يعتبر الوسواس القهري (OCD) من الاضطرابات النفسية المزمنة التي تتميز بأفكار وسواسية تؤدي إلى سلوكيات قهرية لا إرادية. يوصف اضطراب الوسواس القهري بأنه أفكار متكررة غير مرغوب فيها (الوساوس) مع حث مفرط غير عقلاني على القيام بأفعال وسلوكيات معينة.
يشعر الشخص المصاب بالوسواس القهري بأنه مجبر على أداء سلوكيات معينة بشكل متكرر، حتى لو لم يرغب في ذلك، وعلى الرغم من أن الأشخاص المصابين بالوسواس القهري قد يعرفون أن أفكارهم وسلوكياتهم ليست منطقية، إلا أنهم غالبًا لا يكونون قادرين على إيقافها.
المحتويات
ما هي أنواع الوسواس القهري؟
يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري من أفكار وسواسية أو سلوكيات قهرية أو كليهما. الوساوس هي أفكار أو دوافع أو صور ذهنية متكررة تسبب القلق وتعطل سير حياة الشخص وتجعل من الصعب على الشخص التركيز على أشياء أخرى، أما السلوكيات القهرية فهي أفعال متكررة يشعر الشخص المصاب بالوسواس القهري بالحاجة إلى القيام بها استجابةً للأفكار الوسواسية.
قد تكون الأعراض متشابهة عند مجموعة من الناس، ويمكن أن تختلف أيضًا بشكل كبير. قد يعاني الشخص من أعراض من أكثر من نوع واحد. يمكن أن يظهر الوسواس القهري بطرق مختلفة، ولكن تُصنف الأبحاث الأشخاص الذين يعانون من أعراض الوسواس القهري في أربع فئات رئيسية:
اضطراب الوسواس القهري المرتبط بالتنظيف والنظافة
يشمل هذا النوع من الأعراض:
- قلق مستمر من الجراثيم أو الفيروسات أو مصادر الأمراض الأخرى.
- أفكار مستمرة بالشعور بالقذارة أو عدم النظافة.
- تجنب المصادر المحتملة للتلوث.
- التخلص من الأشياء التي يراها الشخص متسخة (حتى لو لم تكن متسخة).
- غسل أو تنظيف أشياء قد تكون نظيفة.
- سلوكيات تنظيف أو غسل متكررة، مثل غسل اليدين أو مسح الأسطح عدة مرات.
اضطراب الوسواس القهري المرتبط بالتناظر والترتيب
قد تشمل هذه الأعراض:
- الحاجة إلى ترتيب الأشياء أو الأغراض بطريقة معينة حتى يشعر الشخص بأنها “مناسبة تمامًا”.
- التناسق في الأفعال (إذا خدشت ركبتك اليسرى، فيجب عليك أيضًا خدش ركبتك اليمنى).
- الشعور بالنقص عندما لا تكون الأشياء مرتبة بشكل مثالي.
- الحاجة إلى وضع عدد معين من الأغراض، مثلًا وضع عشرة أكواب على الرف.
- الاعتقاد بأن شيئًا سيئًا سيحدث إذا لم تقم بترتيب الأشياء أو تنظيمها بالطريقة الصحيحة.
اضطراب الوسواس القهري المرتبط بالأفكار السيئة أو المحرمة
قد تشمل الأعراض:
- ورود أفكار متكررة التي غالبًا ما تكون جنسية أو عنيفة بطبيعتها.
- الشعور بالذنب والخجل بشأن أفكارك.
- التساؤل المستمر عن ميولك الجنسية أو رغباتك أو اهتماماتك الجنسية.
- قلق مستمر من أنك ستؤذي نفسك أو شخصًا آخر دون قصد.
- الشعور المستمر بالمسؤولية عن التسبب في حدوث أشياء سيئة.
- السعي المستمر إلى إقناع الأشخاص أنك لست شخصًا سيئًا.
- مراجعة أنشطتك اليومية بشكل متكرر للتأكد من أنك لم تؤذِ أي شخص سواء أكان نفسيًا أو جسديًا.
اضطراب الوسواس القهري المرتبط بالتملك أو الحاجة إلى جمع أو الاحتفاظ بالأشياء
غالبًا ما تشمل أعراض هذه الفئة:
- شراء عدد كبير من نفس الغرض، حتى عندما لا تحتاج إلى هذا العدد الكبير.
- صعوبة في التخلص من الأشياء حتى لو لم تكن تحتاجها.
- الشعور بالنقص إذا لم تتمكن من العثور على شيء ما أو فقدته أو تخلصت منه عن طريق الخطأ.
- أن تكره أن يفحص أو يلمس الأشخاص ممتلكاتك الشخصية.
يوجد نوع فرعي آخر من الوسواس القهري يتضمن التشنجات اللاإرادية السلوكية، مثل:
- هز الكتفين.
- رمش العين.
- هز القدمين.
قد تساعد هذه التشنجات اللاإرادية في تخفيف الأفكار غير المرغوب فيها ومشاعر القلق التي يمكن أن ترافق الوسواس القهري. يمكن أن يعاني كل من البالغين والأطفال من الوسواس القهري المرتبط بالتشنجات اللاإرادية.
ما هو علاج الوسواس القهري؟
بينما تتم دراسة الأسباب الدقيقة للوسواس القهري، بما في ذلك الأسباب الجينية وغيرها، يتم أيضًا تطوير علاجات فعالة لمساعدة المصابين على التعامل مع هذا الاضطراب بشكل أفضل، بما في ذلك:
- الأدوية: مثل الأدوية المضادة للاكتئاب وأهمها مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) وهي الأكثر استخدامًا في هذا السياق. قد يبدأ المريض في الشعور بالتحسن في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد بدء تناول الدواء. ولكن قد يستغرق الأمر ما يصل إلى 12 أسبوعًا للوصول إلى ذروة التحسن. إذا كانت لديك مخاوف بشأن دوائك، أو إذا لم تبدأ في الشعور بالتحسن بحلول 3 أسابيع، فتحدث إلى طبيبك.
- العلاج النفسي السلوكي: تتضمن الاستشارة الخاصة بهذا الاضطراب نوعًا من العلاج المعرفي السلوكي، يقلل هذا العلاج ببطء من تواصلك مع الشيء الذي يسبب القلق أو ما يسمى بالمحفز. يمكن لهذا العلاج أن يقلل الأعراض بمرور الوقت. قد يساعد العلاج السلوكي أيضًا في تغيير المعتقدات الخاطئة التي تؤدي إلى سلوكيات الوسواس القهري. يمكن أن يقلل العلاج من حدة الأعراض ولكن قد تبقى لديك بعض الأعراض الخفيفة بعد أن تبدأ العلاج.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة: تتوفر علاجات حديثة للوسواس القهري أيضًا، فقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2018 على التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) كعامل مساعد في علاج الوسواس القهري لدى البالغين.
- العلاج المنزلي: أحد أساليب العلاج المنزلي هو التعرض لمصدر القلق ومنع نفسك من القيام بالاستجابة. من خلال أسلوب التعرض والوقاية من الاستجابة، تعرض نفسك مرارًا وتكرارًا لمصدر القلق، مثل أن تكون قلقًا أن شيئًا ما أمسكته بيدك ملوثًا، وتحرم نفسك من التصرف بناءً على هذه الأفكار، والذي سيكون في هذه الحالة غسل يديك.
قد يساعد تخفيف عوامل التوتر في المساهمة بالتأقلم مع الوسواس القهري. تتضمن النصائح لتخفيف التوتر والقلق ما يلي:
- ممارسة تمارين التنفس مثل أخذ أنفاس بطيئة وعميقة لمدة عشر دقائق ثلاث مرات في اليوم.
- أخذ حمام دافئ والاسترخاء.
- الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
- المشي أو ممارسة اليوغا.
- الحصول على تدليك للجسم بشكل أسبوعي.
- تناول مشروب دافئ في المساء.
قد يساعدك أيضًا اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وتجنب بعض الأطعمة أو المشروبات في تقليل التوتر. بعض النصائح التي يمكن اتباعها:
- تجنب الكافيين أو التخفيف منه: تحتوي القهوة والشاي وبعض المشروبات الغازية والشوكولاته على مادة الكافيين. يمكن للكافيين أن يزيد من حدة التوتر. إذا كنت تتناول الكثير من الكافيين، يجب أن تقلل من الكمية تدريجيًا، حيث يمكن أن يسبب التوقف عن تناول الكافيين فجأة الصداع ويجعل من الصعب التركيز.
- تناول وجبات طعام خفيفة ومنتظمة: حاول ألا تفوت وجبات الطعام، حيث يمكن أن يؤدي تخطي وجبات الطعام إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض الأخرى المرتبطة بالتوتر، مثل الصداع أو الخفقان.
- تجنب الأكل لتخفيف التوتر: يلجأ بعض الناس إلى تناول الطعام لتهدئة أنفسهم عندما يكونون تحت الضغط. هذا يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في الأكل والشعور بالذنب. حاول استبدال الأكل بأفعال أخرى تخفف التوتر، مثل المشي أو اللعب مع حيوان أليف أو الاستحمام.