الكشف المبكر عن سرطان المبيض

يصاب عدد كبير من النساء بسرطان المبيض، فكيف يمكن تجنب هذا المرض الخبيث؟

المبيض غدة أنثوية جنسية مسؤولة عن إنتاج البويضات وتكوين هرمونات الأستروجين والبروجسترون الأنثوية. تلعب هذه الهرمونات دورًا مهمًا في ظهور الصفات الأنثوية المميزة مثل نمو الثدي وشكل الجسم الأنثوي وتوزع الدهون فيه. يحدث سرطان المبيض عندما تنمو خلايا سرطانية في المبيضين، تتكاثر هذه الخلايا بسرعة، ويمكن أن تغزو أنسجة الجسم السليمة أو تنتقل لأماكن أخرى. يعد سرطان المبيض الآن خامس أكثر أسباب الوفيات المرتبطة بالسرطان شيوعًا بين الإناث في العالم. ومع ذلك، فقد انخفضت الوفيات الناجمة عن سرطان المبيض خلال العقدين الماضيين بفضل تطور وسائل التشخيص والعلاج.

وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان شُخّص في العام الماضي إصابة حوالي 22530 امرأة بسرطان المبيض، وسجلت وفاة 13980 امرأة نتيجة هذا المرض.

الأعراض والعلامات

قد تكون هناك أعراض قليلة أو قد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق في المراحل المبكرة، تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:

  • حس ضغط أو ثقل في منطقة الحوض وأسفل البطن.
  • نزف مهبلي خارج أوقات الدورة الطمثية.
  • ألم في الظهر أو البطن.
  • الشعور بالشبع المبكر عند تناول الطعام.
  • تغيرات في أنماط التبول، مثل كثرة التبول.
  • تغيرات في عادات الخروج، مثل الإمساك.
  • الغثيان وعسر الهضم وفقدان الشهية وتعب ووهن عام.
  • فقدان وزن غير مبرر.

إذا استمرت أي من هذه الأعراض لمدة أسبوعين أو أكثر، يجب على المرأة مراجعة الطبيب المختص، مع الإشارة إلى أنه يمكن أن تظهر أعراض أخرى إذا انتشر سرطان المبيض إلى أجزاء أخرى من الجسم.

الأسباب والعوامل المؤهبة

إن السبب الأساسي لحدوث سرطان المبيض لا يزال غير واضح بدقة، لكن الباحثين حددوا العديد من العوامل المؤهبة لظهور هذا الورم:

  • التاريخ العائلي: إن وجود قريبة لديها تاريخ إصابة بسرطان المبيض أو الثدي يزيد من احتمال إصابة المرأة بسرطان المبيض. قد يساعد إجراء الفحص الجيني للطفرات، وبالأخص الجين المسمى BRCA في تحديد ما إذا كانت المرأة معرضة لخطر أكبر للإصابة بسرطان المبيض والثدي.
  • العمر: تحدث حوالي 50% من حالات سرطان المبيض بعد سن 63 عامًا.
  • العقم وتأخر الإنجاب: إن حدوث حالة حمل واحدة أو أكثر يساهم بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المبيض، وكلما زاد عدد حالات الحمل لدى المرأة، يصبح خطر سرطان المريض أقل، قد تقلل الرضاعة الطبيعية من المخاطر أيضًا. ومع ذلك، فإن إنجاب الأطفال بعد سن 35 أو عدم إنجاب الأطفال مطلقًا يرتبط بمخاطر أعلى. إن الإناث اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون البروجسترون لديهن مخاطر أقل أيضًا.
  • سرطان الثدي: إن النساء اللواتي لديهن إصابة سابقة بسرطان الثدي يزيد احتمال إصابتهن بسرطان المبيض عدة أضعاف. لهذا السبب، قد تختار بعض السيدات المصابات بسرطان الثدي مع إصابتهن بطفرة جينية إجراء عملية استئصال المبيض كعلاج وقائي.
  • العلاج الهرموني: يبدو أن العلاج بالهرمونات البديلة بعد انقطاع الطمث يزيد من احتمال الإصابة بسرطان المبيض، وكلما طالت مدة استخدام المرأة للعلاج التعويضي بالهرمونات زادت المخاطر.
  • البدانة: يعتبر سرطان المبيض أكثر شيوعًا عند النساء البدينات اللواتي يزيد مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهن عن 30.

مراحل سرطان المبيض وتصنيفه

عند تشخيص الإصابة بسرطان المبيض، يجب تحديد مرحلة الورم ودرجته لاتخاذ قرار بشأن خطة العلاج. تشير مرحلة الورم إلى مدى انتشار السرطان، وتشمل مراحل سرطان المبيض:

  • موضعي: تتواجد الخلايا السرطانية فقط في المبيض أو قناتي الرحم ولم تنتشر إلى أي مكان آخر.
  • ناحي: انتشر السرطان إلى الأعضاء المجاورة، مثل الرحم.
  • منتشر: انتقل السرطان إلى مكان آخر من الجسم مثل الرئتين أو الكبد.

عند تشخيص سرطان المبيض في مرحلة مبكرة يكون العلاج أكثر فعالية. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر عوامل أخرى على فعالية العلاج ونجاحه، تشمل هذه العوامل عمر المرأة وصحتها العامة ونوع أو درجة الخلايا السرطانية، حيث إن بعض الأنواع أكثر عدوانية وقابلية للانتشار من غيرها.

الكشف المبكر عن سرطان المبيض

تُشخص حوالي 20% من أورام المبيض في مرحلة مبكرة. عندما يُشخص سرطان المبيض مبكرًا، يكون معدل الشفاء أكثر من 94%. تتوفر العديد من الطرق والتقنيات للكشف المبكر عن سرطان المبيض، ومن أهمها:

  • فحوصات دورية للمرأة: وتشمل فحص الحوض والمبيض والرحم من حيث الحجم والشكل. يمكن أن يكون فحص الحوض مفيدًا لأنه يمكن أن يكتشف بعض السرطانات الأنثوية في مرحلة مبكرة وفي مقدمتها سرطان المبيض.
  • زيارة الطبيب فورًا عند ظهور الأعراض: لا تسبب أغلب أورام المبيض المبكرة أي أعراض، ومع ذلك فإن الانتباه الفوري لأي أعراض مرتبطة بسرطان المبيض يزيد احتمالات التشخيص المبكر والعلاج الناجح.
  • اختبارات الكشف المبكر عن سرطان المبيض: تُستخدم اختبارات الكشف المبكر عن السرطان (فحوص المسح)، عند الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي أعراض، على سبيل المثال، يمكن لتصوير الماموغرام في كثير من الأحيان كشف سرطان الثدي في مراحله الأولى. أجريت الكثير من الأبحاث لتطوير اختبارات مسح لسرطان المبيض. إن الاختبارات المستخدمة في أغلب الأحيان للكشف عن سرطان المبيض هي: التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل (TVUS) وتحليل CA-125.

يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل لفحص الرحم وقناتي فالوب والمبيضين، ويمكن أن يساعد في العثور على كتلة (ورم) في المبيض، لكن لا يمكنه تأكيد ما إذا كانت الكتلة خبيثة أم حميدة. يقيس اختبار CA-125 كمية بروتين نوعي خاص في الدم، إذ ترتفع مستويات هذا البروتين عند العديد من النساء المصابات بسرطان المبيض. تكمن المشكلة الرئيسية لاستخدام هذا الاختبار في أن المستويات العالية من CA-125 تحدث أيضًا بسبب حالات أخرى شائعة مثل التهاب بطانة الرحم والتهابات الحوض وأورام أخرى. من جهة أخرى، ليس كل من يعاني من سرطان المبيض لديه مستويات مرتفعة من CA-125.

طرق العلاج

يعتمد علاج سرطان المبيض على العديد من العوامل، من أهمها:

  • نوع ومرحلة ودرجة الورم.
  • عمر المريضة وصحتها العامة.
  • مدى توافر العلاج والتأثيرات الجانبية للعلاجات المقترحة.

تشمل خيارات علاج سرطان المبيض:

  • الجراحة: تشمل الخيارات الجراحية استئصال الرحم مع أحد المبيضين أو كليهما، واستئصال العقد اللمفاوية المصابة. يناقش الطبيب الخيارات المناسبة مع المرأة المصابة.
  • العلاج الكيميائي: تهدف هذه الأدوية إلى قتل الخلايا السرطانية المنتشرة في الدم أو الجسم. تُؤخذ أدوية العلاج الكيميائي عن طريق الفم أو عن طريق الحقن أو التسريب الوريدي.
  • العلاج الشعاعي: تستخدم هذه التقنية الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية. تساعد هذه الطريقة النساء المصابات بسرطان المبيض المتقدم والمنتشر في منطقة الحوض.
  • العلاج المناعي: يهدف إلى تعزيز قدرة الجهاز المناعي على الدفاع عن الجسم ضد السرطان. يشمل العلاج حقن مواد من شأنها اكتشاف الورم وقتله. قد يساعد هذا العلاج السيدات المصابات بسرطان المبيض المتقدم. تستهدف بعض العلاجات خلايا معينة تساعد في تثبيط نمو السرطان. تشمل الأمثلة العلاج بمثبطات تكوين الأوعية، ويطلق على هذا العلاج اسم العلاج الموجه ويهدف إلى الحد من الآثار الضارة من خلال استهداف أنسجة محددة في الجسم.

تعتمد نسبة الشفاء من سرطان المبيض على مرحلة السرطان ونوعه، والعوامل الفردية الأخرى مثل العمر والصحة العامة وتطبيق العلاج المناسب. يمكن علاج جميع أنواع سرطان المبيض إذا شُخصت الحالة في وقت مبكر. يمكن أيضًا علاج بعض الأنواع المتقدمة.

لقد حسَّنت التطورات والتقنيات الطبية الحديثة في السنوات الأخيرة من طرق علاج سرطان المبيض وزادت من إمكانية الشفاء بشكل كبير، إن إجراء الفحص المنتظم وطلب المساعدة في حالة ظهور أي أعراض يمكن أن يؤدي إلى التشخيص المبكر، وهذا سيزيد من فرصة تلقي العلاج الفعّال والتخلص من الورم.

المصادر: 123

Loading spinner
Share your love