أورام الغدة النخامية: أسبابها – تشخيصها – علاجها

ما هي أورام الغدة النخامية؟ وهل يمكن علاجها؟

تتوضع الغدة النخامية داخل الجمجمة أسفل الدماغ مباشرة، وتقع الغدة النخامية في جوف عظمي يدعى السرج التركي، وتمر الأعصاب البصرية بالقرب منها. ترتبط الغدة النخامية مباشرة بجزء من الدماغ يسمى الوطاء. يوفر هذا الارتباط صلة وصل رئيسية بين الدماغ ونظام الغدد الصماء، وهو مجموعة من الغدد في الجسم والتي تفرز الهرمونات.

بنية الغدة النخامية ووظيفتها

تقسم الغدة النخامية تشريحيًا ووظيفيًا إلى قسمين منفصلين هما:

النخامة الأمامية: 

هو الجزء الأكبر، ويفرز الهرمونات التي تتحكم في عمل الغدد الصم الأخرى في الجسم، وهي:

  • هرمون النمو GH.
  • هرمون الغدة الدرقية (TSH) يحفز نمو الغدة الدرقية وإفراز هرمون الغدة الدرقية.
  • الهرمون الموجه لقشر الكظر ACTH يحفز نمو الغدد الكظرية وإنتاج الستيروئيدات.
  • الهرمونات الجنسية التي تتحكم بالمبيض: LH وFSH.
  • البرولاكتين: يتحكم بإنتاج الحليب في ثدي الأنثى.

الغدة النخامية الخلفية: 

الجزء الخلفي الأصغر من الغدة النخامية، يتم فيه تخزين الهرمونات التي ينتجها الوطاء (فازوبريسين والأوكسيتوسين) وإطلاقها في مجرى الدم عند الحاجة.

ما هي أورام الغدة النخامية؟

ورم الغدة النخامية هو نمو غير طبيعي في الغدة النخامية، وتعتبر معظم أورام الغدة النخامية حميدة ولا تعطي نقائل. لا تسبب معظم أورام الغدة النخامية أعراضًا. نتيجة لذلك لا يتم تشخيصها، أو يتم العثور عليها أثناء إجراء تصوير الدماغ الروتيني. حوالي 25% من الناس قد يكون لديهم أورام صغيرة في الغدة النخامية دون معرفة ذلك.

أسباب أورام الغدة النخامية والعوامل المؤهبة لها

لا يزال السبب غير معروف، ولكن يوجد بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة:

  • ورم الغدة النخامية المعزول العائلي.
  • متلازمة ضخامة النهايات العائلية.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بحالات وراثية معينة، مثل الورم الصماوي المتعدد النوع 1، لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بأورام الغدة النخامية.

الأنواع الرئيسية لأورام الغدة النخامية وأعراضها

الأورام الغدية غير المفرزة:

هذه الأورام هي النوع الأكثر شيوعًا. قد لا تظهر أي أعراض حتى يصل الورم إلى حجم كبير. وتسبب:

  • الصداع.
  • مشاكل في البصر، وخاصة فقدان الرؤية المحيطية والرؤية المزدوجة.
  • شعور دائم بالبرد.
  • اضطرابات في الدورة الشهرية.
  • تأخر النمو والتطور الجنسي عند الأطفال.
  • إقياءات معندة.
  • تغيرات غير مفسرة في الوزن.

الأورام المنتجة للبرولاكتين:

هذه الأورام الحميدة شائعة أيضًا. مستويات البرولاكتين المرتفعة عند النساء يمكن أن تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، أو حتى انقطاعها. عند الرجال، تؤدي إلى ضعف الانتصاب أو قلة الاهتمام بالجنس. قد يحدث تثدي، أو انخفاض في عدد الحيوانات المنوية، أو شعر أقل في الجسم. بالإضافة إلى الصداع ومشاكل الرؤية.

الأورام المنتجة للهرمون ACTH:

يمكن أن تسبب داء كوشينغ ويتظاهر:

  • سهولة التكدم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع سكر الدم.
  • علامات التمدد الأرجوانية.
  • الوجه البدري.
  • ضعف العضلات.
  • تراكم الدهون في الرقبة والجذع مع نحافة الذراعين والساقين.

الأورام المنتجة لهرمون النمو:

عند الأطفال، يؤدي الإفراط في هرمون النمو إلى تحفيز نمو جميع عظام الجسم تقريبًا. عندما يحدث ذلك، فإن النتيجة تسمى العملقة. وتشمل زيادة الطول والنمو السريع للغاية، وآلام المفاصل، والتعرق الشديد. عند البالغين، تسبب زيادة هرمون النمو إلى ضخامة النهايات. قد تشمل:

  • نمو إضافي في الجمجمة واليدين والقدمين.
  • صوت عميق.
  • تغير في مظهر الوجه بسبب النمو الزائد في عظام الوجه.
  • تباعد كبير بين الأسنان بسبب نمو عظام الوجه.
  • ألم المفاصل.
  • الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم.
  • داء السكري أو ضعف تحمل الجلوكوز.

الأورام المفرزة للهرمون المنبه للدرق:

يحفز TSH الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات التي تتحكم في النمو ودرجة الحرارة ومعدل ضربات القلب. مما يسبب:

  • ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة.
  • الكثير من حركات الأمعاء.
  • مشاكل النوم.
  • فقدان الوزن.

تشخيص أورام الغدة النخامية:

عن طريق أخذ القصة المرضية والسوابق وإجراء الفحص السريري. بالإضافة إلى هذه الاختبارات:

  • تحاليل الدم والبول: تفحص مستويات الهرمونات في الدم والبول.
  • تصوير طبقي محوري.
  • تصوير بالرنين المغناطيسي.
  • الخزعة: لتحديد نوع الورم.
  • فحوصات العين لمعرفة ما إذا كان الورم يؤثر على الرؤية.
  • فحص عصبي لاختبار عمل الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب.

سرطانات الغدة النخامية

سرطانات الغدة النخامية نادرة. ويمكن أن تحدث في أي عمر، ولكن يوجد معظمها عند كبار السن. عادة ما تفرز هذه السرطانات هرمونات، تمامًا مثل العديد من الأورام الغدية.

الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان ورم الغدة النخامية هو سرطان وليس ورمًا غديًا هو عندما يعطي الورم نقائل في الجسم. غالبًا ما ينتشر سرطان الغدة النخامية إلى الدماغ أو النخاع الشوكي أو السحايا أو العظام حول الغدة النخامية. ونادرًا ما تنتشر هذه السرطانات إلى أعضاء أخرى مثل الكبد أو القلب أو الرئتين.

أورام أخرى في منطقة الغدة النخامية:

  • التيراتوما والسرطان المشيمي كلها أورام نادرة تحدث عادة عند الأطفال أو الشباب. لا تنشأ من الخلايا المنتجة للهرمونات في الغدة النخامية نفسها، ولكنها يمكن أن تنمو في الغدة النخامية وتتلفها.
  • الأورام العقدية في الغدة النخامية من الأورام النادرة التي توجد عادة عند البالغين.
  • الأورام القحفية البلعومية هي أورام بطيئة النمو تتشكل فوق الغدة النخامية. وقد تضغط على الغدة النخامية وما تحت المهاد، مما يسبب مشاكل هرمونية.
  • يمكن أن تنتقل السرطانات التي تبدأ في بعض أجزاء الجسم الأخرى (مثل الثدي) أحيانًا إلى الغدة النخامية.

علاج أورام الغدة النخامية

  • الجراحة: غالبًا ما تكون الجراحة خيارًا أفضل للأورام الصغيرة.
  • العلاج الشعاعي: يرسل هذا العلاج مستويات عالية من الإشعاع مباشرة إلى الخلايا السرطانية. هذه العلاجات غير مؤلمة وعادة ما تستمر بضع دقائق.
  • الجراحة الشعاعية: يستخدم هذا جرعة عالية من الأشعة مباشرة إلى الأنسجة السرطانية. يسبب ضررًا أقل للأنسجة المجاورة. إنها ليست عملية جراحية ولكنها تزيل الورم في جلسة واحدة مثل الجراحة.
  • العلاج الدوائي: اعتمادًا على نوع الورم الذي تعاني منه إذا كان الورم ينتج البرولاكتين، يمكن أن يقلل الدواء من كمية البرولاكتين التي ينتجها ويتسبب في تقلصها. يمكن أن تكون الأدوية مفيدة أيضًا في علاج الأورام التي تصنع هرمون النمو، وفي إدارة متلازمة كوشينغ وضخامة النهايات. 

المصادر: 1 – 2

Loading spinner
Share your love