تتوضع غدة البروستات عند الرجال أسفل المثانة محيطةً بالإحليل، وتتمثل وظيفتها الرئيسية بإنتاج وإفراز قسم كبير من السائل المنوي. يمكن أن تصاب البروستاتا بالعديد من الأمراض من أهمها سرطان البروستات. يعتبر سرطان البروستات أشيع الأورام الخبيثة التي تصيب الرجال، وتظهر الإحصائيات أنه يصيب واحدًا من بين كل 7 رجال، ويسبب 10% من الوفيات المرتبطة بالسرطان عند الرجال. لحسن الحظ تتميز أغلب حالات سرطان البروستات بأنها بطيئة النمو ولا تنتشر لأعضاء أخرى في الجسم.
المحتويات
أعراض وعلامات سرطان البروستات
تكون أغلب حالات سرطان البروستات غير عرضية، ولا تظهر أعراضه عادةً حتى يصل الورم إلى حجم كافٍ للتأثير على المثانة والإحليل. وفي هذه الحالة قد تظهر العديد من الأعراض، من أهمها:
- صعوبة وألم أثناء التبول.
- تعدد بيلات خاصة في الليل.
- ضعف في تدفق البول.
- ظهور دم مع البول أو السائل المنوي.
- ألم في الظهر أو الورك أو الحوض.
- تقطع في رشق البول خلال عملية التبول.
- الشعور بعدم تفريغ المثانة بشكل كامل.
لا يجب تجاهل هذه الأعراض، ولكن وجودها لا يعني حتمية الإصابة بسرطان البروستات، بل يمكن أن تكون بسبب أمراض أخرى كضخامة البروستات الحميدة، وتضيق الإحليل، والتهاب المثانة. أما في المراحل المتقدمة من سرطان البروستات فيعتمد ظهور الأعراض على حجم الورم ومدى انتشاره في الأعضاء المجاورة، بالإضافة لما سبق يمكن أن يعاني المصابون بسرطان بروستات متقدم من الأعراض التالية:
- ألم في العظام وأسفل الظهر.
- نقص وزن غير مفسر.
- تعب ووهن دائم.
الأسباب والعوامل المؤهبة للإصابة بسرطان البروستات
لا يزال السبب الرئيسي لحدوث سرطان البروستات غير معروف بدقة. يتطور سرطان البروستات عند حدوث تغييرات محددة في الخلايا الغدية للبروستات، وتوجد بعض العوامل المؤهبة التي تزيد من خطورة الإصابة بسرطان البروستات، ومن أهمها:
- العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستات لدى الذكور مع التقدم بالعمر، وخاصة عندما يتجاوز عمر الرجل 50 عامًا، ويعد من الأمراض النادرة قبل عمر 45 عامًا.
- العرق: يعد سرطان البروستات أشيع عند الأشخاص من العرق الأسود، ويمتلك الآسيويون خطرًا أقل من العرق الأسود والأبيض للإصابة بسرطان البروستات.
- التاريخ العائلي: يزداد خطر إصابة الفرد بسرطان البروستات في حال كان أحد الأقرباء من الدرجة الأولى مصابًا بسرطان البروستات.
- العوامل الوراثية: تزيد بعض المورثات من احتمال الإصابة بسرطان البروستات ومن أهمها: المورثتان BRCA1 و BRCA2، مع الإشارة إلى أن الطفرات في المورثتين السابقتين قد تزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض والقولون.
- نوع الغذاء: تشير بعض الدراسات إلى أن الحميات الغذائية مرتفعة الدهون قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات.
كما توجد بعض العوامل المؤهبة الأخرى، لكن ارتباطها بسرطان البروستات غير مؤكد بدقة حتى الآن، ومن أهمها:
- البدانة.
- التدخين.
- تناول المشروبات الكحولية.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية.
- التهاب البروستات المزمن.
- الأمراض المنتقلة بالجنس.
التشخيص
في حال كان المريض يعاني المريض من أعراض قد تشير إلى سرطان البروستات، يقوم الطبيب بالعديد من الإجراءات التشخيصية التي تشمل القصة المرضية والفحص السريري والعديد من الفحوصات المخبرية مثل: المستضد البروستاتي النوعي PSA، وفحص البول، والمس الشرجي للبروستات للبحث عن أي تغيرات بنيوية أو تشوهات في بنية البروستات.
في حال شك الطبيب بوجود سرطان فقد يقوم بإجراء اختبارات إضافية مثل:
- اختبار جين PCA3: يتم في هذا الاختبار البحث عن الجين PCA3 في عينة من بول المريض.
- تصوير بالأمواج فوق الصوتية: عبر المستقيم.
- الخزعة: يقوم الطبيب بأخذ عينة نسيجية للفحص تحت المجهر، يمكن تأكيد وجود سرطان البروستات ونوعه عبر إجراء الخزعة.
مراحل سرطان البروستات ودرجاته
يساعد تصنيف سرطان البروستات ومعرفة مرحلته في تحديد إنذار المرض واختيار العلاج المناسب. يعد تصنيف سرطان البروستات معقدًا ويعتمد على العديد من العوامل، عادةً كلما كان رقم المرحلة أصغر كان انتشار السرطان أقل، يتضمن التصنيف المراحل التالية:
- المرحلة الأولى: يتوضع السرطان فقط ضمن غدة البروستات.
- المرحلة الثانية: لم ينتشر السرطان خارج البروستات بعد، ولكن ستكون مستويات مستضد البروستات النوعي PSA مرتفعةً عند المريض.
- المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان إلى الأنسجة والأعضاء المجاورة.
- المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان إلى الأنسجة والأعضاء البعيدة.
العلاج
يعتمد العلاج على درجة السرطان بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل مقياس غليسون (يحدد مرحلة وسرعة تطور سرطان البروستات، فهو مقياس لمدى سرعة نمو الخلايا السرطانية ومدى انتشارها) ومستويات مستضد البروستات النوعي PSA.
علاج المرحلة المبكرة من سرطان البروستات: في حال كان السرطان صغير الحجم ومحدودًا ضمن غدة البروستات، قد يقترح الطبيب الحلول التالية:
- المراقبة الفعالة للمريض: عبر التحقق من مستويات مستضد البروستات النوعي PSA بشكل دوري، لأن سرطان البروستات ينمو ببطء والخطر الناجم عن الأعراض الجانبية للعلاج قد يفوق الحاجة للعلاج.
- الجراحة: قد يقوم الجراح بإجراء استئصال بروستات جذري لإزالة الورم، بالإضافة إلى استئصال البروستات، وقد تتضمن العملية أيضًا إزالة النسيج المحيط بالبروستات والأوعية المنوية والعقد اللمفاوية القريبة.
- العلاج الشعاعي: حيث يتم استخدام الأشعة للقضاء على الخلايا السرطانية أو كبح نموها وتتضمن الخيارات العلاجية الشعاعية: العلاج الشعاعي الخارجي: تستخدم هذه التقنية آلة خارج الجسم لإرسال الأشعة نحو الخلايا السرطانية. أو العلاج الشعاعي الداخلي: تستخدم هذه الطريقة بذور نشيطة شعاعيًا يقوم الطبيب بزراعتها بالقرب من البروستات بمساعدة التصوير بالأمواج فوق الصوتية أو التصوير بالطبقي المحوري.
- علاج سرطان البروستات المتقدم: مع نمو السرطان يمكن أن ينتشر في مختلف أنحاء الجسم وبالتالي تختلف الخيارات العلاجية، ومن أهمها:
- العلاج الكيميائي: يتضمن هذا الإجراء استخدام مواد كيميائية تساعد على إيقاف نمو الخلايا السرطانية، ولكنها خلال عملها قد تسبب آثار جانبية خطيرة وشديدة.
- العلاج الهرموني: إن خفض أو منع إفراز التستسترون والدايهدروتستسترون يوقف أو يؤخر نمو الخلايا السرطانية، يمكن القيام بذلك إما عبر استئصال الخصيتين أو تناول أدوية تلغي تأثير أو إفراز الهرمونات السابقة.
- العلاج المناعي: تستخدم هذه الطريق الجهاز المناعي الخاص بالمريض لمحاربة السرطان، يتم ذلك عبر استخدام مواد ينتجها الجسم أو يتم تصنيعها في المختبر للمساعدة على تعزيز أو استعادة دفاعات الجسم الطبيعية ضد السرطان.
- العلاج الموجه: يتم استخدام أدوية أو مواد تتعرف على الخلايا السرطانية وتعمل على القضاء عليها دون أن تؤثر على بقية أعضاء الجسم.
تجدر الإشارة إلى أنه ومع العلاج المناسب لسرطان البروستات تفوق معدلات النجاة من الورم 90%.