للمبيض دور أساسي عند المرأة، ويلعب دورًا مزدوجًا لأنه ينتج الهرمونات الجنسية مثل الاستروجين والبروجسترون مع كمية صغيرة من الأندروجينات، بالإضافة لإنتاج البويضات. قد يصاب المبيض بالعديد من الأمراض بعضها بسيط والآخر خطير، مثل كيسات المبيض والأورام وقصور المبيض الغدي، ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات من أشيع هذه الأمراض واعقدها وأصعبها علاجًا.
المحتويات
ما هي متلازمة المبيض المتعدد الكيسات؟
تؤثر متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) على مستويات الهرمونات عند المرأة خلال سنوات الإنجاب (من سن 15 إلى 44) وكلمة “متعدد الكيسات” تشير لوجود العديد من الكيسات متفاوتة الحجم على سطح المبيض.
تنتج النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات كميات أعلى من المعتاد من هرمونات الذكورة (الأندروجينات) ويؤدي عدم التوازن الهرموني هذا إلى اضطرابات بالدورة الطمثية ويصعب عليهن الحمل. تسبب متلازمة المبيض متعدد الكيسات نمو شعر زائدًا على الوجه والجسم ويمكن أن يساهم في حدوث مشاكل صحية طويلة الأمد مثل داء السكري وأمراض القلب. تؤدي متلازمة المبيض متعدد الكيسات لمجموعة من الأعراض التي تؤثر على المبيض والدورة الطمثية، وتتميز هذه المتلازمة بثلاث خصائص:
- كيسات متعددة على المبيض.
- مستويات عالية من هرمونات الذكورة (الأندروجينات).
- دورة طمثية غير منتظمة.
ما هي أسباب متلازمة المبيض متعدد الكيسات؟
لا يُعرف بالضبط ما الذي يسبب متلازمة المبيض متعدد الكيسات، ويُعتقد أن المستويات العالية من هرمون الأندروجين تمنع المبيض من إنتاج الهرمونات وتكوين البويضات بشكل طبيعي. ربطت بعض الدراسات بين الجينات ومقاومة الأنسولين والالتهابات مع زيادة إنتاج الأندروجين.
- الجينات: تشير الدراسات إلى أن الجينات تلعب دورًا أساسيًا في حدوث متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
- مقاومة الأنسولين: تملك 70% من النساء المصابات بالمتلازمة مقاومة للأنسولين، ما يعني أن خلاياهن لا تستجيب للأنسولين بشكل صحيح. الأنسولين هو هرمون ينتجه البنكرياس لمساعدة الجسم على استعمال السكر للحصول على الطاقة، وعندما لا تستطيع الخلايا استخدام الأنسولين بشكل صحيح، يزداد طلب الجسم على الأنسولين فينتج البنكرياس المزيد من الأنسولين للتعويض، ويؤدي الأنسولين الإضافي إلى تحفيز المبيض على إنتاج المزيد من هرمون الأندروجين. تعد السمنة هي سبب رئيسي لمقاومة الأنسولين ويمكن أيضًا أن تزيد كل من السمنة ومقاومة الأنسولين من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
- الالتهابات: تعاني النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات من التهابات متكررة في أجسامهن ويمكن أن تساهم في زيادة الوزن أيضًا في حدوث الالتهاب، وربطت الدراسات الالتهاب المتكرر بمستويات الأندروجين المرتفعة.
الأعراض الشائعة لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات
تظهر الأعراض عند بعض النساء خلال أول دورة طمثية. يكتشف البعض الآخر أنهن مصابات المتلازمة فقط بعد أن يكتسبن وزنًا كبيرًا أو يواجهن صعوبة في الحمل. أكثر أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات شيوعًا هي:
- دورة طمثية غير منتظمة: تمنع اضطراب الدورة الطمثية بطانة الرحم من التجدد كل شهر. تحدث الدورة الطمثية عند بعض النساء المصابات بالمتلازمة لأقل من ثماني دورات في السنة أو قد لا تحدث الدورة الطمثية على الإطلاق.
- نزف نسائي شديد: تتراكم بطانة الرحم لفترة أطول من الوقت، ولذلك يمكن أن يكون نزيف الدورة الطمثية أكبر من المعتاد.
- نمو الشعر الزائد: تعاني أكثر من 70% من النساء المصابات بهذه المتلازمة من نمو شعر زائد على الوجه والظهر والبطن والصدر، تسمى هذه الحالة (شعرانية).
- ظهور حب الشباب: يمكن أن تجعل هرمونات الذكورة الجلد أكثر دهنية من المعتاد، ويسبب ذلك ظهور حب الشباب في مناطق مثل الوجه والصدر وأعلى الظهر.
- زيادة الوزن: تعانين 80% من النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات من زيادة الوزن أو السمنة.
- الصلع: يصبح شعر فروة الرأس أرق وقد يتساقط بشكل غير مألوف.
- تصبغات الجلد: يمكن أن تتشكل بقع داكنة على الجلد خاصة في ثنايا الجسم، مثل تلك الموجودة على الرقبة والفخذ وتحت الثديين.
- صداع مستمر: يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية إلى حدوث الصداع لدى بعض النساء.
كيف تؤثر المتلازمة على جسم المرأة؟
يمكن أن يؤثر ارتفاع مستويات الأندروجين عن المعدل الطبيعي على الخصوبة، وجوانب أخرى من الصحة، ومن أهمها:
العقم:
تعد المتلازمة أحد الأسباب الرئيسية للعقم عند النساء. ولحدوث الحمل يجب أن تكون الإباضة والدورة الطمثية طبيعية ومنتظمة، وهو ما لا يحدث عند النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات.
البدانة:
تعاني 80% من النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات من زيادة الوزن أو البدانة. تزيد كل من البدانة والمتلازمة من مخاطر:
- ارتفاع مستويات سكر الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول والشحوم الثلاثية.
توقف التنفس أثناء النوم:
تسبب هذه الحالة توقفًا متكررًا في التنفس أثناء الليل، ما يؤدي إلى الاستيقاظ من النوم. يعد انقطاع التنفس أثناء النوم أكثر شيوعًا عند النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن وخاصة إذا كان لديهن أيضًا المتلازمة.
تشير الدراسات إلى زيادة خطر الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم من 5 إلى 10 مرات عند المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات.
سرطان بطانة الرحم:
إذا لم تحصل الدورة الطمثية كل شهر، يمكن أن تتراكم البطانة وتزيد بطانة الرحم السميكة من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
الاكتئاب:
يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية والعديد من الأعراض مثل نمو الشعر غير المرغوب فيه سلبيًا على مشاعر المرأة. تعاني الكثير من المصابات بالمتلازمة من الاكتئاب والقلق والعديد من الاضطرابات النفسية الأخرى.
تشخيص المتلازمة
يشخص الأطباء متلازمة المبيض متعدد الكيسات لدى النساء عادة اعتمادًا على الأعراض والعلامات الثلاثة التالية:
- مستويات الأندروجين العالية.
- دورات طمثية غير المنتظمة.
- كيسات على المبيض.
يجب أن يسأل الطبيب أيضًا عما إذا كان هناك أعراض أخرى مثل حب الشباب ونمو شعر الوجه والجسم وزيادة الوزن. ويمكن أن تُشخص المتلازمة عن طريق اختبارات الدم ووجود مستويات أعلى من الطبيعي لهرمون الأندروجين. كما تُستخدم الموجات فوق الصوتية للكشف عن الكيسات على سطح المبيض.
نصائح حول النظام الغذائي ونمط الحياة لعلاج المتلازمة
يبدأ علاج المتلازمة عادةً بتغييرات في نمط الحياة مثل إنقاص الوزن والنظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية. يمكن أن يساعد فقدان 5 إلى 10% من وزن الجسم في تنظيم الدورة الشهرية وتحسين أعراض المتلازمة، يمكن أن يؤدي فقدان الوزن أيضًا إلى العديد من الفوائد مثل:
- تحسين مستويات الكوليسترول.
- تقليل إفراز الأنسولين.
- تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري.
أظهرت الدراسات أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات فعالة في إنقاص الوزن وخفض مستويات الأنسولين، كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن 30 دقيقة من التمارين لمدة 3 أيام على الأقل في الأسبوع يمكن أن تساعد النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات على إنقاص الوزن حيث يؤدي فقدان الوزن بالتمارين الرياضية أيضًا إلى تحسين الدورة الطمثية وتعديل مستويات الأنسولين.