لا شك أن الحمل والولادة من الأحداث المهمة في حياة المرأة، ورغم أن معظم حالات الحمل لا يحدث خلالها أي مضاعفات، لكن أي مشكلة أو حالة صحية خلال الحمل يجب الانتباه لها بدقة والتعامل معها من قبل الطبيب المختص، لأن أمراض الحمل ومشاكله تؤثر على صحة الأم وجنينها، وقد تؤدي لاختلاطات خطيرة.
يمكن أن تتراوح مشاكل الحمل من مضاعفات خفيفة أو مزعجة فقط إلى أمراض خطيرة مهددة للحياة، وتشمل هذه المشاكل جميع الحالات الجسدية والنفسية التي تؤثر على صحة الأم وجنينها.
المحتويات
ما هي أهم المشاكل التي قد تعاني منها المرأة الحامل؟
يصعب أحيانًا على المرأة التمييز بين أعراض الحمل الطبيعية والأعراض المرتبطة بمشاكل الحمل، وعلى الرغم من أن العديد من المشاكل خفيفة ولا تترك آثار، لكن ينصح دائمًا بالكشف الدوري عند الطبيب إذا كان هناك أي مخاوف أثناء الحمل، إذ يمكن تدبير وعلاج معظم مضاعفات الحمل بالعلاج الفوري، وفيما يلي أبرز المضاعفات التي تواجهها النساء أثناء الحمل:
1 – ارتفاع الضغط
يمكن أن يؤدي ارتفاع الضغط الشرياني خلال الحمل إلى صعوبة وصول الدم إلى المشيمة، وهي العضو المسؤول عن توفير العناصر الغذائية والأكسجين للجنين، وبالتالي يمكن أن يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى إبطاء نمو الجنين وتعريض الأم لخطر الولادة المبكرة.
يسمى ارتفاع ضغط الدم الذي يحدث أثناء الحمل (ارتفاع ضغط الدم الحملي)، يحدث ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل عادةً خلال النصف الثاني من الحمل ويختفي بعد الولادة، ويجب على النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم قبل الحمل مراقبته والسيطرة عليه أثناء الحمل باستخدام الأدوية المناسبة وتحت إشراف الطبيب المختص.
2 – السكري الحملي
يحدث سكري الحمل عندما لا يستطيع جسم الحامل السيطرة على مستويات السكر في الدم، عادة ما يهضم الجسم الطعام الذي يحتوي على كربوهيدرات ويحوله إلى سكر يسمى الجلوكوز، والجلوكوز هو مصدر الطاقة الرئيسي للجسم، وبعد عملية الهضم ينتقل الجلوكوز إلى الدم لمنح الجسم الطاقة، لإدخال الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم يقوم البنكرياس بإنتاج هرمون يسمى الأنسولين.
أثناء الحمل، تؤدي التغيرات الهرمونية في جسم الحامل إلى عدم إنتاج ما يكفي من الأنسولين، أو عدم استجابة أنسجة الجسم بشكل كافٍ للأنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، وإصابة الحامل بالسكري الحملي.
لضبط سكري الحمل لابد من اتباع خطة علاج يحددها الطبيب المختص، لأن عدم السيطرة عليه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عديدة أهمها الولادة المبكرة، وزيادة وزن الجنين، قد يشمل العلاج الحمية الغذائية والعلاج الدوائي.
3 – الانسمام الحملي
الانسمام الحملي هو حالة مرضية تحدث بعد الأسابيع العشرين الأولى من الحمل، وتتميز بارتفاع ضغط الدم ومشاكل أخرى في الكلى عند المرأة الحامل، ومن أهم العوامل المؤهبة لها:
- الحمل الأول للمرأة.
- حدوث انسمام حملي سابق.
- ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وأمراض الكلى.
- عمر الحامل أكبر من 35 سنة.
- الحمل التوأمي.
- البدانة.
4 – الولادة المبكرة
الولادة المبكرة هي الولادة التي تحدث قبل مرور 37 أسبوعًا من الحمل، يتعرض أي رضيع يولد قبل تمام الحمل لخطر الإصابة بمشاكل صحية، وخاصة في الرئتين والدماغ؛ لأن هذه الأعضاء لا يكتمل نموها إلا في الأسابيع الأخيرة من الحمل (39 إلى 40 أسبوعًا).
يمكن استخدام البروجسترون، وهو هرمون يُنتَج بشكل طبيعي أثناء الحمل، للمساعدة في منع الولادة المبكرة لدى بعض النساء وذلك تحت إشراف طبيب مختص، إذ وجدت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في عام 2003 أن مكملات البروجسترون للنساء المعرضات لخطر الولادة المبكرة تقلل من احتمال حدوثها بمقدار الثلث.
5 – الإجهاض
الإجهاض هو فقدان الحمل خلال أول 20 أسبوعًا، ووفقًا للجمعية الأمريكية لأطباء التوليد، فإن ما يصل إلى 20 في المائة من حالات الحمل بين النساء الأصحاء تنتهي بالإجهاض، وفي كثير من الأحيان يكون السبب غير معروف، لكن المشكلات التالية قد تسبب الإجهاض أو تؤهب له:
- عيب أو خلل في المشيمة.
- أمراض صحية مزمنة عند الأم.
- الالتهابات.
6 – فقر دم
إذا كانت المرأة الحامل تعاني من فقر الدم، فقد تشعر بالتعب والضعف أكثر من المعتاد. فقر الدم له أسباب عديدة، ولكن يمكن حل المشكلة بتناول مكملات الحديد وحمض الفوليك أثناء الحمل وذلك تحت إشراف الطبيب المختص.
7 – العدوى
تؤدي العدوى مثل العدوى البكتيرية والفيروسية والطفيلية إلى مشاكل عديدة أثناء الحمل، وقد تؤثر هذه المشاكل على الأم والطفل، ومن الضروري علاجها بأسرع وقت.
ومن أهم الأمثلة على الالتهابات:
- التهاب المسالك البولية.
- التهاب المهبل الجرثومي.
- التهاب الكبد B، والذي يمكن أن ينتقل إلى الطفل أثناء الولادة.
- الإنفلونزا.
8 – القلق والاكتئاب
أظهرت الدراسات أن 13% من النساء الحوامل أبلغن عن أعراض اكتئاب وتوتر أثناء الحمل، ويحدث بشكل متزامن مع الاكتئاب بنسبة تصل إلى 43% ما يجعل الاكتئاب والقلق المرتبطين بالحمل من بين أكثر مضاعفات الحمل شيوعًا. في بعض الأحيان يمكن أن يكون لهذه الحالات آثار ضارة على صحة الأم وطفلها، لكنَّ الخبر السار أن هناك العديد من أنواع العلاج الفعالة التي تساعد الحامل على التخلص منها وتخفيف تأثيراتها.
إن الحالات السابقة هي أبرز مشاكل الحمل التي قد تتعرض لها المرأة الحامل، ولكن مع المراجعة الدورية والكشف المبكر عند الطبيب والالتزام بالإرشادات الطبية يمكن تجاوز أغلبها دون أن ينتج عنها أي آثار خطيرة سواء على الأم أو جنينها.