لماذا لا أستمتع بأي شيء؟

جميعنا نمرّ بمرحلة إلغاء موعد مع أصدقائنا للبقاء في المنزل أو عدم وجود دافع لتحضير العشاء وكل ما ترغب به هو الجلوس وحدك دون فعل أي شيء، لكن أحيانًا تتحول هذه الحالة إلى مشكلة حقيقية ويصبح من الصعب عليك الاستمتاع بالأشياء التي تحبها كما كنت تفعل سابقًا، وهنا تتحول حياتك إلى ملل دائم ولا يوجد ما يرضيك أو يريحك، لذلك عليك أن تعرف السبب الكامن وراء ذلك وتجد حلًا مناسبًا له لتستعيد استمتاعك بالحياة من جديد.

ماذا يعني ألا تستمتع بأي شيء؟

هو حالة تصل فيها إلى مرحلة عدم الاستمتاع بأي نشاط اعتدت على ممارسته والاستمتاع به، وتعد حالة انعدام التلذذ عرَض شائع للعديد من الأمراض النفسية مثل: الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب ثنائي القطب.

هناك علامات تدل على أنك فقدت المتعة بممارسة أي من النشاطات العادية مثل: الانسحاب الاجتماعي والابتعاد عن التجمعات لأنك لم تعد تستمتع بهذه النشاطات بعد الآن، أيضًا انخفاض المتعة بالأنشطة اليومية المعتادة، وقلة العلاقات الاجتماعية والانسحاب من العلاقات الحالية بهدف الابتعاد عن الجميع، وعدم الاستمتاع بممارسة هواياتك.

ومن الأمثلة التي تدل على أنك وصلت إلى مرحلة انعدام التلذذ:

  • كنت تحب لعب كرة القدم مع الأصدقاء في المساء، لكنك الآن لم تعد ترغب في ذلك، كما أن ليس لديك رغبة في التواصل مع أي أحد من فريقك.
  • اعتدت أن يكون الطهي إحدى هواياتك المفضلة إلا أنك الآن لم تعد مهتمًّا به لدرجة أن أحيانًا عليك تذكير نفسك بتناول الطعام.
  • لم يعد الخروج مع الأصدقاء ممتعًا وأصبح نشاطًا لا ترغب في ممارسته بعد الآن.
  • لم تعد تشعر بالفرح والمتعة في النشاطات التي كانت تجلب لك السعادة مثل: مشاهدة مسرحية أو الذهاب إلى حضور فيلم لممثلك المفضل. [1]

اقرأ أيضًا: هل يؤثر الاكتئاب على أدائك في العمل؟

ما أسباب انعدام التلذذ؟

يعتبر انعدام التلذذ عرض شائع لاضطراب الاكتئاب الرئيسي الذي يصيب الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 عامًا، ويتم تشخيصه لدى الإناث عند الولادة بمعدل 1.5-3 أعلى من الذكور، وله علاقة بالتعرض لصدمات وأحداث قاسية، بالإضافة إلى دور الوراثة في ذلك مثل: وجود قريب مصاب بالاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب وغيرها من الأمراض النفسية. 

كما تشمل عوامل الخطر التي تزيد فرصتك في اختبار ذلك وجود قصة مرضية للإصابة بأحد الأمراض النفسية مثل: اضطراب القلق أو اضطراب الأكل أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو الإصابة بمرض خطير مثل: السرطان أو الآلام المزمنة أو أمراض القلب، كما قد يكون نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين د أو اضطرابات الغدة الدرقية له دور في الإصابة بالاكتئاب.

 يعتقد العلماء أن انعدام التلذذ يرتبط مع تغيرات في الدماغ، فقد يكون هناك مشكلة في إنتاج الدوبامين (هرمون السعادة) أو في الطريقة التي يستجيب بها دماغك له، إذ تشير بعض الأبحاث أن المستقبلات العصبية للدوبامين الموجودة في قشرة الفص الجبهي في الدماغ تكون مفرطة النشاط عند مرضى انعدام التلذذ. [2]

كيف تخرج من حالة انعدام التلذذ؟

قد يكون علاج هذه الحالة صعبًا أحيانًا، ففي كثير من الحالات يبدأ العلاج بمعالجة المشكلة العقلية التي من المحتمل أنها السبب في ذلك مثل: الاكتئاب، بالإضافة إلى بعض الطرق الأخرى التي يمكنك اعتمادها لتخرج من هذا الحالة بأفضل طريقة:

  1. إجراء تغييرات في نمط حياتك تساهم في موازنة الدوبامين في جسمك، فالبرغم من أن الوراثة تلعب دورًا في امتلاك البعض لقيم دوبامين غير متوازنة، لكن هناك الكثير من العادات القابلة للتعديل التي تساعد في موازنة مستويات الدوبامين مثل: النوم لساعات كافية، وممارسة الرياضة أو زيادة النشاط الفيزيائي عمومًا، وتقليل مستويات الإجهاد النفسي، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، ومحاولة الانخراط في علاقات اجتماعية أي التواصل مع أشخاص تشعر بالأمان معهم حتى لو كنت لا ترغب بذلك.
  2. قلل استخدام الأجهزة الإلكترونية خاصة في الليل قبل النوم، فقد أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا أساسيًّا من حياتنا، وعندما يعتاد دماغك على الاستمتاع بالفيديوهات والألعاب الإلكترونية وغيرها يضعف قدرته على الاستمتاع بالتجارب غير الإكترونية؛ لهذا يمكنك البدء في تقليل استخدامها قبل النوم فبذلك تعتاد شيئًا فشيئًا على الابتعاد عنها وتحسين أسلوب نومك من ناحية أخرى.
  3. تعامل مع نفسك بلطف وتعاطف معها وقلّل الأفكار السلبية مثل: أنك لن تتحسن ولا تستحق العناء، وحاول كتابة ما تفكر به على ورقة من أفكار إيجابية وسلبية وسبب مراودة هذه الأفكار إلى عقلك، فبذلك تنظر إلى الجوانب الإيجابية من شخصيتك مما يحسن مزاجك ويدفعك نحو التحسن.
  4. فكر بالأشياء البسيطة التي تشعر بالامتنان لوجودها في حياتك مثل: تناول طعامك المفضل، أو النوم على سرير مريح كل ليلة، أو جمال ظهور القمر في الليل، فهذا يساعدك على النظر إلى الجوانب الإيجابية المنسية في حياتك. [3]
  5. حاول ممارسة التمارين التي كنت تستمتع بها سابقًا، فمن المحبط حقًأ أن تجد نفسك لم تعد مهتمًا بنفس الأشياء السابقة؛ لهذا يمكنك تغيير هدفك في ممارستها مثل: أن تبدأ بفعل هذه النشاطات بقصد تحسين الطريقة التي تشعر بها والبدء بفترات زمنية قصيرة مثل: قضاء 15 دقيقة على برنامج كنت تستمتع بمشاهدته، فبذلك تستطيع مع الوقت العودة إلى حياتك السابقة. [4]

اقرأ أيضًا: 5 طرق فعالة للحفاظ على الصحة النفسية

بالرغم من أن انعدام التلذذ قد يكون دليلًا على حالة صحية عقلية خطيرة لكن من المهم ألا تشخص هذا بنفسك، وبدلًا من ذلك تحدث إلى طبيبك النفسي على تطبيق كيورا في أقرب فرصة وهو سيساعدك في تجاوز هذه الحالة بطرق صحية ومفيدة لك.

المراجع

[1] Feel like you don’t enjoy anything anymore? There’s a name for that-here are 8 ways you can break through it. Real Simple, 1/6/2023

[2] What is anhedonia? Healthline, 1/6/2023

[3] What is anhedonia? Webmd, 1/6/2023

[4] Anhedonia. Osmosis, 1/6/2023

Loading spinner
Share your love