الولادة المبكرة: أسبابها، مخاطرها، وطرق الوقاية منها

ما هي الولادة المبكرة؟ وما أسبابها؟

الولادة المبكرة شائعة جدًا، إذ تقدر إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن نحو 11.4% من الحمول تنتهي بالولادة المبكرة (أي ما يقارب 15 مليون طفل). وتسبب مضاعفات الولادة المبكرة 20% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة، وتبلغ هذه النسبة 22% في المملكة العربية السعودية.

ما هي الولادة المبكرة؟

يبلغ العمر الطبيعي للحمل نحو 40 أسبوعًا، لكن ولادة الطفل قبل تمام الأسبوع 37 يسمى ولادة مبكرة، ويدعى الطفل حينها (خديج)، إذ تعد الأسابيع الأخيرة من الحمل مهمة لاكتساب الجنين وزنًا طبيعيًا وحدوث التطور التام لأعضائه كالدماغ والرئتين. يعاني الخدج من مشاكل صحية إضافية قد تكون بعضها طويلة الأمد مثل صعوبات التعلم أو إعاقات جسدية أو اضطرابات في الجهاز العصبي، وقد كانت الولادة المبكرة سببًا رئيسيًّا لموت الرضع سابقًا، أما الآن ومع تطور طرق العناية تحسنت نسب بقاء الخدج على قيد الحياة، إذ أظهرت الأبحاث ارتفاع نسبة البقيا عند الأطفال الخدج من 70% في عام 1993 إلى 79% في عام 2012.

أسباب الولادة المبكرة والعوامل المؤهبة لها

لا يمكن تحديد أسباب الولادة المبكرة بدقة، ولكن هناك عوامل مرتبطة بالمرأة الحامل تزيد خطر الولادة المبكرة مثل داء السكري وأمراض القلب والأوعية وأمراض الكلى وارتفاع الضغط الشرياني، بالإضافة إلى عوامل أخرى مرتبطة بالحمل مثل:

  • إذا كانت المرأة الحامل أصغر من 17 عامًا أو أكبر من 35 عامًا.
  • نقص التغذية قبل الحمل وخلاله.
  • التدخين وتعاطي المخدرات وشرب الكحول.
  • إنتانات الطرق البولية والتهابات الغشاء الأمينوسي.
  • سوابق ولادة مبكرة.
  • تشوه في شكل الرحم.
  • توسُّع عنق الرحم في وقت مبكر.
  • انبثاق الأغشية باكر.
  • النزف أثناء الحمل.

مخاطر الولادة المبكرة واختلاطاتها

كلما كانت الولادة أبكر زاد احتمال حدوث مشاكل صحية عند الأطفال، إذ يعاني الخدج بعد الولادة المبكرة من مشاكل في التنفس ونقص الوزن وعدم القدرة على تنظيم حرارة الجسم ومشاكل في الحركة والتنسيق وصعوبات في الأكل، ويكون الجلد شاحبًا أو أصفر بشكل غير طبيعي، وقد يولد الخديج بأمراض خلقية مهددة للحياة مثل: نزف دماغي أو رئوي، انخفاض سكر الدم، إنتانات حديثي الولادة، ذات رئة، فقر دم، متلازمة الضائقة التنفسية عند الخدج، مع ذلك يمكن معالجة بعض الاضطرابات عبر مجموعة من الفحوصات التي يجريها الأطباء على الأطفال الخدّج بعد ولادتهم، والتي قد تقيهم من حدوث اختلاطات، ومن هذه الفحوصات:

  • صورة صدر بسيطة لتقييم تطور القلب والرئتين.
  • تحاليل دم لتقييم مستويات الغلوكوز والكالسيوم والبيليروبين.
  • تحليل غازات الدم لتقييم مستويات الأوكسيجين في الدم.

وبالرغم من ذلك فإن المراقبة المستمرة للطفل ضرورية لأنه معرض للإصابة بمشاكل صحية على المدى الطويل أيضًا مثل: مشاكل في السمع، وضعف في الرؤية أو العمى، وصعوبة في التعلم، وتأخر في النمو، لذا على الأهل مراقبة نمو طفلهم جيدًا والانتباه إلى قدرته على القيام ببعض الحركات مثل الضحك والجلوس والمشي والكلام، وقد يضطر بعضهم لإجراء جلسات لعلاج النطق أو معالجة فيزيائية.

كيف نتعامل مع الأطفال الخدج؟

يسعى الأطباء عادةً لمنع حدوث الولادة المبكرة عبر إعطاء المرأة الحامل بعض الأدوية التي تؤجل المخاض، ولكن أحيانًا تكون الولادة المبكرة ضرورية، فينقل المولود إلى وحدة العناية المركزة الخاصة بالخدج ليتلقى الرعاية اللازمة له، ويوضع في حاضنة مضبوطة الحرارة في الأيام والأسابيع الأولى لولادته، وقد يستمر بقاؤه فيها من أسابيع لأشهر إلى أن يصبح قادرًا على الحياة دون دعم طبي، ويُعتنى به خلال هذه الفترة من خلال:

  • مراقبة معدل ضربات القلب والتنفس ومستويات الأوكسيجين لديه.
  • تغذية الخديج اعتمادًا على عمره، فبعضهم لا يستطيعون التنسيق بين المص والبلع، وبالتالي لا يمكنهم الرضاعة، فيعتمدون على التغذية الوريدية أو عبر وضع أنبوب أنفي معدي إلى أن يصبح قادرًا على الرضاعة.
  • إذا كانت رئتاه غير ناضجتين كفاية يوضع الخديج على جهاز تهوية إلى أن يستطيع التنفس بمفرده.
  • بشكلٍ عام يمكننا تخريج الخديج من وحدة العناية المركزة بعد أن يصبح قادرًا على الرضاعة والتنفس بدون دعم واكتساب الوزن والمحافظة على حرارة جسمه.

كيف يمكن أن نتجنب حدوث الولادة المبكرة؟

ينصح الطبيب الحامل التي تعرضت لولادة مبكرة سابقًا أو لديها عنق رحم ضعيف ببعض العلاجات التي يمكن أن تقيها من حدوث المخاض الباكر، مثل:

  • البروجسترون: وهو هرمون يعطى على شكل حقن أو في المهبل مباشرةً، ويساعد على تقليل حدوث مخاض باكر عند النساء اللاتي تعرضن لقصة ولادة مبكرة سابقة أو يكون عنق الرحم لديهن ضعيفًا.
  • تطويق عنق الرحم: يُغلق الأطباء عنق الرحم بواسطة غُرز خاصة لمنع حدوث الولادة المبكرة، ويستخدم هذا الإجراء عند نساء تعرضن لولادة مبكرة سابقًا أو إجهاض، أو إذا كان عنق الرحم قصيرًا أو يتوسع مبكرًا.

بالإضافة إلى ذلك يمكن اتباع مجموعة من العادات التي يمكن أن تقلل فرصة الولادة المبكرة، مثل:

  • مراجعة الطبيب دوريًّا للتأكد من صحة الأم والجنين.
  • معالجة أي مشاكل صحية مثل داء السكري وارتفاع الضغط والاكتئاب.
  • المحافظة على وزن صحي خلال الحمل وعدم اكتساب وزن أكثر أو أقل من اللازم.
  • اتباع نظام غذائي صحي قبل الحمل وخلاله، والتركيز على تناول الحبوب الكاملة والبروتينات والخضار والفواكه، ويُنصَح أيضًا بتناول مكملات حمض الفوليك والكالسيوم.
  • شرب كمية كافية من الماء، أي ما يقارب 8 كاسات يوميًّا، وزيادتها عند القيام بالتمارين الرياضية.
  • قد يقترح الطبيب عليك تناول 60 – 80 ميللي غرام أسبرين يوميًّا من بداية الثلث الأول من الحمل إذا كنت تعانين من ارتفاع ضغط شرياني أو قصة ولادة مبكرة سابقة.
  • الإقلاع عن التدخين، وعدم الإفراط في تناول بعض الأدوية لأن ذلك يزيد خطر حدوث الإجهاض وعيوب ولادية.
  • تجنب الإصابة بالعدوى والالتهاب عن طريق غسل يديك جيدًا، وعدم تناول اللحم أو السمك النيئ والجبن غير المبستر.
  • التقليل من التوتر قدر الإمكان.

المصدر: 1

Loading spinner
Share your love