كل ما تحتاج معرفته عن خافضات السكر الفموية

قد يضطر مرضى السكر للحصول على خافضات السكر الفموي، فما هي؟

يعتبر داء السكري أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في العالم، إذ تقدر إحصائيات منظمة الصحة العالمية وجود أكثر من 500 مليون مصاب بالسكري في العالم حاليًا، وقد سبَّب داء السكري والاختلاطات الناتجة عنها 1.5 مليون إنسان في العام الماضي. يعتبر داء السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى والقصور الكلوي وأمراض القلب والأوعية وغيرها.

تشمل علاجات داء السكري: تعديل نمط الحياة والأنسولين وخافضات السكر الفموية، وتعد الأخيرة هي أشيع تلك العلاجات وأكثرها استخدامًا في الوقت الحالي خصوصًا لعلاج داء السكري من النمط الثاني.

هل يمكن للأدوية الفموية أن تساعد في تنظيم سكر الدم؟

يمكن للأشخاص المصابين بداء السكري من النمط الثاني استخدام خافضات السكر الفموية للتحكم بمستوى سكر الدم لديهم، لأن غدة البنكرياس عند هؤلاء الأشخاص لا تزال تنتج كمية قليلة من الأنسولين، وتعتمد آلية هذه الأدوية على زيادة إنتاج الأنسولين من البنكرياس أو تعزيز استجابة أنسجة الجسم للأنسولين الموجود في الدم حتى لو كانت كميته قليلة نسبيًا. أما بالنسبة للمصابين بداء السكري من النمط الأول والذين لا تفرز غدة البنكرياس عندهم الأنسولين مطلقًا فعليهم استخدام حقن الأنسولين ولا تحقق خافضات السكر الفموية عندهم أي فائدة.

تعمل خافضات السكر الفموية بشكل أفضل عند مشاركتها مع تعديل نمط الحياة والذي يشمل إجراءات هامة مثل: الحمية الغذائية، والمحافظة على وزن مثالي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن خافضات السكر الفموية لا يمكن استخدامها عند جميع المرضى، وعلى الرغم من أن معظم المرضى يلاحظون أن مستويات غلوكوز الدم تنخفض عند البدء بتناول خافضات السكر الفموية، لكنها قد لا تصل إلى الحد الطبيعي المطلوب، وعندها يجب البدء بالتفكير بطرق علاجية أخرى.

أنواع خافضات السكر الفموية

تتوفر العديد من الأدوية الخافضة لسكر الدم، تختلف هذه الأدوية عن بعضها بآلية عملها ومدى فعاليتها واختلاطاتها وتأثيراتها الجانبية. يعتمد التصنيف الأساسي لخافضات السكر الفموية على آلية عملها، ويشمل:

  • الأدوية التي تحفز إنتاج الأنسولين من البنكرياس: وتشمل مركبات السلفونيل يوريا وميغليتيدات.
  • الأدوية التي تزيد استجابة أنسجة الجسم للأنسولين: وتشمل البيغوانيدات والغليتازونات.
  • الأدوية التي تؤخر امتصاص الغلوكوز من الأمعاء: مثل أكاربوز وميغليتول.
  • الأدوية التي تزيد طرح الغلوكوز مع البول: مثل كاناغليفلوزين و داباغليفلوزين.

تعمل هذه الأدوية على خفض مستويات الغلوكوز في الدم وفق الطرق والآليات السابقة. يعتمد اختيار نوع الدواء على عدة عوامل تشمل عمر وحالة المريض الصحية، ووجود أمراض أخرى مرافقة، ومستويات سكر الدم وغيرها. من أهم خافضات السكر الفموية وأكثرها استخدامًا:

ميتفورمين:

يعتبر الميتفورمين أكثر خافضات السكر الفموية استخدامًا حول العالم والخط الأول لعلاج داء السكري من النمط الثاني بالمشاركة مع الحمية الغذائية والتمارين الرياضية. ينتمي الميتفورمين إلى مجموعة البيغوانيدات وهي مجموعة من الأدوية تعتمد آلية تأثيرها على زيادة استجابة أنسجة الجسم للأنسولين، وتُقلل إنتاج الغلوكوز من الكبد. يتميز الميتفورمين بأنه خافض السكر الفموي الوحيد الذي لا يُسبب زيادةً في الوزن. تظهر الدراسات أن الاستخدام المثالي للميتفورمين يخفض الخضاب الغلوكوزي 2% تقريبًا. يعتبر الميتفورمين أيضًا هو الخيار الأفضل عند مرضى داء السكري الذين يعانون من أمراض قلبية مرافقة، ولكن يجب استخدامه بحذر عند المرضى الذين يعانون من خلل في الوظيفة الكلوية أو الكبدية.

غليبيزيد:

ينتمي هذا الدواء للجيل الثاني من مركبات السلفونيل يوريا، ويعتبر من أول الأدوية التي استخدمت لعلاج داء السكري من النمط الثاني. يُحرض غليبيزيد إفراز الأنسولين من البنكرياس، ويعد خيارًا مناسبًا عند مرضى السكري الأكبر من 40 سنة. قارنت العديد من الدراسات بين الميتفورمين والغليبيزيد وأظهرت أغلبها أن الميتفورمين أكثر فعالية وأقل تأثيرات جانبية، ولكن يمكن في بعض الحالات مشاركتهما معًا. من أهم الآثار الجانبية لاستخدام غليبيزيد زيادة الوزن والانخفاض الشديد لمستويات سكر الدم في بعض الحالات.

ما هي فرص نجاح خافضات السكر الفموية في ضبط مستويات سكر الدم؟

لا يحقق جميع الأشخاص استجابة مثالية على خافضات السكر الفموية، وتكون احتمالية الاستفادة من هذه الأدوية أقل في الحالات التالية:

تنخفض فعالية خافضات السكر الفموية المستخدمة لعلاج داء السكري بعد بضع سنوات من استخدامها، وحتى الآن لم يتوصل الباحثون للسبب الدقيق وراء ذلك، وعندما تحدث هذه الحالة يمكن استخدام أكثر من نوع من خافضات السكر الفموية أو اللجوء لعلاجات أخرى. تكون فرصة الاستفادة من خافضات السكر الفموية منخفضة إذا عانى الشخص من داء السكري لمدة تزيد عن 10 سنوات أو كان يأخذ أكثر من 20 وحدة أنسولين يوميًا، في حين يكون احتمال الاستفادة أكبر إذا شُخصت الإصابة بداء السكري حديثًا أو كان لا يستخدم الأنسولين أو يستخدم جرعة منخفضة من الأنسولين للحفاظ على مستويات غلوكوز طبيعية.

يمكن في بعض الحالات الخاصة أن يحتاج مريض السكري الذي يُعالج بخافضات السكر الفموية لاستخدام الأنسولين، تشمل هذه الحالات العدوى الشديدة والخضوع لعمل جراحي والتوتر المستمر لأن هذه الحالات ترفع مستويات سكر الدم، أما بالنسبة للسيدات اللواتي يخططن للحمل، يجب عليهن السيطرة على مرض السكري وضبط مستويات سكر الدم من خلال النظام الغذائي والتمارين الرياضية أو الأنسولين، وتجدر الإشارة إلى أن عددًا من خافضات السكر الفموية غير آمنة أثناء الحمل، ويجب استشارة الطبيب المختص في هذه الحالة.

هل هناك خطر لحدوث تداخلات دوائية مع الأدوية الأخرى؟

تعتبر خافضات السكر الفموية آمنة وفعالة عمومًا، ولكن مثل أي دواء آخر يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي، فخافضات السكر الفموية قد تتفاعل مع الأدوية أخرى، وبسبب وجود احتمالية لحدوث التداخلات الدوائية، يجب على المريض أن يخبر طبيبه بجميع الأدوية التي يتناولها. وأثناء تناول خافضات السكر الفموية، يجب مراجعة الطبيب قبل أخذ أي دواء آخر، حتى لو كان هذا الدواء لا يحتاج إلى وصفة طبية.

يمكن أن تؤدي مركبات السلفونيل يوريا إلى خفض مستويات الغلوكوز في الدم إلى درجات منخفضة جدًا وحدوث نقص سكر الدم، بينما نادرًا ما يسبب الميتفورمين أو الغليتازونات نقص سكر الدم ما لم يتم تناولها مع أدوية أخرى أو مع حقن الأنسولين، ولا يسبب أكاربوز أو ميغليتول نقص سكر الدم إذا تم تناولها على النحو الموصوف من قبل الطبيب المشرف على الحالة.

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love