كسور الأنف هي أشيع كسور عظام الوجه بسبب بروز الأنف وكبر حجمه مقارنة ببقية أعضاء الوجه. قد تحدث كسور الأنف في عظم الأنف أو غضروفه. يعد النشاط الرياضي وحوادث السيارات والاعتداء والسقوط من أكثر آليات إصابة الأنف شيوعًا. تحدث رضوض الأنف عند الذكور أكثر من الإناث بنحو الضعف، خصوصًا في العقد الثاني والثالث من العمر.
يميل كبار السن للإصابة بكسور كبيرة بسبب هشاشة عظامهم، بينما يعاني الأطفال من كسور الغصن النضر بسبب التركيب الغضروفي الأكبر والتعظم غير الكامل لعظام الأنف عندهم. يمكن تصنيف كسور الأنف على أنها أحادية أو ثنائية الجانب، ومفتتة أو متبدلة. بالإضافة إلى ذلك، قد تمتد الكسور إلى العظام المحيطة، بما في ذلك الفك العلوي أو الجيوب الأنفية أو الجيوب الأنفية الأمامية. تؤدي كسور الأنف إلى تشوه في شكل الأنف، ووذمة أنفية داخلية وخارجية، ورعاف، وكذلك كدمات حول العين، ويجب علاجها بسرعة وفعالية.
المحتويات
أسباب كسور الأنف والعوامل المؤهبة لها
يعدُّ الرض المفاجئ على الأنف هو السبب الأكثر شيوعًا لكسور الأنف، وغالبًا ما تترافق كسور الأنف مع إصابات أخرى في الوجه أو الرقبة. تشمل الأسباب الشائعة لكسر الأنف ما يلي:
- السقوط.
- إصابة الأنف أثناء ممارسة الرياضة.
- حوادث السيارات.
بعض المجموعات معرضة بشكل تلقائي لخطر الإصابة بكسر في الأنف، بغض النظر عن مشاركتها في الألعاب الرياضية أو الأنشطة البدنية الأخرى، وهم الأطفال وكبار السن. وتعتبر حالات السقوط شائعة بينهم.
تصنيف كسور عظام الأنف
يمكن تصنيف كسور عظام الأنف من الناحية الجراحية والتشريحية للأنواع التالية:
1 – الكسور الجانبية المتبدلة
تحدث بشكل ثانوي لضربة جانبية على الأنف. يتم دفع عظام الأنف إلى الجانب المقابل للقوة الصادمة. تعد الكسور الناتجة عن الإصابة الجانبية من أكثر أسباب كسور الأنف شيوعًا ويمكن علاجها بشكل أسهل، إذ تعالج غالبيتها عن طريق الرد المغلق، وعادةً ما تصل إلى الجزء الظهري من الحاجز الأنفي.
2 – الكسور الانضغاطية الخلفية
تحدث بشكل ثانوي لضربة مباشرة على عظام الأنف، والتي يتم دفعها للداخل باتجاه عظم الفك العلوي. تشمل الحاجز الأنفي دائمًا. يمكن أن يترافق هذا النوع من الكسور مع كسور العظام الغربالية الحجاجية الأنفية، ويكون علاجها معقدًا وصعبًا في بعض الحالات.
3 – الكسور المفتتة للغضروف الأنفي الجانبي
يحدث تفتت الغضروف العلوي للأنف عادةً بسبب ضربة قوية على منتصف الأنف، كما يحدث في حوادث السيارات مع اصطدام عجلة القيادة بالأنف، وقد تترافق بخلع الغضروف الأنفي عن العظم. يكون تشخيص هذا النوع من الكسور سريريًا في الغالب لأن الغضروف غير مرئي عن طريق التصوير الشعاعي، وقد يلجأ الأطباء للتصوير بالطبقي المحوري لتأكيد التشخيص.
4 – كسر العظم الأنفي الأمامي
يمكن أن تكون كسور العظم الأنفي الأمامي معزولة أو مرتبطة بكسور الأنف الأخرى، وغالبًا ما تترافق بخلع أو كسر في الحاجز الأنفي. يحدث هذا الكسر جنبًا إلى جنب مع الإصابات الوجهية التي تحدث في سياق حوادث السير. إذا كانت كسور العظم الأنفي الأمامي معزولة، فلا تتطلب عادةً علاجًا جراحيًا.
5 – كسور الحاجز الأنفي
غالبًا ما تشمل كسور الأنف الحاجز الأنفي ويجب تقييمه لتحديد ما إذا كان العلاج ضروريًا. إذا كانت قوة التأثير ضعيفة، فعادة ما تنكسر عظام الأنف بدون كسور الحاجز، لكن وجود قوى أكبر قد يؤدي إلى كسر الحاجز. غالبًا ما تؤدي إصابات الحاجز الأنفي إلى اختراق مجرى الهواء الأنفي، وتكون الحاجة إلى الإصلاح الجراحي بناءً على أعراض المريض.
قد تؤدي إصابات الحاجز الأنفي إلى فقدان دعم الأنف الغضروفي مما قد يتطلب إعادة بناء تجميلي لاحقًا.
كيف يتم تشخيص كسور الأنف؟
يتم تشخيص كسور الأنف فقط من خلال القصة المرضية والأعراض والفحص السريري، وفي حال وجود ألم شديد، قد يستخدم الطبيب مخدرًا موضعيًا قبل الفحص السريري. يشير وجود انحراف وعدم تناسق في ظهر الأنف إلى إصابة رضية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الأعراض الأخرى مثل الرعاف والكدمات حول الحجاج والوذمة الأنفية الداخلية تشير أيضًا إلى احتمال وجود إصابة بالأنف. يجب إجراء فحص الأنف الخارجي والداخلي للكشف عن أذيات محتملة. وقد يطلب الطبيب إعادة الفحص في غضون يومين أو ثلاثة أيام بمجرد زوال التورم لتسهيل رؤية الإصابات وتشخيص الحالة.
يجب تدبير أورام الحاجز الدموي التي يتم تشخيصها أثناء الفحص بشكل سريع. يؤدي الفشل في التعرف على الورم الدموي ومعالجته إلى تنخر وانثقاب الحاجز وربما تشوه دائم في الأنف. لا يوجد دور كبير للصور الشعاعية البسيطة أو التصوير المقطعي المحوسب لتشخيص كسور الأنف إلا في حالات خاصة، فالتشخيص الرئيسي سريري. من الصعب أيضًا التمييز بين الكسور القديمة والكسور الجديدة عن طريق التصوير الشعاعي، ولا يكتشف التصوير أيضًا الإصابات الغضروفية، والتي تظهر بشكل أكثر شيوعًا في إصابات الأطفال.
يجب الحصول على قصة مرضية مفصلة لتحديد التغيرات الوظيفية في التنفس الأنفي، والتغيرات في الشم، والرعاف، والمفرزات الأنفية، أو الشعور بطعم حلو أو مالح لاستبعاد احتمال تسرب السائل الدماغي الشوكي، بالإضافة للتاريخ الطبي للمريض فيما يتعلق بأي إصابة سابقة للأنف أو كسر في الأنف أو الحساسية أو التهابات الجيوب الأنفية. وتشمل أعراض كسر الأنف ما يلي:
- ألم في الأنف أو حوله.
- انحناء أو تشوه شكل الأنف.
- انتفاخ في الأنف أو تورم، ما قد يؤدي إلى انحناء الأنف حتى لو لم يكن مكسورًا.
- نزيف مستمر من الأنف.
- انسداد الممرات الأنفية الهوائية.
- كدمات حول الأنف والعين تختفي عادة بعد يومين أو ثلاثة أيام.
- صوت فرك أو صرير عند تحريك الأنف.
ومن الأعراض التي تتطلب علاجًا طبيًا فوريًا:
- النزف بغزارة ودون توقف.
- تسرب سوائل صافية من الأنف.
- صعوبة في التنفس.
- تشوه شديد في عظام الأنف.
- في حال وجود إصابة مرافقة في الرأس أو الرقبة.
كيف يتم علاج كسور الأنف؟
من الضروري التركيز على التوقيت المناسب للعلاج للحصول على نتائج جيدة بعد الجراحة. توجد فترتان مثاليتان لعلاج كسور الأنف، الفترة الأولى تقع خلال أول 3 ساعات من الإصابة، قبل ظهور وذمة الأنسجة الرخوة، والتي غالبًا ما تحجب التشريح الأساسي، والفترة الثانية تمتد ما بين 3 إلى 10 أيام، بعد زوال غالبية التورم. بعد هذه الفترة، يبدأ النسيج الضام الليفي في التطور داخل خط الكسر ويعيق الجراحة.
بالنسبة للإصابات المباشرة مثل كسور الأنف المعزولة من جانب واحد، غالبًا ما يتم استخدام الرد المغلق. في المقابل، تتطلب الإصابات الشديدة أو الكسور القديمة التي تزيد عن 4 أسابيع ردًا مفتوحًا لعظام الأنف. لا يتم عادةً إجراء الرد المغلق، أو تجميل الأنف، أو رأب الحاجز الأنفي إلا بعد مرور 3 إلى 10 أيام من الإصابة، بعد زوال التورم.
إصابات الأنف لا تهدد الحياة، لكنها إذا لم ترد بشكل كافٍ، فيمكن أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة طويلة المدى في الأنف، بما في ذلك انخفاض ذروة الأنف وتشوه الأنف، بالإضافة إلى انسداد مجرى الهواء الأنفي المستمر. بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تؤدي كسور الأنف لدى الأطفال إلى سوء نمو العظام الأنفية والوجهية.
يجب وصف مسكنات للألم وربما مضادات حيوية حسب الحالة. ومن الإسعافات الأولية التي يمكن القيام بها في المنزل في حال حدوث كسور الأنف:
- في حال النزف الأنفي، الجلوس والانحناء للأمام مع التنفس من الفم. لمنع دخول الدم إلى البلعوم.
- لتقليل التورم، وضع ثلج ملفوف بقطعة قماش على الأنف لمدة 15 إلى 20 دقيقة، ثلاث أو أربع مرات في اليوم.
- تناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتسكين الألم.
من المرجح أن يلتئم الأنف المكسور دون أي مشاكل، ولكن إذا لم تكن راضيًا عن شكل الأنف أو إذا كنت تواجه صعوبة في التنفس بشكل طبيعي، فإن جراحة الأنف الترميمية تعد خيارًا مناسبًا.