تحدث السمنة عندما تتراكم الدهون في الجسم بسبب الاستهلاك الزائد للسعرات الحرارية أو عدم صرف هذه السعرات بشكل منتظم، وقد قدرت منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب 2 مليار إنسان في العالم يعانون من زيادة الوزن، من بينهم 650 مليون إنسان يعانون من السمنة المفرطة، تُظهر الإحصائيات أيضًا أن نسب الإصابة بالسمنة في المملكة وبقية دول الخليج العربي من بين الأعلى عالميًا.
للبدانة الكثير من المخاطر والتأثيرات السلبية على الجسم، فهي تؤهب للعديد من الأمراض وتعتبر من أهم أسباب الوفيات. من الغريب أننا نعيش في عالم يموت فيه الناس بسبب السمنة أكثر بكثير ممن يموتون بسبب الجوع.
المحتويات
هل أنت مصاب بالسمنة؟
الطريقة الأكثر استخدامًا وموثوقية للتحقق مما إذا كان وزنك صحيًا هي مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو مقياس لمعرفة ما إذا كان وزنك مناسبًا لطولك، فهو يستخدم عملية حسابية بسيطة تعتمد على الطول والوزن، مع مراعاة العمر والجنس.
بالنسبة لمعظم البالغين فوق عمر 20 سنة فإن قيم مؤشر كتلة الجسم:
- بين 18.5 – 24.9 تدل على وزن صحي.
- بين 25.0 – 29.9 تدل على زيادة وزن.
- بين 30.0 – 39.9 تدل على البدانة (السمنة).
- أما إذا كان المؤشر فوق 40 فهو يدل على سمنة مفرطة أو بدانة شديدة.
ومن الطرق التي تستخدم لقياس مقدار الدهون الزائدة هو حجم الخصر، والذي يمكن استخدامه كمقياس إضافي للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو من السمنة والسمنة المفرطة (أي الحالات التي يكون فيها مؤشر كتلة الجسم أعلى من 25 ). بشكل عام، الرجال الذين يبلغ حجم خصرهم 94 سم أو أكثر والنساء اللاتي يبلغ حجم خصرهن 80 سم أو أكثر هم أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة.
ما هي أهم مخاطر السمنة؟
تؤهب السمنة للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة والحالات الصحية الخطيرة، ومن أهمها:
1 – داء السكري من النمط الثاني
تُظهر الدراسات أن 8 من كل 10 مرضى بمرض داء السكري من النمط الثاني يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بداء السكري من النمط الثاني، فقد يؤدي فقدان 5 إلى 7% من وزن الجسم، وممارسة النشاط الرياضي المنتظم إلى منع أو تأخير إصابتك بهذا المرض.
2 – ارتفاع ضغط الدم
تزيد السمنة من مخاطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم. يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إجهاد القلب، وتلف الأوعية الدموية، وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى والموت المبكر.
3 – الأمراض القلبية
تشمل النوبات القلبية وقصور القلب والموت المفاجئ والذبحة الصدرية واضطرابات نظم القلب. يؤدي ارتفاع ضغط الدم والمستويات غير الطبيعية من الدهون ومستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم، إلى زيادة خطر الإصابة بهذه الاضطرابات. أي إنّ السمنة هي عامل مؤهب رئيسي للإصابة بالأمراض القلبية، ولذلك فإنّ إنقاص 5 إلى 10% من الوزن يسمح بتحسين ضغط الدم ومستويات الكوليسترول وتدفق الدم، ويحمي من العديد من الأمراض القلبية.
4 – السكتات الدماغية
تحدث السكتة الدماغية عندما تنقطع التروية الدموية عن الدماغ بسبب انسداد أو نزف من أحد الأوعية الدموية، تؤثر السكتة الدماغية على أنسجة المخ وتجعلك غير قادر على التحدث أو تحريك أجزاء من جسمك. ارتفاع ضغط الدم هو السبب الرئيسي للسكتات الدماغية، والسمنة تعتبر عامل خطر مهم.
5 – توقف التنفس أثناء النوم
تؤهب البدانة لمتلازمة توقف التنفس أثناء النوم، وهو اضطراب شائع لا يستطيع المصاب به أن يتنفس بشكل طبيعي أثناء نومه، ما يؤدي لتوقف التنفس لفترات قصيرة من الزمن والاستيقاظ المتكرر، ويمكن أن يؤدي إهمال علاج هذه الحالة إلى زيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية أخرى.
6 – أمراض الكبد والمرارة
أمراض الكبد الدهنية هي حالات تتراكم فيها الدهون في الكبد، ويمكن أن تؤدي إلى تلف شديد في الكبد أو تليف فيه أو حتى قصور كبد، بالإضافة لذلك قد تزيد السمنة من خطر الإصابة بأمراض المرارة، مثل حصيات المرارة والتهاب المرارة، فقد تتكون حصيات المرارة إذا كانت الصفراء تحتوي على الكثير من الكوليسترول.
7 – هشاشة العظام
هشاشة العظام هي مشكلة صحية شائعة طويلة الأمد تسبب الألم والتورم وصعوبة الحركة في المفاصل. قد تؤدي السمنة إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام وأمراض المفاصل عن طريق زيادة الضغط على المفاصل والغضاريف وبشكل خاص المفاصل الحاملة لوزن الجسم مثل مفصل الركبة.
8 – بعض أنواع السرطان
تزيد السمنة من خطر الإصابة بأنواع معينة من الأورام الخبيثة وفي مقدمتها سرطان الثدي وسرطان القولون والمعدة.
9 – أمراض الكلى
تزيد السمنة من مخاطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم، وهما أهم أسباب الإصابة بأمراض الكلى، حتى لو لم تكن مصابًا بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فإن السمنة نفسها قد تعزز أمراض الكلى وتسرع من تقدمها.
10 – مشاكل الحمل
يزيد الوزن الزائد والسمنة من مخاطر المشاكل الصحية التي قد تحدث أثناء الحمل، ومنها: السكري الحملي وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، والذي يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة للأم والطفل إذا تُرك دون علاج.
بالإضافة لكل ما سبق توجد مشاكل نفسية وعاطفية واجتماعية ترتبط بالسمنة، فقد يتعرض الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة لنظرة سلبية من الآخرين، ويمكن أن يؤدي هذا إلى الشعور بالرفض أو الخزي أو الذنب، والذي بدوره يؤدي إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية.
يمكن أن تسبب السمنة عددًا من المشاكل الإضافية، بما في ذلك صعوبة القيام بالأنشطة اليومية، مثل:
- ضيق التنفس.
- زيادة التعرق.
- صعوبة القيام بالنشاطات البدنية.
- تعب شديد وآلام بالمفاصل والظهر.
- تدني الثقة واحترام الذات.
- الشعور بالعزلة والاكتئاب.
كيف يمكن معالجة السمنة؟
يعتمد علاج السمنة على علاج أسبابها، فإذا كان سببها مرضي مثل قصور الغدة الدرقية، فإن علاج المرض وتعويض هرمون الدرق سيكون كافيًا للتخلص من السمنة، وبشكل عام فإن أفضل طريقة لعلاج السمنة هي اتباع نظام غذائي صحي منخفض السعرات الحرارية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
يمكنك اتباع نظام غذائي متوازن يتحكم بالسعرات الحرارية على النحو الموصى به من قبل طبيبك أو اختصاصي التغذية، ويُنصح بممارسة أنشطة مثل: المشي السريع أو الركض أو السباحة لمدة 150 إلى 300 دقيقة أسبوعيًا، وقد تستفيد أيضًا من تلقي دعم نفسي من اختصاصي رعاية صحية مدرب للمساعدة في تغيير طريقة تفكيرك في الطعام والأكل، وإذا كانت التغييرات في نمط الحياة وحدها لا تساعدك على إنقاص الوزن، فقد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية التي تقلل من امتصاص الدهون أثناء الهضم، وفي حالات معينة قد يوصي باللجوء إلى الجراحة لإنقاص الوزن.