يُجري الأطباء بشكل روتيني مجموعة من الفحوصات والاختبارات على الأطفال حديثي الولادة للتأكد من عدم إصابتهم بأي أمراض أو حالات وراثية، لأن الكشف المبكر عن هذا الأمراض يزيد احتمالية الشفاء عند الأطفال، ويجنبهم العديد من المشاكل الصحية في المستقبل؛ لأن ما يقارب 2-3% من الأطفال حديثي الولادة يولدون بأمراض وراثية، قد يكون بعضها خطيرًا. في هذا المقال سنتعرف على هذه الفحوصات والاختبارات وفائدتها وتوقيت إجراء كل منها.
المحتويات
ما هي فحوصات حديثي الولادة وما فائدتها؟
يحتاج الطفل بعمر يوم أو يومين مجموعة من الفحوصات للتأكد من صحته وعدم وجود أي أمراض أو مشاكل صحية، وتتضمن فحص الدم والسمع والقلب.
قد يولد الطفل ولديه مشكلة طبية، وحتى لا يتأخر تشخيص هذه المشكلة يجب إجراء فحوصات الكشف المبكر قبل ظهور أي أعراض أو علامات، بالإضافة لذلك فالعديد من الأمراض التي تترك دون علاج تكون مهددة للحياة، أو تؤثر على الجهاز العصبي والتطور العقلي للطفل، أو تسبب له عجزًا جسديًّا دائمًا.
الفحوصات التي تجرى بعد الولادة مباشرة
تجرى هذه الاختبارات في غرفة الولادة، وأهمها:
- قياس الوزن والطول ومحيط الرأس، ومقارنتها مع الأرقام المعيارية للتأكد من أن نمو الطفل طبيعي.
- قياس حرارة الطفل.
- قياس عدد مرات التنفس ومعدل ضربات القلب.
- ملاحظة لون البشرة ومدى نشاط الطفل وحركاته.
- إعطاء الطفل قطرات عينية أو مرهم لتجنب حدوث أي عدوى جرثومية في العين.
- إعطاء الطفل حقنة من فيتامين ك لتجنب حدوث نزف.
ثم يحمم الطفل وينظف ما تبقى من الحبل السري جيدًا لينقل بعدها إلى غرفته. يعطي الطبيب الأهل تعليمات حول تغذية الطفل وتنظيفه.
الفحوصات التي تجرى بعد الولادة بساعات
تجرى هذه الفحوصات عادةً بعد 24 ساعة من الولادة، ليطمئن الطبيب على الطفل في حال كان هناك مشاكل أثناء الحمل، ويتأكد من عدم وجود أي أمراض أو حالات صحية خطيرة.
تؤخذ عينة من دم الطفل عبر وخز كاحله، وترسل إلى التحليل لاختبار وجود أي أمراض وراثية، وتصدر النتائج بعد 5-7 أيام، وكلما كان التشخيص أبكر كان العلاج أفضل وتجنب الطفل المشاكل المستقبلية، وفي هذه المرحلة يمكن للأهل سؤال طبيب الأطفال عن جميع ما يرغبون بمعرفته عن رعاية الطفل.
الفحوصات التي تجرى خلال الزيارة الأولى للطبيب
يجب إجراء هذه الزيارة بعد 3-5 أيام من الولادة، وخلال هذه الزيارة يجري الطبيب لطفلك العديد من الفحوصات والاختبارات، وأهمها:
- قياس الوزن والطول ومحيط الرأس للتأكد من النمو الطبيعي للطفل.
- بالإضافة لذلك يجري الطبيب فحصًا جسديًا كاملًا.
- يقدم نصائح متنوعة للأهل حول الاهتمام بصحة الطفل ونموه وغذائه واحتياجاته.
- فحص الرؤية والسمع، وفحص المنعكسات أيضًا، وأهم منعكسات الأطفال التي يجب الانتباه لها:
- منعكس المص: يمص الطفل الطبيعي أي شيء يقترب من فمه.
- منعكس الخوف أو الدهشة: يقرب الطفل يديه وقدميه إلى جسده عند سماعه صوت مرتفع.
- منعكس المشي: يحاول الطفل المشي عند لمس قدمه لسطح صلب.
التحاليل المخبرية التي تجرى للطفل حديث الولادة
من أهم الاختبارات والتحاليل المخبرية التي يجب إجراؤها للطفل حديث الولادة:
- التحاليل الاستقلابية: الاستقلاب هو عملية تفكيك الطعام وهضمه للحصول على الطاقة من أجل النمو الطبيعي، ويسبب أي خلل في العمليات الاستقلابية تراكم المواد الضارة في الجسم، ما يؤثر سلبًا على صحة الطفل ونموه، وقد يسبب أذية في الدماغ وصعوبات في التفكير ومشاكل في السلوك.
- تحليل خضاب الدم: الخضاب هو المسؤول عن نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم، ويجرى هذا الاختبار لمعرفة نسبة الخضاب في الدم بشكل روتيني، أو في حال وجود أعراض تعب عند الطفل، بالإضافة لذلك يجرى هذا التحليل للتأكد من عدم وجود أية أمراض وراثية تؤدي إلى تكوين خضاب دم غير طبيعي يُحدث مشاكل في نقل الأوكسيجين، مثل: التلاسيميا وفقر الدم المنجلي.
- فحص الهرمونات: الهرمونات هي عناصر كيميائية تنقل أوامر الغدد إلى الأعضاء، وتحدث المشاكل الهرمونية في حال زيادة إفراز هذه الهرمونات أو نقصانها. تؤثر هذه الأمراض على نمو الطفل وتطوره، وفي بعض الحالات قد تكون مميتة، لكن مع العلاج المناسب يعيش معظم الأطفال حياة طبيعية.
ومن الفحوص الضرورية التي يجب إجراؤها للأطفال حديثي الولادة:
- فحص القلب: يجرى هذا الفحص للبحث عن مجموعة من الأمراض القلبية الخلقية التي تسبب اضطرابات في النبض، وزرقة في الجلد، وضيقًا في التنفس، ومشاكل في النمو والتطور.
- فحص السمع: يُجرى هذا الفحص لكشف وجود نقص في السمع عند الطفل خلال أول خمسة أسابيع، ويتم هذا الاختبار بوضع سماعات صغيرة في أذن الطفل وإجراء تخطيط سمع باستخدام الحاسوب؛ لدراسة استجابة الطفل للأصوات المختلفة. يفشل هذا الاختبار عند نحو 1-2 من كل 100 طفل، لذا في هذه الحالة نحتاج إلى استشارة طبيب أذنية مختص لديه خبرة كافية هذا المجال.
في حال أظهرت إحدى هذه الاختبارات وجود مرض وراثي معين، يقوم الطبيب بإجراء المزيد من الاختبارات والفحوصات النوعية، والبدء في العلاج بأسرع وقت ممكن، وقد يكون العلاج بالأدوية أو بتطبيق نظام غذائي معين أو مكملات أو غيرها.
إن فحوصات ما بعد الولادة تقي طفلك من العديد من المشاكل وتؤمن له حياة مريحة وطبيعية، لذا لا تترددي في إجراء أي من هذه الاختبارات السابقة والالتزام بزيارة الطبيب فصحة طفلك مسؤوليتك.