يمر معظم الناس بفترات من التوتر والحزن والأسى والصراعات الداخلية، وعندها يحس الشخص بالعديد من المشاعر السلبية كالضيق والاكتئاب ويصبح التفكير بشكل منطقي أمرًا صعبًا عليه.

في هذه الأوقات سيكون من المستحيل على الأشخاص المصابين بهذه المشاعر السلبية أن يطلبوا المساعدة من طبيب نفسي، وفي هذه الحالات تلعب المساعدة النفسية لهؤلاء الأشخاص دورًا هامًا وحاسمًا في علاج المرض وأولوية قصوى لأجل إنقاذه؛ فالأشخاص الذين يعانون من ضائقة في حياتهم قد يجعلون المشكلة تسوء عند ظنهم بأنهم ليسوا بحاجة لطبيب نفسي. سنتعرف في هذا المقال على الطب النفسي وكيف تعرف أنك بحاجة لطبيب نفسي.

المحتويات

ما هو الطب النفسي؟

الطب النفسي (يسمى أحيانًا بالعلاج بالكلام)، وهو عبارة عن مجموعة متنوعة من العلاجات التي تهدف لمساعدة الشخص على تحديد وتغيير مشاعره وأفكاره وسلوكياته السلبية. يبدأ العلاج النفسي دائمًا عندما يلتقي الطبيب النفسي والمريض بشكل مباشر وجهًا لوجه، أو عندما يلتقي الطبيب مع عدة مرضى في نفس الوقت بما يطلق عليه العلاج الجماعي.

هل الطب النفسي مفيد؟

تقدم الأبحاث دليلًا قاطعًا يفيد بأن العلاج بالكلام يحسن الصحة العقلية للشخص الذي يتلقى العلاج ولكن على المدى الطويل، حيث وجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة كامبريدج عام 2016 على عدة أشخاص يعانون من حالات مزاجية أو قلق، وبعد حصولهم على العلاج النفسي اللازم بدأت مشاكلهم النفسية تختفي وحالتهم الصحية تتحسن بشكل ملحوظ، وبعد المتابعة لـ 10 سنوات أظهرت الدراسة حصول المرضى على نتائج ممتازة جدًا على الصعيد الصحي والنفسي. ^[1]

هل أنت بحاجة إلى طبيب نفسي؟

الحصول على طبيب نفسي لا يعني أنك مصاب بمرض نفسي محدد؛ فالطب النفسي قد يساعدك على جعل صحتك النفسية والعقلية أقوى من ذي قبل، والحصول على طبيب نفسي يمنحك القدرة على تخطي العقبات والمشكلات التي قد تصادفها في حياتك.

لكن عند حدوث مشكلة أو صدمة ذات وقع سيئ على صحتك النفسية، يكون الذهاب إلى طبيب نفسي هو الحل الأمثل للتعافي من المشكلة، سنذكر الآن أهم المشكلات التي قد تحتاج بعدها إلى استشارة طبيب نفسي:

الموت

الموت جزء لا يتجزأ في حياتنا، لكن التفكير من هذا المنطق لا يعني أن التعامل معه قد يصبح أسهل، كل شخص يتعامل مع الموت بشكل مختلف، سواء كان أحد أفراد الأسرة أو حيوانًا أليفًا، فالمساحة التي كانت تحتلها أرواحهم لها وقع كبير في حياة من أحبهم، ومعظم الناس يعالجون أنفسهم عن طريق تعريض أنفسهم للحزن بشكل علني أو خاص، لكن يلجأ بعض الناس لمحاولة تجنب الأمر مما يؤدي لمشاكل طويلة الأمد وبحاجة لطبيب نفسي لحلها.

التوتر والقلق

بعض جوانب الحياة مرهقة، والعديد من المواقف مثل: مقابلات العمل أو العلاقات الاجتماعية قد تسبب القلق والتوتر لأي شخص. إذا تركت هذه المشاكل للتفاقم فالتوتر والقلق سيزدادان، ما قد يؤدي للعزلة الاجتماعية والاكتئاب والعديد من المشاكل الأخرى.

الاكتئاب

إن الشعور الغامر بالعجز أو اليأس من العلامات الشائعة للاكتئاب، قد يكون الاكتئاب نتيجة مشاعر سلبية متراكمة مع الزمن أو صدمة كبيرة يشعر الشخص معها بالعجز. يعتقد بعض الناس أن التخلص من الاكتئاب أمر بسيط لكن هذه المعلومة خاطئة، فالاكتئاب هو اضطراب شائع في الصحة العقلية، إذ يفقد الناس الاهتمام بالأشياء ويعانون من التعب، وغالبًا ما يواجهون صعوبة في إدارة عواطفهم. عند الإحساس بهذه الأعراض أو ما شابهها يفضل التحدث إلى طبيب نفسي.

الرهاب

الخوف من المرتفعات والعناكب من أنواع الرهاب الشائعة، لكن بعض المخاوف غير المعتادة والتي لا أساس لها من الصحة، قد تخلق مشاكل كبيرة في حياة أي شخص، مثل: رهاب السيتوفوبيا (الخوف من الأكل)، والذي قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. يمكن لطبيب نفسي ذي خبرة مساعدتك في التغلب على أي مخاوف تعاني منها لتتمكن من العيش حياة طبيعية.

العلاقات والقضايا الأسرية

العلاقات سواء كانت عائلية أو شخصية أو متعلقة بالعمل تحمل في طياتها العديد من المشاكل والتقلبات، وتعد العلاقات الاجتماعية والأسرية من أفضل الأشياء الموجودة في حياة أي شخص، إلا أنها قد تكون مصدرًا للتوتر والمشاكل. التحدث إلى طبيب نفسي قد يساعد في تخطي التوتر والمشاكل التي تؤرق حياة أي شخص.

العادات غير الصحية والإدمان

غالبًا ما تُستخدم بعض العادات غير الصحية مثل: التدخين وشرب الكحول وتعاطي المخدرات للهروب، وتناسي مشكلات أساسية أكبر يحاول المريض الهروب منها، يمكن للطبيب النفسي المساعدة في الوصول لهذه المشاكل، ولكنه قادر أيضًا على معالجة المشكلات الأساسية التي يعاني منها المريض مثل:

الإدمان.
اضطرابات الأكل.
إدارة الإجهاد.
مشاكل النوم.

تعد الصحة النفسية من أهم العوامل التي تساعد في تحسين حياة أي شخص، وهي العامل الأول في الشفاء من أي مرض، لذلك عند التعرض لأي مشكلة من المشاكل التي ذكرناها سابقًا، فعلى الأغلب أنك بحاجة إلى طبيب نفسي في الحال. ^[2]

نادرًا ما تكون الحياة من دون تحديات أو صعوبات، وهناك بعض الناس غير قادرين على المضي قدمًا بعد تعرضهم لصدمة نفسية مهما كانت شدتها، ولكن من المهم معرفة أن المساعدة متاحة لكل مشكلة قد تواجهها في حياتك، ولا يوجد عار في الحاجة إلى طبيب نفسي، ولا يجب الخوف من تعليقات الناس من حولك؛ فصحتك وحياتك أهم بكثير. حمل تطبيق كيورا واستشر أفضل الأطباء في المملكة.