ارتفعت نسب الاضطرابات النفسية بشكل ملحوظ، وخاصةً في وقتنا الحالي، نتيجة الظروف السيئة والصغوط التي يعاني منها العالم، لذا يجب أن تبقى الصحة النفسية والعقلية أولوية لدى لكل شخص.

عند إصابتك بمرض عضوي معيّن، سيكون من السهل التوجه إلى طبيب مختص و شرح حالتك لتلقي العلاج المناسب، بينما سيكون الأمر مختلفًا عند معاناتك من اضطراب نفسي معين، إذ ستجد بعض الصعوبات، خاصة في تجربتك الأولى.

المحتويات

7 نصائح قبل البدء في العلاج النفسي

سننوّه في هذا المقال، إلى أهم النصائح والإرشادات التي ستساعدك في اختيار العلاج النفسي الملائم، و الحصول على أكبر قدر ممكن من الفائدة، أهم هذه النصائح:

أجر بحثًا كاملًا وموسعًا حتى تجد الطبيب أو المعالج النفسي الذي يلبي احتياجاتك

استعن بمحركات البحث الموجودة، واستخدم قواعد البيانات الإلكترونية التي توسع خياراتك، وتخرجك من محدودية موقعك الجغرافي ومحيطك الاجتماعي. توجد العديد من المواقع التي تشمل أسماء أطباء ومعالجين نفسيين، يذكر فيها أهم المعلومات مثل: التخصص والخبرة وغيرها. كما يمكنك أيضًا أن تستعين بعائلتك و أصدقائك أو حتى زملاء العمل، من خلال هذه الطريقة قد تجد طبيبك المناسب من مصادر موثوقة.

ابحث عن الصفات التي تفضل وجودها في طبيبك أو معالجك النفسي

يشكل الأمان والشعور بالراحة العامل الأساسي في نجاح العلاج النفسي، وخاصة عند الأشخاص الذين يخضعون لتعنيف معين مثل: الأشخاص الذين يعانون العنصرية ضد اللون أو الجنس، لذلك يمكنك البحث قبل البدء بالعلاج النفسي عن طبيب نفسي يتفهم شخصيتك، فعلى سبيل المثال: سيشعرك طبيبك بالراحة والأمان عند تفهمك حساسيتك تجاه بعض الأمور مثل: العنصرية أو العنف الجسدي، وهذا بدوره يوفر لك أفضل علاج.

كما ينوّه بعض الباحثين إلى أهمية التعامل مع معالج نفسي يشاركك ثقافتك واهتماماتك، مع فهمه الجيد للخلفية الثقافية التي نشأت ضمنها، ومن هنا تكمن أهمية البحث عبر الإنترنت، الذي يسهل إيجاد الطبيب النفسي الملائم.

كما يجب ذكر الأمراض المزمنة في حال وجودها عند المريض، مع الحرص على اختيار الطبيب النفسي الذي يملك خبرة جيدة في التعامل مع هذه الأمراض. ^[1]

حدّد الهدف الذي ترغب في تحقيقه بعد إتمام علاجك النفسي

ستخضع لجلسة أولية قبل البدء بالعلاج النفسي، تُطرح فيها الأسئلة من قبل طبيبك لتحديد الأسباب التي دفعتك لتلقي العلاج. لذلك، ننصحك بتدوين الملاحظات التي ترغب في الحديث عنها، والأهداف التي تأمل تحقيقها من خلال علاجك النفسي، فقد يتحدث البعض عن رغبته في تحقيق تغيير معيّن سواء في سلوكه أو بعض الأعراض التي يعاني منها مثل القلق أو الاكتئاب.

تعد هذه المعلومات وغيرها من الأسس الهامة في نجاح العلاج النفسي، والتي يحرص كل طبيب على معرفتها، وهذا ما يوضح أهمية تسجيل كل الأفكار والأمور التي يريد الشخص مشاركتها قبل البدء بالعلاج.

لا تتجاهل الأمور المادية وخذها بعين الاعتبار

لا تتجاهل الأمور المادية المتعلقة بجلسات العلاج النفسي، إذ يخلصك تدبير هذه الناحية في التخلص من القلق حول تكاليف العلاج، ما يساعد على تركيزك في العلاج و تحقيق فائدة أكبر في ذلك.

تعامل مع جلسة العلاج على أنها لقاء متبادل بين طرفين

قد تستمر جلستك في معظم الحالات لمدة ساعة، تتلقى فيها بعض الأسئلة من قبل طبيبك النفسي، للتعرف على احتياجاتك وتوقعاتك من العلاج.

بالرغم من ذلك، سيمنحك الطبيب فرصة طرح الأسئلة التي قد تراودك، فيمكنك مثلًا أن تسأل عن تخصص طبيبك وخبرته في المجال، إضافة إلى نظرته للعلاج وتوقعاته المستقبلية بعد انتهائه. يمكنك تدوين ذلك على ورقة قبل البدء بالجلسة، واحرص على ذكر أهم النقاط التي تثير تساؤلاتك؛ لأنها ستساعد طبيبك في توجيه العلاج.

من الضروري أيضًا أن تحصل على استفسارات لكل ما يتعذر عليك فهمه خلال الجلسة، لذا لا تتردد في طرح الأسئلة؛ لأنها الطريقة الوحيدة في توطيد العلاقة مع طبيبك وجعل العلاج النفسي أكثر فعالية.

اقرأ أيضًا: ما هي التغذية العلاجية؟

يجب أن تدرك ضرورة تنفيذ بعض التعديلات والتغييرات في سلوكك، لتحصل في نهاية العلاج على أفضل النتائج

لا تتسرع في الحكم على طبيبك النفسي من الجلسة الأولى، فمن الأفضل أن تأخذ وقتًا كافيًا لاتخاذ قرارك، على الأقل بعد ثلاث جلسات، وذلك كون الجلسة الأولى بالنسبة لغالبية المرضى لن تكون مريحة. يمكنك مغادرة الجلسة عند إحساسك بالانزعاج وعدم الارتياح، والبحث عن معالج آخر، سيتفهم طبيبك ذلك بكل تأكيد.

تأكد أنك مستعد للعلاج النفسي

ازدادت حاليًا إمكانيات العلاج النفسي عن بعد، وخاصة بعد ما شهده العالم في جائحة COVID-19، وقد ساعد كل شخص غير قادر على تلقي العلاج النفسي في مراكز متخصصة، إذ سمح له بالحصول على فرصة مناسبة للبدء بالعلاج.

عليك أن تحرص على توفير جو ملائم للبدء بالجلسة، ويفضل أن تكون في مكان هادئ وخاص دون وجود شخص آخر في الغرفة؛ لأن ذلك قد يسبب الإحراج و التردد في طرح بعض الأمور التي ترغب بالحديث عنها، كما يجب أن تحرص على الحصول على مكالمة جيدة تقنيًا، لأن الأعطال التقنية المتكررة ستكون مزعجة للطرفين وقد يؤثر ذلك على المحادثة كاملة.

من الضروري أن تتعامل مع طبيبك النفسي بوضوح وشفافية تامة، وأن يكون طبيبك النفسي مصدر راحة وأمان بالنسبة لك، فلا تتردد في مشاركته أفكارك وتساؤلاتك؛ لأن ذلك سيساعدك في تحقيق أفضل علاج. ^[2]

صحتك النفسية هي حجر الأساس الذي تقوم عليه حياتك وحياة المحيطين بك، لذا عليك ألا تتردد في طلب المساعدة والبدء بالعلاج سواء بزيارتك عيادة الطبيب النفسي، أو بالحصول على المساعدة التي تحتاجها عبر تطبيق كيورا. انضم الآن إلى برنامج علاج الشخصية الحساسة لعلاج بعض المشاكل التي تواجهك يوميًا وتقف في طريق تقدمك.