باستخدام الليزر من العلاج الحديث للحصيات الكلوية التي أثبتت خلال سنوات قليلة فعاليتها وأمانها مقارنة بالطرق الأخرى.
المحتويات
مبادئ تفتيت الحصيات الكلوية باستخدام الليزر
تجرى عملية تفتيت الحصيات الكلوية باستخدام الليزر Laser Lithotripsy من دون إحداث أي شق جراحي، ويفضل إجراؤها باستخدام التخدير العام. يستخدم الطبيب في هذه العملية منظار الحالب لفحص السبيل البولي السفلي، وتحديد مكان الحصية، ويدخل الليزر عبره لتفتيتها. يدخل منظار الحالب إلى السبيل البولي السفلي عبر فوهة الإحليل وصولًا إلى الحالب والكلية، وعندما يحدد الطبيب موقع الحصية، يفتت الحصيات الكلوية إلى قطع صغيرة عن طريق أشعة الليزر التي تُطلقها ألياف الليزر، وبعده يتم سحب هذه القطعة عن طريق سلة صغيرة خاصة، أما البقايا الناعمة الرملية فتخرج لوحدها مع تيار البول. يضع الطبيب بعد انتهاء التفتيت دعامة بلاستيكية صغيرة Stent تحافظ على بقاء الحالب مفتوحًا، وتساعد على مرور تيار البول، وإخراج فتات الحصيات المتبقية، وتُزال الدعامة بعد عدة أيام أو أسابيع من العملية.
اختلاطات تفتيت الحصيات الكلوية باستخدام الليزر
تعتبر عملية تفتيت الحصيات الكلوية باستخدام الليزر آمنة عمومًا، ومن أشيع الاختلاطات التي قد تحدث أثناء أو بعد العملية:
ألم بسبب الدعامة:
يعاني نحو 50% من المرضى الذين خضعوا لتفتيت الحصيات الكلوية باستخدام الليزر من ألم بعد العملية بسبب الدعامة التي تُركب في الحالب، ويعتبر الألم بسبب الدعامة أشيع اختلاطات تفتيت الحصيات الكلوية حدوثًا. إن الدعامة عبارة عن أنبوب بلاستيكي طري، يسمح للبول بالمرور من الكلية إلى المثانة بغض النظر عن وجود الوذمة أو الانسداد في الحالب نتيجة العملية. يسبب تحرك الدعامة من مكانها، واحتكاكها بالسطح الداخلي للحالب بالقرب من المثانة إحساس المريض بالحاجة الدائمة إلى التبول، وفي الحالات الأشد، قد يعود البول من المثانة إلى الكلية في أثناء التبول فيشعر المريض بإحساس حارق ومزعج في الكلية قد يتطور إلى ألم شديد.
بقاء فتات الحصيات الكلوية:
يستمر وجود فتات الحصيات الكلوية في الكلية أو الحالب عند نحو 40% من حالات تفتيت الحصيات باستخدام الليزر، ويعتمد حجم الفتات ومدة بقائه على نوع الحصية، وحجمها الأصلي قبل التفتيت، وموقعها. يشاهد فتات الحصية عند التصوير الشعاعي التالي للعملية، ويحدد الطبيب حجمه وموقعه حتى يعتمد الوسيلة الأفضل لإزالته.
أذيات ورضوض الحالب:
تعد أذية الحالب من أكثر اختلاطات عملية تفتيت الحالب شيوعًا. تتنوع شدة أذية الحالب بين الانثقاب الكامل (الذي يحدث في 0.1 – 0.7% من الحالات)، والانثقاب الجزئي (الذي يحدث في 1.6% من الحالات)، أو الجرح السطحي للطبقة المخاطية المبطنة للحالب (الذي يحدث في 5% من الحالات). تشفى جميع هذه الأذيات بغض النظر عن نوعها في كل الحالات عند وضع دعامة للحالب في مكان الأذية لمدة 2 – 4 أسابيع.
الالتصاقات الحالبية:
تعد الالتصاقات الحالبية (نسيج ليفي ندبي ينمو داخل الحالب) والانفصال الحالبي (حيث ينقطع اتصال الحالب كاملًا مع الكلية) أكثر اختلاطات تفتيت الحصيات الكلوية باستخدام الليزر خطورة، لكنه نادر جدًا، حيث يبلغ احتمال حدوث الالتصاقات الحالبية 0.05%.
البيلة الدموية والعدوى:
تحدث البيلة الدموية والعدوى في 5% من حالات تفتيت الحصيات البولية باستخدام الليزر، ولكن معظم هذه الحالات تكون بسيطة ومحددة لذاتها وتعالج بشرب الماء، والراحة، وتناول المضادات الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب.
تجدر الإشارة إلى أن التدخين، والإفراط في شرب الكحول، والإصابة بالأمراض المزمنة مثل داء السكري تزيد من خطر حدوث هذه الاختلاطات.
استطبابات تفتيت الحصيات بالليزر
يُفضل استخدام تقنية تفتيت الحصيات بالليزر عند المرضى الذين يعالجون بالمميعات الدموية، والنساء الحوامل، والمرضى الذين يعانون من البدانة المفرطة، والأشخاص الذين يعملون في مجال الطيران. بينما لا يستطب تفتيت الحصيات بالليزر عندما تكون الحصية أكبر من 2 سم، أو عندما يملك المريض تاريخًا من انسداد السبيل البولي السفلي، أو عندما يكون المريض حساسًا للدعامات ولا يتحملها.
فوائد وإيجابيات تفتيت الحصيات بالليزر
يسمح تفتيت الحصيات باستخدام الليزر بإمكانية الوصول إلى الحصية في أي موقع من السبيل البولي، نتيجة المرونة التي يتمتع بها أنبوب تنظير الحالب. يتفوق تفتيت الحصيات بالليزر على تفتيتها بالأمواج فوق الصوتية بإمكانية رؤية الحصية مباشرة من خلال التنظير، وتفتيتها وإزالتها بسهولة، على العكس من تفتيت الحصيات بالأمواج فوق الصوتية، إذ تخرج فتات الحصيات تلقائيًا مع التبول بعد العملية، وهو الأمر الذي قد يكون مؤلمًا ومتعبًا، وقد يسبب انسدادًا في السبيل البولي، ولا تستطيع الأمواج الصوتية تفتيت جميع أنواع الحصيات خاصة تلك القاسية، على عكس التفتيت بالليزر الذي يحطم جميع أنواع الحصيات، هذا بالإضافة إلى قدرة التفتيت بالليزر على تحديد الحصيات التي لا تظهر على التصوير الشعاعي وتفتيتها. أما بالنسبة لاستخراج الحصيات عبر الجلد PCNL، فإن التفتيت بالليزر باستخدام التنظير يتميز بمروره عبر أجواف الجسم الطبيعية، وعدم حاجته لأي شق جراحي، وقدرة المريض على مغادرة المستشفى فورًا بعد العملية.