العلاج النفسي عن بعد: إيجابياته وسلبياته وفعاليته

ما هي مميزات وعيوب العلاج النفسي عن بعد؟

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الصحة النفسية في قائمة أولوياتنا، فمن الضروري جدًا الحفاظ عليها من أجل تحسين نوعية الحياة. عندما بدأت جائحة كوفيد-19 بالانتشار في وقت سابق منذ حوالي عامين، أصبحت الأمور معقدة بعض الشيء، إذ تم دون سابق إنذار إغلاق كل شيء و التحول إلى منصات الإنترنت عن بعد، بما في ذلك الاستشارات الطبية والعلاج النفسي عن بعد. على الرغم من عدم حصولها على ثقة العملاء في البداية، إلا أن الاستشارات النفسية عن بعد أثبتت فعاليتها كوسيلة مفيدة للغاية. إذا ساءت صحتك النفسية لسبب من الأسباب، وكنت غير قادر على زيارة الطبيب المختص في العيادة، فلا داعي للقلق بعد الآن إذ يجب التفكير بشكل جدي في العلاج النفسي عن بعد كأحد الحلول الفعالة للمساعدة في إعادة المريض إلى المسار الصحيح.

ما مدى فعالية العلاج النفسي عن بعد؟

يعتبر العلاج النفسي عن بعد أكثر ملاءمة للعملاء. ليس من السهل الحصول على موعد مناسب للمشورة الطبية، خاصة عندما يكون كل شخص مرتبطًا بعمله. أما بفضل هذه الخيارات المتاحة عبر الإنترنت، يمكن الحصول على جلسة العلاج في المنزل بكل أريحية.

باختصار، يمكن إجراء العلاج النفسي عن بعد حسب شروط ورغبات العميل. مع سهولة الوصول إلى الاستشارة الطبية أكثر من أي وقت مضى، أصبح من السهل أيضًا القيام بذلك وفقًا لشروطك. حيث يمكنك تحديد المواعيد بسهولة، والقيام بها في منزلك. عندما تطلب المشورة، فإنك تفعل ذلك للحصول على المساعدة لتحسين صحتك النفسية. يجب أن تكون العملية بأكملها مخصصة وفقًا لشروطك وأن تحدد على جدولك الزمني، ويحقق العلاج عن بعد كل هذه المزايا. من إمكانية الوصول إلى القدرة على تحمل التكاليف، حيث فتحت التكنولوجيا حقبة جديدة لتقديم المشورة الطبية سيستمر الناس في الاستفادة منها، حتى عندما تنتهي جائحة كوفيد-19.

ما هي إيجابيات العلاج النفسي عن بعد؟

يعتبر العلاج النفسي عن بعد متاحًا للجميع. لم تكن العناية بالصحة النفسية متوفرة بسهولة دائمًا. كافح الكثير من الناس للحصول على الرعاية الصحية في الماضي، ما أدى إلى تجنب المشكلة تمامًا.

من الممكن أن لا يتوافر أطباء نفسيون مؤهلون ضمن مكان الإقامة، خاصة بحالات المناطق الريفية البعيدة عن المدن، أو قد يكون السبب وجود ظروف معينة تمنع من الوصول بسهولة إلى المركز المختص، مثل المرض وصعوبة الحركة.

مهما كانت الحالة، يمكن القيام بالعلاج النفسي عبر الإنترنت بشكل غير محدود، بفضل التكنولوجيا حاليًا لا تحتاج إلى أن تكون في نفس الغرفة أو المكان مع مستشارك الخاص للحصول على نفس الرعاية والعلاج. والذين يعيشون في المناطق الريفية لديهم خيارات أكثر لأنهم لم يعودوا مقيدين بظروف المسافة وصعوبات التنقل. تقدم منصات العلاج النفسي عبر الإنترنت إمكانية تقديم المشورة في مجال الصحة النفسية من قبل المختصين وتجعلها أكثر سهولة.

تلغي استشارات الصحة النفسية عبر الإنترنت الحاجة إلى السفر لحضور الجلسات وجهًا لوجه، وهي ميزة كبيرة للكثيرين. من الأسهل بكثير أن تتناسب جلسة الاستشارة مع مواعيد كل شخص بحيث لا يضطر إلى القلق بشأن الوصول إلى العيادة على الموعد.

يعتبر العلاج النفسي عن بعد أقل تكلفةً. فلقد تجنب الكثير من الناس في الماضي العلاج النفسي بسبب التكلفة المرتفعة. لكن لحسن الحظ، أصبحت العديد من خيارات العلاج عبر الإنترنت في متناول الجميع أكثر من أي وقت مضى. ويغطي معظم مزودي التأمين تكاليف الاستشارة عن بعد بسبب الجائحة. لم يكن من السهل دائمًا الوصول إلى الرعاية بالصحة النفسية، والقدرة على تحمل التكاليف. وبفضل العلاج عن بعد، أصبحت الاستشارة الطبية التخصصية في متناول الجميع.

يعتبر العلاج النفسي عن بعد مريحًا أكثر. من الممكن أن تكون الاستشارة في العيادة مخيفة للشخص، وربما تم تجنبها في الماضي لرفض فكرة الإحساس بالضعف في مكان غير مألوف، إذا كنت لا تحب قيود العلاج النفسي التقليدي، فقد تستفيد من الراحة التي تقدمها الاستشارة عبر الإنترنت.

يمكن الحصول على الجلسة بالمكان الذي يشعر فيه العميل براحة أكبر، سواء كان في مكتبه أو في غرفة نومه. يمكن أن يكون الابتعاد عن المنزل لبعض الأشخاص أمرًا منهكًا بدرجة كافية، لذا فإن الاستشارة عبر الإنترنت تساعد كثيرًا في تخفيف هذا القلق.

ما هي سلبيات العلاج النفسي عن بعد؟

يمكن أن يكون العلاج عبر الإنترنت مفيدًا جدًا للأشخاص في مواقف وظروف معينة، إلا أنه لا يأتي بدون بعض المخاطر والعيوب بالمقارنة مع خيارات العلاج النفسي التقليدية.

قد لا تغطي شركات التأمين العلاج عن بعد، ويمكن أن تعتمد التغطية التأمينية للعلاج عبر الإنترنت على الدولة التي يعيش فيها كل شخص والتأمين الذي لديه. لا تغطي بعض بوالص التأمين العلاج عبر الإنترنت ولا يقبل بعض المتخصصين في الصحة النفسية عبر الإنترنت بالتأمين كممول للدفع.

القلق بخصوص السرية والخصوصية لا يزال أمرًا مهمًا. يعد الحفاظ على خصوصية معلوماتك الشخصية مصدر قلق كبير في العلاج النفسي عن بعد، نظرًا لأن المعلومات يتم نقلها عبر الإنترنت، فإن تسريبات الخصوصية والاختراق أكثر إثارة للقلق.

عدم الاستجابة في بعض الحالات الخطرة. نظرًا لأن المعالجين عبر الإنترنت بعيدون عن العميل، فقد يكون من الصعب عليهم الاستجابة بسرعة وفعالية في حال حدوث أزمة ما للشخص.

إذا كان العميل يعاني من أفكار انتحارية أو عانى من مأساة شخصية، فقد يكون من الصعب أو حتى من المستحيل على الطبيب المعالج تقديم المساعدة مباشرة.

غير مناسب للاضطرابات النفسية الخطيرة. يمكن أن يكون العلاج عن بعد مفيدًا في مجموعة متنوعة من المواقف، ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج وثيق ومباشر أو تداخل علاجي شخصي.

يتجاهل العلاج النفسي عن بعد لغة الجسد. في حال استخدام العلاج القائم على التواصل بالكتابة، لا يستطيع الطبيب المعالج رؤية تعابير الوجه أو الإشارات الصوتية أو لغة الجسد. غالبًا ما تكون هذه الإشارات معبرة تمامًا وتعطي المعالج صورة أوضح للمشاعر والأفكار والمزاج.

يمكن أن يكون العلاج النفسي عن بعد طريقة فعالة ومريحة للحفاظ على الصحة النفسية. لكن هذا لا يعني أنه مناسب للجميع. فهو يعتمد على الحالة وشدة الأعراض بشكل كبير.

إذا كنت مهتمًا بتجربة العلاج النفسي عبر الإنترنت، فابحث عن خياراتك المتاحة قبل اختيار الخدمة الملائمة. اجمع الآراء ولا تخف من طرح الأسئلة. قد يستغرق العثور على المعالج المناسب عبر الإنترنت بعض الوقت، لكن الأمر يستحق الجهد المبذول.

Loading spinner
Share your love