نوبات الهلع الليلية: أسبابها وعلاجها

قد تحدث نوبات الهلع في الليل وتتميز بالاستيقاظ بشكل مفاجئ مع أعراض جسدية مميزة مثل التعرق وتسرع القلب والتنفس، مع كثير من مشاعر القلق والخوف، لذلك لا بد من البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه النوبات وعلاجها بشكل فعال لما تحمله من أضرار نفسية وجسدية على الجسم.

ما الذي يسبب نوبات الهلع الليلية؟

لا يعرف الأطباء بالضبط ما الذي يسبب نوبات الهلع، ولكن يعتقد أن أدمغة الأشخاص المعرضين لها قد تكون حساسة بشكل خاص في استجابتها للخوف، حيث هناك صلة بين نوبات الهلع والرهاب، مثل: رهاب المدرسة أو رهاب الأماكن المغلقة.

هناك بعض الأسباب يمكن أن تجعلك أكثر عرضة للإصابة بنوبات الهلع، ومنها:

  • ارتفاع مستويات التوتر والقلق.
  • المشاعر السلبية المتكررة أو صعوبة التعامل مع هذه المشاعر.
  • أمراض واضطرابات جسدية أو نفسية.

يعتقد البعض أن هناك روابط بين نوبات الهلع وحالات مثل: الاكتئاب، وتدخين السجائر، والأفكار الانتحارية، والاضطراب العاطفي الموسمي وهو نوع من الاكتئاب يحدث في الشتاء.

كما قد يبدأ اضطراب نوبات الهلع بعد:

  • مرض مزمن أو حادث خطير.
  • وفاة صديق مقرب.
  • الابتعاد عن الأسرة.

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من اكتئاب شديد، على الرغم من عدم وجود دليل على أن إحدى الحالتين تسبب الأخرى، فإذا كان عمرك 40 عامًا أو أكثر وتعاني من اضطراب نوبات الهلع، فقد تكون مصابًا بالاكتئاب أو حالة طبية خفية أخرى تحتاج لمعالجة.

ماذا يحدث خلال نوبة الهلع الليلية؟

يمكن تقسيم الأعراض الأولية لنوبة الهلع في أي وقت من اليوم إلى ثلاث فئات، ولكي تكون نوبة هلع يجب أن تعاني من أربعة أو أكثر من هذه الأعراض المختلفة في وقت واحد، وتقسم هذه الفئات لما يلي:

الأعراض الجسدية:

  • التعرق الشديد.
  • القشعريرة.
  • خفقان القلب والشعور بضرباته.
  • الارتجاف والهياج.
  • الشعور بالدوار وعدم التوازن.
  • ضيق في التنفس.
  • انزعاج في الصدر والألم.
  • الإحساس بالوخز أو الخدر.

الأعراض العاطفية:

  • الخوف المفاجئ من الموت.
  • الخوف من فقدان السيطرة.
  • الخوف من التعرض للهجوم.
  • الخوف من وقوع كارثة.

الأعراض النفسية:

  • الشعور بالاختناق.
  • الشعور بالقلق الشديد.
  • الشعور بالانفصال عن نفسك أو الواقع.

اقرأ أيضًا: أبرز أسباب نوبات الهلع عند الأطفال والمراهقين

ما هو علاج نوبات الهلع الليلية؟

سواء كنت تعاني من نوبات هلع توقظك من نومك أو تحدث أثناء ساعات الاستيقاظ، فإنك تحتاج لرعاية طبية، حيث يختار العديد من الأشخاص بدء عملية العلاج من خلال تحديد موعد مع طبيبك.

يمكن لطبيبك مساعدتك عن طريق استبعاد الحالات الطبية والحالات الأخرى التي قد تكون سبب في حدوث نوبة الهلع، ويمكنهم أيضًا مناقشة خيارات العلاج الخاصة بك والتي تتضمن عادةً العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيجًا من كليهما.

العلاج النفسي:

يقوم العلاج النفسي على العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يعد فعالًا في علاج كل من نوبات الذعر النهارية والليلية، حيث أنه في العلاج المعرفي السلوكي يساعد المعالج الشخص على فهم أعراضه في بيئة آمنة دون أي مخاوف، كما يتيح العلاج المعرفي السلوكي للأشخاص تقنيات لإدارة قلقهم الناجم عن الذعر بشكل أفضل وتطوير هدوء نومهم بشكل أفضل.

العلاج الدوائي:

بالإضافة إلى العلاج النفسي أو بدلًا منه، قد يصف الطبيب دواءً واحدًا أو أكثر للمساعدة في علاج نوبات الهلع والقلق الناجم عنها، حيث ثبت أن العلاج بمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو البنزوديازيبينات، فعال بشكل خاص في علاج الأشخاص الذين يعانون من نوبات الذعر الليلية. 

غالبًا ما يتم علاج نوبات الهلع بالأدوية دون اللجوء للعلاج النفسي، كما قد تساعد الأدوية مثل: مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق في تقليل وتيرة وشدة نوبات الذعر الليلية.

كيف يتم التعامل مع نوبات الهلع الليلية؟

المشكلة في نوبات الهلع الليلية هي أنها تحدث دون سابق إنذار وبشكل مفاجئ، فقد لا يكون لديك متسع من الوقت لاستعداد أو إخبار مقدمي الرعاية المختصين، وعلى الرغم من أنه قد يبدو لك أن الأمر خارج عن إرادتك، إلا أن هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لإدارة النوبة والعودة إلى النوم:

  • تعلم كيفية التحكم في تنفسك.
  • ممارسة الحديث الذاتي الإيجابي.
  • تحدث إلى صديق أو أحد أفراد الأسرة.
  • استرخِ وحافظ على هدوئك. [1]

اقرأ أيضًا: كيف يمكنك التخلص من نوبات الهلع؟

ما هو الوقت المناسب لرؤية الطبيب؟

قد تشير هذه العلامات إلى أن الوقت قد حان للتحدث إلى طبيبك حول نوبات الهلع والعلاجات المحتملة:

  • إذا كنت تعاني من أكثر من نوبتي هلع في الشهر.
  • إذا كنت تواجه صعوبة في النوم أو الراحة خوفًا من الاستيقاظ بنوبة هلع أخرى.
  • إذا ظهرت عليك علامات وأعراض أخرى قد تكون مرتبطة بنوبات الهلع، مثل اضطرابات القلق أو اضطرابات التوتر.

ماذا تتوقع أن يحصل إذا استيقظت خلال نوبات الهلع؟

إذا استيقظت بنوبة هلع، فمن الطبيعي أن تشعر بالارتباك الشديد والخوف، فقد تبدو الأعراض مخيفة، وقد تجد صعوبة في معرفة ما إذا كنت تحلم أم لا، أو أنك تعاني من نوبة قلبية، فالأعراض مثل آلام الصدر شائعة.

لا تستمر معظم نوبات الهلع أكثر من 10 دقائق وتتضاءل الأعراض بالتدريج مع تقدم المرحلة، فإذا استيقظت بنوبة هلع، قد تكون في ذروة الأعراض ثم تبدأ بالتراجع من تلك النقطة. [2]

خلاصة القول، ليس من الواضح سبب تعرض الناس لنوبات هلع، لكن بعض المحفزات قد تجعل فرص التعرض لنوبة هلع أكثر احتمالًا، فقد يكون لديك نوبة هلع واحدة فقط، أو قد يكون لديك عدة نوبات. عمومًا هذه الحالة قابلة للعلاج، ويمكنك اتخاذ خطوات في الوقت الحالي لتخفيف الأعراض، كما يمكنك أيضًا العمل على منع نوبات الهلع المستقبلية بالعلاج والأدوية، ولا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق كيورا، لتشخيص حالتك بدقة والحصول على العلاج المناسب لك، انضم الآن لبرنامج الهلع.

المراجع

[1] What Are Nocturnal Panic Attacks?, Katharina Star, PhD, https://www.verywellmind.com/, retrieved 6/2/2022

[2] Why You Might Be Waking Up with a Panic Attack?, www.healthline.com,  retrieved 6/2/2022

Loading spinner
Share your love