السمنة عند الأطفال والمراهقين

تعتبر السمنة عند الأطفال والمراهقين من أشيع المشكلات الصحية وأخطرها في عصرنا، حيث بلغت نسبة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة أكثر من 13%، والسبب الأساسي للسمنة عندهم هو اختلال التوازن بين السعرات الحرارية التي يتم اكتسابها والسعرات الحرارية التي يتم إنفاقها وحرقها.

ما هي أسباب السمنة؟

للسمنة عند الأطفال والمراهقين العديد من الأسباب، أهمها:

  • زيادة الاعتماد على الأطعمة غير الصحية والوجبات السريعة المشبعة بالدهون والزيوت التي تتراكم في الجسم على شكل شحوم، والأطعمة الغنية بالسكريات التي تزيد من نسبة هرمون الأنسولين، ما يؤدي لتخزين السكر في الكبد والعضلات، ثم تحويلها لدهون تتراكم في الجسم، وهذه الظاهرة منتشرة بكثرة لدى الأطفال والمراهقين.
  • نمط الحياة الكسول وقلة الحركة كالبقاء مطولًا أمام شاشة التلفاز وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
  • زيادة هرمون الأنسولين في الجسم : تؤدي زيادة هرمون الأنسولين في الجسم لتخزين الدهون والكربوهيدرات على شكل شحوم تتراكم في البطن والعنق، سيرتفع هذا الهرمون عند المراهقين على وجه الخصوص بسبب النمو السريع الذي يحدث لديهم، فضلًا عن ارتفاع بقية الهرمونات التي بدورها ترفع السكر في الدم، وبالتالي سترفع من هرمون الأنسولين كرد فعل على ارتفاع السكر.
  • تناول بعض الأدوية: يوجد العديد من الأدوية التي تحدث زيادة في الوزن منها مانعات الحمل الفموية ومضادات الاكتئاب والكورتيزون والأدوية الفاتحة للشهية التي يتم تناولها لعلاج نقص الوزن، وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج داء السكري.
  • وجود أمراض مزمنة واضطرابات غدية عند الطفل أو المراهق مثل قصور الدرق وغيرها من الحالات التي تسبب حدوث سمنة مفرطة.
  • عوامل وراثية: ففي حال كان أحد الأبوين يعاني من السمنة، ستزيد احتمالية إصابة الأطفال بالسمنة. [1]

اقرأ أيضًا: ما هي مراحل السمنة؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

ما هي أضرار السمنة عند المراهقين والأطفال؟

للسمنة العديد من التأثيرات السلبية عند المراهقين والأطفال، فهي تؤهب لزيادة احتمال حدوث الأمراض القلبية والوعائية وحالات السكتة الدماغية، وأمراض المفاصل التنكسية بسبب زيادة العبء على المفاصل نتيجة للوزن الزائد.

 تزيد السمنة أيضًا من احتمال حدوث انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وبالتالي حدوث نقص الأكسجة، وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول والشحوم الثلاثية، وبالتالي تؤهب لحدوث تصلب في الشرايين وتشكل خثرات دموية، بالإضافة إلى الآثار النفسية السلبية التي تسببها السمنة كقلة ثقة المراهق بنفسه عندما يقارن نفسه مع أصدقائه وما تخلفه من اكتئاب وعزلة وعدوانية.

هنا يجب إعادة التأكيد على العواقب الصحية الشائعة لزيادة الوزن والسمنة، حيث يُعد ارتفاع مؤشر كتلة الجسم أحد عوامل الخطر الرئيسية للأمراض غير السارية مثل:

  • بعض أنواع السرطان (بما في ذلك سرطان بطانة الرحم والثدي والمبيض والبروستات والكبد والمرارة والكلى والقولون).
  • أمراض القلب والأوعية الدموية (أمراض القلب والسكتة الدماغية بشكل رئيسي)، والتي كانت السبب الرئيسي للوفاة في عام 2022.
  • الاضطرابات العضلية الهيكلية (خاصة هشاشة العظام، وهو مرض تنكسي شديد الإعاقة يصيب المفاصل).

كيف نعالج السمنة عند الأطفال والمراهقين؟

لعلاج السمنة عند الأطفال والمراهقين يجب أن نتحرى السبب أولاً، ففي حال وجود أمراض مسببة مثل: قصور الدرق، يجب علاجها، وفي حال عدم وجود أمراض مسببة، عندئذٍ ينصح بالحمية الغذائية منخفضة السكريات والدهون، وتجنب تناول الأطعمة السريعة والمحلاة مع ممارسة التمارين الرياضية البسيطة يوميًا.

 هناك العديد من الحميات ذات المنفعة، والتي يمكن اتباعها وتطبيقها لدى الأطفال والمراهقين. لا نلجأ للعلاج الجراحي لإنقاص الوزن كإجراء عملية قص المعدة أو طي المعدة إلا في حال كانت البدانة مفرطة وغير مستجيبة للعلاج المحافظ بعد تجربته لفترة طويلة؛ وبالطبع يجب إخبار المريض وأقربائه بآثارها الخطيرة الممكنة.

الأطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل أكثر عرضة للتغذية غير الكافية قبل الولادة، وفي مرحلة الرضاعة، وفي مرحلة الطفولة المبكرة، وفي الوقت نفسه يتعرض هؤلاء الأطفال للأطعمة الغنية بالدهون والسكر والملح والأطعمة الغنية بالطاقة والفقيرة بالمغذيات الضرورية، والتي تميل إلى أن تكون أقل تكلفة ولكن أيضاً أقل جودة من حيث الفائدة الغذائية. 

تؤدي هذه الأنماط الغذائية، جنبًا إلى جنب مع انخفاض مستويات النشاط البدني، إلى زيادات حادة في معدلات السمنة عند الأطفال والمراهقين.

هل يمكن الوقاية من السمنة؟

يمكن الوقاية إلى حد كبير من زيادة الوزن والسمنة، وبالتالي منع الأمراض المرتبطة بهما. تعد البيئات والمجتمعات الداعم الأساسي في تجنب حدوث السمنة؛ من خلال تشجيع اختيار الأطعمة الصحية وممارسة النشاط البدني المنتظم، وبالتالي منع زيادة الوزن والسمنة. 

على المستوى الفردي، يمكن تشجيع الطفل والمراهق على زيادة استهلاك الفاكهة والخضروات، وكذلك البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات، والانخراط في نشاط بدني منتظم (المفضل هو 60 دقيقة على الأقل في الأسبوع  بالنسبة للأطفال، و150 دقيقة موزعة على الأسبوع بالنسبة للبالغين).

يمكن أن تلعب صناعة الأغذية دورًا مهمًا في تعزيز النظم الغذائية الصحية من خلال:

  • تقليل محتوى الدهون والسكر والملح في الأطعمة المصنعة.
  • ضمان إتاحة الخيارات الصحية والمغذية وبأسعار معقولة لجميع المستهلكين.
  • تقييد تسويق الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والملح والدهون، وخاصة تلك التي تستهدف الأطفال والمراهقين. [2]

إن مخاطر السمنة عند الأطفال والمراهقين لا تعد ولا تحصى، وترتبط بحدوث العديد من الأمراض المزمنة والحالات الخطيرة، ويجب الوقاية منها وعلاجها من خلال الالتزام بنمط حياة صحي واستخدام الأدوية المناسبة عند اللزوم. 

اقرأ أيضًا: ما هي أبرز مخاطر السمنة؟

المراجع

[1] Childhood Obesity Facts, www.cdc.gov, retrieved 16/2/2023

[2] Childhood obesity, www.mayoclinic.org, retrieved 16/2/2023

Loading spinner
Share your love