تحتوي المكملات الغذائية على مكونات خاصة مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والأنزيمات ومضادات الأكسدة أو عناصر غذائية أخرى. تتوفر هذه المكملات بأشكال صيدلانية عديدة، بما في ذلك الكبسولات والعلكة والمساحيق والشراب والحبوب الفوَّارة، وعادةً ما تسوَّق هذه المنتجات على أنها طريقة سهلة وفعالة لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية وتستخدم بدون وصفة طبية.
المحتويات
هل المُكملات الغذائية ضرورية؟
في الحالة الطبيعة يمكن الحصول على جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم من خلال النظام الغذائي بالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء دون الحاجة لأي أدوية أو إضافات، ولكن في بعض الحالات الطبية والفيزيولوجية يُوصي فيها الأطباء بتناول فيها مكملات غذائية معينة وبجرعات محددة لتلبية احتياجات الجسم. إن النقطة الأساسية التي يجب توضيحها عند الحديث عن المكملات الغذائية هي أنها مصممة لتكمِّل، لا أن تحل محل العناصر الغذائية أو المركبات الأخرى في النظام الغذائي الطبيعي، وهذا يعني أنه حتى مع تناول مكمل غذائي، لا يزال من الضروري تناول نظام غذائي متنوع ومتوازن.
من الواضح تزايد تركيز الناس على الصحة، حيث أنهم يولون مزيدًا من الاهتمام بخياراتهم الغذائية، ويحسّنون أنظمتهم الغذائية ويحاولون بذلك دعم مناعتهم وصحتهم، لكن لا يدرك المستهلكون أن المكملات الغذائية يمكن أن تكون غير مناسبة أو حتى ضارة إذا استُخدمت بشكل غير صحيح، ووفقًا للمسح السنوي الذي أجراه مركز التغذية المسؤول عن المكملات الغذائية في الولايات المتحدة، تبين أن أكثر من ثلاثة أرباع البالغين تناولوا مكملات غذائية في العام الماضي، أي أكثر من أي وقت مضى.
المكملات الغذائية بين الحقائق والخرافات
فيما يلي فيما بعض المعلومات الهامة عن المكملات الغذائية والتي يجب معرفتها قبل اتخاذ القرار الأكثر صحةً لجسمك:
العديد من المكملات الغذائية لا تخضع لتجارب سريرية مثل تلك التي تخضع لها الأدوية.
تخضع الأدوية لاختبارات وتجارب صارمة قبل طرحها في الأسواق، بينما لا تُجرى هذه الاختبارات على المكملات الغذائية ولا تحتاج أغلب المكملات الغذائية لإثبات أنها آمنة من قبل إدارة الغذاء والدواء. ولكن الهيئات والمنظمات المعنية تطلب من شركات الأدوية التي تصنع المكملات الغذائية الإبلاغ عن الآثار الجانبية لها، وقد تتخذ إدارة الغذاء والدواء إجراءات معينة بناءً على هذه النتائج، ومن الأمثلة على ذلك الإيفيدرا وهو مكمل شائع له دور في إنقاص الوزن، حيث أبلغ المستهلكون عن أكثر من 16000 حالة من التأثيرات الضارة في الولايات المتحدة وحدها، بما في ذلك ما يقرب من 155 حالة وفاة من تناول المنتجات التي تحتوي على الإيفيدرا، قامت بعدها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بحظر استخدامه في عام 2004.
لا يمكن أن تحل المكملات الغذائية مكان النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية.
يمكن لمعظم البالغين تلبية جميع احتياجاتهم من خلال نظام غذائي متوازن وصحي وغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، ومن المعروف أن أساس الصحة الجيدة هو اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الكافي، والتواصل الاجتماعي الجيد، وتجنب التدخين.
ومع ذلك، في بعض الحالات الطبية المعينة لا يكون الطعام وحده كافيًا، ويمكن أن يساعد تناول الفيتامينات والمعادن على سد الفجوات الغذائية وتحسين الصحة. على سبيل المثال، تنصح جميع النساء الحوامل بتناول حمض الفوليك، وفيتامين ب 12 عند الأشخاص النباتيين، وأوميغا 3 عند المصابين بالخمول وضعف الذاكرة.
يجب استشارة الطبيب قبل البدء بتناول المكملات الغذائية
يمكن لبعض المكملات أن تتداخل مع عمل الأدوية الموصوفة من خلال عدد من التفاعلات المختلفة، وبالتالي تجعل الأدوية، أكثر أو أقل فعالية. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون بعض المكملات غير مناسبة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة معينة، ما قد يتسبب بآثار جانبية غير مرغوب فيها.
على سبيل المثال، إذا كنت تتناول دواء الوارفارين (مميع للدم)، فإن فيتامين K، الذي يعزز تخثر الدم، يمكن أن يتداخل معه ويؤدي إلى آثار سلبية، كما يمكن أن يؤثر الكالسيوم الزائد في أمراض القلب والشرايين، ويمكن أن يرفع فيتامين B نسبة السكر في الدم عند بعض مرضى داء السكري، وقد يتسبب تناول الكثير من فيتامين D في ظهور أعراض عديدة مثل ضعف الشهية وفقدان الوزن وعدم انتظام نبضات القلب، كما أن الجرعات العالية من فيتامين A يمكن أن تسبب تشوهات خلقية للجنين. ولتجنب كل هذه التفاعلات والآثار الجانبية، يُوصى دائمًا باستشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي مكمل غذائي.
قد لا تكون الجرعات المكتوبة على المكملات الغذائية دقيقة
من الشائع أن تدعي الملاحظات المكتوبة على المكملات الغذائية أنها توفر 100% من حاجات الجسم، ولكن في الواقع يمكن أن يحتوي بعضها على أقل من 10% من الحاجة، ولذلك يُنصح عند تناول المكملات الغذائية، اختيار تلك التي خضعت للاختبارات والتي تنتجها الشركات الموثوقة.
يُفضل أيضًا اختيار المكملات التي خضعت لاختبار طرف ثالث. يتضمن اختبار الطرف الثالث شركة غير مرتبطة بالمورد أو الشركة المصنعة للمنتج، تقوم باختبار المنتج للتأكد من احتوائه على ما تنص عليه ملصقاته، كما تتأكد من عدم وجود أي شيء في المنتج غير مدرج على الملصق، مثل المعادن الثقيلة وغيرها من الملوثات التي قد تكون ضارة. يمكن البحث والعثور على المكملات التي اُختبرت من قبل طرف ثالث، ولكن يمكن أن تكون أغلى، ولا تتوفر في كل الصيدليات.
ليس بالضرورة أن تقوم المكملات بكل ما تتوقعه منها
يمكن أن تُحسن المكملات الغذائية الصحة عند الذين يعانون من نقص أو عوز معين، ولكن ليس كل المكملات المتاحة تحمل الفوائد المتوقعة، ووفقًا لإدارة الغذاء والدواء، في الوقت الحالي لا يمكن للمكملات الغذائية أن تثبت بشكل قانوني أنها تعالج المرض أو تمنعه. بمعنى آخر لا تعتبر المكملات الغذائية حبوبًا سحرية توفر صحة جيدة دائمة.
الاعتدال في تناول المكملات هو الأفضل دائمًا
عندما يتعلق الأمر بالمكملات الغذائية، فالإفراط فيها ليس دائمًا هو الحل المناسب، في الواقع يمكن أن تكون الزيادة في بعض الأحيان خطيرة، ونظرًا لأن مكملات الفيتامينات والمعادن متوفرة بدون وصفة طبية، قد يفترض الناس أنها آمنة بأي جرعة، وهذا خاطئ تمامًا.
بالإضافة لذلك فالجرعات الكبيرة من بعض الفيتامينات يمكن أن تؤثر على عمل أجهزة الجسم. على سبيل المثال، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن تناول الكثير من فيتامين C يمكن أن يتعارض مع قدرة الجسم على امتصاص النحاس، وهو معدن ضروري للجسم، بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تناول الكثير من فيتامين C أو الكالسيوم إلى الإسهال وآلام المعدة. ويمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الفوسفور إلى تثبيط امتصاص الجسم للكالسيوم.
المكملات الغذائية الحاوية على فيتامين C لا تمنع الزكام والإنفلونزا
على الرغم من وجود شريحة كبيرة من الناس تعتقد أن فيتامين C يمكن أن يمنع الإصابة بالزكام والإنفلونزا، إلا أن ذلك ليس صحيحًا. على سبيل المثال، أجرى باحثون من جامعة كولومبيا عدة دراسات لمعرفة ما إذا كان فيتامين C يقلل من حدوث نزلات البرد عند استخدامه إما كمكملات منتظمة مستمرة كل يوم أو كعلاج عند بداية أعراض المرض. أظهرت الدراسات أن المكملات التي تحتوي على فيتامين C لا تمنع نزلات البرد والإنفلونزا، ولكنها قد تقلل من شدة الأعراض والمدة الزمنية للمرض في بعض الحالات.
المكملات الغذائية الحاوية على فيتامين D لا تقي من السرطان
أجرى العلماء عددًا كبيرًا من الدراسات للتحقق فيما إذا كان فيتامين D يساعد في تقليل أو علاج السرطان، ولم يظهر أي دليل علمي على ذلك.
في عام 2018، أجريت دراسة ألمانية شملت 25871 مشاركًا للتحقق من دور مكملات فيتامين D في الوقاية من الإصابة بالسرطان، ووجد الباحثون أن الاستخدام المنتظم لهذه المكملات الغذائية لم يؤدِّ إلى انخفاض معدل الإصابة بالسرطان.